تفريغ محاضرة أسباب الثبات أمام الفتن للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
مجتمع رجيم / المحاضرات المفرغة
كتبت :
~ عبير الزهور ~
-
[frame="13 70"]
تفريغ محاضرة أسباب الثبات أمام الفتن للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
إن أعظم ما نقدم به على الله عز وجل هو الحق الذي أوجبه علينا، وأنزل من أجله الكتب، وأرسل الرسل، وهو عبادته سبحانه وتعالى.
وإن من الأمور المثبتة على العبادة تواصي المؤمنين فيما بينهم بدوام عبادة الله وتقواه، ومحاسبة أنفسهم على كل تقصير، والمجاهدة في لزوم طاعة الله، والدعوة إلى استغلال الأوقات فيما يقرب إلى الله، والشعور بالمسئولية الملقاة على عاتق كل مؤمن، وكل هذا يتحصل بالحرص على العمل بأسباب السعادة الدنيوية والأخروية.
الغاية من خلق العباد
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فإني أشكر الله عز وجل على ما منَّ به من هذا اللقاء مع إخوة في الله في بيت من بيوت الله، للتناصح والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والتعاون على البر والتقوى، وأسأله عز وجل أن يجعله لقاءً مباركاً، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه والثبات عليه، والنصح له ولعباده، وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه جل وعلا جواد كريم.
أيها الإخوة في الله: تعلمون أن الله عز وجل إنما خلق الخلق ليعبد وحده لا شريك له، لم يخلقهم عبثاً ولا سدى، ولكن خلقهم لأمرٍ عظيم، خلقهم ليعبدوه ويعظموه وينقادوا لأمره، قال تعالى: أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً [القيامة:36]
أي: معطلاً لا يؤمر ولا ينهى، كلا!
وقال تعالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]
ينكر عليهم ذلك سبحانه وتعالى، ويقول جل وعلا: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [ص:27]
لم يخلقها باطلاً، بل خلقها لأمر عظيم وحكمة عظيمة، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]
خلقهم ليتقوه وليعبدوه.. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58].
وقد أرسل الله الرسل عليهم الصلاة والسلام بهذا الأمر العظيم، فقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]
وقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]
هذا هو الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس، أن يعبدوه ويعظموه، وينقادوا لشرعه، ويتواصوا بذلك، خلقوا لهذا وأمروا بهذا، فالواجب على جميع الرجال والنساء، والجن والإنس، والعرب والعجم، والأغنياء والفقراء، الجميع يجب عليهم أن يعبدوا الله وأن يعظموه وينقادوا لشرعه، وعليهم أن يتفقهوا في هذه العبادة، وأن يعرفوها ويعلموها، ولا طريق إلى ذلك إلا باتباع الكتاب والسنة، والتفقه في الكتاب والسنة؛ حتى تعرف العبادة التي أنت مخلوق لها، وأنت مأمور بها، وهي توحيد الله وطاعته.. وهي الإسلام والإيمان.. هي الهدى والبر والتقوى.. هي طاعة الله والانقياد لشرعه.
هذه العبادة التي أنت مخلوق لها سميت إسلاماً، وسميت إيماناً، وسميت عبادة، وسميت طاعة لله ولرسوله، وسميت تقوى وبراً وهدى، وحقيقة الأمر أنها فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه، هذه العبادة التي أنت مأمور بها أصلها وأساسها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هاتان الشهادتان هما أعظم الأوامر، وهما أساس العبادة، وهما أساس التوحيد، أن تعبد ربك وحده وأن تخصه بالعبادة، وأن تعلم يقيناً أنه هو المعبود بالحق دون كل ما سواه، كما قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]
وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]
وقال سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [النساء:36]
وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]
لما أثنى على نفسه في الفاتحة التي هي أعظم سورة قال بعدها: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة:5].. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:3-4]، علَّم عباده أن يقولوا هكذا، ثم يقول القارئ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]
أي: إياك وحدك نعبد وإياك وحدك نستعين. فالعبادة حقه وحده دون كل ما سواه، فمن عبد مع الله ملائكة، أو أنبياء، أو أصحاب القبور، أو الأصنام، أو الأشجار، أو الأحجار، أو الجن يدعوهم، أو يستغيث بهم، أو ينذر لهم، أو يعبدهم بشيء من العبادة؛ فقد كفر بالله، وناقض قول لا إله إلا الله، وخالف ما خلق له. فالواجب على الجميع أن يعبدوا الله وحده، وأن يخصوه بدعائهم، وخوفهم، ورجائهم، وصلاتهم، وصومهم، وذبحهم، ونذرهم، وحجهم.. وغير ذلك، فالعبادة حق الله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]..
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62].
أهمية التواصي والتناصح بين المؤمنين
على الجميع أن يتواصوا بهذا، وأن يتناصحوا في ذلك، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، والبر والتقوى توحيد الله وطاعته واتباع شريعته، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]
هذه أوصاف المؤمنين.. هذه أخلاق المؤمنين والمؤمنات، بعضهم أولياء بعض، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله، ووحدوا الله، وانقادوا لشرعه، فهم المؤمنون بالله، من صفاتهم: أنهم أولياء، كل واحد ولي أخيه.. لا يغشه، ولا يكذب عليه، ولا يظلمه، ولا يخونه في الأمانة، ولا يغشه في المعاملة، بل ينصح له في كل حال؛ لأنهم إخوه في الله بعضهم أولياء بعض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا)
align="right">الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6218
خلاصة حكم المحدث:صحيح
تفريغ محاضرة أسباب الثبات أمام الفتن للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
إن أعظم ما نقدم به على الله عز وجل هو الحق الذي أوجبه علينا، وأنزل من أجله الكتب، وأرسل الرسل، وهو عبادته سبحانه وتعالى.
وإن من الأمور المثبتة على العبادة تواصي المؤمنين فيما بينهم بدوام عبادة الله وتقواه، ومحاسبة أنفسهم على كل تقصير، والمجاهدة في لزوم طاعة الله، والدعوة إلى استغلال الأوقات فيما يقرب إلى الله، والشعور بالمسئولية الملقاة على عاتق كل مؤمن، وكل هذا يتحصل بالحرص على العمل بأسباب السعادة الدنيوية والأخروية.
الغاية من خلق العباد
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فإني أشكر الله عز وجل على ما منَّ به من هذا اللقاء مع إخوة في الله في بيت من بيوت الله، للتناصح والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والتعاون على البر والتقوى، وأسأله عز وجل أن يجعله لقاءً مباركاً، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعاً، وأن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه والثبات عليه، والنصح له ولعباده، وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه جل وعلا جواد كريم.
أيها الإخوة في الله: تعلمون أن الله عز وجل إنما خلق الخلق ليعبد وحده لا شريك له، لم يخلقهم عبثاً ولا سدى، ولكن خلقهم لأمرٍ عظيم، خلقهم ليعبدوه ويعظموه وينقادوا لأمره، قال تعالى: أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً [القيامة:36]
أي: معطلاً لا يؤمر ولا ينهى، كلا!
وقال تعالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115]
ينكر عليهم ذلك سبحانه وتعالى، ويقول جل وعلا: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [ص:27]
لم يخلقها باطلاً، بل خلقها لأمر عظيم وحكمة عظيمة، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]
خلقهم ليتقوه وليعبدوه.. وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:56-58].
وقد أرسل الله الرسل عليهم الصلاة والسلام بهذا الأمر العظيم، فقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]
وقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]
هذا هو الواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس، أن يعبدوه ويعظموه، وينقادوا لشرعه، ويتواصوا بذلك، خلقوا لهذا وأمروا بهذا، فالواجب على جميع الرجال والنساء، والجن والإنس، والعرب والعجم، والأغنياء والفقراء، الجميع يجب عليهم أن يعبدوا الله وأن يعظموه وينقادوا لشرعه، وعليهم أن يتفقهوا في هذه العبادة، وأن يعرفوها ويعلموها، ولا طريق إلى ذلك إلا باتباع الكتاب والسنة، والتفقه في الكتاب والسنة؛ حتى تعرف العبادة التي أنت مخلوق لها، وأنت مأمور بها، وهي توحيد الله وطاعته.. وهي الإسلام والإيمان.. هي الهدى والبر والتقوى.. هي طاعة الله والانقياد لشرعه.
هذه العبادة التي أنت مخلوق لها سميت إسلاماً، وسميت إيماناً، وسميت عبادة، وسميت طاعة لله ولرسوله، وسميت تقوى وبراً وهدى، وحقيقة الأمر أنها فعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه، هذه العبادة التي أنت مأمور بها أصلها وأساسها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هاتان الشهادتان هما أعظم الأوامر، وهما أساس العبادة، وهما أساس التوحيد، أن تعبد ربك وحده وأن تخصه بالعبادة، وأن تعلم يقيناً أنه هو المعبود بالحق دون كل ما سواه، كما قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]
وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]
وقال سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [النساء:36]
وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]
لما أثنى على نفسه في الفاتحة التي هي أعظم سورة قال بعدها: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة:5].. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:3-4]، علَّم عباده أن يقولوا هكذا، ثم يقول القارئ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]
أي: إياك وحدك نعبد وإياك وحدك نستعين. فالعبادة حقه وحده دون كل ما سواه، فمن عبد مع الله ملائكة، أو أنبياء، أو أصحاب القبور، أو الأصنام، أو الأشجار، أو الأحجار، أو الجن يدعوهم، أو يستغيث بهم، أو ينذر لهم، أو يعبدهم بشيء من العبادة؛ فقد كفر بالله، وناقض قول لا إله إلا الله، وخالف ما خلق له. فالواجب على الجميع أن يعبدوا الله وحده، وأن يخصوه بدعائهم، وخوفهم، ورجائهم، وصلاتهم، وصومهم، وذبحهم، ونذرهم، وحجهم.. وغير ذلك، فالعبادة حق الله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [البينة:5]..
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62].
أهمية التواصي والتناصح بين المؤمنين
على الجميع أن يتواصوا بهذا، وأن يتناصحوا في ذلك، كما قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، والبر والتقوى توحيد الله وطاعته واتباع شريعته، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71]
هذه أوصاف المؤمنين.. هذه أخلاق المؤمنين والمؤمنات، بعضهم أولياء بعض، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله، ووحدوا الله، وانقادوا لشرعه، فهم المؤمنون بالله، من صفاتهم: أنهم أولياء، كل واحد ولي أخيه.. لا يغشه، ولا يكذب عليه، ولا يظلمه، ولا يخونه في الأمانة، ولا يغشه في المعاملة، بل ينصح له في كل حال؛ لأنهم إخوه في الله بعضهم أولياء بعض، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا)
align="right">الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6218
خلاصة حكم المحدث:صحيح
ويقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27]، ويقول عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58]، ويقول سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون:8]، هذا هو وصف المؤمنين، يرعون الأمانات والعهد ولا يخونون، بل هم أولياء أحباء متناصحون، متواصون بالحق، متعاونون على البر والتقوى، آمرون بالمعروف، ناهون عن المنكر، هذه صفات أولياء الله، هذه أخلاق المؤمنين والمؤمنات، كما سمعتم في قوله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71]، ليسوا أعداء، فمن تعدى على أخيه بظلم، في نفس، أو مال، أو عرض، أو خيانة في أمانة، أو غش في معاملة؛ فقد خالف هذه الآية، وخالف النص، ودخل في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27]. فالواجب أداء الأمانة، والنصح لله ولعباده
قال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]
أقسم سبحانه وهو الصادق وإن لم يقسم، أقسم بالعصر، وهو الزمان الذي هو النهار، أن الإنسان في خسران، جميع بني آدم في خسران، وهكذا بنو الجان كلهم في خسران من ذكور وإناث.. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3]
هؤلاء هم الرابحون، والسعداء، والله يقسم بما يشاء من خلقه، كما أقسم بالذاريات، والطور، والليل إذا يغشى، والضحى.. ونحو ذلك، لا أحد يتحجر عليه سبحانه، بل يقسم بما شاء من مخلوقاته الدالة على عظمته، وأنه رب العالمين، وأنه الخلاق العليم جل وعلا، أما العبد فليس له أن يحلف إلا بالله، المخلوق ليس له أن يحلف إلا بربه، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت)
align="right">الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2679
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
وقال عليه الصلاة والسلام: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)
align="right">الراوي:سعد بن عبيدةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3251
align="right"> خلاصة حكم المحدث:صحيح