align="right"> إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
align="right"> ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
اليوم سأحدثكم أخواتي موضوع عن الدعوة الى الخير ، وبالخصوص كيف تدعو المرأة أصدقاءها وابنائها ومن حولها ..
align="right"> ان حياة المؤمنة جهاد في سبيل الله، فهي لا تكاد تفرغ من عمل صالح حتى تدخل في عمل آخر ومن أجل الأعمال الصالحة "الدعوة إلى الله ". align="right"> قال تعالى :{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ......} (15) سورة الشورى align="right"> يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: align="right"> ( أي فللدين القويم والصراط المستقيم الذي أنزل الله به كتبه وأرسل رسله فادع إليه أمتك وحضهم عليه وجاهد عليه من لم يقبله واستقم بنفسك).
هل أنت؟ align="right"> ممن من الله عليهن ببعض العلم الشرعي؟ إذا كان جوابك نعم، ألا ترغبين أن تكوني خليفة رسول الله لمصلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله؟ align="right"> لا شك أن جوابك سيكون نعم. align="right"> إذأ فاجعلي من بيتك مركز دعوة لله عز وجل، اختاري يوماً في الأسبوع أو يومين في الشهر حسب ظروفك.. align="right"> أقول: اجعلي هذا اليوم مجلساً للذكر وحبذا لو كان يجمع العلم أيضاً، اجمعي فيه جيرانك وأقاربك من ذوي الأعمار المتقاربة
واقطفي في هذا المجلس من ثمرات العلوم الشرعية المختلفة، فمن حفظ قرآن وتفسير إلى عقيدة وهدي نبوي.. align="right"> ولا تنسي يا أختاه أن تنشري الشريط الإسلامي بين الحاضرات وأن توزعي ما نفع من الكتيبات. align="right"> وحاولي يا أخية أن تقصري هذا الاجتماع على المشروبات وابتعدي فيه عن التكلف والتبذير، لأن الناس عندما يقومون بزيارة بعضهم يملأون البطون ويتركون العقول فارغة وكما لا يخفى عليك فإن لمجلس الذكر طابعه الخاص وهو الاستفادة من كل الوقت لأنه عادة ما يكون وقته قصيراً. align="right"> أختاه كوني هينة لينة الجانب واعلمي أن أعينهن معقودة عليك فلا تريهم منك القبيح والله يسدد خطاك.
وها قد قدمت لك الفكرة فهل تعملين؟ أم إن الأمل طويل.. align="right"> أقول لك: ابدئي فقط وسترين تيسير الله بعد ذلك. align="right"> لا تنسي إعمال النية في كل صغيرة وكبيرة align="right"> فالأعمال إما لك إن حسنت نيتك ,,وإما عليك إن فسدت نيتك align="right"> وإما هدر إن لم تصاحبها نية حسنة أو سيئة align="right"> وهل ترضين أن تذهب ساعات عمرك الغالية هكذا هدرا لا لك ولا عليك.،. align="right"> إذاً فلا بد أن تتفطني لإعمال النية في جميع أمورك مهما دقت حتى تصبح حياتك كلها عبادة بينما أنت تمارسين حياتك اليومية.
align="right"> * تذكري أنه يصعب إرضاء الناس كلهم في وقت واحد.. align="right"> وأن ذلك يكون أكثر صعوبة في طريق الدعوة واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك أما رضا رب الناس فهي غاية تدرك بإذن الله،
من أجل ذلك لا تضيعي وقتك وتفوتي فرص الخير عليك وعلى الآخرين من أجل إرضاء فلان أو فلانة
من الناس، بل اعملي واستعيني بالله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت align="right"> وبعد العمل الصحيح الموافق للسنة والصدق مع الله لا يضرك من خالفك فما الدنيا إلا سحابة صيف عن قريب تقشع. align="right"> لا تنظري إلى عملك بين الأعمال فتقعدك نشوة الطاعة عن الأعمال الأخرى كما ينبغي ألا تـثبطك قيود المعاصي عن العمل الدعوي، بل انفضي عنك سريعاً غبار المعاصي واغتسلي بماء التوبة وعودي بهمة أعلى واجعلي هم الإسلام في قلبك واغرسيه غرساً،
وليكن خروج روحك من جسدك أهون عليك من أن تخرجي من الدعوة إلى الله. align="right"> * اطلبي العلم في منزلك، فقد قال تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} (14) سورة محمد .
وقال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: "العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته " قالوا: كيف ذلك؟
قال: "ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره " فتكونين بهذه النية وبهذا العمل من المجاهدات في سبيل الله لنشر دينه.
align="right"> أختاه:
في طريقك إلى الله قد تعترضك هموم وأحزان فمن يشرح صدرك ويذهب حزنك؟ إنه القرآن... align="right"> فاحرصي يومياً على تلاوة جزء منه، وستجدين سعة الصدر والانشراح إضافة إلى البركة في الوقت والتوفيق للعمل الصالح،
اللهم اجعل القرآن العظيم الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا. align="right"> * ثم يا أخية هناك أمر مهم في دعوتك للآخرين... فلا بد أن تؤيدي كلامك ببعض الآيات النورانية، فقد ثبت align="right"> أن الكلام المزين بالآيات والأحاديث له تأثير أكبر في النفوس من الكلام الخالي منهما، اعترف بذلك كثير ممن هداهم الله فيما بعد، ولن يتحقق لك ذلك إلا إذا كان لك نصيب من حفظ كتاب الله، فهذا باب واسع للدعوة. align="right"> أو على الأقل حفظ الآيات التي تتعلق ببعض الأحكام الشرعية وحفظ بعض آيات الترغيب والترهيب، هذا أمر مهم ولا بد منه حتى يكون أساسك الدعوي أقوى كما لا تنسي أن تحفظي بعض الأحديث والأشعار والحكم
والتي تؤدي نفس الغرض وتجعلك أثر ثباتاً واطمئنا أثناء دعوتك ومناقشتك مع الآخرين. align="right"> وهكذا كلما قويت حصيلتك من العلم والحفظ والحكمة كلما كانت النتائج أفضل بإذن الله.
align="right">
أفكار دعوية .. مع الأولاد
align="right"> عودي أولادك الاعتماد على النفس قدر الإمكان وتحمل المسئولية والقدرة على مواجهة الجماهير... align="right"> وذلك من خلال الإكثار من حضورهم لمجالس الذكر حتى يتعلموا كيفية الإلقاء وأيضاً تشجيعهم على التحدث أمام الآخرين وإشراكهم في النشاطات العامة وتنمية حب المشاركة في النشاطات المدرسية ونحوها... align="right"> ولا تتسببي في إصابتهم بمرض الخجل، لأنك تخجلين، بل اجعليهم ينطلقون في مجالات الحياة الاجتماعية بمسار صحيح بعيداً عن
الشعور بالنقص والخجل وعدم الثقة بالنفس حتى تتكون وتغرس فيهم مبادئ الصفات الدعوية التي تصقل وتوجه فيما بعد فيتعودوا على مواجهة الجمهور والجرأة والطلاقة في الحديث، والفضل يعود إليك بعد الله سبحانه وتعالى لأنك أنت المحضن الأول لكل الدعاة في الدنيا... align="right"> * وردتك الجميلة في المنزل التي تضمينها وتشمينها، ابنتك الصغيرة داعية المستقبل... هل فكرت أن تهديها خماراً وسجادة للصلاة؟ كما أهديتها الكثير من اللعب سابقاً!!
align="right"> * هل اصطحبت أولادك إلى إحدى المكتبات الإسلامية وتركتهم يختاورن أجمل القصص والكتب المفيدة والمسلية
ونميت عندهم بذلك حب القراءة التي هي الزاد القوي في طريق السائرين إلى الله. align="right"> * اختاري لأولادك بعض الأشرطة الخاصة بالأطفال ودعيهم يتمتعون ويستفيدون منها... align="right"> هناك تلاوات أطفال مثلهم وسيعجبهم ذلك.. align="right"> وهناك أشرطة تعليمية للأطفال.. align="right"> وهناك الأناشيد والمنوعات... إلخ align="right"> واحرصي على أن تحضري لهم كل شهر شريطين وكتابين، مع توجيهاتك الحانية ودعواتك الطاهرة من قلبك الصادق مع الله في هداية أولادك وحفظهم من شرور الدنيا والآخرة ومن شياطين الإنس والجن، وأن يهديهم سبحانه إلى أحسن الأخلاق وأن يصرف عنهم أسوأها. align="right"> وأن يجعلهم قرة أعين لوالديهم وللمسلمين وذخراً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم align="right"> ترى بعد سنة من المداومة على هذا العمل كيف سيكون أولادك بإذن الله؟؟ align="right"> أترك الإجابة لك...
align="right"> * كم عدد الصفحات التي يحفظها أولادك أيام الامتحانات ؟ align="right"> كم مقرر يحفظه الطالب في كل سنة بل في كل فصل دراسي؟ align="right"> أنا لا أتحدث عن طالب القسم الثانوي أو المتوسط، ولكني أتحدث معك عن المرحلة الابتدائية فقط وقيسي على ذلك،
أيعجز أولادك بعد ذلك عن أن يحفظوا كتاب الله أو أجزاء منه على الأقل أم أنك تعجزين عن حثهم ومعاونتهم كما حرصت من قبل وسهرت الليالي معهم حتى يحفظوا (6) مقررات أو (10) مقررات أو (13) مقرراً... بل بذلت ذلك من أعصابك وراحتك حتى لكأنك أنت التي تختبرين
لدرجة أنك تقسين عليهم بعض الأحيان ليحققوا أعلى الدرجات في الاختبارات، أسألك بصراحة هل أنت تحبين أبناءك حقاً؟ align="right"> أعلم أنك ستجيبين فوراً بالطبع نعم، أعود وأسألك: align="right"> هل تحبينهم في الله؟ align="right"> أرجو أن لا تتسرعي في الإجابة، فقد تكون الإجابة في الغالب align="right"> مؤلمة جداً وأنت لا تشعرين بذلك. align="right"> إن الحب الحقيقي لأولادك، هو أن تبذلي مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه،
الحب الحقيقي لأولادك، أن تنجحي في تحفيظهم كتاب الله بشتى الطرق، كما نجحت في أن يتخطى أبناؤك مقررات طويلة ومتنوعة.. align="right"> وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أبنائك على حفظ كتاب الله تدريجياً وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ومن العين والجن وشفاء لهم من الأمراض العضوية
والنفسية وتقوية للذاكرة وصفاء للذهن والروح. ثم من هي الأم التي لا تريد هذا الخير لأبنائها ولا تحرص عليه؟! إنها أغلى هدية تقدمينها في حياتك لأولادك align="right"> وستسعدين بها في الحياة وبعد الممات
align="right"> ففي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر align="right"> منها ولد صالح يدعو له، أي ولد هذا الذي تتوقعين أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أوترفع منزلتك عند الله. align="right"> أي ولد هذا ؟ align="right"> هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر؟ align="right"> أم هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره في لعب الكرة مع أولاد الحارة؟ align="right"> أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين
فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة. align="right"> فهنيئاً ثم هنيئاً لكل أم حازت في بيتها خمسة فأكثر من حفظة كتاب الله الكريم، وما أكثرهن والحمد لله حيث تسمع لبيوتهن مثل دوي النحل من تلاوة كتابه الكريم، نسأل الله أن يثبتنا والمسلمين على صراطه المستقيم.
align="right"> أختي في الله.. align="right"> أيتها الأم الداعية الحنون.. align="right"> اجلسي مع أولادك وقتاً ليس أقل من ساعة، ولو في الأسبوع. align="right"> دعيهم يتحدثون بحرية وراحة عن كل شيء واعتبريها جلسة (سواليف)، لكن لها هدف كبير لا يخفى على داعية مثلك. align="right"> تأكدي عزيزتي الأم أنه من خلال مثل هذه الجلسات وتكرارها عبر الأيام سوف تتعرفين على شخصيات أولادك وهل وصلت إلى النتيجة المرجوة
أم إن أهدافك لم تتحقق بعد، ربما لتقصيرك في أمر ظننت أنك أعطيته حقه، وربما لعدم التنويع في الأساليب وربما... إلخ. align="right"> المهم أن تطلعي على ذلك وتدركيه قبل فوات الأوان حتى تتمكني من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في عقائدهم وأعمالهم، والله يرعاك.... align="right"> * عزيزتي...
إذا كنت تشعرين بالخجل والارتباك الشديد عندما يخطئ طفلك أمام الآخرين أثناء تعلمه مهارة ما وتزجرينه أمامهم،
فاعلمي أن ذلك بداية النهاية لقدرات طفلك ومواهبه؛ لأن الطفل غالباً يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ، والتوجيهات المستمرة الهادئة من والديه تنفعه كثيراً في التقدم. align="right"> ولا بد أن تدركي تماماً الفروق الفردية بين الأطفال، بالتالي تنظري إلى طفلك من خلال قدراته هو لا من خلال قدرات غيره من الأطفال الآخرين. align="right"> ومن ثم تسعين إلى تنمية مواهبه ومهاراته وتوجيهها بحيث ينفع نفسه ودينه فيما بعد من خلال شخصيته المتميزة عن غيرها وقدراته الخاصة به.
align="right"> عزيزتي... align="right"> لن تجني الأم من المقارنة بين قدرات طفلها وقدرات الأطفال الآخرين إلا طفلاً محطماً غير واثق من نفسه ومن صحة تصرفاته لأن أمه أرادته نسخة طبق الأصل
من طفل آخر أعجبها فعجزت عن ذلك فمسخت بذلك شخصية طفلها الأصلية وقدراته الطبيعية، فأصبحت كالمنبت لا وادياً قطع ولا ظهراً أبقى. align="right"> * نعم... جميل جداً حرصك على حضور مجالس الذكر.. align="right"> ولكن.. هل فكرت باصطحاب بنياتك معك حتى يتعودن على حب حلق الذكر ويألفنها ويكتسبن شيئاً من مهارة الإلقاء من خلال المشاهدة. align="right"> أعتقد أن ذلك مهم بالنسبة لك، فأنت أم لداعيات المستقبل... أليس كذلك...؟
عودي أولادك على ...
align="right"> 1- ذكر اسم الله قبل البدء بالطعام حتى لا يشاركهم الشيطان فيه. ثم حمد الله بعد الانتهاء من الطعام، فهذا ينمي عندهم توحيد الربوبية. align="right"> وإذا سقطت اللقمة من طفلك، فاطلبي منه أن يمسح ما بها من أذى ويأكلها ولا يدعها للشيطان كما أمرنا صلى الله عليه وسلم. align="right"> 2- إذا وقع طفلك على الأرض فلا تصرخي بل أسمعيه أول كلمة تقولينها عندئذ وهي "بسم الله " واطلبي منه أن يقولها دائماً عند وقوعه. align="right"> 3- اغرسي الحياء في نفس أولادك عموماً وبنياتك خصوصاً عن طريق حثهم على ستر عوراتهم عن القريب قبل البعيد وأعطي هذا الموضوع اهتماماً بالغاً وأشعريهم بحرمة العورة ووجوب حفظها. align="right"> 4- لا تسمحي لأولادك بمناداتك باسمك مجرداً دون كلمة أمي لأن هذا يفقدهم احترامك تدريجاً. align="right"> كذلك لا تدعيهم ينادون والدهم باسمه مجرداً من كلمة أبي... ففيه من سوء الأدب الكثير. align="right"> 5- عوديهم على حب الكتابة والقراءة عن طريق شراء القصص المفيدة والدفاتر وكتب التلوين والألوان والأقلام المناسبة للأطفال، فكثرة مشاهدتهم لهذه الأشياء مع كثرة استعمالها تورث لديهم محبتها وحسن التعامل معها وكيفية الاستفادة منها. align="right"> 6- عودي طفلك على حب الجمال والظهور بمظهر جميل مرتب، فمهما كان منظر الأم نظيفاً وجميلاً يبقى مظهر طفلها ونظافته الدليل القاطع على نظافتها أو إهمالها. align="right"> 7- لا تشتكي إلى أحد شقاوة طفلك وهو بجوارك يسمع كلامك لأن هذا يشعره بالانتصار والقوة بأنك عجزت عنه فيدفعه إلى التمرد أكثر، بينما هو في الواقع كان يهاب منك ولو بقدر ضئيل.
8- عودي طفلك على اقتناء دفتر خاص به يكتب فيه المفيد من العبارات والحكم والقصص والأشعار والألغاز واتركي له المجال مفتوحاً للنقل من الصحف والكتب وكلما ملأ 3 صفحات اطلبي منه أن يقرأ عليك ما كتب وثبتي الجيد واطلبي منه إزالة السيئ وبذلك تنمين عنده ملكة عظيمة تنفعه مستقبلاً، كحب القراءة والتأليف وتوسيع الثقافة والاطلاع ومعرفة الجيد والسيء align="right">
إليك أختي الداعية باب من الأجر واسع
align="right"> قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } (33) سورة الأحزاب.. والبيت مجال خصب للدعوة، فالبيت فيه الوالدان والإخوة وقد يكون فيه بعض الأقارب كالجدة والجد والعمة والعم... إلخ. align="right"> وفيه أيضاً الأطفال أحباب القلوب، وهنا مربط الفرس، فجاهدي يا أخية على تحفيظ أولادك أو أخوتك كتاب الله واجعلي هذا العمل من أساسيات أعمالك اليومية، وذلك عن طريق ترديد سورة قصيرة معينة في مختلف الأوقات، فمثلاً عندما تساعدينهم في ارتداء الملابس، وعندما تكونون في السيارة، وقبل النوم... إلخ. align="right"> فلا يمر الأسبوع بإذن الله إلا وقد أتقن الطفل حفظ هذه السورة ثم تبدئين بسورة أخرى في الأسبوع المقبل، ودعوني أذكر لكم نموذجاً حياً، وهي ابنة لأخت في الله عمرها خمس سنوات تحفظ أربعة أجزاء من كتاب الله، الله أكبر من أين جاء ذلك إلا بتوفيق من الله ثم جهد جهيد وعزم أكيد في تحفيظها من قبل والديها جزاهما الله خيراً، ولا تنسي يا أخية أن تحفيظك كتاب الله لغيرك هو من الأعمال الجارية كما قال صلى الله عليه وسلم: "أو مصحفاً ورثه ". align="right"> فتخيلي يا أخية وأنت في قبرك بين ثنايا الأرض وتحت ركام التراب وأبناؤك ومن علمتهم كتاب الله أحياء يقرأون ما حفظوه منك فتأتيك الحسنات ولا ينقطع عملك في وقت أحوج ما تكونين إليها. align="right"> فمثلاً عندما تعلمين طفلك سورة الإخلاص وعمره ثلاث سنوات أو أقل ثم يتوفاك الله فإن هذا الطفل يظل يعرفها ويقرأها وإذا بلغ صلى بها وعند الأذكار يذكرها وقبل النوم وبعد الصلوات المكتوبة طوال عمره يقرأها وقد يعلمها لغيره فيقرأها غيره فيأتيك وأنت في ظلمات القبر أجرهم جميعاً وهكذا {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} (61) سورة الصافات align="right"> اللهم استعملنا فيما يرضيك وباعدنا عما لا يرضيك.. align="right">
align="right"> * هل فكرت أن تصنعي من صديقتك داعية إلى الله؟ align="right"> أجل خذي بيديها شجعيها، أعينيها وارفعي معنوياتها وحثيها على طلب العلم الشرعي وبالتالي الدعوة إلى الله تعالى. align="right"> أكثري الحديث معها عن الدعوة وأهميتها وحاجة الناس إليها، align="right"> وإن لم نقم بها نحن بنات الإسلام وأهل الجزيرة، منبع الرسالة، ومهبط الوحي فمن يقوم بها؟.. align="right"> أختاه.. لا يغرك كثرة القاعدين، فقد يكون لهم من الأعذار ما يعيقهم، والعبرة بالنهاية ومن يسعد في اليوم الآخر. align="right"> * لا بد أن يكون هناك اجتماع شهري على الأقل مع أخواتك في الله رفيقات درب السعادة إن شاء الله. align="right"> تسعدين برؤيتهن وتجددن نشاطك ويرفعن معنوياتك وتستفيدين من خبراتهن في الحياة والدعوة. align="right"> وإن لم يحصل لك إلا رؤية الوجوه المؤمنة المباركة، وكأنها تضغط على يديك بقوة وحنان وتقول لك سيري على بركة الله، فكلنا معك على الطريق الطويل الشاق.. align="right"> طريق الدعوة... align="right"> حفت الجنة بالمكاره....
align="right"> * الهدية... وما أدراك ما الهدية؟ align="right"> إنها كالبلسم الشافي يوضع على الجرح المفتوح فيجعله يلتئم سريعاً.. align="right"> إنها كالثلج البارد يوضع على النار المتأججة فيذهب وحرها.. وحسبك أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر بها وكان يقبلها..
align="right"> وإليك بعض الأفكار الدعوية في الهدايا: align="right"> أ- إهداء اشتراك لمدة سنة في مجلة إسلامية لأحد أفراد العائلة أو الصديقات أو شخص نريد هدايته. align="right"> لا تقولي: لن تقرأها، فهذا من تثبيط الشيطان لك، فلا بد أن تقرأ ولو عدداً واحداً كما أن الزوج والأولاد والضيوف كل هؤلاء ستكون في متناول أيديهم ولن تعدمي أجرها بإذن الله. align="right"> ب- إهداء من هي مقبلة على الزواج شريطاً أو كتاباً عن حسن العشرة الزوجية، فإذا استفادت منه في حياتها الزوجية تكونين قد أعنت على قيام أسرة مسلمة سليمة تستطيع أن تواجه الحياة ومشكلاتها بشكل صحيح، والفضل لك بعد الله. align="right"> ج- إهداء الإخوان أشرطة أو كتيبات عن [بر الوالدين] و[صلة الأرحام]، فهما من الأمور المهمة التي لا يوفق إليها إلا مؤمن. align="right"> د- فكرة لطيفة أن تقومي بإهداء الأطفال في العائلة على فترات حسب استطاعتك. align="right"> أن تهديهم مثلاً شريطاً فيه تلاوة طفل لقصار السور، أو فيه قصة هادفة أو أنشودة جميلة. align="right"> مثلاً.. لكل بيت شريط واحد أو قصة واحدة للأطفال الموجودين فيه وهكذا على فترات... align="right"> بهذا العمل تكونين أنت يد بناء حقيقية تحافظ على شباب أمة محمد القادمين والذين سيكونون بإذن الله مفخرة لهذه الأمة إذا أحسنا رعايتهم، لا سيما أبناءك وأبناء أخوتك وأخواتك ثم الأقرب فالأقرب. align="right"> * عادة ما يتزاور النساء عندما ترزق إحداهن بمولود جديد، ولكن زيارة عن زيارة، فقد يكون ما بين الزائرات كما بين السماء والأرض حسب النيات، فإنما لكل امرئ ما نوى... align="right"> فقد تكون إحداهن قد جاءت مكرهة ممتعضة ترد الزيارة فحسب، وتنتظر أن ينتهي وقت الزيارة بسرعة، وقد تأتي أخرى لتمضية الوقت والتسلية لدرجة أنها تزعج النفساء بكثرة زياراتها وطول مكوثها، وهكذا تختلف أحوال الناس ومقاصدهم والله أعلم بهم... ولكن... أنت أيتها الداعية لست بعيدة عن الاحتساب.. align="right"> في مثل هذه الزيارات...
align="right"> تحتسبين ماذا؟ align="right"> 1- ثواب زيارة المريض، روى ابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من امرئ مسلم يعود مسلماً إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان، حتى يمسي، وأي ساعات الليل كان، حتى يصبح " ( صحيح الجامع 5/ 159 ).
align="right"> والصلاة من الملائكة: بمعنى الدعاء للناس والاستغفار لهم. align="right"> وصلاة الملائكة على العبد لها أثر حقيقي في هدايته وإخراجه من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة الأحزاب: 43]. align="right"> 2- صلة الرحم، لا سيما إن كان بينك وبين من تزورينها رحم كالخالات والعمات والأخوال والأعمام، وما تفرع منهم أو أن زيارتك لها تدخل السرور على ذي رحم وتكوني صلة له بطريق غير مباشر كزيارة زوجه الأخ وزوجة العم وزوجة الخال وزوجة ابن العم ونحوه. بهذه الزيارة التي قد لا تستغرق نصف ساعة تدخلين بإذن الله ضمن الذين امتدحهم الله في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } (سورة الرعد الآية: 21-24) align="right"> وتدخلين أيضاً في دعاء الرحم (يا رب من وصلني فصله...)، align="right"> فماذا تريدين أعظم من وصل الله لك؟ align="right"> 3- تحتسبين أيضاً إدخال السرور على مسلمة... align="right"> لا شك أن المريضة ستفرح جداً بقدوم الزوار وسيتجدد نشاطها، وستشعر بأهميتها عندهم ومحبتهم لها.. align="right"> ترى كم ستخففين عنها من الآلام بزيارتك تلك، لا سيما إن كنت مقربة إلى قلبها ونفسها... align="right"> قال صلى الله عليه وسلم: ((من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك ستره الله عز وجل يرم القيامة)) ( رواه الطبراني باسناد حسن ). align="right"> 4- دعوة وقدوة حسنة.. align="right"> نعم لأن المسلمة داعية إلى الله بأخلاقها وقدوة حسنة للجميع بتصرفاتها فمثل هذه الزيارات هي الجانب العملي للدعوة والتي تسقي بماء الصدق ما بذريه في خير في قلوب الآخرين فتنمو بإذن الله شجرة الإيمان في قلوبهم وتقر عيناك برؤيتها. align="right"> 5- أمر بمعروف ونهي عن منكر... align="right"> فإذا خرجت من منزلك بنية أنك إذا رأيت منكراً غيرته وأن تأمري بالمعروف وتعيني على الخير. align="right"> حصل لك أجر النية الصالحة بإذن الله سواء تمكنت من العمل بما نويت أم لا..!! align="right"> ويشهد لذلك قوله عز وجل في الحديث القدسي: ".... وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشراً " ( أخرجه البخاري (7501) ). align="right"> 6- وما رأيك لو صحب ذلك كله هدية تفرحين بها قلب أختك في الله المريضة- النفساء- فتصلين بها رحمك وتدخلين بها السرور علئ مسلمة وتفرجين كربتها إن كانت الهدية نقدية، لا سيما إن كانت تعاني من ضائقة مالية، فإنك تساعدينها بهديتك دون جرح مشاعرها وأنت في ذلك كله تطبقين قوله صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا " align="right"> وماذا لو صحب الهدية شريط وكتيب عن تربية الأولاد لكان ذلك عظيماً حيث إنك قمت بالدلالة على الخير وأعنت مسلمة على تربية أولادها على الصراط المستقيم... align="right"> واحتسبى أن يكون هؤلاء الأطفال هم حملة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
align="right"> وفي الختام.. أسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص والقبول،وأن يتجاوز عن تقصيري وسهوي، وهذا الجهد وعلى الله التكلان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. align="right"> سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد أن لا إله إلا أنت.. أستغفرك وأتوب إليك
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين ؛؛؛
المصدر:
كتاب اقتنيته من فترة ..أفكار للداعيات تقديم فضيلة الشيخ د / عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
هو كتاب جميل ورائع وانا استفدت منه شخصياً .. وطبقت العديد من الأفكار التي تحتويه
وخاصة المتعلقة بالاولاد
والحمد لله بفضل الله وعونه كان تحفيظ ابني بعض السور سهل جداً وسريع لكن علينا الصبر وقوة الارادة ..
كتبت :
سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء اختي العزيزة تقديم مميز سلمت يمنياكِ ياغالية جعلك الله غيثا كلما نزل اتنفع الاخرين منه جعل هذا العمل في موازين حسناتك تقبلي تقييمي البسيط لكِ
دور المعلمة في الدعوة الى الله تعالى :- وهذه تجربة من الواقع حيث قامت إحدى المعلمات بنصح تلميذاتها يومياً عن طريق كتابة حديث شريف أو آية قرآنية أو أقوال السلف الصالح على لوحة الدرس في بداية كل حصة وهذا شيء جيد بحيث تنصح أكثر من 30 طالبة يومياً وطوال العام الدراسي وهذا معناه ان الطالبات يتعلمن الكثير من أمور الدين . كذلك قامت إحدى مدرسات التربية الإسلامية بتوزيع نشرات اسبوعية على جميع صفوف المدرسة بها نصائح وتوجيهات تفيد الطالبات .
دور الملتزمة في دعوة قريباتها إلى الله تعالى :- اذا رأت أن إحدى قريباتها تذهب للصالونات النسائية فعليها بيان حكم ذلك لها لما في صالونات السيدات من مفاسد وأخطار وعليها أن تختار الوقت المناسب لنصحها فلا يكون بين الملأ أو وقت انشغالها لأن ذلك يضيع عليها الفائدة من النصيحة ، وإن كانت بها حساسية من النصح المباشر عليها أن تلجأ لطرق غير مباشرة كأن تضع كتب او نشرة فيها بيان لحكم الذهاب للصالونات النسائية في مكان تعرف انها تجلس فيه مثل غرفة الجلوس او على التلفاز . كذلك إذا كانت هناك ندوات تقام في إحدى المساجد النسائية عليها ان تقوم بأخذ اخواتها أو قريباتها لحضور تلك الندوة .
دور الداعية إلى الله في الدعوة في ألاماكن العامة :- لو رأت منكراً في الأماكن العامة مثل ( الجمعيات التعاونية - الحدائق - الأسواق .. ) فعليها بالنصح المباشر للمسؤول أو توزيع نشرات في هذا المكان تكتب فيها عن المنكرات فيه وأثره وعقوبته .
دور الداعية إلى الله تعالى مع الخادمة :- اذا كان لديها خادمة غير مسلمة عليها ان تعرفها بالإسلام عن طريق الأشرطة والكتيبات المترجمة للغات عديدة وقبل هذا عليها ان تكون خير قدوة ومثال للإسلام في تعاملها مع الخدم وإعطائهم حقوقهم وحسن معاملتهم .
كتبت :
ناثرة المسك
-
بــــــــــــارك الله فيك عزيزتي ابنه الحدباء لمرورك ومشاركتك المميزة
سعدت كثيراً بهذه النصائع وهذا الرد القيم فعلاً
ومجال الدعوة الى الله والى طريق الخير .. واســــــــع جداً
"اللهم استعملنا ولا تستبدلنا يــــــــــــــارب "
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
لا فض فوك .. ودحر الله حاسدوك..
لا أملك أن أزيد على ماقلته إلا الدعاء أن يوفقكِ ويسدد قلمكِ وفكركِ لما يحب ويرضى حبيبتي
اسعد الله اوقاتكِ بكل خير ونور وايمان
كلمات مثمره وعظيمة الإجر بعبير الأجواء الإيمانية
الله يتقبل منا ومنك صالح الاعمال
جزيتِ خيرالجزاء
موضوع رائع وقيم وهادف مهم جداً يستحق العرض والطرح نفع الله بكِ الإسلام والمسلمين
لاحرمتي أجره
أستفدت منه كثيراً سلمت يمينكـ
وجمعنا بكـ في الفردوس الأعلى
نسأل الله العون والسداد والتوفيق لنا جميعاً
أسأل الله أن يجعلنا وأياك من الدعاة لدينه,,
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
اللهم آمين
تقبلي مروري أختي الفاضلة ماشاء الله عليكِ تساهلي التقيم بجدارة
كل مسلم مكلف بها ولا تقتصر على علماء الأمة
الحمد لله، له أسلمت، وبه آمنت، وعليه توكلت، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،،
يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”(1).
من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الداعي إلى سبيل الله، وإلى صراطه المستقيم، وهو القدوة والأسوة الحسنة، أرسله الله سبحانه
وتعالى لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فالدعوة ميراث النبوة، والنبوة قامت على العلم النافع، والعمل الصالح، فالعلماء لم يورثوا درهم
ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، وكل من اتبع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو داعيةٌ إلى الله سبحانه وتعالى،
لقوله تعالى: “قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”(2) .
إن الدعوة إلى الله هي حثّ النّاس على الخير والهدى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يقول الله تعالى: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ “(3)
ولولا الدعوة لما انتشرت الأديان، ولما ثبتت الأفكار في عقول الناس، فالدعوة إلى الله هي المهمة الأولى للأنبياء والمرسلين
عليهم الصلاة والسلام، من لَدُن آدم، عليه الصلاة والسلام، وحتى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم
فالدعوة حياة وأساس لكل أمر تُدعى إليه الأمم والشعوب.
مسؤولية شخصية
إن الدعوة إلى الله لا تقتصر على علماء الأمة، وإن كانوا أولى الناس في القيام بها، فكل مسلم مكلّف بنشر دين الله في الأرض، وعمارتها بالالتزام بدين الله وأوامره واجتناب نواهيه، وتبليغ الدعوة لكل من يستطيع، وفي أي مكان من العالم في حدود قدراته وإمكاناته، فالمسلم يعتبر نفسه مسؤولا مسؤولية شخصية عن الدعوة إلى الله، فهو يبلغها بالطرق الشرعية الصحيحة، مع حبه الخير للناس كافة.
لقد سلك الإسلام أجمل الطرق للوصول إلى النفس البشرية، عن طريق الهداية والدعوة إلى الإيمان بالحكمة والموعظة الحسنة.
وآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، خير شاهد على ذلك، ففي القرآن الكريم:
“يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ”(4)،
“وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ”(5).
الدعوة والتوجيه
إن الداعية الرشيد الحصيف يجب أن يكون واعياً بما يدور حوله، مطلعاً على الحضارة وثقافتها، ويجب أن يربط ذلك بفكرته الإسلامية.
ويجب أن يقوده الوعي إلى مزيد من الدراسة، لواقع الذين يريد أن يدعوهم، وأن يكون خبيراً بأسلوب الدعوة والتوجيه
، فقد نصح النبي، صلى الله عليه وسلم، معاذاً وزميله، رضي الله عنهما، حين أرسلهما إلى اليمن
قائلاً: (يسّرا ولا تعسّرا ، بشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا، ولا تختلفا)(6).
كما يجب عليه أن يكون على خلق كريم، فالأخلاق سلاح فعال في نجاح الدعوة، وهي في الوقت نفسه دعاية صامتة
قد تغني عن الدعاية القولية، ومن أخلاق الداعية الصبر ، والإخلاص لله في السر والعلن، والاعتزاز بالإسلام ديناً وسلوكا.
وقد حملت دعوة الإسلام وسائل النجاح في بساطتها وسهولتها، ويسرها ومرونتها، فالطفل يحفظ سورة قصيرة هي سطر واحد،
فيعرف أحكام العقيدة من قوله تعالى: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ” (8).
وفي سورة الفاتحة نجد أهداف الإيمان بالله، وطلب الاستقامة، والبعد عن الاعوجاج والضلال.
لقد أرسل الله رسوله محمداً، صلى الله عليه وسلم، عربي النسب واللسان، إنساني الدعوة، عالمي الدين، برسالة هي خاتمة الرسالات الربّانية والجامعة لجميع شرائع الله للناس، والتي تضمن مصالحهم على شكل أكمل من أي نظام أو تشريع، كما تضمن سعادتهم على وجه أسمى من كل سعادة يمكن أن يحققها أي نظام أو تشريع، وقد تكفّل الله سبحانه لهذه الرسالة بالحفظ والتأييد، وأنزل لها كتاباً مبيناً غير ذي عوج وهو القرآن الكريم.
أدب الخلاف
حدثنا التاريخ أن الحسن والحسين- رضي الله عنهما-، في صباهما شاهدا شيخاً لا يحسن الوضوء، ومنعهما الحياء أن ينكرا عليه، فزعما له أن بينهما خلافاً، أيهما أحسن وضوءاً من الآخر، وأنهما ارتضياه حكماً، فتوضآ أمامه، فلم يلبث الرجل أن أدرك أن وضوءهما حسن، وأنه هو الذي لا يحسن الوضوء، ثم قام فتوضأ. وكل مسلم يخرج من حظ نفسه مكلف أن يسلك هذا الطريق.
وأنت يا أيها الأخ القارئ إذا وجدت من نفسك سعة للإنكار بمثل هذا الأسلوب فما أجمله! فإن عزّ عليك، فكلمة طيبة ونصيحة رقيقة،
جديرة بأن تهدي إلى الحق وترد إلى المعروف.
إحسان الظن بالمخالف
وتذكر أخي الكريم أدب الإمام الشافعي، إذ يقول: “ما جادلت أحداً إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه دوني”
ومتى أحسنت الظن بالمخالف الذي نلتقي معه على الأصول، قربت منه نفسك، وقرب منك رأيه، فاتبعته إن بدا لك في قوله الحق،
وانصرفت عنه في الحالة الثانية، وأنت تلتمس له العذر، وهذه أخلاق المسلم الحق، الذي ينصر الحق بارتقائه فوق حب الانتصار،
والتغلب عليه فكن من هذا النوع الصادق الأمين. أشدّاء على الكفار
وعلى الداعية أن يغرس في نفوس الأمة أمجادها، وحثها على وجوب العودة إلى الأصل إلى كتاب الله وسنة رسوله، حتى تستعيد مجدها وعزتها،
فقد أخبر عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه- أن أحد الجنود من المسلمين وقع أسيراً في حوزة الرومان، وأنهم حملوه إلى إمبراطورهم
الذي حاول أن يكرهه على ترك إسلامه، ورفض الأسير المسلم وثبت على عقيدته، فثار الإمبراطور الشيطان وأمر أن تفقأ عيناه ...
وسمع عمر بما حدث للأسير، فكتب إلى ملك الروم يقول: “أمّا بعد فقد بلغني ما صنعت بالأسير المسلم،
وإني أقسم بالله لئن لم ترسله إلىَّ من فورك، لأبعثن إليك من الجند ما يكون أولهم عندك وآخرهم عندي”
ويتراجع ملك الروم أمام هذا الموقف، ويعود الأسير المسلم إلى أهله ووطنه.
الدكتور يوسف جمعة سلامة
خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك
كتبت :
*بنت الإسلام*
-
بارك الله فيك علي روعة الطرح
جعلنا اللهواياك ممن يدعون اليه علي بصيرة
شكرا لك
تقبلي مروري وتقييمي