والدتي .. لا تبكي على وفاتي
مجتمع رجيم / القصص والروايات الادبية
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
والدتي
.. لا تبكي على وفاتي ..
قصة قراءتها في أحد منتديات
تحكي عن قصة بنت إسمها شوق في عمر الشباب ذات العشرين عاماً
مصابة بالسرطان
إليكن حبيباتي
قصـــــــــــــــــــ شوق المؤلمة ــــــــــــــــــة
تقول الأخت شوق رحمها الله رحمة واسعة ..
يكاد المرض ينهش بجسدي ..
يحاول القضاء على بسمتي ..
يحاول القضاء على طفولتي ..
لم أكمل عامي العشرين ..
إلا وهذا المرض قد افترس جسدي بأكمله ..
بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي ..
وتوالت الوخزات ..
وبدأت نوبات الألم ..
تألمت بصمت ..
لم يشعر أحد بمرضي الخطير ..
كنتُ أصبر على المرض ..
أخفيه عن أعينهم ..
لا أريد أن يصيبهم الحزن ..
مرت ليالي وأنا أبكي وأتأوه بصمت ..
ومع مرور الايام ..
بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي
لبقية أعضاء جسدي النحيل ..
إلى أن وصل لأخمص قدميّ ..
بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان ..
بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ ..
كنتُ مترددة للذهاب للطبيب ..
ولكني وصلتُ لحالة .. لا استطيع فيها تحمل الألم
ذهبت وكنتُ متوقعه ما سأسمعه ...
أجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة
تقدم اليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه ..
سألني كم عمركِ يا صغيرتي ؟؟
أجبته
.. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة أشهر
فطأطأ رأسه وسكت لبرهة ..
ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور ؟؟؟
الأعمار بيد الله
ولكن أشعر بأني لن أكمله ..
فالمرض قد سيطر على جسدي ..
صغيرتي
منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك ؟
منذ سنة ...
من يعلم من أهلك ؟
لا أحد .. سوى دفاتري وكتبي ..
فقـــــــــــــط ...
نعم .. لم أخبر أحداً .. حتى لا يعيشوا بحزن أبدي
فأنا أعلم ..
أن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي ..
فأنا ابنتها الوحيدة ..
ولطالما حلمت أن تراني بفستاني الابيض ..
وتحمل أطفالي على كتفها . . وينادوننها جدتي
ولكن هيهات ..
فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى إلا القليل ..
ولكني ما زلت أقبلها صباحاً .. بوجه مشرق ..
وأقرصها .. وأداعبها ..
لانني لا أريد أن أشعرها بأي تغيير ..
حاولت أن أخبر أخي ..
ولكني وجدته مشغولاً بتجهيزاته لزفافه ..
يأتي ليلاً لغرفتي منهك ..
يجلس بجانبي على السرير ..
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل ..
يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا ..
وعن مفاجأته لها برحلة لمدة شهر لاستراليا ..
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم
الذي لم يبقى عليه إلا خمسة أشهر ...
فكيف أخبره بمرضي .. وهو بغاية السعادة
أتود مني أن أقتل فرحته
أما والدي ..
فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه
رغم أنني دائماً أختلس النظرات إليه
فانأ أحبه كثيراً .. واراه قدوتي
كنتُ أحلم بفتى أحلام يشبه والدي ..
هل علمت الان يا دكتور لماذا لم أخبرهم ؟
حتى لا يعيشوا الحزن
فلو أخبرتهم .. لما جهز أخي لزفافه
ولما رأيتُ السعاده تشع من عينا والدتي ووالدي
رغم مرور أعوام على زفافهم
إلا أن الحب ما زال يحيط بينهما
دكتور ..
ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله
لذا سأترك معك هذا الصندوق ...
به وصية صغيرة .. اتمنى أن تسلمها لوالدتي يوم وفاتي
صغيرتي
.. ماهذا الكلام ..
فالله قادر على كل شيء
اطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الايمان ..
لما استطعت أن أصبر هكذا على المرض
ولكن .. العمر ينتهي واود أن أكتب كلمات لوالدتي تقراها بعد وفاتي
هل تعدني بذلك ؟؟
حسنا .. أعطني الصندوق
ولا تنسي أخذ الأدوية ..
متى أمرّ عليك ..
تعالي بعد اسبوعين .. وأن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فوراً
حسناً ..
الى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور ..
ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي
أخذت أدويتي ..
قرأتُ آيات من القرآن ..
واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحة ..
ومرت الساعات ..
تلو الساعات ..
وكانت آخر اللحظات ..
وفُتحت الوصية ..
وقرأها الدكتور ..
قراها والكل بكى معه ..
قرأ كلمات تلك الطفلة الشابة .. كتبتها بخط جميل ..
كتبت .. لوالدتها .. أحبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. أختي ..
والدتي ..
اعذريني لأن مرضي كان السر الوحيد بيننا ..
ولكن لم أقوَ أن أخبركِ اني مصابة بالسرطان ..
لم اقوَ أن تسهري معي وتري نوبات ألمي ..
لم أقوَ أن أقتل الابتسامة من على محياك الجميل
والدتي ..
أتعلمين كنتُ أحسدك على أمر ما .. سأخبرك إياه الآن
حسدتك مراراً على عشق والدي لكِ ..
فلم أرَ بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت أحلم بشاب
يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب لـعام مثلكما
ولكن شاء الله أن لا أكمل عامي العشرين ..
والدتي
.. لا تبكي على وفاتي ..
أخي الحبيب
.. كم أحببتك ..
وأحببت مغامراتنا معا ..
وكم كنتُ سعيده عندما اكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك
معجبات بك ..
عزيزي ..
لا أريدك أن تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط ..
أن رزقك الله بطفلة .. فاطلق عليها اسمي .. شوق ..
والدي ..
فخري وعزتي .. فرحي وسروري ..
لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك ..
والدي أنت مثال الأب الرائع .. لن أوصيك على والدتي ..
لأنني أعلم ما بينكما من حب صادق
دكتوري
.. أشكرك من أعماق قلبي .. لكتمانكِ سر شـــوق ..
لا تنسوني من الدعاء
منقول ...
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين
اللهم آمين
اللهم آمين
اللهم آمين .