رواية :فرح من رحم الالم

مجتمع رجيم / إبداع القلم .. لا للمنقول
كتبت : رسولي قدوتي
-


لا أعلم ماذا أقول لكِ ,,

وقد عشت هذه الأحداث ,, بكل كلمة من كلماتكِ

وبكل حرف صاغته أحاسيسكِ

عشتُ معكِ حقبة من الزمن مرت بجزائرنا الحبيب

لم أكن أعلمها ,,’’

و لم أتوقعها مطلقا ,,’’

لكنكِ أجدتِ تمام الإجادة في نقلها لنا

تخيلتُ منظر الدماء التي رأتها إلهام ,, وعشت الدور بكامله

بعدما فقدت أمها التي لم تلدها >> العمة فضيلة

وبعدما فقدت سندها بعد الله بسبب لحظة أُنس مع رفقاء سيئين

,,’’ منظر السجن رسمته كلماتكِ ,, كـ رسام بارع

أجاد نقل مافي مخيلته بإتقان



,,’’

لا أعلم ما أقول

بل لا أجد ما أقووووله


لكني أرى من وجهة نظري أن الإبداع في الكتابة

ليس مخزونا ماديا ينضب كلما أخذنا منه ,,’’ بل هو تراكم معنوي قبل كل شيء

يزيد كلما أبحرنا فيه

فـــ استمري ,, غاليتي بكل ثقة

كلي شوووق للقادم ,, وأتمنى كما تفضلوا البنات أن يكووون

أطول من سابقيه
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
حينما تنبعث خيوط النور من الظلماء
لتذيب وجه الليل المتساقط المتحجر
وتمتص بؤرة الارهاق الطويل

وتكتب نقطة نهاية
لتعود لاول السطر لكن ......بقلب جديد


align="left"> اهداء الى نهلة زهرة الاسلام حنين للجنان دينار
وكل من طلبت فصل اطول
تابعوا معي
الفصل الثالث
دخلت نوال حتى تؤازر صديقتها وحبيبة قلبها

كان يجب عليها ان تحاول اخراجها من هذا الحزن

كانت نوال اكثرهم تدينا ومحافظة

نوال :الهام البكاء ما راح ينفعك ولا ينفعو ادعيلو ان الله يفرج سجنه

الهام :تمسح دموعها بكمها بحركة طفولية تدل على براءة تسكنها ارتخت عضلات وجهها لتدخل لحظات اشراقة اولى زفرت ثم اخذت نفسا عميقا فهي تؤمن بأن التنفس العميق يريح الاعصاب

تعبت من البكاء فلم تجد الا أن تستكين وتنفذ ما قالته صديقتها

اما نوال فهذه فرصتها كي تغير هذا الجو المشحون

نوال:باركولي بنات

سمية :مبروك انخطبتي وراح نرتاح منك

نوال :ههههه لا اطمنى باقيه على قلبكم خخخخخ اصلا انا ملح هذه المجموعة الخرافية

الهام : بصوت تعلوه بحة خير هاتي وما تكثري من ملحك الضغط عالي اليوم

نوال: خخخخخ بايخة وقديمة وسامطة

يا سيدي عثمان بنفسه وصلني اليوم هنا وراح يرجع يأخذنى

تخيلوا

سمية :لا ما تقوليش (قولي غير هذا)

نوال ترفع راسها وتخفضه اي نعم

الهام :اكيد انت دفعت ثمن البنزين

نوال :واو 10على 10ممتازة اجابة كاملة

الهام: هههه ربي يهديه

نوال :امييييييييييييييييييييييييييييييين الي يسمع يتخيل انها سيارته وهي سيارت بابا

هنا وصلت نوال لغايتها وبضحك الهام حتى وان كان ضحكا على استحياء الا انها نجحت في اخراجها من الجو الكئيب

سمية :انا جعت راح نطلب بيتزااااا وانتم واش (ماذا )نطلب لكم

نوال بسرعة قبل ان تنطق االهام :بيتزاااااا بالفطر والهام كثري لها الشطة

الهام :ماني قادرة نــ..

قاطعتها سمية :اوش ما تاكلي انت نحن ايضا ما نكلوا

الهام بشبح ابتسامة اطلبي


سبحان الله والحمد لله والله اكبر

داخل جدران السجن
كان شاكر يحمل مصحفا صغيرا بين يديه يقرأ فيه لا يسمع الا همهمة ضعيفة منه
وبعد ساعات شاكر وبصوته الهادئ يشق الصمت الرهيب
شاكر :بعد قليل يخرجونا لقاعدة الاكل للغداء اعرف انك ماعندك نفس لكن لازم تاكل الامر قضي وانت الان هنا واذا كانت قلّة الاكل تخرجك منا(من هنا) كنا كلنا ما اكلنا لكن لنفسك عليك حق ولبدنك عليك حق ووجبة الغداء الوحيد في النهار حتى للعشاء ولازم تقوت نفسك لا يعلم رضوان لمَ كلمات هذا الشاب آنست وحدته رغم انه يمقت حتى النظر اليه
بعد دقائق فُتح باب الزنزانة وتوجه الشابان وبقية السجناء عبر رواق طويل ينتهي بسلالم حديدية يوجد في الاسفل على يمينها غرفة عرف من

الوهلة الاولى انها الحمامات

وبعد منعطف باب كبير وراءه غرفة واسعة تملؤها الطاولات والكراسي اذا هي غرفة الطعام

جلس رضوان بجانب شاكر وما لاحظه ان الاخر كان يحظى باحترام الجميع لم يعرف اهو احترام او خوف ؟؟؟؟؟؟

لم تفارق الابتسامة وجه شاكر ولا كلمات السلام التى كان يلقيها على كل من مر به

بعد وجبة الغداء التى كان نصيبه منها بعض لقيمات لان في حالته اخر شئ كان يفكر به هو الاكل والامر الاخر رداءة الاكل الذي لم يستسغه

قال شاكر :رضوان نروحوا للحمامات نتوضوا قبل الزحام وقبل ما تفوتنا صلاة الظهر

رضوان :في نفسه يا حبــــــــــيـــبي لم اصلي خارج السجن اصلى داخله انا اصلا لي زمن لم اتوضأ

شاكر: رضوان سامعني

رضوان :Ouiوي سامعك

شاكر :كاين( يوجد )حمام ادخل خذ دوشdouche وانا نستناك (انتظرك )

رضوان :في سره اوووووف تحلت المشكلة

المشكلة هنا عند رضوان انه كان يحتاج الى الغسل قبل ان يصلي لانه لم يكن اصلا يصلي ولم يكن ليتظاهر بانه صلى فهذا لا تسمح به نفسه رغم كل ما يحمل من مساوئ بل لم يكن ليدخل المصلى بنجاسته


في غرفة لم تكن بالواسعة ولا بالضيقة كانت عبارة عن مصلى السجن تقدم احد الشباب وارتفع صوته يجلجل في المكان الله اكبر الله اكبر

الله أكبر ، الله أكبر

أشهد ألا إله إلا الله

أشهد ألا إله إلا الله

أشهد أن محمداً رسول الله

أشهد أن محمداً رسول الله

حي على الصلاة، حي على الصلاة

حي على الصلاة، حي على الصلاة

حي على الفلاح، حي على الفلاح

حي على الفلاح، حي على الفلاح

الله أكبر لله أكبر

لا إله إلا الله
شاكر كان يردد مع المؤذن كلمات الأذان وما ان انتهى اخذ يردد أَشْهَد أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدهُ لا شَريك لهُ ، وَأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرسُولُهُ ، رضِيتُ بِاللَّهِ ربًّا ، وبمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وبالإِسْلامِ دِينًا اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ الْقَائِمةِ، آت مُحَمَّداً الْوسِيلَةَ ، والْفَضَيِلَة، وابْعثْهُ مقَامًا محْمُوداً الَّذي وعَدْتَه
كانت هذه الكلمات وكان اول مرة تطرق آذان رضوان رغم انه كان يعرف انه يجب ترداد كلمات الاذن مع المؤذن فقد درس ذلك في الابتدائي ولاطالما سمع العمة لطيفة تفعل ذلك وكم سمع دعاء انتهاء الأذان من القنوات او من شفاه العمة فهي كانت اقرب الى الالتزام او دعونا نقول التزام ينقصه العلم

تقدم شاكر حتى يؤم من كان في المصلى كان المصلى قد اكتظ بالمصلين من المسجونين لا تفرحوا كثيرا فحجم تلك الغرفة كان صغيرا كما ان عدد غير المصلين الذين في الخارج اضعافا مضاعفة

كان رضوان يحدث نفسه :سبحان الله اول صلاة جماعة لي بعد سنوات هنا في السجن؟؟؟؟؟

بعد صلاة الظهر اقترب شاب يدل مظهره انه في بداية الثلاثينات من شاكر وقال:

سعيد: بارك الله فيك ياشيخ شاكر الماء الذي رقيت الوالدة فيه وجدت تحسن بعد الشرب منه وهي قالت لي ابلغك انها تدعيلك ان الله يفرج همك

شاكر :وفيك يبارك يا اخ سعيد اسال الله لها الشفاء العاجل ودعاؤها انا في امس الحاجه له وقلها لما تحظر الزيارة الجاية (القادمة ) ما تنسي اخوننا الباقين هنا وخاصة المظلومين من دعائها

سعيد :باذن الله راح اقولها ودعاءك ليها ولينا ياشيخ

شاكر : ان شاء الله

رضوان يراقب كل ما يحدث امامه وكم عجب من تلك الابتسامة التى لم تنمحِ من على وجه شاكر وكأنها مرسومه بدقة

اقترب رجل منه وقال

توفيق :السلام عليكم خو(اختصار كلمة اخي ) انت مع الشيخ في نفس الزنزانة

رضوان :وعليكم السلام وي معه

توفيق: يا حظك ياخوا يا حظك يربي يكملك بتفريج همك

رضوان : امين واكمل في سره ......اي حظ وانا في سجن و مع ارهابي

كان في قرار نفسه يعلم ان شاكر ابعد ما يكون على هذا الوصف رغم انه تعرف اليه لساعات فقط



سبحان الله والحمد لله والله اكبر




في الزنزانة المشتركة بين شاكر ورضوان

شاكر :انا نرقد شويا (قليلا )

وقبل العصر انهض
ارتاح انت ثاني(كذلك) ريح راك تعبان

رضوان :ان شاء الله

بعد صلاة العصر كان الكل يتجه الى قاعة الطعام لاخذ فنجان من القهوة

اخذ شاكر فنجانان واحد له والآخر لرضوان وخرجا الى ساحة السجن التى و لأول مرة في هذا اليوم يرى فيها رضوان النور جلس شاكر على حجر كبيرة مليئة بالنتوءات والشقوق

التي انبعثت من بينها اعشاب ونباتات عنيدة ارادت ان تحسس الموجدين _هنا انهم على وجه هذه الارض لتبعث رسالة امل للحياة

كانت متواجدة في اقصى الساحة
وجلس بالقرب منه رضوان

ارتشف شاكر من فنجانه وعيناه مركزتين على يده وقال

شاكر : شوف خوء انا مانعرف وعلاش (لماذا )قلت علي ارهابي لكن اللحية سنة نبينا عليه الصلاة والسلام و..

ليقاطعه

رضوان :اسف بصح الامر فوق طاقتي .و....

توقف عن كلماته وانزل راسه كان يؤنب نفسه على جلوسه هنا

شاكر : انا ماني قاعد نلومك خويا انا حاب افهمك اشياء فقط واذا حاب فهمني اسبابك بعدها

اولا السلفية ابعد ما تكون على الارهاب والخوارج

ومشايخ السلفية من بداية الفتنة في الجزائر قالوا بان هذا فتنة وليست جهاد

رضوان :يوم كانوا يقتلوا فينا واحد ما قال الكل كان يشجع

شاكر :بالعكس كل علماء السلفيين تكلموا

لكن كان منهم من سمع كلام العلماء ولكن لم يستجب وفيهم من غرر بهم وفيهم من دخل لاخذ ثار شخصي المهم انا لن ادافع عن اشخاص انا ادافع عن منهاج ودين انا مايهمني الارهابين ونيتهم او من كان يذبح في الشعب الجزائري لان الامر قضي والحمد لله انا اريد ان ادافع عن المنهج عندك

ليس لانه في محل اتهام لكن لانك وآسف على تعبيري جاهل في هذا الامر

الشيخ الالباني رحمة الله عليه تسمع بيه

رضوان :وي نسمع بيه

اكمل شاكر :

اول من اصدر فتوى وانا املك شريط بعنوان لا جهاد في الجزائر ولو كان ماشي ممنوع نقول لصاحبي في الزيارة يجبهولك بصح (لكن) كي نخرجوا باذن الله راح نسمعوه مع بعض ومشايخ السعودية المفتي آن ذاك الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ العثيمين والشيخ ربيع المدخلى وكل المشايخ اقصد علماء الامة وليس من يدعي العلم

شوف خو انا في هذاك الوقت اقصد وقت الازمة كنت صغير مثلي مثلك لكن لما هداني الله عرفت ان الامر لا يمت للسلفية والدين بشئ

والكل كان يطبّع (يدفع) بصدره هذا ماكان ,بزاف من شبابنا راحوا من الطرفين ضحية جهلا و تهور

رضوان :انا ذبحوا كل اهلى قدامي كنت نسمع بكاءهم توسلاتهم شهقاتهم وبعدها شفتهم كامل مذبوحين ثم تنهد تنهيدة اخرجها من اعماق نفسه

واغرورقت عيناه بدمع حبيس

الوالد هو الوحيد الذي كانت طريقة موته اهون اغمض عينيه ثم قال رصاصة بين عينيه

بقيت انا واختى الصغيرة وعمتى الى مكانت(لم تكن ) معنا ذاك اليوم


تخيل خوا كيفاش يكون احساسي نتخيل اي ملتحى ارهابي

شاكر :انا لله وانا اليه راجعون بصح (لكن) انت قلت ما شفتشهم يعني ما تعرف اذا كانوا ملتحين ام لا

وثانيا يعني انت مثل الامريكان لان مسلم قام بعمل ارهابي عندهم على حد قولهم فكل المسلمين ارهابين يعني وانت ايضا ارهابي

هل انت ارهابي ؟؟؟؟ نظر الي رضوان واكمل هذه قاعدة خاطئة تعميم الكل بالواحد, ولا تنسي لا تزر وازرة وزر اخرى

وكل انسان يمثل نفسه

يعني لانك الان في السجن نقدر نقول انك مجرم و عائلتك قع (كلها )

مجرمين

كلامي صح ولا غلط خويا رضوان

رضوان : بشبح ابتسامة صح صح خو

هنا ارتاح شاكر ان رضوان اعطاه هذه الفرصة للنقاش

وهذا في حد ذاته انجاز مهم واصعب شئ


سبحان الله والحمد لله والله اكبر



في هذه الاثناء هناك خارج جدران

السجن وفي مكان اخر



نوال :الهام لازم تكوني قوية يعني تسكتى خمس دقائق

تبكي ساعة هكذا راح نبقى قلقانة عليك وما نقدر نروح للبيت

سمية :ماتقلقي روحك نوال انا نبات معاها راح يتقلقوا عليك في البيت

نوال :كنت حابة نبات معكم لكن تعرفوا عثمان واستبداده

الهام :راح نكون بخير انت اتصلي باخوك حتى ياخذك للبيت قريب المغرب

نوال :لا تخافي اصلا اتصل هو وقالي انه خمس دقائق ونهبط




رن هاتف سمية




سمية :بابا اكيد عنده اخبار

الهام :بسرعة ردي سمية بسرعة

ردت سمية

سمية : الو بابا

...............

غدا لا اكيد راح تقول انها تروح معك

........

سمية ايه راح نقولها لكن متى

........

سمية :خلاص ان شاء الله قبلها نكونوا جاهزين

الهام :واش قالك ؟؟؟

سمية يقول انه اخرج تصريح بالزيارة عنده واسطة سهلت له

وقالك لازم تكوني جاهزة السابعة صباحا يمر وياخذك معه

الهام :راح اشوفه يعني

واخذت عباراتها هذه المرة ترسم مسرى على تلك الخدود

لكن بطعم اخر بطعم الفرح

رن هاتف نوال

نوال:يا ربي عثمان تحت نسيته راح يعمل لي عمايل الله يستر


سبحان الله والحمد لله والله اكبر



في السجن

مازال الحوار الساخن يدور بين الاثنين

شاكر :انت فوطيت ( انتخبت )في الوئام المدني

رضوان :اكيد

شاكر :بأي ورقة

رضوان : نعم للوئام المدني

شاكر :يعني انت كنت مع الحاكم في الوئام بمعني انك وافقت على ان الارهابيين التائبين يرجعوا ويندمجوا في المجتمع وانهم كانوا ضحية وان عائلات قتلاهم وقتلى الشرطة يعوضوا من الحكومة ؟؟؟؟

وكيما (مثلا) ما قال الرئيس كلهم ضحايا للازمة الوطنية

حرك رضوان رأسه مشيرا بنعم

هنا اكمل شاكر

فقد بدأ يلمس أمراً حساساً :سبحان الله من هنا تسامح ومن هنا تحقد هذا يعني انك انت الان من الخارجين عن الحاكم لانك وافقت وبعدها تراجعت

رضوان :انا يوم انتخبت فعلا كنت مقتنع بوجهة رأي الرئيس

شاكر :الرئيس عمل خطوة كبيرة وجبارة وانا وانت وكل الشعب مدانين له بالشكر لانه بعد التوفيق من الله رجع الامن للبلاد بعد عشرية فعلا سوداء
بشبح ابتسامة قال رضوان


رضوان :كلامي معاك اليوم غير في معلوماتي الكثير

شاكر ملطفا للجو: ههههههههه مظلمين ديما مظلومين الكل ظالمنا هههههه
ثم اكمل

الكلام الي قلته من شويا هذا ماشي كلامي هذا كلام الدين كلام الرسول عليه الصلاة والسلام

وهو الى امرنا بطاعة ولي الامر مهما كان لانها تكون فتنة عظيمة وطبعا مايخفاك الي مرينا فيه

وضع يده على كتف رضوان وكأنه يواسيه واكمل

الامر الي مريت فيه امر كبير وانت قوي ورجل بكل معنى الكلمة لان هذا الامر ما حطمك بل بلعكس جعل منك رجل تحس بالمسؤولية اقصد مسؤولية عائلتك

رضوان بابتسامة ساخرة : اي مسؤولية الله يرحم والديك لوكان كنت نحس راني برا مع اختى الوحيدة

شاكر : وعمتك ؟

رضوان : توفات من ثلاث اشهر ربي يرحمها

شاكر : لا حول ولا قوة الا بالله يربي يغفر لها ويرحمها يعني اختك وحدها

رضوان :وي وهذا الامر الي مقلقني بزاف

شاكر: ربي معها انت استودعها الله الذي لا تضيع ودائعه

وباذن الله تخرج قريب ومايكون غير الخير حبيبي

رضوان : الي يسمعك يقول راك تقضي فاكونس (عطلة )

شاكر :هههههههههه

لا لكن انا بريئ وباذن الله ربي راح يبين الحق كيما انك انت ثاني (انت ايضا ) بريئ

رضوان :كيفاش عرفت ؟

شاكر : رغم جهلك وعدم تدينك ورغم انك ما كنت تصلي الا ان فيك خير كبير والدليل انك صليت من غير قتلك هيا نصلوا

رضوان :كنت عارف اني مانصليش؟

رضوان : طبعا وهذا الامر اقصد الدعوة الي قلتها لك قلتها قبلك لاكثر من عشرة رجال وثلاث فقط صلوا الباقي رفضوا

وهنا يبين معدن الانسان والخير المدفون فيه

هنا علا صوت صفارة الحراس لتعلن وقت الدخول لان الشمس بدأت تنسل خجلة وراء الجبال لتعلن بداية ليلة طويلة على نزلاء هذا المكان المقيت


سبحان الله والحمد لله والله اكبر

نوال : يلا حبيباتي انا خارجة غدا نلتقي باذن الله
سمية :انقليلنا المحاضرات هههههه
نوال :اكيد والنقل على حسابي ههههههه
سمية:انت كريمة واحنا نستاهلوا
الهام :نوال خوك راح يعصب عليك
نوال :ربي يعيني اليوم على لسانوا

خرجت بعد ان ودعت صديقاتيها
كانت تجمعهم صداقة مميزة جمعتهم لاكثر من5سنوات من ايام الثانوية وحتى الجامعة التى اختاروا فيها نفس التخصص لغات وهذه السنة الثانية لهن

دخلت نوال سيارة اخوها

نوال :السلام علي......
عثمان :لا سلام ولا كلام عام باش تهبطي
وضرب بقبضته على مقود السيارة
نوال :اول ما رن جوالي نزلت متنسي هي في الدور الرابع
عثمان :الاعذار انت تعرفيلها (تجيدينها )

حرك السيارة وكأنه في حلبة سباق حتى سُمع لعجلاتها صوت وكأنها تعوي



سبحان الله والحمد لله والله اكبر





هناك وراء جدران السجن

دخل رضوان وشاكر وبعد ان توضؤوا اجتمعوا في المصلي لتعلوا منه كلمات الحق معلنة دخول وقت صلاة المغرب من قبل نفس الشاب الذي أذن للإعلان عن صلاتي الظهر والعصر

وكالعادة امامهم كان شاكر

اول ما ارتفع صوت شاكر

بسورة الفاتحة اقشعرت جلود الموجودين رغما عنهم لان في صوته روعة وهيبة تنافي هذا المكان

لكن وهل هنا مكان لا يخضع لكلمات الله فيه ؟؟؟

ليكمل القراءة بقول الله تعالى ((قُل يَاعِبَادِي الَّذِيْن أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِم لَاتَقْنَطُوْا مِن رَّحْمَة الْلَّه إِن الْلَّه يَغْفِر الْذُّنُوب
جَمِيْعا إِنَّه هُو الْغَفُوْر الْرَّحِيْم "...
..........واكمل بما بعدها من الايات ( سُوْرَة الزُّمَر)


ايعقل ان شاكر كان يقصد بان اختار هذه الايات

ان يوصل لرضوان تلك البشارة التي ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ظنهم بربهم الصادقين في رجائه الخالعين لثياب القنوط الرافضين لسوء الظن بمن لا يتعاظمه ذنب و لا يبخل بمغفرته و رحمته على عباده المتوجهين إليه في طلب العفو، الملتجئين به في مغفرة ذنوبهم

و ما أحسن ما علل سبحانه هذا الكلام قائلا إنه هو الغفور الرحيم، أي: كثير المغفرة و الرحمة عظيمهما بليغهما واسعهما، فمن أبى هذا الفضل العظيم و العطاء الجسيم، و ظن أن تقنيط عباد الله و تيئيسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به، فقد ركب أعظم الشطط و غلط أكبر الغلط، فإن التبشير و عدم التقنيط الذي جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز الذي سلكه رسوله صلى الله عليه و سلم كما صح عنه من قوله:"يسروا و لا تعسروا، و بشروا و لا تنفروا
كان رضوان يحس ان هذه الايات تخاطبه بل لم يشعر بأحدٍ غيره في المكان وكان هذه الآية أبت الاستفراد به لتعلن له ترحاب الرحمن به وفرحته بعودته


فهل ستكون هذه بداية البداية ونقطة صغيرة وضعت في سطر حياته الماضية لتعلن الرجوع لأول السطر؟؟؟؟؟؟؟


سبحان الله والحمد لله والله اكبر



منزل اخر

دخلت نوال المنزل قبل عثمان لانه ذهب ليدخل السيارة المستودع

نوال :السلام عليكم

مرت فقبلت امها التى كانت في المطبخ

نوال : ابنك المدلل اليوم بهدلني لانه لما اتصل كنت البس حجابي وتاخرت عليه على قولته

عائشة :يابنتي قلتلك الف مرة لا تزعجيه بانتظارك هو مايحب الانتظار

نوال : اي انتظار هي خمسة دقائق فقط وقت ما لبست نزلت

عائشة :البسي قبل مايكلمك ما دمتى عارفة انه بعد المغرب يجيك

انهت نوال حوارها مع والدتها لانها تدرك جيدا ان أي نقد في الابن المدلل سيكون الحوار عقيما

عائلة نوال

الاب عمار مهندس بترول في الصحراء الجزائرية 52

الام عائشة ربة منزل48



نورا 26محامية تحت التدريب متزوجة من زميل لهمابنت صغيرة اسمها لميس3سنوات
نوال 20سنة ثاني سنة جامعي قسم ترجمة

عثمان 19سنة يعيد الثانوية العامة للمرة الثانية

وسيلة :اخر العنقود 16سنة في المتوسطة

العائلة محافظة جدا جداااااا

كانت والدة نوال تفضل الولد على البنات و تجعله فوق القانون ولا تحاسبه على هفواته بل لا تحاسبه على ظلمه لاخواته

لا لسبب الا انه الذكر الوحيد بين اربع بنات

وسيلة :نوال متى جيتي

نوال :الآن

وسيلة :زعفانة ؟؟؟؟(زعلانة )

نوال : والي يكون مع عثمان كيف راح يكون

وسيلة :اها والي يقولك خبر يفرحك

نوال :قولي سيسي والله ماني رايقة لك

وسيلة با ......با

نوال :بدون تقطيع في الكلام سلفوبلي ( من فضلك )

وسيلة :بتكشيرة دلال بابا راجع هذا الاسبوع

نوال :وووووووووووووواو هكذا نرتاحوا من سيطرت عثمان



سبحان الله والحمد لله والله اكبر



السجن

شاكر : ليلتك الاولى راح تكون طويلة

رضوان يدرك هذا بل انه كان يفكر في نفس الامر

رضوان حس بغصة في حلقه كان يود ان يصرخ أو يبكي

............لم يكن ابدا يستحي من البكاء ولم يعتبر ان البكاء قد ينافي رجولته ......هكذا كانت قناعته .......بل ادرك مع تلك الآلام التى ابت الا ان تعايشه وتكون توأمه ان البكاء يزيل هما من القلب

شاكر :رضوان واش ما خذعقلك كنت اكلمك

رضوان :اسف ما سمعتك

شاكر : نعسان؟؟؟؟؟

رضوان :لا

شاكر : ممكن نسهر معاك ونتكلموا الكلام يريح كثير

رضوان :كم لك هنا ؟؟؟

شاكر : قلت نتكلم ما قلت نحقق هههههههه

رضوان اسف اذاا..

.شاكر مقاطعا : امزح يا اخ والله امزح اظن اني جيت نكحلها عميتها خخخخخخخ

ابتسم رضوان ابتسامة باهته تكاد تكون شبح يمر بلا روح

شاكر :بالعكس انا حاب نتعرف عليك اكثر

شوف يا سيدي

انا عندي شهرين وانا هنا انتظر الحكم

اول يومين كنت احسن ان الدنيا ضاقت بي حتى الاكسجين كنت احس انه محدود هنا لكن تذكرت سيدنا يونس

كان في سجن اكثر مني كان في ظلمات اكثر من ظلمة هذه الزنزانة وكان نعم العبد وتذكرت اهم حل وقوله عليه السلام (( لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين))
واكيد الذي فرج كربه قادر انه يفرج همي
تذكرت سيدنا يوسف وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم تخيل هو وابوه وجده انبياء ورغم هذا ورفعت قدره الا انه لبث في السجن بضع سنين
تذكرت اخواننا في قونتناموا وان الكثير منهم
مظلومين او انه غرر بهم و
انا على الاقل سجن بدون تعذيب
تذكرت اخوتنا في العراق وفلسطين والله هان على امري
واذا كان هذا تخفيف من ذنوبي فألف شكر لله اما اذا كان غضب منه فاستغفر الله واتوب اليه
كان رضوان يستمع الى هذا الشخص الغريب الذي بدأت بذرة الاعجاب به تنمو في قلبه ويزيد من نموها احساسه بصدق كل كلمة يقولهااا
ماذا تفعل بي ايها الغريب لم يقف عقلي امامك مستسلما هل انت ساحر ام انك فعلا ارهابي ابيتَ الا ان تقتل كل ما حملته طوال سنين لاشباهك

اكمل شاكر

والاهم في اي مكان في السجن في البيت وفي المسجد في العراق او الجزائر او اي مكان هناك رب واحد معنا ودعاءه والاستغفار هو الحل لكن للاسف يغفل عنه الكثيرون

وهنا بدأت مرحلة تكسر كل الحواجز وتجعل النفس تطوق لمعرفة من تحاور وتزيد حب التعرف عليه
رضوان :ممكن اعرف سبب دخولك للسجن؟؟؟؟؟
انتهى الفصل الثالث

كتبت : ـآم فيصل
-


طرح جميل اكثر من رائع

تسلم يدك يالغلا
كتبت : يالذيذ يا رايق
-
قصتك جميله وتشد الواحد
بتفكرينى بكاتب بعشق رواياته

احسان عبد القدوس

دمتى فتالق وليكى احلى تقييم
كتبت : انتظـــــار
-

خياال يسلموو قلبي ام البنااات
والاحلى فييهااااا " اســ ــمـــ ــي " خخخخخخخ
كتبت : مامت توتا
-
التقييم قبل الرد اكيد

انا فى لهفه فى باقيه القصه
يلا بسرعه جهزيها انا
اشتاق واعرف ماذا حدث
لرضوان
والهام
الصفحات الأولى ... 22  23  24  25  26 27  28  29  30  ... الأخيرة

التالي

هل من الممكن أن يكون

السابق

أهذا جزائي

كلمات ذات علاقة
(الفصل , :فرح , من , الالم , الثالث , الثامن , التاسع , الثاني , الخامس , الحادي , الرابع , السابع , السادس , العاشر , العشرون) , ابلبل , رجل , رواية , رواية:فرح , عصر , عشر) , والعشرين