الزواج: أنواعـه وعاداتـه في منطقة النقب

مجتمع رجيم / العلوم المختلفة و الحياه الطبيعية
كتبت : rose de rjeem
-
الزواج: وعاداتـه u11p0faunlogcasd0.gi

المجتمع العربي في النقب هو مجتمع محافظ، له عاداته وتقاليده الاجتماعية المتوارثة، وله طرقه الخاصة في التعامل مع هذه المواضيع، ومن بينها موضوع الزواج والذي هو من أكثرها حساسية نظراً لتعلقه بموضوع العِرْض والشرف والكرامة والتي يضعها الرجل البدويّ فوق كل القيم والاعتبارات، وحتى ربما فوق الحياة نفسها.
ونظراً للعُزلة التي تفرضها البيئة الصحراوية على حياة الناس وظروف معيشتهم، نجد أن موضوع الزواج كان يدور في نطاق العائلة والقبيلة، ولا يتعداهما إلا في القليل النادر، وكانت الطرق التي يتم بها تزويج الأبناء، أو يتم بها الزواج بشكل عام تتلاءم مع بيئة البدويّ وحياته في الصحراء. وإن كانت تجري في مجملها بالطرق الإسلامية الصحيحة على سنة الله ورسوله.
والزواج اصطلاحاً: هو ذلك الرباط الشرعيّ المقدس الذي يربط بين الرجل والمرأة ليقترنا ويكونا زوجين، وهو عقد شريف مبارك شرعه الله سبحانه وتعالى ليحفظ به الذرية والنسل، ويعفّ من خلاله الناس عما حرّم الله. وفيه هدوء للنفس، ونشر للفضيلة، وبقاء للنوع، وحفاظ على النسب، وفي القرآن الكريم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [ الروم: 21].
وفي آية أخرى:" وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " [النحل:72 ].
وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم للزوجة المسلمة "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". أخرجه مسلم (1467).
الزواج في اللغة:
هو اقتران الرجل بالمرأة بمراسيم شرعية دينية. وفي لسان العرب؛ مادة زوج: الزَّوْجُ: هو الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ. وزَوَّجَ الشيءَ بالشيء، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ. وفي التنزيل: وزوّجناهم بحور عين؛ أَي قرناهم، وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أَو نقيضين، فهما زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج.
والزوج: الاثنان. وعنده زَوْجَا حمام؛ يعني ذكراً وأُنثى. وزوج المرأَة: بعلها. وزوج الرجل: امرأَته؛ والرجل زوج المرأَة، وهي زوجه وزوجته وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان.
والزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. يقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، وقال تعالى: وأَنبتنا فيها من كل زوجٍ بَهيج، قال ابن سيده: ويدل على أَن الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى؛ فكل واحد منهما كما ترى زوج، ذكراً كان أَو أُنثى. وقال الله تعالى: فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين.
ونحن نتناول موضوع الزواج هنا من الناحية التراثية وليس من باب البحث العلمي الشامل، حتى لا نخرج عن المسار الذي رسمناه لأنفسنا لبحث عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الشعبية. ولذلك نريد أن نركّز هنا على الطرق المتبعة والتي يتم من خلالها أو ضمن إطارها إجراء مراسيم الزواج وهي تتلخص في الطرق التالية:


الزواج الاعتيادي:
وهو الزواج الذي يتقدّم فيه رجلٌ لطلب يد فتاة أو امرأة من أهلها، وهذا النوع من الزواج هو الأكثر انتشاراً بين الناس، وهو النوع السائد في مجتمعنا، حيث تأخذ المراسيم الشرعية مكانها فيه من عقدٍ شرعيّ حسب الدين الإسلامي الحنيف. وتجري المراسيم بأن يتقدّم أهل العريس ووجهاءٌ من قومه لوالد العروس وأهلها، ويطلبون يدها، وإذا تمت الموافقة يقرأون الفاتحة ويتفقون على المهر وربما على بعض الشروط التي يطلبها أهل العروس، وكذلك على يوم الزفاف أو "يوم الأخذ" كما يسمونه ثم تتم المباركة بقولهم:" مبروك.. إن شاء الله يكون كعبها أخضر عليكم ويكون منها الذرا والذرية ". وعندما يعود أهل العريس إلى بيوتهم ويُخبرون بما تم من أمر الخطوبة تبدأ النساء بالزغاريد والمباركة، وتتوافد النساء يباركن لأم العريس وكذلك الشباب يباركون للعريس بهذه المناسبة السارة.
وهذا الزواج يتم فيه كما هو معلوم زواج شاب وفتاة، أو رجل وامرأة ويكون مبني على شخصين فقط لا يتعداهما.


زواج البَدَل:
هو زواجٌ يتمُّ خلاله تزويج أربعة أشخاص، أثنين من الذكور واثنتين من الإناث، وهذا النوع من الزواج منتشر في مجتمعنا بشكل كبير، وإن كان في السنوات الأخيرة قد أخذ طابعاً بفضل الوعي الديني يتلاءم بشكل أو بآخر مع روح العصر. وذلك من خلال عدم ربط أي طرف من الزواجين بالطرف الآخر فيما لو حدثت مشاكل مستقبلية بين طرف من الأطراف فلا يكون ذلك على حساب الطرف الآخر الذي قد يكون يعيش في تفاهم ووفاق، ويتم الاتفاق بهذا الخصوص بين الجانبين بحضور المأذون الشرعي الذي غالباً ما يسجل ذلك الاتفاق ضمن الشروط الموجودة في وثيقة الزواج.
وزواج البَدَل يحدث إذا كان لأحد العائلات ابن وابنة ( ولد وبنت ) في سنّ الزواج، فإن الأب يبحث عن عائلة تناسبهم من حيث الحَسَب والنَّسَب إن كان من أبناء حمولته المقربين أو من أي عائلة أخرى يكون بينهم نَسَب سابق، أي تكون مَنْسَبَاً لهم كما يقولون.
ويتم الاتفاق بين الطرفين على المُبَادلة حيث يُزوج كلّ أب من الطرفين ابنته لابن الرجل الآخر شريطة أن لا تكون هناك ممانعة من أحد الأبناء أو البنات، لأن الزواج يكون بالرضى والاتفاق ولا يُفرض فرضاً على أحد من الأبناء، حتى يبنى على التفاهم والوفاق منذ البداية.
والهدف من زواج البَدَل هو تزويج البنت قبل الولد لأن الولد يمكن أن نبحث له عن زوجة متى شئنا، أما البنت فالوضع يختلف ولا يمكن أن نبحث لها عن عريس لأن:" اللي بيدَلِّل على بضاعته بتبور "، ويقولون كذلك:"دوِّر لبنتك قبل ما تدَوِّر لولدك "، لأن الزواج يصون العِرض ويحمي الشرف ويحفظ الكرامة والعفّة وماء الوجه، وعِرض الإنسان كالزجاج إذا انكسر يصعب جبره وإصلاحه والمثل الشعبي يقول:" العِرض ما بينحمى بالسيف"، فالزواج يحفظ للمرأة شرفها وعفتها كما ذكرنا، ولذلك يكون للصهر أو " النسيب " احترامه وقيمته، لأنه يستر الوليّة ويقولون:" النبي فَرَش عباءته لنسيبه ".
أما إذا كبرت الفتاة عند أهلها وفاتها قطار الزواج فإن القلق يأخذ مجراه من نفس والدها، وربما تسأله والدتها لماذا لا يُدبِّر لها زواجاً فيجيبها متذمراً:" ماذا تريدين مني، هل أمسكها من يدها وأُدَلِّل عليها في السوق. وترد الوالدة بقولها وكأنها تعزي نفسها:" بيجيها ابن الحلال، وتضيف متمثلة بالمثل الشعبي:" خَلِّي السمن في جراره لما تجيك أسعاره"، دلالة على عدم الاستعجال لأن:" اللي بتصبر بتنول"، أي تنال منيتها ومبتغاها بفضل تحملها وصبرها.
أما إذا أغلقت جميع الطريق في وجه الفتاة ولم يتقدم أحد من الناس لطلب يدها، أو إذا لم يكن لها أخ يبدِّل بها فغالباً ما يلجأ والدها لطريقة ربما لا يجد غيرها في تلك الظروف وهي أن يقوم هو بالتبديل بها، ويزوجها لرجل متزوج في مثل سنه فتكون تنتظرها ضُرّة لا تتفق معها في كثير من الأحيان وتعيش في ظل تلك الظروف مهما كانت قاسية، بينما يتزوج هو ابنة ذلك الرجل حتى لو لم تكن لديه رغبة في الزواج.
أما إذا أبعد قطار الزواج كثيراً عن الفتاة، فإنها تجد في كثير من الأحيان من يتقدم لطلب يدها ولكنه لا يكون شاباً بل يكون كهلاً في متوسط العمر، ويتزوجها على ضرة، أو ربما يتزوجها أحدهم إذا مرضت زوجته وطال مرضها أو إذا توفيت في بعض الحالات، لتعمّر له تلك الزوجة بيته وتقوم برعاية شؤونه وشؤون أولاده.
ومن هنا نرى أن الناس في مجتمعنا لجأوا إلى طريقة زواج البَدَل للأسباب المذكورة وربما نضيف أيضاً بأن بعض العائلات المستورة ربما تلجأ لذلك ليكون لديها متسع من الوقت تشتري خلاله المصوغات والملابس وكل متطلبات العروس، وكذلك يلجأ إليه البعض لحجز فتاة معينة حتى لا يتقدم أحد لطلب يدها ويغلقون بذلك الطريق أمام الخاطبين.
وقد يكون البَدَل بين جيلين متفاوتين، أي أن يزوج الرجل ابنه من فتاة في جيله مثلاً على أن يزوج ابنته الصغيرة لابنهم بعد عام أو عامين أو أكثر، وإذا لم يوفَّق الزواج الثاني لسبب من الأسباب كرفض الابن أو الفتاة، أو وفاة أحدهما أو غيره من الأسباب، فإنَّ الأب يدفع مهراً لوالد العروس في مثل هذه الحالة.
ولا بد أن نشير أن زواج البَدَل كثيراً ما تحدث به المشاكل والخلافات، فقد يتخاصم أحدهم مع امرأته فيطردها أو يطلقها، فيضطر الثاني الذي يعيش في وفاق مع امرأته أن يقابله بمثل صنيعه، وإن لم يفعل فإن الأول الذي طرد زوجته يستدعي أخته ويحجزها عنده حتى تنتهي المشكلة إما بعودة النساء إلى بيوتهن وإما بطلاقهن ولذلك نجدهم يقولون:" البَدَل قلة عَدَل "، أي قلة عَدْل وإنصاف.


زواج المثالثة:
هي طريقة يُزَوَّج بواسطتها ستة أشخاص ثلاثة من الذكور وثلاث من الإناث، حيث أن البدل يكفل زواج أربعة أشخاص، ولكن في حالة وجود شخص ثالث له أخت ولكن ليس له من يقابله ليتبادل معه، فإنهم يقومون بهذه الطريقة حتى يتسنى لهم تزويجهم جميعاً، وإذا لم يقوموا بها فإن ذلك الشخص يظل بلا زواج.
ولكي نسهِّل الأمر نقول: إن سعيد لديه أخت تدعى "سلمى"، وعبد الله لديه أخت تدعى "فضة"، وحسان لديه أخت تدعى "فاطمة" فيتم الزواج بالطريقة التالية:
سعيد يعطي أخته " سلمى " زوجة لحسان، وحسان مقابل ذلك يعطي أخته "فاطمة" زوجة لعبد الله، وعبد الله يعطي أخته "فضة" زوجة لسعيد.
وكانوا يستعملون هذه الطريقة من البدل لقلة البنات، حيث كانت نسبة المواليد من الإناث أقل من نسبة الذكور في تلك الفترة، وكان انتشار الأمراض والأوبئة كالحصبة والجدري يحصد أرواح الكثيرين في ظل التمسك بالعادات التي لم تكن تعرف الطب أو العلاج وتعتمد على الرقى والحُجب وبعض الأعشاب والخرز من الحصى وغيره. كذلك فإن المجتمع الصحراوي كان مجتمعاً منغلقاً على نفسه، لا يختلط بأهل القرى، أو بأهل المدن إلا فيما ندر، وحتى القبائل البدوية نفسها لم يكن من عادتها الاختلاط بعضها ببعض فنشأت من جراء ذلك مثل هذه الصعوبات، وقد ظننت باديء الأمر بأن هذه العادة قد انقضت فأخبرني أحدهم بأن فلاناً زوّج ابنه في العام الماضي بهذه الطريقة وقد حضرت بالفعل عرس هؤلاء الشباب ولكنني لم أكن أعرف بأنهم تزوجوا بهذه الطريقة.

الزواج: وعاداتـه zawaj3.jpg



زواج الغُرَّة:
ليست هذه طريقة من طرق الزواج، ولكنها حالة كان يُلجأ لها للصلح في حالة وقوع شرِّ ودم بين قبيلتين. وبدلاً من أن يثأر أهل القتيل لدم ابنهم المقتول، فإنهم يطلبون من غرمائهم أن يعطونهم فتاة يزوجونها لأحد أبنائهم لتنجب لهم ولداً مكان ابنهم القتيل.
ويتفق أهل الفتاة على ذلك من أجل الصلح وإنهاء الخلاف وحقناً للدماء بين الطرفين، ويزوجونهم فتاة من فتياتهم زواجاً صحيحاً من حيث المراسيم، ولكنه يكون دون رغبة الفتاة التي يُفرض عليها هذا الزواج فرضاً ولا تستطيع الرفض خوفاً من تعرض أهلها وإخوانها للانتقام أو القتل في حالة استمرار الشرّ بين الطرفين.
وبعد أن تنجب تلك المرأة ابناً ذكراً وترضعه وتربيه حتى يصبح يستطيع المشي على قدميه، تمسكه من يده وتأخذه إلى أهل زوجها وتقول لهم:" ها قد أنجبت لكم ولداً مكان ابنكم"، وبذلك يكون قد تحقق الشرط. ويمكنها بعد ذلك أن تغادر بيتها وتعود إلى أهلها، أو أن تستمر في حياتها الزوجية إذا كانت راضية عنها.
وكثيراً ما تتعرض تلك المرأة " الغُرَّة " في ظل تلك الظروف إلى الإهانة والإذلال وسماع ما لا يسرها من الكلام جراء ما فعل أهلها مع تلك العائلة، ولكنها كانت تتحمل وتصبر لأنه ليس أمامها إلا الصبر، وهي هنا تعاقب بذنب لم تقترفه، وهذه العادة ليست من الإسلام في شيء بل هي من مخلفات الجاهلية، وقد بطلت قبل سنوات طويلة، وكانت موجودة حتى العقود الأولى من القرن الفائت.
وسمعت أمي ذات مرة تتشاجر مع أبي وهي تقول له بحنق:" أنا ماني غُرَّة عندك "، أي أنا لست غرة عندك حتى تقسو عليّ وتعاملني بهذه الطريقة.
وهذا يدلّ على أن الغرة كانت تُعامل بقسوة وفظاظة لأنها أُخذت كنوع من متاع الصلح ولم تؤخذ بطريقة الزواج الشرعي الصحيح.
وقد سألت أحد الشيوخ عن زواج الغُرَّة زيادة في التأكد فشرح لي مثلما ذكرت وزاد:" مسكينة كانت تتحمل كثيراً ".
وبهذا نكون قد أتينا على بعض الجوانب المهمة من هذا الموضوع، ونأمل أن تجد لديكم الرضى والقبول، ونسأل الله أن يسدد خطانا ويوفقنا لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير.
---------------

بقلم صالح زيادنة
كتبت : rose de rjeem
-
الخطوبة.. ضمن نطاق العائلة وخارجها


تحدثنا في المقال السابق عن طرق الزواج وأنواعها، ونريد أن نتحدث في هذا المقال عن الخطوبة وطلب يد الفتاة أو المرأة من أهلها.

فالخطوبة في اللغة :
هي طلب يد الفتاة من أهلها للزواج، وفترة الخطوبة هي تلك الفترة التي تسبق الزواج، والتي يتم خلالها طلب يد الفتاة من أهلها، والاتفاق على المهر ومشتقاته وكتابة العقد الشرعي الصحيح، وكلّ ما يتعلق بأمور الزواج.
وقد تطول فترة الخطوبة أو تقصر، ولكنها تظلّ في مجتمعنا تحمل معنى واحداً هو عدم خروج المخطوبَيْن معاً إلا بعد الزواج، وهذا الكلام لا ينطبق على العصر الذي نعيش فيه والذي بلغ فيه الناس شأواً بعيداً في تقليد مساوئ الغرب وحضارتهم الفاسدة.

وفترة الخطوبة إذا كانت قصيرة تكون أفضل لأنها إذا طالت يدخلها الحسد والفتنة، وتُروَّج فيها الشائعات الكاذبة التي تهدف لفسخ الخطوبة والتفريق بين الطرفين، ناهيك عما يُروَّج في مجتمعنا من أعمال السحر والشعوذة، وهي وإن كانت أعمالاً باطلة إلا أنها تترك أثراً سيئاً في نفس الخطيبين.

والخطوبة في مجتمعنا تسير وفق معيارين مختلفين، فأما المعيار الأول فهو خطوبة الفتاة ضمن نطاق العائلة والقبيلة، بينما يتركّز القسم الثاني حول خطوبة الفتاة خارج نطاق عائلتها وقبيلتها، وهو لا يقلّ عن الأول من حيث الانتشار والأهمية.

وتبدأ حلقة الخطوبة من أبناء العمومة، ثم تتسع الدائرة لتصل إلى الأقارب الأكثر بعداً، فإذا كان الخاطب من أبناء عمومة الفتاة فهو بطبيعة الحال يكون على معرفة جيدة بها لأنه ربما يكون قد تربّى معها في نفس البيئة والمكان ، وهو ليس بحاجة لمن ينقل له أوصافها أو يشرح له عن أهلها وهنا يتم طلب يدها وخطوبتها بشكل عائليّ ودون كثير من المقدمات.

وزواج الفتاة من ابن عمها من الأمور المسلَّم بها في مجتمعنا، حتى أنه انطبع في ذاكرة الناس بأن البنت يجب أن تُزَوَّج لابن عمها، ونراهم يقولون:" ابن عمها حليلها "، حتى وإن لم يكن قد خطبها بعد، وكذلك يقولون:" ولد العم بينَزِّل العروس من القْطَار "، والقْطَار هو رَكْب العروس، أي أنه يستطيع عرقلة زواجها ومنعه حتى لو كانت في هودجها وفي طريقها إلى بيت العريس. ونجد النساء أيضاً يقلن:" آخُذ ابن عمِّي واتغطّى بكُمِّي ".

والناس في مجتمعنا يرغبون في تزويج بناتهم قريباً منهم، إن كان ذلك على أبناء عمومتهن أو على أبناء العائلة المقربين، حتى يكون " ولدها في الفَزْعة وبنتها في الرَّزْعة "، وفيما لو رحل أهلها طلباً للكلأ والمرعى فإنها ترحل مع عائلتها معهم وتظل قريبة منهم لأنها " ترحل مع رحيلهم وتحطّ مع حطيطهم ".

وربما يُفَضَّل زواج الأقارب لدى الكثيرين لمعرفتهم للبنت وأهلها وأصلها وفصلها، وهم يؤمنون بالمثل الذي يقول:" خُذ من طينة بلادك وحُطّ عَ خدادك "، وربما تزيد بعضهن بقولها:" خُذ من طينة بلادك ولَيِّس على خدادك "، ولا شك أن الأم تفضِّل أن تكون ابنتها قريبة منها حتى تكون على مدى الصوت، أي يمكنها أن تناديها وأن تطعمها من " طبخة الخبيزة " على أقل تقدير.

أما إذا كانت الفتاة جميلة فغالباً ما يحاول أبناء عمومتها منع زواجها من غيرهم، حتى لو كانوا متزوجين، لأنهم لا يحبون أن يستأثر بهذا الجمال أحدٌ غيرهم، لأنها ابنة عمهم وهم أولى بها من باب " جحا أولى بلبن بقرته " ويكون نصيب من يتقدّم لخطبتها من غيرهم الرفض والطرد وليس غير ذلك.

وكان الناس في السابق عندما تولد لأحد منهم ابنة أنثى يذهبون ليباركوا لوالدها بميلادها ويطلبونها منه في نفس الليلة، وكان والد الفتاة إذا كان القادم من إخوانه وهو يريدها لابنه فيقول له:" تراها جَتَك عطا ما فيها ردّ جزا "، أي جاءتك بدون مقابل، وبذلك تكون تلك الخطوبة قد بدأت صفحتها الأولى وتبقى تنتظر إلى أن يصل الأولاد إلى سن البلوغ فتكتمل حينها المراسيم من قراءة الفاتحة وغيرها.

أما إذا كبرت الفتاة ولم يتقدم أحد من العائلة لطلب يدها لسبب من الأسباب كأن يكون أقاربها متزوجين، أو أن يكون لأبيها عدد من البنات زوج بعضهن وظل عنده عدد منهن بلا زواج، فحينها لا يبقى أمام الأب إلا أن يزوج ابنته لكل من يتقدم لها من العائلات الأخرى إذا كان الخاطب على المستوى الذي يكفل لها زواجاً مريحاً وحياة هانئة.

وإذا حدث مثل هذا الزواج خارج نطاق العائلة فتكون الفتاة بذلك قد تزوجت " غريبة "، ولا بد للغريبة أن تكون على مستوى خلقي لائق يخولها العيش مع عائلتها الجديدة والتأقلم مع ظروفٍ لم تكن تألفها من قبل. ولا بد لها أن تستر وجهها ووجه أهلها بتصرفاتها لدى تلك العائلة، وألاّ تنقل عنهم إلاّ كل خير، وكل صورة حسنة حتى لا يُنظر لها باحتقار وازدراء.

أما إذا تقدم لطلب يد الفتاة أكثر من خاطبٍ واحد فليس في هذا ما يضير لأن " البنات والخطبة " كما يقولون، أي أن من العادة أن تُخطب الفتيات، وكذلك فإن:" الخَطَّابين مِيّهْ والجوز واحد "، أي أنها في نهاية المطاف ستتزوج من يكون فيه النصيب منهم.

الخطوبة خارج نطاق العائلة:

أما الخطوبة خارج نطاق العائلة فلا بد لها من تمهيد ومقدمات قبل التقدّم لطلب يد الفتاة حتى تسير الأمور بشكل سليم وتأتي ثمارها الطيبة بالخطوبة والزواج.

فإذا كان لأحدهم ابن في سن الزواج، ورغب في تزويجه من عائلة أخرى لشرف تلك العائلة أو لسمعتها الطيبة أو لنسبٍ سابق بينهم فلا بد حينها من معرفة نية أهل الفتاة إذا كانوا يرغبون في تزويجها أم لا، حتى لا تعود "الجاهة" خائبة، وتُكْسَف من قِبَل أهل الفتاة، أي لا يراعى شعورها ويُرفض طلبها وفي هذا نوع من جرح الشعور والكرامة الشخصية إذا كانت الجاهة من الشيوخ والوجهاء، ويقولون في مثل هذه الحالة:" الكَسْفة ما هي زينة ".

وكذلك لا بد من معرفة مواصفات الفتاة إذا كانت جميلة أم لا، أو إذا كانت على خلق، أو أنها فتاة طبيعية على أقل تقدير، وهذا حق لهم لأنه لا يمكن تزويج ابنهم من فتاة لا يعرفون عنها شيئاً. ولهذا الأمر تنتدب امرأة لتجسّ لهم نبض القوم وتأتيهم بالخبر اليقين، وغالباً ما تكون تلك المرأة أم الشاب أو أخته أو جدته، وربما تقوم بهذا الدور امرأة أخرى ولكن ذلك لا يكون إلا في بعض الحالات النادرة فقط، وهذه المرأة وفي هذه المهمة بالذات تسمى "النَّقَّادة".

النَقَّادة:

النقّادة كما قلنا هي المرأة التي يبعثها العريس أو أهله لتنقل لهم مواصفات الفتاة التي ينوون خطبتها وطلب يدها من أهلها. وسميت نقادة لأنها تَنْقُد الفتاة أي تميز أوصافها من جمال في الشكل ورشاقة في الحركة، وتختبر عقلها وذكاءها، وهي مأخوذة من كلمة النقد التي تعني تمييز الجيد من الرديء، والغث من السمين والجميل الحسن من القبيح المستهجن.

وعادة ما تبعث النقّادة من يخبر أهل الفتاة عن نيتها في زيارتهم من أجل ذلك الغرض، فيكون ردّ أم الفتاة بالترحيب وقبول الزيارة وذلك بقولها:" حيّاها الله، تتفضل في الوقت الذي تريده".

وفي اليوم المحدد تتهيأ أم الفتاة استعداداً لاستقبال تلك الزائرة الناقدة، فتقوم في الصباح الباكر بتنظيف البيت من الداخل والخارج و"المَحَاس" وهو الساحة التي أمام البيت، وتفرش المَحرم، وهو المكان أو الحجرة الخاصة بالنساء، تفرشه بالبسط المعدة للضيوف والفرشات إن وجدت، وتكون الفتاة قد تهيأت أيضاً، ولبست ملابسها النظيفة من ثوب وشال وحزام وغيره، ومشطت شعرها وصففته بشكل يجذب الأنظار، ووضعت بعض القلائد لتتدلّى في عنقها، وربما تعطرت بالقرنفل، ولكنها لا تضع على وجها شيئاً من الدهون أو أدوات التجميل، لأن هذا الأمر كان ممنوعاً في مجتمعنا على الفتاة التي لم تتزوج بعد، ويسمح به للمرأة المتزوجة في نطاق بيتها فقط.

وعند وصول "النقَّادة" تستقبلها والدة الفتاة استقبالاً حسناً وترحب بها أحسن ترحيب وتجلسها في مكان يليق بها، ثم تأتي الفتاة وترحب بها وتصافحها (ومصافحة النساء بالتقبيل) وتبشُّ في وجهها، وإن كانت لبقة فهي تستطيع أن تخلب لبها بحسن الحديث ولطافة اللفظ ورشاقة الحركة، والمبالغة في الكرم وتقديم الشراب والطعام، وإظهار معرفتها بفنون الطعام والطهي وغيره، وتستطيع النقادة بعينها الثاقبة وخبرتها الطويلة أن تميز إذا كانت هذه الحركات مجرد تمثيل أم هي تلقائية وعفوية، ثم تودعهم وتعود إلى بيتها لتنقل لزوجها وأبنائها ما رأت وسمعت. وعندها يقولون لها:" اللي شفتيه خَرّفي فيه " أي أحكي بما سمعت وشاهدت، فإذا أعجبتها الفتاة فغالباً ما تبالغ في الوصف وتنقل صورة جميلة للغاية تجعل أهل العريس يتشوقون لخطوبة تلك الفتاة، وحدثني أحدهم أن الأم تقول لابنها حينذاك:" إذا بتتجوزها إيدك في اللبن "، كناية عن الفأل الطيب.

أما إذا لم تعجبها الفتاة لسبب من الأسباب فإنها تذكر ذلك السبب وربما تبدي رأيها الشخصي، الأمر الذي يجعلهم يقلعون عن فكرة التقدم لتلك الفتاة أو طلب يدها.

ومن هنا نرى أهمية دور النقادة في تلك الفترة التي كان الناس يعيشون فيها في بيوتات متناثرة وعشائر متفرقة، ولا يختلطون ببعضهم البعض إلا في حالات قليلة نادرة.

هذا في حالة كون أهل العريس لا يعرفون شيئاً عن تلك الفتاة التي ينوون خطبتها، أما إذا كانت لديهم بعض المعلومات فإنهم يبعثون رسولاً من قبلهم تكون له صلة قرابة أو تأثير أياً كان نوعه على أهل الفتاة ليبلغهم عن نيتهم في التقرب منهم بالنسب والمصاهرة، وإذا قوبل ذلك الرجل بالإيجاب فإنه يأخذ منهم موعداً ليأتي فيه أهل الفتى بجاهتهم ويطلبوا منهم يد الفتاة بشكل رسميّ.

الجاهة والخطوبة:

يتوجه والد الشاب برفقة بعض الأقارب والوجهاء إلى أهل الفتاة في ساعات المساء، وهذه المجموعة إذا ضمت بعض الشيوخ والوجهاء تسمى "جاهة"، ولكنها إذا كانت تقتصر على أهل الشاب وأفراد عائلته فلا تسمى كذلك، وعند وصولهم يستقبلهم صاحب البيت وهو والد الفتاة، وبعد شرب القهوة يدعوهم لعمل القِرَى لهم ولكنهم غالباً ما يرفضون ذلك معتذرين بحجة أن:" ضيف المسا ما له عشا "، وعندها يبتدره والد الشاب بقوله:" جئنا نطلب القُرب منك يا أبو فلان لابننا فلان " فيجيبهم بقوله:"ونعم المنسب أنتم، ولكن هذا الموضوع بحاجة للتشاور، ولكم عليّ رَدّة خير بعد أسبوع "، وفي اليوم التالي يبدأ والد الفتاة بعرض الموضوع على إخوانه وأقاربه ويقول لهم:" لقد تقدم فلان لطلب يد ابنتي، والأولوية لكم، فإذا لم يقبل أحد منهم بزواجها، يكون الأب قد رفع عن نفسه اللوم، ويمكنه أن يزوجها بعد ذلك دون أن يسأل أحداً منهم، ولا يستطيعون بعدها التدخل أو المعارضة.

وإذا حدث بعد أن تتم خطبة الفتاة أن هبَّ أحد أبناء عمومتها أو أقاربها ليمنع ذلك الزواج فإن والدها يتصدى له ويقف في وجهه ويقول له: لقد فاتك الأمر، لأنني عرضت ذلك عليك مسبقاً، فأين كنت حتى الآن.

التبدِّي:
أما إذا تمت الخطوبة خلسة بين أهل العريس ووالد العروس، فإنه قد يحدث أن يتبَدَّى بها أحد أقاربها، أي يكون له حق الأولوية في زواجها، وحتى لو كان العريس قد دفع مهرها، فإنهم يبعثون له أناساً ووجهاء ويقولون له:" ما لك قِسمة عندنا، أو ما لك نصيب عندنا "، ويمنعون بذلك زواجها، وكثيراً ما تحدث المشاكل بين والد العروس وأقاربه الذين يمنعون زواج ابنته، وغالباً ما يقوم بعضهم بفعل ذلك لمجرد الكراهية والحسد.

المهر:
ويسمى كذلك السِّيَاق أو الفِيد، وكان مهر ابنة العم في البداية عبارة عن جمل أصيل أو جملين، أما مهر الأجنبية فهو من خمسة جمال أو أكثر، ثم أصبح المهر عبارة عن مبلغ متعارف عليه من المال، تتغير قيمته من وقت لآخر حسب قيمة العملة وغلاء المعيشة، ولكنه في جوهره يكون مبلغاً يكفي لشراء مستلزمات العروس من لباس ومصاغ وما شابه.
وقيمة المهر في الزواج الذي يتم في نطاق العائلة والقبيلة تكون محددة ولا يخرج أو يشذ عنها إلا في بعض الحالات إذا كان الأب طماعاً، أو إذا كان من النوع الذي يستغل بعض الظروف خاصة إذا رأى أن الخاطب يريد ابنته بكل ثمن فعندها يطلب مبلغاً أكبر من المبلغ المعتاد.

أما في الزواج الذي يتم خارج نطاق العائلة فإن المهر يكون فيه أكثر بنسبة النصف، حتى تكون المرأة لها قيمة عند زوجها وأهله لأن " الغالي اغليه والرخيص خلّيه "، " واللي وده المزيونة بيدفع المهر غالي "، أما من تتزوج بمهر قليل فإن العريس كثيراً ما يتركها ويهملها ويقولون في مثل هذه الحالة:" اللي بيتجوّز ببلاش بيطلق ببلاش ".

وكان البعض لا يجد ما يدفعه مهراً لعروس ابنه فيرهن أرضه، أو يبيع ناقته و"رحولته" أي الناقة التي يرحل عليها، ويستدين فوق ذلك مما يثقل عليه لفترة طويلة. ورأيتُ سَنَداً رهنَ فيه أحدهم أرضه عندما زوج أحد أبنائه، ولديّ نسخة منه ولكن ضيق المجال هنا لا يسمح لنا بنشره.

القَصَلة:
بعد أن يوافق والد الفتاة أو وليها على الخطبة، ويتفق الطرفان على المهر يضع العريس أو ولي أمره يده في يد والد الفتاة ويقول له:" زوّجتني ابنتك فلانة على سنة الله وسنة رسوله، فيجيبه والد العروس بقوله:" زوجتها لك على سنة الله ورسوله، وهنا يرد العريس أو وليه بقوله:" وأنا قبلتها على سنة الله ورسوله، ثم يأخذ والد العروس " قَصَلة "وهي عبارة عن عود يابس من القشّ ويناوله إلى الخاطب، ويقول له "هذه قَصَلة فلانة أعطيها لك على سنة الله ورسوله، إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شيء نفسها فيه وأنت تقدر عليه" فيتناول الخاطب القصلة ويقول: "قبلتها على سنة الله ورسوله". ثم يؤكد له بأنها ستكون محل رعايته وذلك بقوله:" اللي بياخذ له رطل لحم ما بيفرِّط فيه ".

ثوب اللبن:
بعد أن يتم الاتفاق على المهر، وتتم المصافحة وقراءة الفاتحة يقول والد العروس للعريس:" ارْضِ أم العروس، وعندها يسمح للعريس أن يرى حماته ويصافحها فتبارك له وتدعو له بالخير، ويدفع لها مبلغاً من المال ثمناً لإرضاعها للعروس وتربيتها الطيبة لها، ويسمى ذلك:" ثوب اللبن، أو ثوب الرضاعة "، وثوب اللبن يساوي ما قيمته اليوم ألف شيكل. وهو للأم تفعل به ما تشاء.

البَلْصَة:

لا تكون البَلْصَة في الزواج الذي يتم في نطاق العائلة، أما إذا كان الخاطب من عائلة أخرى فإن بعض الأعمام أو الأخوال يتظاهرون بعدم الرضى عن هذه الخطوبة وحينها يقوم والد العريس بإرضائهم بثمن عباءة أو أكثر بقليل، وتسمى هذه الترضية " بلصة العم " إذا كانت للعم، و" بلصة الخال " إذا كانت للخال.
والبلصة عادة مكروهة وتدلّ على الاستغلال الذي لا مبرر له، وهي اليوم قليلة أو نادرة في مجتمعنا وإن كانت آثارها لا تزال باقية في بعض القرى والأرياف.

المباركة:
بعد أن تتم الخطوبة وقراءة الفاتحة يتوافد الأقارب والأصدقاء مهنئين العريس وأهله بهذه المناسبة السارة، وكذلك تتوافد النساء على أم العريس لتهنئتها بخطوبة ابنها وقد تستمر وفود المهنئين لعدة أيام، بينما تستمر المباركة للعريس حتى يوم الزفاف.

ذبلة الخطوبة:
هي تلك الحلقة الذهبية التي يضعها العريس في أيامنا في إصبع عروسه وتضعها العروس في إصبع عريسها في يوم التلبيسة، ولم تكن هذه العادة معروفة في مجتمعنا، وهي كما يقول الأئمة عادة نصرانية قلد فيها المسلمون الغرب، أما أهلنا في النقب فلم يكونوا يستعملونها البتة .

الزواج بين العيدين:
من عادة البدو ألاّ يتزوجوا بين العيدين، أي إذا تمت الخطوبة بعد عيد الفطر فإنهم يؤجلون الزواج إلى ما بعد عيد الأضحى، ولا أدري ما أصل هذه العادة ولكنها كانت سائدة في مجتمعنا، وكان يسود الاعتقاد بأن من يتزوج بين العيدين يحدث له مكروه، وقد يكون ذلك من بقايا عادة قديمة تمنع الزواج في الأشهر الحرم والله أعلم.

العيدية:
أما إذا مر أحد الأعياد قبل أن يتم الزواج فيجب على العريس أن يقدم هدية بسيطة لحماته ولخطيبته، وهذه الهدية تسمى "عيدية"، وغالباً ما تنقل هذه العيدية والدة العريس لأنه لا يسمح له برؤية خطيبته قبل الزواج.
الخلاصة:
وبهذا نكون قد تناولنا موضوع الخطوبة من أكثر أطرافه، آملين أن يكون في ذلك المنفعة والفائدة لأبنائنا وبناتنا وأهلنا في هذه الربوع الغالية.
كتبت : rose de rjeem
-
كسوة العروس – الملابس والثياب

بعد أن تتم الخطوبة ويُدفع المهر ويتفق الطرفان على موعد الزفاف يسود جوّ من الأُلفة والمحبة بين العائلتين، وتصبح العلاقات الأُسرية أكثر ترابطاً وانسجاماً من ذي قبل، لأن المصاهرة ترفع الحواجز وتزيل السدود حيث أن النساء يُقَرِّبنَ الرجال، أو كما يقولون:" النسوان بيقَرّبن الزلام "، وربما لا يكون ذلك الانسجام في جميع هذه الحالات ولكنه يكون في الكثير الغالب منها.

ثم ينشغل أهل العروسين بعد ذلك في إعداد جهاز العرس وشراء مستلزماته أو ما يسمى في مجتمعنا بـ"الكِسْوة ".

والكِسْوةُ أو الكُسْوةُ تعني اللباس، يقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إِذا أَلبسته ثوباً أَو ثياباً فاكْتَسى. والكِسْوَة في لغتنا الدارجة تعني جهاز العروس من الملابس والثياب. وهذا ما سنركز بحثنا عليه في هذا المقال.

الثوب:

الثوب هو اللباس الرئيسي للمرأة، وهو رداء ساتر يغطي جسمها كله ويتدلى حتى يكاد يلامس الأرض ويغطّي بذلك الكعبين، وهو فضفاض لا يضغط الجسم ويُظهر تفاصيله وتقاطيعه ولا يبرز شيئاً من مفاتنه، وهو مكوّن من قماش أسود اللون سميك غير شفّاف لا يسمح برؤية أي شيء من ظلال الجسم وخياله. ولم يكن اختيار اللون الأسود محض صدفة وإنما هو من أجل ذلك السبب لأنه يستر أكثر من غيره من الألوان، ولذلك كان اللون الأسود هو اللون السائد في مجتمعنا ولم يُستعمل أي لون آخر سواه. أما الألوان الأخرى التي استخدمت فيما بعد في صنع ثوب المرأة كاللون الأحمر العِنّابي، والأزرق الكُحلي، والأبيض وغيرها من الألوان فقد جاءت بعد حرب عام 1967 من قرى القدس ورام الله والخليل والبلدان الأخرى المجاورة ولم تكن مستعملة في الصحراء من قبل، ثم انتشرت بعد ذلك في مجتمعنا.

أما ثوب العروس فعادة ما يكون مطرزاً بالخيوط الحريرية الناعمة ذات الألوان الجميلة الزاهية والتي يغلب عليها اللون الأحمر الذي يدلّ على الشباب وغضاضته وعنفوانه، وربما تكون ثياب العروس أسهل ما في كسوتها، ذلك أن الفتاة ومنذ صباها المبكر تتعلم من أمها فن التطريز وتفصيل الثياب، وتبدأ تخيط وتطرز في أوقات فراغها بعض الثياب وتخزنها للفترة التي تتزوج فيها، ولذلك نجدها عند الزواج قد أعدّت وأنجزت عدداً لا بأس به من هذه الثياب، تصطحبها معها في رحلتها السعيدة إلى بيت الزوجية، وكلما تأخر زواج الفتاة يزداد عدد ثيابها لأنها تظل تطرز كالعادة وتقضي أوقات فراغها في هذه الهواية المحببة. وقد خصصنا مقالاً كاملاً عن الثياب وأنواعها والتطريز وأشكاله المختلفة نعود إليه في الوقت المناسب إن شاء الله تعالى.

التنورة:

التنورة هي الرداء الذي يُلبس تحت الثوب، وهي تصنع من قماش حريري ملون وذي ألوان زاهية، وكانت المرأة تخيط تنورتها وتفصلها بنفسها لعدم توفر ماكنات الخياطة في ذلك الوقت، وإذا كانت العروس صغيرة السن فإن أمها تفصل لها التنانير وتخيطها لها، أما إذا كانت كبيرة بالغة فإنها تقوم بذلك العمل بنفسها. وكانت التنورة واسعة حتى تسمح بحرية حركة الجسم، ولها أكمام واسعة أيضاً ذات زَمَّة عند رسغ اليد، وتظهر هذه الأكمام لتغطي سواعد المرأة إذا ما لبست ثوباً من نوع " أبو رديّن " الذي تُشَمَّر أكمامه الطويله وتُعقَد وراء الرقبة. وكانت التنورة قصيرة نسبياً لا يتعدى طولها الركبة إلا بقليل، حتى لا تُعيق حركة المرأة عند المشي، وحتى لا تتعرقل بها أو تتعثر في أطرافها. أما إذا كانت التنورة طويلة وتركت لتنساب حتى تظهر أطرافها من أسفل الثوب فهذا يدلّ على أن المرأة لا تهتم بمظهرها وهندامها، وليست لها " رِبْعة " على نفسها، أي لا تهتم بشكلها وزينتها.

ولم تكن التنورة منتشرة في عصر أمهاتنا بشكلٍ كبير، حيث أن العديد من النساء كن يتزوجن وليس عليهن إلاّ " طَرَقَة الثوب "، إي إلا الثوب وحده كما حدثتني بذلك إحدى العجائز.

حزام الشَّدّ، أو الصُّوفِيّة:

الصوفيّة:

هي قطعة من القماش الصوفيّ الخفيف، مربعة الشكل ومهدبة الحواشي وهي بحجم الشال الكبير ومقاسها 120سم × 120سم، وهي بلونين فمنها اللون الأزرق واللون الليلكي أو الزهري، وكانت تصنع في مدينة بيت لحم، وكانوا يطلقون على اللون الزهري منها " لون تلحمي " نسبة إلى بيت لحم، لأن النسبة لبيت لحم تسمى تلحمي لأنه اسم مركّب، وتطوي المرأة تلك الصوفية عدة طيات حتى يصبح عرضها حوالي 25 سم أو أكثر بقليل وتلفها لفَّتَين حول خصرها وتعقد أطرافها وراء ظهرها، أما الفتاة التي لم تتزوج فتتمنطق بالصوفية ذات اللون الأزرق، وكذلك المرأة المتقدمة في العمر. أما المرأة الشابة فتتمنطق بالصوفية ذات اللون الأحمر الزهري. والصوفية تسمى عند بعض العائلات في النقب:" حزام شَدّ "، ربما لأنها تُشَدّ حول الوسط، وتسمى كذلك حزام صوف لأنها مصنوعة من الصوف الخالص بنسبة مئة بالمئة. وكثيراً ما تضع المرأة بعض نقودها أو أشيائها الصغيرة في ثنية من ثنايا الصوفية.

ويوجد على أطراف الصوفية شريط طولي بلون مختلف عرضه حوالي 10 سم، وهو بلون زهري في الصوفية الزرقاء، وبلون أزرق في الصوفية ذات اللون الزهريّ.

أما العروس فيكون حزامها بطبيعة الحال من فئة اللون الزهري نظراً لشبابها ولما يتطلبه وضع العروس من لبس كلّ ما هو زاهٍ جميل يضفي عليها مسحة من الأناقة والبهاء.

السَّلْطَة:

هي رداء مطرز بتطريز كثيف يكثر فيه اللون الأحمر، وله أكمام ملونة ويصل طوله حتى الخصر لا يتعداه وتلبسه المرأة فوق الثوب.

التقصيرة:

هي رداء يشبه السَّلْطَة إلا أنه بلا أكمام، وهو أقل تطريزاً من السلطة.

السراويل:

أما السروال فلم يكن منتشراً بمفهومنا اليوم، ولكن ربما كانت بعض النساء تخيط بعض هذه السراويل لاستعمالها الخاص وتفصّلها بنفسها، وكانت المرأة تخجل إذا ما ظهر شيء من طرف سروالها، ولذلك نراها حريصة أن لا يظهر منه شيء وإلا تعرضت لنقدٍ لاذع ممن يكبرنها سنّاً من النساء، أو حتى ربما تتعرض لشيء من السخرية التي قد لا تروقها.

الجوارب:

أما الجوارب فلم تكن تستعمل في العصر الماضي، وكانت بعض العجائز تعيب لبس الجوارب لأنه ليس من عاداتنا كما كانت تقول، وسمعت عجوزاً تقول لامرأة أصغر منها سناً بشيء من السخرية:" لابسة جرابين ما شاء الله عليكِ " وكان ذلك في بداية السبعينيات أي قبل أكثر من ثلاثين عاماً، كذلك كان لبس الحذاء غير منتشر بما فيه الكفاية، ولذلك لم تكن هناك حاجة ماسة للبس الجوارب في ذلك الحين.

الحذاء:

كان الحذاء موجوداً، ولكنه كان قليل الاستعمال في مجتمعنا، وحدثتني إحدى العجائز بأنها تزوجت حافية دون حذاء، وكذلك تزوج الكثير غيرها في وضع مشابه، ولم يكن في ذلك أي شيء من الغرابة، وليس فيه ما يعيب، لأنه كان أمراً شائعاً ومألوفاً في ذلك الوقت.

وربما كانوا يعتبرون استعمال الجوارب والأحذية نوعاً من الكماليات فاقتصر استعمالها على بعض العائلات الميسورة دون غيرها. وبما أن الغالبية العظمى من الناس كانت تعيش في وضع مادي غير مريح، فنادراً ما كانت العروس تحصل على شيء من هذه الأشياء.

الشاش:

هو شال أبيض خفيف تُطرّز حواشيه ببعض الأشكال الخفيفة الملونة وكذلك وسطه، وقد يُترك أحياناً بلا تطريز، يوضع على الرأس فيغطيه ما عدا الوجه وينسدل ليغطي الظهر والجوانب وقد تُمسك أطرافه باليد فيغطي الصدر، أو توضع أطرافه الأمامية تحت حزام الصوف فيمنعها من التدلي ويمسكها لتغطي الصدر والجوانب. وتلبس المرأة شاشها في البيت دون أن تغطيه بشيء، وتغطيه بالقُنْعَة السوداء إذا أرادت الخروج إلى أي مكان خارج البيت.

والشاش ليس الشال؛ فالشال ذو أطراف مهدبة وبه ألوان زاهية مختلفة، وعادة ما تتقنع به النساء في القرى، ولم يكن يستعمل في مجتمعنا من قبل.

وتجدر الإشارة إلى أن الشاش لم يُعرف إلا من حوالي 40 سنة أو أقل حيث كانت القُنْعَة تحل مكانه.

ويسمّى الشاش في قرى الخليل "غُدْفة "، أما في قرى القدس فيسمى " خِرْقة"، حيث تقول المرأة:" لبست غدفتي، أو خرقتي.

القُنْعَة:

هي قناع أسود خفيف تطرز حواشيه ببعض أشكال من التطريز الخفيف، وتطرز الفتيات بعض الأشكال الملونة في وسط القنعة، وهناك من تخيط أزراراً وخرزاً في قنعتها، وكانت المرأة تتفنن في تطريز القنعة حيث ترسم عليها بالخرز أو الدِّمْدِم (وهو نوع من الخرز الصغير ) أشكالاً جمالية مختلفة، وربما قامت بوضع القروش البيضاء على قُنعتها. وهذا محصور في بعض العائلات فقط، بينما في عائلات أخرى تكون القنعة بلا تطريز. وتَقَنَّعَتْ المرأة أي لبست القُنْعَة، وتقول المرأة أحياناً لابنتها: تقنعي أي ضعي القناع على رأسك إن كان الشاش أو القُنعة.

العباة:

هي عباءة سوداء قاتمة اللون ذات لون واحد، سميكة جداً وثقيلة الوزن وبها زخرفة على أطرافها أشبه بالزخرفة المقصبة على عباءة الرجل ولكنها باللون الأسود فلا تكاد تبين. وكان من شروط الزواج أن يشتري العريس عباءة لعروسه قبل الزواج حتى تتقنّع بها عند الزفاف، ومن أقوالهم عند الخطوبة:" زوجني إياها ولو بثوب وعباة وبرقع ووقاة "، أي يكفيهم هذه الأشياء لتجهيز العروس حيث تضم الأشياء الأساسية من لباسٍ للجسم وغطاءٍ للرأس. وتُلبس العباءة عند الخروج إلى السوق أو إلى سفر، أو عند الذهاب إلى أناس غريبين ليسوا من العائلة كعرس أو مأتم أو غيره.

المنديل:

هو غطاء حريري ناعم، به أشكال ملونة مختلفة يُطْرح على الرأس ويُشدّ وتُعقد أطرافه خلف الرأس، ويُغطى بالقناع إن كان قنعة أو شاشاً أو غيره. وفي البيت تتخفف المرأة من الشال أو القنعة وتبقى بالمنديل فقط.

النقاب:

هو قطعة من القماش الأسود يُغطى بها الوجه حتى أسفل العينين وتُربط أطرافها خلف الرأس.

, - وتَنَقَّبَت أي لبست النقاب. وفي اللسان: النِّقابُ، عند العرب، هو الذي يبدو منه مَحْجِرُ العين.

اللَّثْمَة:

هي اللثام؛ وهي أن يُلَفّ طرفُ الشال الأبيض على الوجه حتى طرف الأنف، وليست هناك قطعة قماش خاصة تسمى اللثام، بل هو ما يُلَفّ على الوجه والفم من الشال كما ذكرت.

, - وتَلَثَّمَتْ أي شَدَّت اللثام على وجهها وفمها. وفي اللسان: اللثام: رَدُّ المرأَة قِناعها على أَنفها وردُّ الرجل عمامَته على أَنفه، وفي مكان آخر من اللسان: إِذا أَخذتَ عمامةً فجعلتها على فيك شِبْه النقاب ولم تبلغ بها أَرنبة الأَنف. وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض العائلات تضع النساء لثاماً من قماش أبيض اللون وعليه بعض التطريز وهو يشبه النقاب إلى حد كبير ولا يختلف عنه إلا في اللون.

الوقاة:

هي غطاء للرأس شبيه بالقلنسوة وهي مصنوعة من القماش الأسود المبطن بطبقة قماش أخرى، وتكون الطبقة العليا مطرزة من الأعلى ببعض الأشكال الجميلة، حيث تُصفّف عليها من الأمام قطع فضية في شكل شريط متناسق يكون فوق جبهة المرأة، وقد يتدلّى حبلان من الخرز من جانبي الوقاة، ينتهي كل واحد منهما بقطعة فضية أو معدنية، وكذلك تُشدّ بخيط يمر من تحت الحنك تتوسطه قطعة ذهبية كبيرة. وقد سميت الوقاة بهذا الاسم لأنها وقاء للرأس وغطاء له، والوقاة تعصب الرأس وتمنع القناع من الانزلاق والسقوط عن رأس المرأة.

البرقع:

يمكن تعريف البرقع بأنه غطاء يُسدل على الوجه فيغطي أكثره ويخفي مواقع الجمال منه، ويُشد على الجبهة بشريط قماشي سميك مطرز بالحرير الأحمر وينتهي بخيوط تُربط خلف الرأس، ويشبك من الأمام في جبهة الوقاة وله خيوط أخرى تثبته على الرأس، وتتدلى من البرقع أطواف من القطع الذهبية والفضية المتراصة، وحبال من الخرز الثمين المتعدد الأشكال والألوان، وبعض السلاسل الفضية أو المعدنية، ويعتبر البرقع من أهم الأشياء التي تحتفظ بها المرأة لأنه يحتوي على كمية الذهب التي تملكها، والذي هو مهرها وعَرَق رقبتها كما يقولون. وقد تبيع المرأة برقعها أو بعض القطع الذهبية التي عليه، إذا اشتدت بها الحال وساء وضع عائلتها المادي.

ونقول تبرقعت المرأة: أي أسدلت البرقع على وجهها.

ومن أجزاء البرقع وملحقاته:

الشبيكة:

أو شْبِيكة البرقع، هي قطعة قماش حمراء مثلثة الشكل، تُشبكُ في جبهة البرقع، ويكون عليها ثلاثة أطواف من الذهب ( المشاخص، المجرّات، الخِيرِي ). وعندما تسدل المرأة برقعها على وجهها تتدلى الشبيكة معه، وعندما ترفعه، تظهر الشبيكة على الجبهة.

المطواح:

والجمع مطاويح، هو حبل من الخرز ( من خرز الطَّرْف، أو المرجان ) يتدلى على جانبي البرقع، ويكون في آخره بعض القطع الفضية أو الذهبية، وقد تتخذ المرأة شريطاً من القماش وتضع عليه صفاً من المجرات ( سَلَبَة واحدة ) أي سرباً واحداً.

العَصْبَة:

هي قطعة من القماش يُعصب بها الرأس، ولم تكن تستعمل في منطقتنا ولكنها كانت تستعمل في أقصى الجنوب.

القراميل:

هي لَفَّة من الخيط تشبه الشراشب لُفَّت عليها خيوط ملونة، تضعها المرأة في نهاية قرونها. وفي اللسان: والقَرامِيل من الشعر والصوف ما وصلت به المرأَة شعرها. الجوهري: القَرامِل ما تشدُّه المرأَة في شعرها. وفي الحديث: أَنه رخَّص في القَرامِل، وهي ضفائر من شعر أَو صوف أَو إِبريسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها.

ويَعْلَقُ بذاكرتي بيت من شعر "العتابا" كان أبي يردده كثيراً ولكنني لا أذكر تكملته والبيت هو:

يا لاهي قُلْ لأبو القَرْمُول عُقْبِي .... يصبر عَ الجَفَا والضَّيْم عُقْبِي

وهذا نوع من التغني بالمرأة التي تلبس القرمول، وهو يدل على أن النساء كن يضعن القراميل في قرونهن.

وفي النهاية نقول:

تخنفشت المرأة:

أي غطّت وجهها بطرف قناعها فلم يظهر منه شيء، إلا فتحة صغيرة عند العين تمكنها من الرؤية.

فَرَّعَت:
كشفت وجهها دون أن تنزل قناعها من على وجهها.

ظَبَّت على حالها:
أي غطت وجها وتقنعت.

وتنقبّت، وتلثمت، وتقنعت وهو ما شرحناه في سياق النص، متمنياً لكم بذلك رحلة ممتعة في صحراء تراثنا وعاداتنا الأصيلة.
كتبت : rose de rjeem
-
الأستاذ صالح الزيادنة
كتبت : || (أفنان) l|
-


أختي الحبيبة
ربي يجزاك خير الجزاء
وفقك الله وسدد خطالك لكل خير
طرح رائع ومميّز.
موضوع يستحق القراءة بارك الله فيك وفي هذا الجهد الطيب

كم تعجبني مواضيعك لما فيها من حسن انتقاء وتدوين لمصدر الموضوع
تقبلي مروري المتواضع على صفحتكـ العطرهـ..~
إبقي متميزة كعادتــــكـ


الحمدلله أننا مسلمون على سنة نبي محمد صلى الله عليه وسلم مهتدون
أعزنا الله بالاسلام وحفظ لنا كرامتنا ورفع قدرنا
وصان كرامتنا وحفظ أعراضنا

إن آخر وصية للنبي صلى الله عليه وسلم كانت عن النساء ثلاث مرات متتالية ..
حيث قال صلى الله عليه وسلم في وصية الوداع ..
(أوصيكم بالنساء خيراً , أوصيكم بالنساء خيراَ , أوصيكم بالنساء خيرا)
وهل يمكن أن ننسى حب رسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ..

وقد قال لها يوما صلى الله عليه وسلم ..
"حبك يا عائشة في قلبي كالعروة الوثقى" ..
وهو حديث مشهور وصريح في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ..
وكان يصرح بذلك أمام أصحابه .

وكيف ننسى أيضا ً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وكان يغتسل هو والسيدة عائشة أم المؤمنين في إناء واحد ..
هل هناك في هذه الدنيا ما هو أكثر رومانسية من هذا ؟

ورحم الله علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ..
عندما دخل على زوجته فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ..
فوجدها تستاك بسواكها ..
فغار عليها من قطعة الخشب حباً فيها
وقال ..
أحللت ياعود الأراك بثغرها ... أما خفت ياعود الأراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك ... ما فاز مني يأسواك سواك

ها هي تصرفات آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ..
هذا هو حب الزوج المسلم لزوجته ..


حقوق المرأة ..
إن النساء في الإسلام يعاملن بعدل لا وجود له في أي دين أخر ..
النساء مثلهم مثل الرجال تماما في الحقوق والواجبات ..
فهم فعلا نصف المجتمع و لكن الله رفع الرجال عليهن درجة واحدة ..
حتى يكون مسئولا أمام الله عن الدفاع عنها ..
وإعطائها حقوقها كاملة والإنفاق عليهم ..
قال تعالى
"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم"
وقال الله تعالى
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ "
قال الله تعالى
"لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْن"
و ساوى بينهم في الجزاء أيضا ..
قال الله تعالى
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا "
بل و وعدها الله
و رسوله بحسن الجزاء إذا هي اتقت ربها في حياتها ..
قال الله تعالى
"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها ..
قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت !

الحمد لله أن أعزنا بالإسلام ولا عزة لنا بغيره ...

الحمد لله الذي رفع قدر المرأة وأعطاها حقوقها كاملة
حيث لم تنصف المرأة في أية ديانة سماوية أو تشريعات كما أنصفت في الإسلام

كتبت : LOVELYWIFE
-
جزاك الله خيرا على هذا الملف المفيد والشيق طرح رائع جزاك الله خيرا
الصفحات 1 2  3 

التالي
السابق