الترويح عن النفس

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : || (أفنان) l|
-

الترويح عن النفس


المقدمة .
• معنى الترويح لغة .
• معنى الترويح إصطلاحاً .
• أقسام الترويح .
• الضوابط العامة للترويح .
• من صور اللهو المشروع .
• التأثيرات السيئة للترويح الإعلامي الحالي .

ساعة وساعة


المقدمة
وهي عبارة مشهورة أصلها جزء من حديث نبوي كريم صحيح رواه الإمام مسلم فيه :
( إن أبو بكر لقيَ حنظلة - رضي الله عنه - فسأله عن حاله، فقال : نافق حنظلة ، فقال : انظر ما تقول ! قال : نافق حنظلة ، قال : فما تجد ؟
قال : إنا إذا كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي العين ، فإذا انقلبنا الى أهلنا عاسفنا النساء والصبيان فأنكرنا نفوسنا ، فقال أبو بكر : نافق حنظلة ، فقال عليه الصلاة والسلام : فما ذاك ؟
فقالوا قولهم ،
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون فيها عندي لصافحتهم الملائكة على فرشكم ولكن ساعة وساعة ) .

ويفهم من الحديث كما هو ظاهر السياق كما لا يحتاج الى إعمال فكر ولا الى كثير تقصي وبحث أنه ساعة يكون المرء فيها على قدرٍ من الطاعة والجد في العبادة والعزيمة في أبواب الخير ، والزيادة في الإيمان ، وساعة يكون فيها أقل من ذلك يأنس فيها بأهله ويلعب مع صبيانه ويريح بدنه وقد يستروح بشيء مما فيه لهواً مباحاً أو ترفيه مشروع ونحو ذلك ،
ويؤيد ذلك أيضاً بعض ما روي عن الصحابة - رضوان الله عليهم -
كما كان ابن عباس يعلم الناس التفسير والحديث والفقه ، وكان من دأبه إذا أخذوا بدروس العلم فرأى أنهم قد أخذوا بحظ وافر ،
قال : احمضوا بشيء من الشعر .. غيِّروا وجددوا وروحوا بالشعر ، فيأتون بكتاب الشعر أو فيلقى عليه قصائد الشعر .

وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقول : " روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فان القلوب تكل فإذا كلت ملت وإذا ملت عميَت " .
أو كما ورد فيما رُوي عنه - رضي الله عنه وأرضاه - وذلك كله يدور على أن الجد صيغة تغلب على حياة المسلم ، ولكنها لا تستغرق كل الأوقات ، ولا تنتظم جميع الأعمال ، بل لا بد من شيء من راحة للنفس ، وسكونٍ للبدن ، وترويحٍ للنفس ونحو ذلك ..

الحديث عن الترويح في الحقيقة مهم ووجه أهميته من وجوه عدة .

أولاً : الحجم المتعاظم للترويح
أصبح للترويح في وقتنا المعاصر مؤسسات ومنظمات ، بل وزارات وكيانات كبيرة ، وصناعة وإعلام واسع وأموال كبيرة ، فلم يعد الأمر شيئاً سهلاً ، ولا أمراً عارضاً ، ولا مسألةً محدودةً ، بل حجم هذا الترويح والترفيه أحوج اليوم إلى صناعة متكاملة عظيمة في كل شيء يتصل بها ،
ومن ثم لابد من تناولها .

ثانياً : الإهتمام المتزايد
فإن الترويح والترفيه لم يعد اليوم شيئاً عابراً ، بل هو المتصدر في وسائل الإعلام ، وربما كان على رأس القائمة في أبواب الإقتصاد والإستثمار ، وكذلك صار يتعدد حتى يشغل من الوقت معظمه وأكثره ، وصارت مسألة الترغيب والترويح حديث الناس وشغلهم الشاغل في صور كثيرة من حياة المجتمعات في هذه الأوقات .


ثالثاً : الأثر المتنامي
إن الترويح والترفيه لما كان الإهتمام به متزايد وحجمه متعاظم ومساحته واسعة كان له الأثر الأكبر الذي غيّر في العقول والأفكار والذي حوَّل في السلوك والاخلاق والذي أثر في العزائم والهمم والذي شمل الصغار والكبار والذي انتظم النساء والرجال ، والذي لم يعد يحده حدود ومن ثم فإن العناية بهذا أمر مهم جداً .


رابعاً : الإقتران الغالب المتلازم للحرام
اقترن الحرام في مع الترفيه والترويح في غالب الأحوال إذ صارت حياة الناس في هذه الأعصر ترويحها وترفيهها في غالب الأحوال يقترن بكثير من المحرمات والشبهات أو المكروهات، كما يستدعي بضرورة الإيضاح والبيان وضرورة التنبيه والتحذير وضرورة الإجتناب والإبتعاد عما قد يكون فيه هذه المؤاخذات الشرعية ذات الآثار الوخيمه في نفس وسلوك الإنسان ، كما أنها ذات أثر وخيم فيها ، يترتب عليها من السيئات والمعاصي ،

وما قد يكون عليها من عقوبة وعقاب في الآخرة .

خامساً : التوازن المختل
الذي غلبت فيه وسائل الترفيه والترويح على وسائل الجد والعمل الذي شغل فيه الناس بالترفيه أكثر من شغلهم بما هو واجب عليهم تجاه ربهم

أو حتى ما هو واجب عليهم تجاه أسرهم أو تجاه مجتمعاتهم، وصارت القضية حينئذ قضية ليست سهلة بل هي في غايه الأهمية، ولعلنا أن نلم
في هذا المقام ببعض أهم عناصر هذا الموضوع والا فان الحديث يتشعب لان كل باب وكل صورة من الصور الذي قد يرد ذكرها
قد تكون جديرة بأن يفرد لها حديثاً خاصاً عن هذه الوسيلة أو عن الصور من صور الترويح والترفي وما هو أصلها ومن بدأها وما هي وجوه ه
الحلال والحرام فيها

وما هي المجالات التي يجب أن ينتفع به منها الى غير ذلك .

معنى الترويح لغة
مشتق من مادة من المادة الثلاثية ( ر و ح ) الراء والواو والحاء
الترويح الذي أصله من الريح
وهي كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة :
"روح أصلٌ كبير مفرد يدل على سعة وفسحة وإطراد وأصل ذلك كله الريح إذ مدار هذه الكلمة على ماذا على السعة والفسحة ،

أي إن فيها سعة وتيسيرًا وفسحاً ونوعاً من الإرتخاء والإمتداد الذي لا تأخذ النفس فيه بالعزم ، ولا يشغل فيه الوقت بالجد ونحو ذلك ،
الا وأصل ذلك كله الريح "
والريح لو تأملنا في معناها هي الممتده التي تمتد في كل شيء التي أيضاً تأتي للنفس بنوع من السعة والإنبساط فأنت كما هبت
- كما يقولون - نسيم الريح للأرواح ، روح نسيم الريح هذه نسمات عليلة إذا هبت على الإنسان في وقت التعب بعد أن يجهد أو يعمل
أو يكدح ويعرق ؛ فإنه إذا جلست تحت ظل شجرة وجاءته نسمات الريح تداعب خصلة شعره وتجفف عرقه لا شك فيه نوع من الراحة والطمأنينة
تدل على هذه المعنى .
الترويح بمعنى الأريحية
"ومن ذلك أيضاً الأريحية يقولون فلان أريحي إذا كانت نفسه واسعة وصدره منشرح ودايم النسيم ودايم الإسهام مع الناس سواء كان بوقته

أو بجهده أو بفكره أو نحو ذلك فهو أريحي الطبع ـ دائماً نفسه سمحة ـ وكذلك يقولون أراح الإنسان إذا تنفس الصعداء أو كان عنده ضيق تنفس
ثم إذا تنفّس يقولون ارتاح أو أراح "

فهذا يدل على هذا المعنى .
الترويح بمعنى الرواح
" أو الرواح هو العشب سمي بذلك ؛ لأن المشي في وقت الليل يكون غالباً مع الريح الندية الرفيهة ، وهكذا نجد أن هذا المعنى يدور في هذه المعاني

كما يقولون : " إفعل ذلك في سراح ورواح " أي في سعة وسهولة ويسر .

الترويح بمعنى الترفيه
ومن مرادفات الترويح أيضاً الترفيه وهو أيضاً إشتقاقه من مادة " رفهه " وهي قريبة في معناها

كما يقول ابن فارس : " أصله أصل يدل على لقمة وسعة مطلب " ، ومنه الرفاه في العيش ورفاهية يقولون : فلان مرفه وعنده رفاهية وسعة والأمور ميسرة وسهلة ، وكذلك يقولون قضينا ليلة رافهة أي ليِّنة اليسر لا تعب ،
ويقولون :
" رفّه عنه إذا تنفس من الكرب أو أزاح عنه الغم والهم " .

وهكذا يأتي الترويح أو الترفيه وكذلك التسلية والتسرية، وكل هذه المعاني متقاربة في هذا الأصل الذي يكون فيه نوع من الخروج من التعب الى الراحة ومن الجد الى شيء من اللهو من العزم الى بعض السكون هذا معنى الذي تدور حوله معاني الترفيه والترويح .


معنى الترويح إصطلاحاً
أو عندما تطلق هذه الكلمة فهو واسع جداً وتكلم فيه بعض التربويين ، وربما لو أردنا أن نعرفه كما تقول تعريف هكذا من المعنى الواضح

هو : " أن الترويح إدخال السرور على النفس لإزالة آثار التعب والكدح " .
هذا بالمعنى العام ، ولكن إذا أردنا أن نخصص فلا بد أن نقرن هذا ببعض الضوابط أو أن نضيف في التعريف بعض الغايات والأهداف ونحو ذلك ،

كما ذكر بعضهم جامعا لهذه المعاني وعرف الترويح على أنه :
" هو نشاط هادف مجتمع ، يمارس إختيارياً للوسائل المختلفة المباحه في أوقات الفراغ غالباً "
وهو نشاط إذا أردنا أن يكون الترويح صحيحاً ينبغي أن يكون له هدف ولا يكون عبث لأجل العبث ولا لهو لأجل اللهو ولا فن لأجل الفن
- كما يقال اليوم - وغالباً ما يكون شيءٌ يُدخل السرور على النفس ، ويكون ممتعاً وساراً ويكون بالإجبار والإكراه وإلا لما كان ؛
لأن الإجبار فيه ثقل على النفس ونحن نريد بالترويح التخفيف عنها .
أقسام الترويح
وله وسائل وأنماط عديدة ومختلفة ، ثم لكي نأخذ صورة عامة ومدخل نريد أن ننظر الى أقسام الترويح من حيث الحكم الشرعي على وجه العموم وليس على وجه الخصوص لكل وسيلة بعينها أو لكل صورة من صور الترويح بعينها من ذلك .

أولاً : الترويح المحرم شرعاً
وهناك أنواع تحت هذا القسم هي كالتالي :
1 ـ ما ورد الحكم بمنعه وحرمته
كثيرة هي الأشياء التي قد تدخل على النفس السرور وتذيقها بعض اللذة ، لكنها إذا ورد الحكم بمنع منها وتحريمها فإنها لا تعد ترويحاً عند المسلم بل تعد نوعاً من الحرام المخالف لأمر الله عز وجل، وهذا يدخل لكل ما ورد فيه تحريفه سواء من صروف الترفيه والترويح أو من صروف اللذة والسرور، قد يقول وهذا وقع قد يرى ويعرف الإنسان أن في الزنا لذة للنفس لكنها محرمة وكذلك ما ورد تحريم من أنواع السباق أو الرهان فيه نوع من الإثاره وفيه نوع من الشد والجذب وفيه نوع من المعاني التي تتعلق بترويح النفس لكنه محرم .

وعلى كل حال قاعدة عامة هي أن كل محرمٍ لا بد أن يكون ضاراً بوجه من الوجوه لابد ولذلك بينت الآيات في بعض المحرمات أن شرّها أكثر من خيرها ، ولذلك جاء تحريمها كما هو الحديث المعروف أو قول الله - عز وجل - في شأن الخمر والميسر إثمهما أكبر من نفعها ؛ فإن وجدت بعض صور المنفعة أو التسلية فهناك شحناء وبغضاء ، وهناك غبن وظلم وهناك امتصاص لأموال الناس وهناك تغرير بهم هذه مضار كان فيها هذا التحريم ، فإذاً كل ما ورد النهي عنه عند المسلم من ترفيه وترويح لا بد له تعلق بحال من أحوال بهذا المحرم .

2 ـ الترويح المحرم إلتباساً
مثلاً السباحة حلال لكن السباحة بملابس تكشف العورة ما تجعل السباحة حرام ، ولكن السباحة بهذه الهيئه حرام ..

الزيارات بين الأصحاب والاصدقاء حلال وفيها نوع من الترفيه والتسليه ، لكن إذا كانت بين الشباب والشابات والفتيان والفتيات مع الإختلاط والمغريات صار هذا نوع من الترفيه حرام ، أليس عندنا الآن أشياء نراها ودعايات تبث أو تقرأ للصداقة أو للتعارف أو أبواب المراسلات وكذا ،
ما هي إلا نوع من الترفيه أصلها في التعارف أو التزاور أو التفاصح أصلها حلال ولكن ملتبسة بحرام ، السباقات السباق في الجري رياضة
مشروع أو مباحة أو ربما مندوب إليها كما سيأتي لكن إذا كانت رهان أو فيها نوع من صور القمار فكذلك بهذه الصورة .
السباحة للاعتبار؟ للترفيه عن النفس وكذا في أصلها حلال ، لكنها إذا اقترنت بالمسكرات والمخدرات والى آخره كذلك .

3 ـ الترويح المحرم قصداً
من حيث التغير أو الإبتداع في قصده ، مثل أن يجعل بعض الأنواع من الترويح على أنها عبادة وقربة ولم يرد الشرع بذلك كما يدَّعي ، فيضيف معنى بدعي لبعض ما يقال من الإنشاد وبعض الهيئات في الذكر ، يقول لك إنها صوره من صور العبادة وإنها قربة لله - عز وجل - فقد يكون في ذلك أصل مباح ، لكنه عندما يتخذ قربة أو يجعل عبادة أو يعد سنة ؛ فإنه بذلك يعد تحريماً لماذا لأنه تشريع ما لم يشرِّع الله -عز وجل - ولأن فيه باب من

أبواب الإبتداع .
ومثل هذا كما قلنا ما يقوله المتصوفة المغرقون في التصوف عن الذكر مع الرقص أو الذكر مع الإنشاد نحو ذلك ، أو ما يكون أحيانا من ممارسة رياضات يسمونها روحية وقد دخل ذلك على بعض المسلمين ، تأثروا بما قد يكون أحيانا عند بعض الديانات الكفرية وكذا، ودخل ذلك أيضاً بعض أهـل الـتـصوف كما ذكره كثيراً من العلماء ونحو هذا . هذه صور من ما يتعلق بالترويح المـحرم .


ثانياً : الترويح المندوب
الذي يكون مندوبا لكونه أثر فعله عن ا لنبي - صلى الله عليه وسلم - أو عن الصحابة - رضوان الله عليهم - ولكونه تتعلق به فوائد ظاهرة وبينة ، وقد ورد في ذلك حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح : ( كل شيء ليس من ذكر الله لهواً ولعب إلا أن يكون أربعة :ملاعبة الرجل لأمراته ، وتأديب الرجل فرسه ، ومشية الرجل بين الغرضين ،وتعليم الرجل السباحة)

هذه صور أخرجها النبي صلىالله عليه وسلم أن تكون خارجة عن ذكر الله الى اللهو والعبث بل فيها من ذكر الله ومن الإعانة على الطاعة ببعض الصور ؛ لأن ملاعبة الرجل مع أمراته نوع من إدخال السرور ، ونوع من إدامة الود ، ونوعٌ من تقوية الصلة ، ونوع من القدرة على التعامل والتفاهم ، وتدخل في إطار حسن العشرة ونحو ذلك ، وكذلك تأديب الرجل فرسه - أي ملاعبة الفرس وترويضه بحركات
- هو نوع من التعود على الجهاد ، ونوع من الرياضة التي فيها قوة الى غير ذلك من بقية ما ورد في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد في بعض ذلك أحاديث فيها شيء مما يدل على قوة الندب فيها كما ورد في صحيح مسلم عنه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( من تعلم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصا )
والرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ) .
سيأتينا مزيد من التفاصيل عن بعص صور الترويح التي كانت تمارس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، هذا بالنسبة للندب .


ثالثا : الترويح المباح
وباب واسع تربطه القواعد العامة كل باب يقترن بمحرم ولم يخرج عن واجب ولن يؤدي على تفضيلة ما هو أوجب منه ، قد يكون كل ذلك في دائرة المباح الذي يدخل فيه الإنسان بعض الأمور العامة ، كمسابقات ثقافية أو مسابقات ترفيهية أو بعض الألعاب التي فيها طرافة وتجمع مع بعض صور الرياضة، بعض الصور المضحكه ونحو ذلك فهذا كله مما يدخل في دائرة المباح ما دام لا يخرج عن حدود الشرع وما دام لا يكون في عبث ليس فيه أي ليس فيه إسراف، وأيضا يكون فيه بعض التلبية التي يحتاجها الجسم وتحتاجها النفس والعقل بحسب ما قد يكون منشطاً لما هو أولى ولما هو أعظم في الوجوب والأهمية بالنسبة للإنسان المسلم .

هذه الصور العامة والأحكام العامة المتعلقة بذلك والأحكام التفصيلية يعتبرها في كل هذه الوسائل أحكام بعينها من حرمة أو كراهة أو نبذ
أو نحو ذلك .

أنواع الترويح
نريد أن ترى ما هي الصور والأنواع التي في الغالب تتناولها صور الترويح في جملتها ؛ حتى ندخل فيها الى الصور المباحة والمشروعة،

ونعرض بعد ذلك أي الآثار أو الصور المحرمة بجملة تقسيمات :
التقسيم من ناحية التفاعل
بعضهم نقسمها من حيث التفاعل معها الى قسمين صور حركيه وصور سلبية أي غير حركية:
أ - الترويح الحركي
يكون من ممارسة أو فعل لبعض الأعمال التي يقصد بها الترويح على النفس مثل : السباحة السفر المسابقات الرياضيه والرمي والصيد والقصص ونحو ذلك هذه كلها فيها حركة .

ب - الترويح الغير حركي
وهذا القسم ينقسم الى أقسام ، منها نوع فيه عمل دون الحركه مثل المفاكهه والممازحه ، وبعض ما قد يكون من المسابقات الثقافية وأنت جالس مسابقة سؤال وجواب كما قد نرى في كثير من الأحوال ، أو مثل المطارحات الشعرية والمجالسات والمنادمات الأدبية لا يقومون ولا يتحركون ولكنهم يقولون ويتكلمون وهكذا .

ج - الترويح السلبي
الذي لا يكون فيه الا التلقي لا تتكلم ولا تفعل أي شيء ، وإنما تنظر وتشاهد مثل مشاهدة المسابقات ومشاهدة الرياضات ومشاهده الأفلام والمسلسلات والمسرحيات أو السماع لأي نوع من الأنواع .

وإذا نظرنا إلى التقسيم من حيث جوانب تتعلق بأصل هذه الأنواع الترفيهية ؛ فإننا يمكن أن نقسمها - كما ذكر بعض المؤلفين - إلى فنون صوتية وأخرى حركية وأخرى يدوية، لهذه الجوانب الفنون الصوتية يدخل فيها فنون الشعر والادب وفنون الغناء والعزف والموسيقى هذه فنون،
ونحن لا نتكلم لا على حلال ولا حرام ..
نتكلم على الأنواع والصور الموجودة الفنون الحركية مثل التمثيل والرقص ، والفنون اليدوية مثل الرسم والنحت ،
وغير ذلك من الزخرفه والعمارة ونحو ذلك كل ذلك يسمى فنون .
وهذا التقسيم يراعي الحواس الصوت أو اللمس والحركة وهو أيضاً واضح من حيث تقسيمه وسهل من حيث وجوده في هذه الصورة العامة

.
الضوابط العامة للترويح
نحن نريد أن ننتقل من نوع ذكر الضوابط التي من خلالها تجعل الترويح يحقق هدفه في تسريه وتسليه النفوس وتجديد نشاطه بين الجد والعمل ، وكذلك في تحقيق أهدافه المصاحبه ؛ فإن هناك أهداف تصاحب الترفيه .. المسابقة الثقافية - على سبيل المثال - هي للترفيه والترويح لكن من أهدافها المصاحبة زيادة العلم وزيادة المعرفة وسعة الإطلاع والثقافة من مؤلف هذه الكتب ، هذه أسئله للترفيه لإثارة الحماسة لكنها تهدف الى شيء آخر ، المسابقات الرياضية هي ترفيه ولكنها تهدف إلى تقوية البدن .

إذاً حتى لابد عندنا تصور أو توجه ان نجعل الترويح هادفاً كما ذكرنا في التعريف فهو نشاط له هدف يحقق المتعة والسرور
ولا يتعارض مع الشرع ويشغل عن ما هو أهم منه .

أولاً : ضوابط متعلقة بجماعة الترويح
الرفقة ليست كل أنواع الترويح يكون الإنسان في أغلبها يكون الإنسان مع غيره أو تكون جماعة ، ليس هناك أحد يلعب مباراة كاملة وحده،

وان كان ابتكروا هذه الألعاب الكومبيوترية الإلكترونية يلعبون فيها مع الكومبيوتر فنجد الواحد يشغل الساعات ويقوم ويقعد
وكأنه ممسوس في بعض الأحيان .
1 - الرفقة الصالحة
لأن الإنسان قد يذهب ليلعب الكرة فيكون - مثلاً - مع رفقة غير صالحة فيسمع السب والشتم والخصام والعراك ونحو ذلك ، ويخرج بسلبيات كثيرة من أخلاقيات غير حسنة أكثر مما يستفيده من لياقه البدن أو ترويح الجسم ويريدون الترويح فتنتهي إلى معركة فلا تكون فيها ترويح ، بل يكون فيها تجريح ، وربما أيضاً أحداث عجيبة ، أذكر حادثة لا بأس أن أشير اليها في رمضان كان للأسف قرب المسجد مكان تلعب فيه المباريات الرياضية كل يوم فيما بين العصر والمغرب ، وفي يوم من الأيام قبيل المغرب بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة في الوقت الذي يخلص فيه الإنسان للذكر والدعاء كانت المباراة مشتعلة وعند الإشارة هنا أثناء الوقوف في الإشارة ؟ إصطدمت المبارة وانتقلت الى معركة كاملة بين الفريقين كان المتصارعين
فيها لا يقلوا عن 30 مع المشاركة من الجمهور طبعاً، فهذا نوع من أثر الرفقة السيئة في ممارسة الترويح .


2 - الرفقة متجانسة
فلا ينبغي أن يكون هناك فروقاً كبيرة لما يكون من أثر تربوي سيء أحياناً لأنه هنا الطباع تختلف ولأنه أيضاً قد يكون له آثار من الناحية الخُلقية أو من الناحية الإجتماعية عندما يرى الناس رجلاً كبيراً في السن يلعب مع الصغار دائماً إذا كانت المسألة عرضاً أو خمسة دقائق في أن يدخل عليهم السرور فلا بأس ، لكن إذا كان دائماً ليذهب وتارة فيقولون أنظر الى هذا ماذا يفعل ، التجانس أيضاً من جهة أخرى يحقق المعاني التربويه إذا أردت أن أسمع مسابقه ثقافيه بين طلبه إبتدائي وطلبة ثانوي كيف أستطيع أن أجعل أشياء متناسقة ومتناسبة لا يمكن .


3- أن لا تكون الرفقة مجتمعة على أمور غير مشروعة
كالإختلاط أو أي شيء من الأمور مثل هذه الجوانب أو على تقليد للكفار ؛ لأنه بعض الأحيان صورة الإجتماع يكون عندهم تقليد للكافرين ، فيجتمعون مثلاً في مناسبة ماذا ترويح عن النفس بمناسبة عيد الكرسمس أو عيد رأس السنة أو كذا ؟ أصل هذا الإجتماع تقليد للكافرين وهو غير مشروع من هذا الوجه .


ثانياً - ضوابط وقتية
منع الترويح في الوقت المحرم
ما هو الوقت المحرم متى يكون الوقت يحرم فيه الترويح وقت أداء الواجبات في صحيح مسلم ( كل ما أسكر فهو حرام )

ونحن نرى قوله الله تعالى : { ويل للمصلين الذين عن صلاتهم ساهون } .
ورد في بعض التفاسير أنهم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فإذا كان كسب المعاش لا ينبغي أن يلهي عن ذكر الله ، ومن ثم ورد النهي ألا تشغل الأوقات الفاضله بشيء من اللهو وإنما تشغل بالجد ،

وقد ورد أيضاً في مسند الإمام أحمد حديثاً صححه الألباني قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :
( ليبيتن أقواما من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحن قردة وخنازير ) .
شغلوا الوقت الذي ينبغي أن يكون للطاعة أو للمباح ، إلى غيره فمسخوا وأثر ذلك في نفوسهم .

عدم الإسراف في الوقت المباح
الترفيه - أيها الاخوة - الأصل فيه أنه ترويح بين جدين أو راحة بين تعبين ،

أما الذي يروِّح عن نفسه لينتقل الى ترويح ثم يستريح من الترويح الاتي بترويح ثالث وينتهي ، هذا الذي يبدأ يطغى ،
نحن عندما نريد أن نقول ترويح – مثلاً - نريد أن نروح في الأسبوع مرة في اليوم جزء من الوقت أما أن يكون (24 ساعة بث أو أن يكون (24) ساعة ألعاب ومسابقات أو مهرجانات تمتد إلى أشهر أو نحو ذلك ، فهذا نوع من الإفراط في الوقت،

ولذلك النبي - عليه الصلاة والسلام - كما ورد في الحديث عن أنس قال : " كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيها، فلما قدم النبي - عليه الصلاة والسلام - قال : كان لكم يومان تلعبون فيهما قد أبدلكم الله بها خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى "
[ حديث صحيح رواه النسائي ] .

فالأمة جادة والمسلم جاد ، فالترويح إذاً في ضوابط الوقت ألا يخرج عن حد الإعتدال في الوقت - ولا شك - أن العرف والبيئة لها أثر في ذلك ، لكن ينبغي مراعاة هذا والإنتباه له ؛ لأنه قد يكون هناك نوع من التفريط الذي يخرج عن حد الإعتدال في الوقت في كثير من الأحوال ويشير إلى ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام :
( لأن يمتلأ جوف رجل قيحاً حتى … خيرٌ له من أن يمتلأ شعراً )
قال أهل العلم في الحديث في شرحه :

" الذي يغلب عليه الشعر قوله ونظمه والإشتغال به إذا غلب على هذا فإنه يكون صورة مذمومة أو عمل فيه مؤاخذة شرعية " .
ومن ذلك طبعاً يدخل في هذا أيضاً وجه مقابل ، عدم إهمال الوقت المندوب للترويح نحن قلنا : لا نشتغل في وقت الجد بالترويح ،
كذلك بعض الناس ينبغي ألا يكون مخالفاً لحد الإعتدال بل ربما يكون مخالفاً للسنة يأتي في يوم العيد أصلاً حرم الصوم ويجب الفطر
أو يأتي في الأيام التي فيها فرح ويأخذ بأعلى درجات الجد ، فالناس مبتسمون وهو متجهم ، والناس مرتاحون
وهو متعب هذا نوعٌ لا ينبغي وهو نوع من المخالفة للنبي - عليه الصلاة والسلام -
قال - لما أخبرته عائشة أنهم شهدوا عرساً لبعض الأنصار -
قال : ( يا عائشة أما كان معكم لهواً فإن الأنصار يعجبهم اللهو ) .

في مناسبة الفرح يحصل أما في مناسبة الفرح يكون هناك الوعظ والإرشاد و الجد والكلام هذا لا يتناسب كما ذكر ابن قتيبه في عيون الأخبار
على سبيل الطرفة أن رجلاً جاء به ليعقد النكاح فأراد أن يبدأ بخطبة النكاح ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله - عليه الصلاة والسلام -
ثم حصر فعقد لسانه يريد أن يتكلم ما وجد فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) .
فاختار هذا النص بغير موضعه وهذا مما قد يقع من بعض الناس أحياناً، أحيانا بعض الناس يقع منهم نوع من التشدد يظن به أنه بذلك يعني يظهروا نوع من صورة المسلم الجاد وهذا ليس بصحيح ، ومن آثاره أنه يكون فيه ما ينفر الناس عنه ، ومن آثاره أنه أيضاً قد يصعب ويشق عليه ذلك فيتركه ويترك معه الجد كله .

ونحن نعلم أن الأقرع ابن حابس جاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - وصادف دخول الحسن أو الحسين فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - وضمه وشمه وقبله والأقرع ينظر قال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحدا قط ، فقال : ( وهل أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك ) .
( وكان النبي - عليه الصلاة والسلام – يزهي ؟ نفسه حتى يمتطيه الحسن - رضي الله عنه -ويكون النبي - عليه الصلاة والسلام - كدابة ) .
( وكان يأخذ أمامة بنت زينب بنت أبي العاص حفيدته من زينب رضي الله عنها، يحملها في الصلاة فإذا سجد وضعها )
فينبغي للإنسان أن يأخذ قسطاً في وقته للهو والمرح ما دام لا يخرج عن حد الإعتدال .


ثالثاً : ضوابط تتعلق باللباس
ستر العورة وشروطها المعروفة بأن يكون ساتراً غير واصف لا يشف ولا يعف؟ ولا يحدد العورة، ليس هذا موضوع حديثنا ؛ فإنه أيضاً أمرٌ واضح وبيِّن .
وبالنسبة للنساء على وجه الخصوص عدم التبرج بحال من الأحوال وهذا كله بيِّن .


رابعاً : ضوابط متعلقة بالممتلكات والأماكن
عدم إتلافها وعدم إلحاق الضرر بها وعدم مضايقة الناس بعض الناس يريد أن يرفه عن نفسه فيجلس تحت بيوت الناس ليلهو ويلعب ويصفق ويصيح فيؤذي الناس والنبي - عليه الصلاة والسلام -نعرف حديثه في شأن الطرقات

لـمّا قال : ( أعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه يا رسول الله ؟ ، قال : كف الأذى وغض البصر و رد السلام ) .
وبيّن النبي - عليه الصلاة والسلام - في ذلك أشياءكثيرة وبين أيضاً في عموم حديثه :
( أن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .

وأيضا قراءة طبيعة المكان يعني إذا أردنا أن نصنع لعبة رياضية تحتاج إلى مكان وكذا ما نأتي في مكان لا يناسب فنمارس هذا الترويح فيكون فيه مضرة بصورة من الصور مراعاة الأعراف والاخلاق العامة أمر مهم جداً ، من ناحية السلوكيات تجنب السلوكيات الخاطئة التي قد لا يصاحبها التروي مثل الغضب والفحش والخداع أو ممارسة أمور محرمة كالسحر والشعوذة ومثيرات العداوه ،
أيضاً من مثل التشجيع الذي قد يكون فيه سب وشتم وكذا هذه سلوكيات خارجة عن أصل الترويح ، ولكنها مصاحبة له في سلوكياته ،
وهذا أيضاً كما ينبغي أن يخرج الإنسان منه أو يبتعد عنه ، فإذاً هذه مجمل الضوابط الذي ينبغي مراعاتها .

من صور اللهو المشروع
فلننظر إذا – الآن - إلى بعض صور اللهو المشروع المباح مما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -وكان في عهد الصحابة إذا رأى أن في ديننا وإسلامنا فسحه ، ومما ينبه له قبل ذلك أن الإسلام دين فطرة : { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير } .

والنفوس بطبيعة فطرتها تحتاج إلى هذا الترويح والترفيه والإسلام أقره وجاء ببعض صوره التي تحقق الفائدة ولا يكون فيها مضرة ،
والإسلام أيضاً دين وسط ليس فيه تفريط ولا إفراط ، ومن ثم كانت وسطيته تشتمل على بعض هذه الصور الترويحية ،
والإسلام أيضاً دينٌ واقعيٌ ليس فيه خيال مجنح ، وليس فيه مطالب لا تتفق مع واقع الإنسان المسلم بأن يعجز عن القيام بها ،
ولكن كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله لا يملّ حتى تملّوا ) .
وأيضا الإسلام في هذا كله دين التوازن، الإسلام دين التوازن والاعتدال لا يطغى فيه شيء على شيء لا جد على لهو ولا لهو على جد ، وإنما لكل شيء وقته وميزانه ، وهذا أمر مهم ، ولكن لا بد من الإلتفات إليه ، فإذا كانت هذه خصائص الإسلام ، فإذاً لابد أن يكون فيه مثل هذا اللون ،
فلننظر إلى بعض صوره .

الصورة الأولى : اللهـو المباح
معنى اللهو في اللغة : هو اللعب بالشيء ، يقول : " لهوت بالحصى - أي لعبت بالحصى -

فهناك لهو مشروع ورد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - وثبت عنه - عليه الصلاة والسلام -
في بعض هذه الصور التي سنذكر شيئا منها بعضها يتعلق بما قلنا بالناحية الصوتيه ، والتقسيم الذي قسناه من ذلك ما يتعلق بالحداة والرجز والنصب الذي يسمى ؟ والغناء الغير مصاحب للآلات وغير المشتمل على شيء من المحرمات ، هذا كله مما وردت به السنة
وقد ذكر العلماء هذا وبيّنوه،
كما قال ابن رجب رحمه الله قال : " الخلاف الذي ذكر في سماع الغناء المجرد ، أما سماع آلآت اللهو فلم يمكن في تحريمه خلاف " .
وحديث النبي - عليه الصلاة والسلام - : " لما دخل أبو بكر وعنده جاريتين تغنيان - وليستا بمغنيتين ومتهمتين بالغناء وإنما كانا تأتيا بالشعر

على نوع من الوزن وعلى نوع من الإيقاع يكون فيه ما يؤثر في النفوس - ولا بد أن ندرك - أيها الإخوة - أن الصوت بحد ذاته وأن طريقة إلقائه وان قصره وحده وان خفضه ورفعه وان وصلة ووقفه هو فن بحد ذاته ، وله أثر في النفس،
ومن ثم قال القائل : " من لم يطربه خرير الأنهار وحفيف الأشجار ومطرب الأشعار فليبكي على نفسه "
فإنه هو جاء بكلمة لا تقال هذا ؛ لأن طبيعة النفس - أيها الأخوة - لا بد أن يكون لها تأثر ، فالحداء ثبت فعله من النبي - صلى الله عليه وسلم -

ومن الصحابة - رضي الله عنهم - كما في حديث البخاري ومسلم لما كان أنجشة يسوق الإبل بالحداة ،
وهذا إذا كان الحداة يؤثر في الإبل وهي حيوانات عجمى ، فكيف لا يؤثر في الإنسان ويروِّح عنه وينشِّطه .

وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( يا أنجشه رويدا رفقا بالقوارير )
وأيضا ما كان الصحابة يرتجزونه أثناء حفر الخندق :
اللهم لو لا أنت ما اهتدينا **** ولا تـصدقنا ولا صلينا
وقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام لما سمعهم يرتجز بذلك قال لعامر ابن الأكوع يرحمه الله ، وأيضا روي قال :
( خرجنا حجاجاً مع عمر - رضي الله عنه - فسيَّرنا في ركب في أبو عبيده وعبد الرحمن بن عوف فقال القوم : غننا يا خوات ؟

فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر، قال عمر ارفع لسانك )
ما كان يغنيهم كان يقول بعض الأشعار والنبي عليه الصلاة والسلام قد أقر الشعر وقوله بل جعل لحسان منبراً يلقى فيه الشعر في مسجده يدافع فيه عن الإسلام ، ويذكر مآثر المسلمين ويمدح فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والرجز - كما قلنا - من هذا النوع وكما كانوا أيضاً ينشطون به

كما كان فعل الصحابة عند بناء المسجد ،
ثم قالوا :
إن الـعيش عـيـش الآخرة **** فـاغفر للأنصار والمهاجرة
وكما يقول قائل منهم :
هذا الحال ليس حمال خيري **** إنما هذا حمال ربنا واظهروا؟
وأخذ الصحابة يرتجزون :
لئن قعدنا والرسول يعمـل **** لذلك الـعــمل المفلل؟
وقال قائلهم :
لا يستوي من يعمر المساجـد **** يـداعب! فيها قائماً وقاعداً

إلى غير ذلك ، وأيضا الغناء ورد لفظه كما قلنا جاريتان تغنيان ، وأيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( يا عائشة أما كان عندكم لهو ؛ فإن الأنصار يعجبهم اللهو ) ،
وفي رواية أخرى : ( هلا بعثتم جارية تضرب الدف وتغني ! ) قلت : تقول ماذا ؟ ،
قال تقول :
أتيناكم أتيـنـاكـم **** وحـيـانا وحياكم
ولولا الذهب الأحمـر **** مـا حلت بواديكم
ولو لا الحنطة السوداء **** مـا سمنت عذاريكم


هذا ذكره ابن حجر في الفتح ، وروايات أخرىكثيرة في هذا كما ورد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - وفي شعر بعض أصحابه ومع الضوابط،
ونحن - كما قلت - لا نريد أن نطول في كل صورة من الصور بتفصيل ما يحل منها وما يحرم ،
وقد يكون لهذا مقام آخر وقد أشير في آخره لبعض ما قد يرجع إليه في هذا .

الصورة الثانية : المداعبة والممازحة
التي فيها مُلح وظرف وفيها إدخال السرور والضحك على النفوس ، وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - يمزح ولا يقول الا حقاً .

وقال أبو هريره - رضي الله عنه - كما في حديث صحيح : قال الصحابة : يا رسول الله إنك تداعبنا ! قال : ( لن أقول الا حقاً ) .

ولا شك – أيضاً - أن هذا يذكر في عموم الرسول صلى الله عليه وسلم إن من أفضل الأعمال إدخال السرور على المسلم ما دام ليس

هناك حرج في أن يدخل السرور بشيء من المداعبة والمزاح و …إلخ .
أنا وأنت وكل إنسان كان صغيراً، وقصة المرأة المعروفة لما قال - عليه الصلاة والسلام – للعجوز التي جاءت

تقول له : يا رسول ادعو الله أن أكون من أهل الجنة ،
فقال لها : ( إن الجنة لا تدخلها عجوز )

فولّت وهي تبكي ، فقال النبي - عليه السلام - : أخبروها إنها لن تدخلها وهي عجوز
ولكن تدخلها وهي شابة ، لأن الله سبحانه وتعالى قال : { إنا أنشأناهن إنشاءً * فجعلناهن أبكاراً * عرباً أتراباً } .

ومن لطائف ما يذكر أن صهيب كان فيه بعض المزاح - رضي الله عنه - فروي عند ابن ماجه بسند صحيح :
أنه قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ممازحاً : تأكل التمر وفي عينيك رمد ! فقال : إني أمضغ على الناحية الأخرى .

وهي طرفة جميلة مستملحة بدأها النبي - صلى الله عليه وسلم - بسؤال كيف تأكل التمر وفي عينك رمد ،
فقال : آكله وأمضغه على الناحية الأخرى ، وهي سعة في اللطافة ؛ لأنه لا ينبغي أن يكون الجد دائماً ، ويصعب على النفس تقبُّل أن تكون كذلك ، ومما ورد أيضاً رويات كثيرة عن نعيمان ، وقد ذكر ذلك ابن حجر في ترجمته وذكر ذلك الخطيب في كتابه عن أخبار الظراف ،
ذكروا في ذلك روايات في مجملها تدل على أنه كان عنده مزاح ،
لكن أعيان هذه الرويات بعضها فيها ضعف منها أنه وهذا فيما رُوي ولا آتى بشيء مما يتعلق بصحة ؟ :
( أنه سمع أعمى يستدل على بيت يغير؟ يسأل عن بيت فلان فأخذه وأوقفه على رأس رجل أصلع
وقال : دونك الباب فأقرع ، وضرب الرجل على صلعة هذا المسكين ) .

وقد وردت روايات أخرى أيضاً كثيرة في شأن نعيمان رضي الله عنه .

وكان النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً قد أخذ ببعض الطرف ، كما ورد في رواية حسنة فيما ذكر عن أزهر - العبد الأسود -
الذي ذكرت بعض الرويات إسمه وبعضها لم تذكره :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتضنه من وراءه وهو بالسوق ، وقال : من يشتري هذا بدرهم ؟ من يشتري هذا بدرهمين ؟

والتفت أزهر
وقال للرسول الله صلى الله عليه وسلم : والله لتجدني يا رسول الله كاسداً ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : ولكنك عند الله لست كاسداً .
وكان النبي عليه الصلاة والسلام دائم التبسم وإدخال السرور على أهله وأصحابه في نوع من الإعتدال ،
ومع ذلك - كما قلنا - لسنا هنا في الضوابط والا فإن الضوابط تقول لنا أنه لا ينبغي للمسلم الإكثار من الضحك ولا رفع الصوت بالقهقهة ،
وكان النبي - عليه الصلاة والسلام -
ضحكه تبسم وهكذا .


الصورة الثالثة : الرمي والفروسية
وهذا من أوسع الأبواب وأهمها ، وللاسف أنه ترويح قلّت العناية به ويكاد يكون ضعُف الإشتغال به، وقد أفرد ابن القيم - يرحمه الله -

رسالة عن الفروسية وبعض ما أثر فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة وعن العرب وما عندهم من شؤون الفروسية ،
وذكر في ذلك شيءٌ كثير ،
وقالوا : إن الفروسية تكون في ركوب الخيل والمسابقه والرمي واللعب بالرماح ويدخل في هذا أنواع كثيرة منها ركوب الخيل :
والنبي - عليه الصلاة والسلام - قد سابق بين الخيل وأجرى - كما جاء في رواية ابن عمر - أجرى رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما ضمر من الخيل من الحفياء الى ثنية الوداع مسافة معينة ، وأجرى مالم تضمر يعني النوع الذي هو غير سريع من الثنية
إلى مسجد بني رزيق ، وذكر ابن عمر المسافة منه سبعة أميال ، وهذا أكثر

وهذا الحديث في البخاري ونعلم : أن النبي - عليه الصلاة والسلام - مضى بقوم وهم يرمون فرمى ما أمسك القوم قال : ما لكم أمستكم !
قالوا : كيف نرمي وأنت معهم ، قال : (ارموا فأنا معكم جميعاً .. ارموا بني إسماعيل وأنا معكم جميعا ؛ فإن أباكم كان رامياً )
وأيضاً استثنى بعض صور الإباحة في المسابقات في مسابقات الخيل على وجه الخصوص كما قد يكون محرماً في غيرها،

وعلل ذلك ابن القيم بأن هذه الصور في الرمي والمسابقه بالخيل فيها تحريض على تعلم الفروسية وإعداد القوة للجهاد والرمي ورد أيضاً
فيه كما قلنا حديث النبي عليه الصلاة والسلام
( اللهو في ثلاثة ؛ تأديب فرسك ، ورميك بقوسك ، ومداعبتك أهلك ) .
وأيضا في حديث مسلم :
( ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه )
يعني ستفتح لكم الأرض ، وقد لايكون هناك داعي إلى الجهاد الدائم المتواصل ، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه أن يرمي بالسهام ،

في سيرة نور الدين زنكي - رحمه الله - أنه كان يحب اللعب بالكرة ، ما هو اللعب بالكرة عنده ؟
كان اللعب بالكرة في ذلك الوقت أن يأتي فوق الخيل ويجيء بالكرة يرميها ثم يلحقها ويفر منها، ويكون هذا فيه نوع من التدريب الشاق للخيل بالإنعطاف والرجوع إلى الكرة فعاتبه شيخه في ذلك وأرسل إليه فقال له :
" إني في وقت سكون وهدنة ولولا أني يعني أقصد بذلك ترويض الخيل والإستعداد للجهاد لما فعلت ذلك" أو كلام من هذا المعنى .


الصورة الرابعة : المسابقات الرياضية
وأيضا المسابقات الرياضية في أنواع مختلفة هي من صور بعض ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم

- مثل :
المصارعة
ولكن المصارعة بغير تعنيف وغير تقبيح وخاصة ضرب الوجه ؛ لأنه قد نُـهي عنه حتى في البهائم حتى للبهائم قد نهي عنه وقد ورد

عن النبي عليه الصلاة والسلام : ( أضرب واجتنب الوجه ولا تقبِّح ) .
المصارعة المقصود فيها إستعراض القوة ، ومن يطر ح الآخر أو من يستطيع أن يحمل الآخر كما روي أهل السير في الصراع الذي وقع بين رافع بن خديج وسمرة ابن جندب يوم أحد ، وكذلك في مصارعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لركانة الذي كان قوي البدن فصرعه النبي

عليه الصلاة والسلام فاستعاده فصرعه ثم صرعه ثلاثة مرات فأسلم فيما بعد .
وأيضا وردت رواية في هذا أن هذه المصارعة كانت على عوض ،

وأن النبي - عليه الصلاة والسلام - ترك له ذلك وقال : ( ما كنا نجمع عليك لنصرعك ونغرمك خذ غنمك )
سباق الجري
وسباق الأقدام أو الجري معروف فيه قصة وحديث عائشة رضي الله عنها لما قالت :
سابقني النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبقته فلبثنا - أي وقتاً - حتى إذا أرهقني اللحم فسابقني فسبقني ، فقال هذه بتلك .
وهذه صورة ليس هناك أروع ولا أروح ولا أجمل منها في اللهو المباح وفي إدخال السرور على الأهل، وإذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام -

الذي كان هو قمة الجد وغاية العزم وهو من هو في أمر الأمة وتحمل مسؤوليتها وكذا، وجّه الفرصة لبعض هذا اللهو المباح فكيف بمن دونه
وأيضاً في صحيح مسلم : أن سلمة بن الأكوع كان مشهوراً بأنه عدّاء أحد مشاهير العدائين ؛
لأنه كان يسبق الخيل - أيها الاخوة - ويدرك الإبل لما جاءت غزوة السويق وأغاروا على المدينة لحقهم سلمة بن الأكوع ماشياً
حتى جعلوا يرمون ما غنموه حتى يتخففوا للإنطلاق لئلا يلحق بهم سلمة بن الأكوع وكان هذا مشهور به ، وكان النبي - عليه السلام -
يثني عليه بذلك بل حتى يعني كان سلمة يرتجز : خذها وانا ابن الأكوع **** والـيـوم يوم الرضع
سباقات الفروسية
وهذا يعني في الحديث عند الإمام مسلم حتى أنه جعل فرقاً بين الرجَّالة والفرسان، من هذا الباب سباقات أيضاً التي تجري بين الخيول كما قلنا في ذلك أو السباق بين الخيل وهو من هذا النوع الذي أشرنا إليه سابقا وقد كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة تسمى العضباء

وكانت لا تُسبَق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه النبي - عليه السلام - فقال:
( حق على الله أن لا يترفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه ) رواه البخاري .

انظر الى الصور التي تأثروا فيها من المسابقة ، وكانوا يشجعون النبي - عليه الصلاة والسلام - فأراد النبي أن يبيّن أن هذا نوع من الترفيه ،
وأنه ينبغي أن لا يدخل فيه يعني أن يبالغ الإنسان في الإنتصار له وكذا ، وقال أيضاً حكمة عظيمة ما من شيء يعني يرتفع إلا أن يضعه الله،
هذا أيضاً فيه فوائد أخرى تتعلق بذلك .

الصورة الرابعة : الصيد
أيضاً من الصور الصيد يجمع بين كثير من هذه الرياضات فهو نوع من السباق ؛ لأنه لحاق بالفريسة وهو نوع من الفروسية ؛ لأنه يستديم فيه في الغالب أيضاً بالخيول وهو نوع من إجادة الرمي والتعويد عليه ؛ لأنه إما أن يرمي بالصيد أو بالرماح أو بالسهام أو باللحاق كل ذلك يجمع هذا كله في صورة واحدة وقد كان الأمر في هذا واسع ، وقد يكون أحياناً له حاجة وقد يكون أحياناً ليس له حاجة ، ولكن كما قلنا نحن بصدد الأحكام لا ينبغي ألا يقترن به نوع من العبث كما يصنع بعض الناس يصيدون ويعذبون الحيوانات ولا يبادرون إلى نحرها وتزكيتها قبل موتها ويرموها، هذا كله من الأمور التي فيها مؤاخذات .

وأيضا مثلٌ نضربه أيضاً نذكر هنا لبيان أن هذا الأمر إذ جاء في وقت محرَّم ، وإذا جاء بصورة معينة كيف كانت الإمتناع .
هذه رواية أبي قتادة يذكر لنا فيها :
أنه كان مع النبي - عليه الصلاة والسلام - بين مكة والمدينة متى وقت الإحرام كانوا محرمين ويقول وأنا رجل حلّ هو كان غير محرم على فرسه ، وكنت رقَّاء أعلو الجبال أي يصعد الجبال فبينما أنا على ذلك إذا رأيت الناس متشوقين علىشيء يعني رأوا شيئاً فذهبت انظرفاذا هو حمار وحشي ، فقلت لهم : ما هذا ؟ ماذا قالوا المحرمون ؟ قالوا : لاندري ، قلت : هو حمار وحشي ، قالوا هو ما رأيت لأن المحرم حرام عليه الصيد ،

فما أرادوا أن يشاركوا في الصيد ولاحتى بالكلام ، قال : وكنت نسيت سوطي فقلت ناولوني سوطي فقالوا : لن نعينك عليه ، فنزلت فأخذته ثم ضربته في إثره حتى ينطلق الخيل فلم يكن الا ذاك حتى عقرته، فأتيت إليهم فقلت لهم قوموا فاحتملوا قالوا لا نمسه فحملته حتى جئتهم به فأبى بعضهم وأكل بعضهم لأنهم ما صادوه وبعضهم إمتنعوا حتى يسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم –
فقلت : أنا أستوثق لكم النبي صلى الله عليه وسم فأدركته فحدثته الحديث قال أبقيَ معكم منه ؟
قلت : ( نعم قال كلوا فهو طعم أطمكموه الله سبحانه وتعالى )
والحديث في البخاري .
هذا يبين لنا الدقة في هذا لجانب إذن هذه أيضاً صور لبعض هذه المجالات ، وعندنا وراء ذلك أيضاً أمورٌ أخرى من المباح
ات ، وكما قلنا مثل المسابقات الثقافية ومثل المسابقات البحثية ومثل بعض الصور من الألعاب الترفيهية
التي ليس فيها كما قلنا شيء يعني يقترن بالحرام .

بعض الصور أو صورة عامة عن ترويح المعاصي .
وأول قضية فيه وأهم قضية إن جل هذا الترويح متأثر ومقلِّد لأهل الكفر شرقاً وغرباً بل هو في أكثره مقتبس منه، بل صناعته متلقاة عنه ،
وإذا أردنا أن نوخض في ذلك سيطول بنا الحديث ، فإذا رأيت فنون التمثيل والأفلام والإعلام والبث الفضائي والتلفزة والفيديو
والآن الشاشات الإلكترونية وغير ذلك كله جل برامجه من صناعة غربية وما كان غير ذلك كان على نسقه في غالب الأحوال .
ومن ثم هناك عندنا قضايا أساسية عند هؤلاء القوم
أولاً : الحرية المطلقه عندهم ممنوع هذا بقولك لا هذا تقييد عن الحرية هذا كبت .
ثانياً : المادية المغرِقة يريدون المادة والأموال حلال حرام ليس عندهم حلال ولا حرام إذا كانت المادة تأتي بالجنس فأهلاً وسهلاً
إذا كانت الثروة تأتي بالعري فأهلاً وسهلاً ، إذا كانت الثروة تأتي بالغش والخداع والرهان فلا بأس فهذه أمور مطلقة .
ثالثاً : المتاجرة بالغرائز والسعي وراء اللذة والمتعة، لأنه كما أخبرالنبي - عليه الصلاة والسلام - : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) .
هم لسان حالهم قول منكري البعث الذي تكلم عنهم القرآن : ( إن هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ) .

هذا جل همهم كي يتلذذ في الدنيا فهؤلاء هم أسهم التي لا تمت أسسنا الدينية والاخلاقية والإجتماعية بصلة ، هي التي أسست ترويحهم
ولذلك جاءوا في الترويح بكل قبيح ، وفي الحقيقة جاءوا في الترويح بكل معنى ما لا يتصوره أحيانا العقل ولا تقبله النفس بحال من الأحوال ،
ولذلك أستفيد هذا في غالبه سواءً كان من أفلام الكرتون أو المسلسلات أو الأغاني وللأسف التقليد في هذا الباب هو الغالب والمسابقة بالمنافسة
في هذا الباب هو الغالب ، عالمنا العربي والإسلامي لا يسابق الغرب في الصناعات ولا يسابقهم في السياسات ولا ينافسهم في الإقتصاديات ،
لكنه يسابقهم في المهرجانات وفي أنواع كثيرة من الصناعات النفيسة لا تجد أي تنافس ونحو ذلك ، وهذا - كما قلنا - له أثره الكبيرة
وليس هذا موضوع حديثنا ولكن هذه الصور الإنحرافيه لهذا الترويح التي غلبت عليه الصور الفاسدة والمنحرفة
حتى أصبح ذكر أي كلمه من هذه الكلمات يتزن مباشرة - كما قلنا في المقدمة -
بالعراء، إذا قلت سياحة لا ينصرف الذهن في الواقع الا الى أمور واحد اثنين ثلاثة معروف إنها من الكبائر وأبواب الفسق العظيمة
إذا قلت من في الغالب؟ أيضاً يأتيك ما يأتيك من رقص أو عهر أو تفسق يعني إلى غير ذلك،
ومن هنا طبعا تقول هذه أبواب كثيرة من الفساد لها تأثيراتها العقدية والخلقية والاقتصادية الى غير ذلك، نشير إشارات سريعة
وإلا كما قلت هذه موضوعات مستقلة .


التأثيرات السيئة للترويح الإعلامي الحالي
من الآثار العقدية
من أخطر هذه الجوانب - أيها الاخوة - الآثار العقدية التي أدخلت الشُبه والشتكيك إلى المسلمين في عقائدهم ، وتناولت كثير من قضايا المسلَّمات العقدية تناولاً قابل للبحث والنقاش أو تناولاً متضمناً الإستهتار مثل عذاب القبر والجنة والنار في أفلام الكرتون وكذا ، لا أريد أن أخوض في هذا ؛ لأن الأمثلة كثيرة ومثل ما يقدم من ارتبط بصليب مثلما يقال أو يقدم في صوركثيرة مختلفة عن جوانب متعددة في هذا الإطار .

ومن جوانب الخطورة في مسألة العقيدة تمييع حقيقة الولا ء والبراء ، وكذلك الإستهزاء أو الإعتراض على بعض التشريعات الإسلامية والنقد لها كتعدد الزوجات أو أحكام الحجاب أو نحو ذلك هذه جوانب كثيرة وأبوابها واسعة والكلام في هذا - كما قلنا - يطول الحديث عنه .

من الآثار النفسية
وأيضا آثار أخرى تتعلق بالأثر النفسي الذي يورث جيلاً متعلقاً بالشهوات وبالمحرمات ، ويظهر فيه التساهل والترخص في إرتكابها وتهوينهاعلى النفوس ، إضافة إلى ما يأتي أيضاً من آثار أخرى ، كما يأتي في مشاهدة العنف أو الرعب من إدخال الخوف أو الإنشراح بعفل الجريمة والتعلق بمظاهر العنف و الدماء ونحو ذلك واختلالات نفسية وعقلية تتعلق بهذا ، أو أمر هذا أيضاً واضح كبير جداً ولسنا - كما قلت - بصدد التوسع في هذا .


من الآثار الإجتماعية
وأيضاً له أثر إجتماعي في تجفيف علاقات الأسرة لا تجلس الأسرة بعضها البعض ، وإنما تنشغل بمتابعه الإعلام وأيضا يحصل من أثر ذلك فتنة الرجل بالنساء فينصرف عن زوجته أو يكبر معها النزاع وكذلك المرأة بما ترى من صور الرجال ، وما يرى الأبناء من تمرد على الآباء كل ذلك يفتت الأسرة ويحطم الصلات الإجتماعية وهذا أمره أيضاً بيَّن .

أيضاً في الحقيقة هو من أهم الآثار والإلهاء والصرف عن الأمور يعني هؤلاء مشغولين بالمسابقة ومشغولين بالتمثيلية والحلقة القادمة والمباريات التالية وبالمهرجان القادم ونحو ذلك ولا يبقى هناك مجال للتحصيل العلمي والتفوق فيه أو للعمل والبذل والجد ونحو ذلك ، وهذا للأسف من أكثر الآثار ظهوراً .

من الآثار السلوكيه العامة
مثل التقليد الذي أظهر لنا الآن القبعات واظهر لنا القصّات ، وأظهر لنا المشيات المختلفة وأظهر لنا كثير من الأمور والتقاليع من أثرالإرتباط بهذه الصور الترويحية أو الترفيهية المنحرفة الى غير ذلك .


من الآثار الإقتصادية
التي يصرف فيها الكثير من أموال المسلمين فيما لا طائل وراءه ، ولا يكون إلا لهواً أو لعباً بل فيما هو محرم أحيانا بينما للأمة حاجات أساسية وقضايا مهمة لا تجد من المال ما يقيمها ويجعلها قائمة في حياة المسلمين - وكما قلت - هذه صورة عامه لهذا الموضوع .

تم نقل هذا الموضوع من كتاب الجامع الازهر واتمنى لكم قرائه ممتعه والاستفاده .
منقول

yaui2tgcdtm7cghctng.
كتبت : حنين للجنان
-
ماشاءالله عليك
موضوع رائع
بارك المولى فيك
وسدد خطاك لما يحب ويرضا
وجزاك الله جنة الفردوس الاعلى
كتبت : بلاد الشام
-
ما شاء الله بارك الله بك وجزاك خيرا على هذا الموضوع
كتبت : سنبلة الخير .
-
احبك الله الذي احببتنا فيه

موضوع رائع وطرح اروع
جزاك الله خيرا وبارك الله لك
سلمت يمنياك

اثابك الله الفردوس الأعلى
كتبت : pinkro0ose
-
مــاشاء الله تبارك الرحمــن

جزاك الله خيرا أيتها الفاضلة ونفع الله المسلمين بجهودك المباركة
بارك الله فيك على هذا
الطرح الرائع والمميز والمفيد

كتبت : * أم أحمد *
-
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله خيراً
موضوع رائع وهادف
سلِمت يداكِ أختي الغاليه
وأدخلكِ الله الجنه ووالديكِ وكل من تحبين
الصفحات 1 2 

التالي

غفلنا عنها وتركناها وهي من النعم

السابق

موعظة بليغة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى

كلمات ذات علاقة
الترويح , النفس , عن