** تفسير قوله تعالى : ( وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا )**

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : * أم أحمد *
-


ywgc27bdv8.gif






تفسير قوله تعالى : ( وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا )

الجواب :


الحمد لله


هذه الآية من سورة " الجن " ذات الوقع المؤثر في النفوس ، تحكي حديثا صدر عن الجن الذين استمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمنوا بالقرآن ، وأسلموا.

قال الله تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا . وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا . وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ) الجن/1-4 .


وظاهر جداً من سياق الآيات : أن الجن أعلنوا إيمانهم بوحدانية الله ، ورفضهم لما يقوله المشركون من نسبة الصاحبة والولد إلى الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .


والجد في الآية معناه : العظمة والجلال ، وليس معناه "أبو الأب" كما فهم هؤلاء المفترون .

قال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" (1/364) :


" الجيم والدال أصولٌ ثلاثة : الأوَّل العظمة ، والثاني : الحَظ ، والثالث : القَطْع .


فالأوّل : العظمة : قال الله جلّ ثناؤُه إخباراً عمّن قال : ( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ) الجن/3 .


ويقال : " جَدَّ الرجُل في عَينِي " أي : عَظُم ، قال أنسُ بنُ مالكٍ :

( كان الرجلُ إذا قرأ سورةَ البقرة وآلِ عِمرانَ جَدَّ فينا )

أي : عَظُم في صُدورِنا .



والثاني : الغِنَى والحظُّ : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه :

( لا يَنْفَع ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ )
يريد : لا ينفَعُ ذا الغنى منك غِناه ، إنّما ينفعه العملُ بطاعتك .


والثالث : يقال : جَدَدت الشيءَ جَدّاً ، وهو مجدودٌ وجَديد ، أي : مقطوع " انتهى .


وانظر : "لسان العرب" (3/107) .


فتفسير عبارة الجن التي حكاها الله عنهم : ( وأنه تعالى جد ربنا ) كتفسير دعاء استفتاح الصلاة أيضا :

( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، تَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ )


رواه مسلم موقوفا عن عمر (399) .


والمقصود في كل منهما : تعالت وارتفعت عظمة الله تعالى ، وكبرياؤه ، وعزته ، ونحو ذلك من المعاني التي فيها تعظيم الله تعالى وإجلاله .


لذلك حكى ابن الجوزي في "زاد المسير" (8/378) الأقوال في تفسير الآية ، فقال :


" للمفسرين في معنى : ( تعالى جَدُّ ربِّنا ) سبعة أقوال : أحدها : قدرة ربنا ، قاله ابن عباس .

والثاني : غنى ربنا ، قاله الحسن .

والثالث : جلال ربنا ، قاله مجاهد وعكرمة .

والرابع : عظمة ربنا ، قاله قتادة .

والخامس : أمر ربنا ، قاله السُّدِّي .

والسادس : ارتفاعُ ذِكْرِه وعظمته

، قاله مقاتل .

والسابع : مُلك ربنا وثناؤه وسلطانه ، قاله أبو عبيدة " انتهى .



وهذه المعاني كلها متقاربة وتدل على عظمة الله تعالى وكبريائه .


والمعنى الإجمالي منها في الآية : هو التعبير عن الشعور باستعلاء الله سبحانه وبعظمته وجلاله عن أن يتخذ صاحبة ، أي : زوجة ، وولداً ، بنين أو بنات!


وكانت العرب تزعم أن الملائكة بنات الله ، جاءته من صهر مع الجن! فكذبت الجن هذه الخرافة الأسطورية .


قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (14/222) :


"التعالي : شدة العلوّ .


والجَدّ : العظمة والجلال ، وهذا تمهيد وتوطئة لقوله : (ما اتخذ صاحبة ولا ولَداً) ،

لأن اتخاذ الصاحبة للافتقار إليها لأنسها وعونها والالتذاذ بصحبتها ،

وكل ذلك من آثار الاحتياج ، والله تعالى الغني المطلق ، وتعالى جَدّه بغناه المطلق ،

والولد يرغب فيه للاستعانة والأنس به . . . وكل ذلك من الافتقار والانتقاص" انتهى .



وقال السعدي في تفسيره (ص 1055) :


"(وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا) أي: تعالت عظمته وتقدست أسماؤه، (مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا)

فعلموا من جَدِّ الله وعظمته، ما دلهم على بطلان من يزعم أن له صاحبة أو ولدا، لأن له العظمة والكمال في كل

صفة كمال، واتخاذ الصاحبة والولد ينافي ذلك، لأنه يضاد كمال الغنى" انتهى



وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :


ما معنى قولنا في دعاء الاستفتاح للصلاة : ( وتعالى جدك ) ؟



الجواب :


" معنى ذلك : تعالى كبرياؤك وعظمتك ، كما قال سبحانه في سورة الجن - عن الجن - أنهم قالوا :

( وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ) " انتهى .




"فتاوى الشيخ ابن باز" (11/74) .


فتبين من ذلك أن في الآية رداًّ على من نسب لله الصاحبة والولد ، كالمشركين والنصارى ،

لأن ذلك يتنافى من عظمة الله وجلاله .





والله أعلم


.
بارك الله بكاتب الموضوع





ودمتم في أمان الله وحفظه



كتبت : || (أفنان) l|
-



اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ... ونور ابصارنا
وجلاء حزننا , وذهاب همنا وغمنا , وقائدنا إلى جناتك
جنات النعيم

جزاكِ الله خير الجزاء
وتقبل الله منكِ الطاعات
ونور قلبكِ بنوره وجزاكِ الجنة
كتبت : * أم أحمد *
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة طموحي داعية:



اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ... ونور ابصارنا
وجلاء حزننا , وذهاب همنا وغمنا , وقائدنا إلى جناتك
جنات النعيم

جزاكِ الله خير الجزاء
وتقبل الله منكِ الطاعات
ونور قلبكِ بنوره وجزاكِ الجنة

تسلمي حبيبتي الغاليه
نورتي موضوعي وعطرتي متصفحي
والله لا يحرمنا من طلتكِ الطيبه
كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء
موضوع متميز
اسال الله ان ينور قلبك بالقرآن ويجعله شفيعا لك يوم القيامة
كتبت : * أم أحمد *
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء:
جزاك الله خير الجزاء
موضوع متميز
اسال الله ان ينور قلبك بالقرآن ويجعله شفيعا لك يوم القيامة
ولكِ بالمثل حبيبتي الغاليه إيمان
تسلمي حبيبتي مروركِ أفرحني وأسعدني
كتبت : حنين للجنان
-
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
ونور قلبك بالايمان وتلاوت القران
الصفحات 1 2 

التالي

عليكِ بدموع القلب فهي اشد حرقة من دموع العين

السابق

2 >> قصة وتعقيب " 5 " || ~ وعاد رمضان بعد شوووق .. { فــ الهمّة يا طالبي الجنّة

كلمات ذات علاقة
ما , اتخذ , تعالى , تفسير , حد , ربنا , صاحبة , ولا , ولدا , نموه , قوله