الترويح عن النفس
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
المقدمةوهي عبارة مشهورة أصلها جزء من حديث نبوي كريم صحيح رواه الإمام مسلم فيه :
( إن أبو بكر لقيَ حنظلة - رضي الله عنه - فسأله عن حاله، فقال : نافق حنظلة ، فقال : انظر ما تقول ! قال : نافق حنظلة ، قال : فما تجد ؟
قال : إنا إذا كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي العين ، فإذا انقلبنا الى أهلنا عاسفنا النساء والصبيان فأنكرنا نفوسنا ، فقال أبو بكر : نافق حنظلة ، فقال عليه الصلاة والسلام : فما ذاك ؟
فقالوا قولهم ،
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون فيها عندي لصافحتهم الملائكة على فرشكم ولكن ساعة وساعة ) .
ويفهم من الحديث كما هو ظاهر السياق كما لا يحتاج الى إعمال فكر ولا الى كثير تقصي وبحث أنه ساعة يكون المرء فيها على قدرٍ من الطاعة والجد في العبادة والعزيمة في أبواب الخير ، والزيادة في الإيمان ، وساعة يكون فيها أقل من ذلك يأنس فيها بأهله ويلعب مع صبيانه ويريح بدنه وقد يستروح بشيء مما فيه لهواً مباحاً أو ترفيه مشروع ونحو ذلك ،
ويؤيد ذلك أيضاً بعض ما روي عن الصحابة - رضوان الله عليهم -
كما كان ابن عباس يعلم الناس التفسير والحديث والفقه ، وكان من دأبه إذا أخذوا بدروس العلم فرأى أنهم قد أخذوا بحظ وافر ،
قال : احمضوا بشيء من الشعر .. غيِّروا وجددوا وروحوا بالشعر ، فيأتون بكتاب الشعر أو فيلقى عليه قصائد الشعر .
وروي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقول : " روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فان القلوب تكل فإذا كلت ملت وإذا ملت عميَت " .
أو كما ورد فيما رُوي عنه - رضي الله عنه وأرضاه - وذلك كله يدور على أن الجد صيغة تغلب على حياة المسلم ، ولكنها لا تستغرق كل الأوقات ، ولا تنتظم جميع الأعمال ، بل لا بد من شيء من راحة للنفس ، وسكونٍ للبدن ، وترويحٍ للنفس ونحو ذلك ..