عبد الله بن عباس حبر أمة نبيينا محمد

مجتمع رجيم / بهم نقتدى
كتبت : * أم أحمد *
-
عبد الله بن عباس حبر الأمه الإسلاميه


010511120133d072g3av

عبد الله بن عباس رضي الله عنه

{ إنه فتى الكهول , له لسان سؤول , وقلب عقول } - عمر بن خطاب


هذا الصّحابيّ الجليل مَلَكَ المجد من أطرافه ، فما فاته منه شيء :
فقد اجتمع له مجد الصُّحبة ، ولو تأخّر ميلاده قليلاً لما شَرُف بصُحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومجد القرابة ، فهو ابن عمّ نبي الله صلوات الله وسلامه عليه .
ومجد العِلم ، فهو حَبْرُ أمة محمد وبحر علمها الزّاخر .(حَبْرُ: العالم المتبحّر في العلم)
ومجد التُّقى ، فقد كان صوّاماً بالنهار قوّاماً بالليل ، مُستغفراً بالأسحار ، بَكَّاءً من خشية الله حتّى خدّد(أي: حفَر) الدمع خدَّيه .

إنّه عبد الله بن عبّاس ربَّانيُّ أمّة محمد (الرّبانيّ: العالم العارف بالله) ، وأعلمها بكتاب الله ، وأفقهها بتأويله ، وأقدرها على النفوذ إلى أغواره ، وإدراك مراميه وأسراره .

وُلِد ابن عبّاس قبل الهجرة بثلاث سنوات ، ولمّا توفّي الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، كان له ثلاث عشرة سنة فقط … ومع ذلك فقد حفظ للمسلمين عن نبيّهم ألفاً وستمائة وستّين حديثاً أثبتها البُخاريّ ومُسلم في صحيحهما .
ولمّا وضعته أمُّه حملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنَّكه بريقه(حنّكه:دلّك حلقه بريقه قبل أن يرضع) ، فكان أول ما دخل جوفه ريق النبي المبارك الطّاهر ، ودخلت معه التقوى والحكمة …
((( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ))) : البقرة: 269
وما أن حلَّت عن الغلام الهاشميِّ تمائمه ، ودخل سنَّ التمييز (سن التمييز: هو سن السابعة، وقيل غير ذلك) حتّى لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم مُلازمة العين لأختها …
فكان يُعِدُّ له ماء وضوئه إذا همَّ أن يتوضَّأ … ويقف خلفه إذا وقف للصلاة … ويكون رديفه إذا عزم على السفر
(رديف الرجل: من يركب خلفه) .

حتّى غدا كظلّه يسير معه أنّى سار ، ويدور في فلكه كيفما دار .
وهو في كل ذلك يحمل بين جنبيه قلباً واعياً ، وذهناً صافياً ، وحافظة دونها كل آلات التسجيل التي عرفها العصر الحديث .
حدَّث عن نفسه قال :
همَّ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالوضوء ذات مرّة ؛ فما أسرع أن أعددت له الماء ، فسُرَّ بما صنعت …
ولمّا همَّ بالصلاة أشار إليَّ : أن أقف بإزائه(أي: بجنبه) ، فوقفت خلفه .
فلمّا انتهتِ الصلاة مال عليَّ وقال :
((ما منعكَ أن تكون بإزائي يا عبد الله ؟!)) .
فقلت : أنت أجلُّ في عيني وأعز من أن أوازيك يا رسول الله .
فرفع يديه إلى السماء وقال : (( اللّهم آتِهِ الحِكمة )) .
وقد استجاب الله دعوة نبيّه عليه الصلاة والسلام فآتى الغُلام الهاشميّ من الحكمة ما فاق به أساطين الحكماء (أساطين الحكماء: أكابر الحكماء والمتفرّدون منهم) .


ولا ريب في أنّك تودُّ أن تقف على صورة من صور حكمة عبد الله بن عبّاس … فإليك هذا الموقف ، ففيه بعض ممّا تريد :
لمّا اعتزل بعض أصحاب علي وخذلوه في نزاعه مع معاوية رضي الله عنهما ، قال عبد الله بن عبّاس لعلي رضي الله عنه :
ائذن لي ، يا أمير المؤمنين ، أن آتي القوم وأكلّمهم .
فقال : إنّي أتخوّف عليك منهم .
فقال : كلا إن شاء الله .
ثمّ دخل عليهم فلم يَرَ قوماً قطُّ أشدّ اجتهاداً منهم في العبادة .
فقالوا : مرحباً بك يا بن عبّاس … ما جاء بِكَ ؟!
فقال : جئت أحدّثكم .
فقال بعضهم : لا تحدّثوه … وقال بعضهم : قُل نسمع منك .
فقال : أخبروني ما تنقِمون على ابن عمّ رسول الله ، وزوج ابنته ، وأوّل من آمن به ؟! .
قالوا : ننقم عليه ثلاث أمور .
قال : وما هي ؟! .
قالوا : أوّلها : أنّه حكَّم الرّجال في دين الله (يشيرون بذلك إلى قبول علي بأن يحكم بينه وبين معاوية كلّ من أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص) …
وثانيهما : أنّه قاتل عائشة ومعاوية ولم يأخذ غنائم ولا سبايا …
وثالثهما : أنّه محا عن نفسه لقب أمير المؤمنين مع أنّ المسلمين قد بايعوه وأمَّروه .
فقال : أرأيتم إن أسمعتكم من كتاب الله ، وحدّثتكم من حديث رسول الله ما لا تنكرونه ، أفترجعون عمّا أنتم فيه ؟ .
قالوا : نعم .
قال : أمّا قولكم : إنّه حكَّم الرجال في دين الله ، فالله سبحانه وتعالى يقول :

((( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ))) :
المائدة: 95



وقد دأب ابن عبّاس على طلب العلم حتّى بلغ فيه مبلغاً أدهش الفُحول … فقال فيه مسروق بن الأجدع أحد كبار التّابعين
((التّابعين: هم الرعيل الأول بعد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قسمهم علماء الحديث إلى طبقات ، أوّلهم من لحِق العشرة المبشّرين بالجنّة ، وآخرهم من لقي صغار الصحابة أو من تأخّرت وفاتهم)) :

وما جلس إليه عالم قطُّ إلا خضع له … وما سأله سائل قطُّ إلا وجد عنده عِلماً .

وقد غدا ابن عبّاس ، بفضل عِلمه وفقهه ، مستشاراً للخلافة الرّاشدة على الرّغم من حداثَةِ سِنِّه .
فكان إذا عرض لعمر بن الخطّاب أمر أو واجهته مشكلة دعا جِلَّةَ الصحابة(أي: شيوخهم ومتقدّموهم) ودعا معهم عبد الله بن عبّاس ، فإذا حضرَ رفعَ منزِلته وأدنى مجلِسَهُ وقال له :
لقد أعضل علينا أمر أنت له ولأمثالِهِ .
وقد عُوتِب مرّة في تقديمه له وجعله مع الشّيوخ ، وهو ما زال فتى ، فقال :
إنَّه فتى الكُهُول ، لهُ لِسانٌ سؤول وقلبٌ عقولٌ .

على أنّ ابن عبّاس حين انصرف إلى الخاصَّة ليُعلِّمهم ويُفقِّههم ، لم ينسَ حقَّ العامّة عليه ، فكان يعقد لهم مجالس الوعظ والتّذكير . فمن مواعظه قوله مخاطباً أصحاب الذّنوب :
يا صاحب الذّنب لا تأمن عاقبة ذنبك ، واعلم أنّ ما يتبع الذّنب أعظم من الذّنب نفسه .
فإنّ عدم استِحيائك ممَّن على يمينك وعلى شمالك وأنت تقترف الذّنب لا يقلُّ عن الذّنب .
وإنّ ضحكك عند الذّنب وأنت لا تدري ما الله صانع بكَ أعظم من الذّنب .
وإنّ فرحك بالذّنب إذا ظفرت به أعظم من الذّنب .
وإنّ حزنك على الذّنب إذا فاتك أعظم من الذّنب .
وإنّ خوفك من الرّيح إذا حرّكت سِترَك ، وأنت ترتكب الذّنب مع كونك لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذّنب .
يا صاحب الذّنب : أتدري ما كان ذنب أيّوب عليه السلا م حين ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بجسده وماله ؟…
إنّما كان ذنبه أنَّه استعان بِهِ مسكين ليدفَعَ عنه الظُّلمَ فلم يُعِنهُ .

ولم يكن ابن عبّاس من الذين يقولون ما لا يفعلون ، وينهون الناس ولا ينتهون ، وإنّما كان صوّام نهارٍ قوّامَ ليلٍ .
أخبر عنه عبد الله بن مُليكة قال :
صحِبت ابن عبّاس رضي الله عنه من مكّة إلى المدينة ، فكنّا إذا نزلنا منزلاً قام شطرَ اللّيل والناس نيام من شدّة التّعب . ولقد رأيته ذات ليلة يقرأ :

((( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ))) :ق:19
فظلَّ يُكرِّرها وينشِجُ حتّى طلع عليه الفجر .(ينشِج: يبكي بصوت عالٍ) .
وحسبُنا بعد ذلك كلُّه أنّ عبد الله بن عبّاس كان من أجمل النّاس جمالاً ، وأصبحهم وجهاً ، فما زال يبكي في جوف اللّيل من خشية الله حتّى خدَّد الدَّمعُ الهَتُونُ(أي: المتصبِّب بغزارة) خدَّيهِ الأسِيلَينِ .(الأسِيلَينِ: المستويين النّاعِمَين) .

وقد بلغ ابن عبّاس من مجد العلم غايته .
ذلك أنّ خليفة المُسلمين معاوية بن أبي سفيان خرج ذات سنة حاجَّاً … وخرج عبد الله بن عبّاس أيضاً ، ولم يكن له صولة ولا إمارة . فكان لمعاوية موكب من رجال دولته ، وكان لعبد الله بن عبّاس موكب يفوق موكب الخليفة من طلاب العِلم .

عُمِّر ابن عبّاس إحدى وسبعين سنة ملأ فيها الدُّنيا عِلماً وفهماً وحكمةً وتقىً .
فلمّا أتاه اليقين(أي: الموت) صلَّى عليه محمد بن الحنفيّة .

والبقيّة الباقية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجِلَّةُ التّابعين …
وفيما كانوا يوارونه ترابه ,سمعوا قارئاً يقرأ:

[ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً]


رضي الله تعالى عنه وأرضاه
وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين الكرام
كتبت : ツ♥ليمونةالحلوة♥ツ
-
ماشاءالله صحابي جليل
أتمنى رفقته أناومن سمع أوقرأقصته الرائعة
قصته جميلةجداومؤثرة
جزاك الله خيرا
كتبت : * أم أحمد *
-
كتبت : || (أفنان) l|
-


حبيبتي

نورالله قلبك بذكره
ورزقك حبه وأعانك على طاعته
وأكرمك بجنته وبصحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك يا غالية على الإفادة الطيبة والقيمة عن السيرة العطرة
للصحابي الجليل عبدالله بن العباس رضي الله عنه وارضاه
ونسأل الله أن يكون جميعا قوة لنا وسيرتهن نهج لنا في هذه الحياة
جزاك الله خيرالجزاء وأرضاكِ ورضي عنكِ دائماً


كتبت : * أم أحمد *
-

كتبت : حنين للجنان
-
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
ربي يسعدك دنيا واخرة
تقبلي مروري وتقديري

الصفحات 1 2 

التالي

من فضائل الصحابة‏

السابق

القصة التي تدل على حرص أصحابه صلى الله عليه وسلم على تحري الحق والبحث عنه

كلمات ذات علاقة
أمة , محمد , الله , بن , خبر , عباس , عبد , نبيينا