كــــيـد الـشــيـطان 3
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم عمر و توتة
-
الحمد لله الذى خلقنا فاحسن صورنا ، الحمدلله الذى رزقنا و بارك لنا ، الحمدلله ملؤ السموات و الارض و ملؤ ما بينهما..
نستكمل حديثنا عن كيد الشيطان لنفسه قبل خلق آدم عليه السلام..للعلامة ابن الجوزى..
ما الذى حمل العرب على عبادة الاصنام؟
قال ابن هشام حدثنى أبى :
"إن الذى حمل العرب على عبادة الاصنام و الحجارة أن اسماعيل-عليه السلام- لما سكن مكة وُلِدَ له اولاد كثير حتى ملؤا مكة ، و ضاقت عليهم ووقعت بينهم الحروب و العداوات ، و أخرج بعضهم بعضا و انتشروا فى البلاد لطلب المعاش ، و كان لا يذهب أحدٌ إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظيماً للحرم و صبابة مكة ، فحيثما نزلوا وضعوه و طافوا به كطوافهم بالبيت حُبًّا للبيت و صبابة به ن ثم عبدوا ما استحسنوه و نسوا ما كانوا عليه من دين إبراهيم و اسماعيل -عليهما السلام- و استبدلوا به غيره ، و عبدوا الاصنام و استخرجوا ما كان يعبد قوم نوح-عليه السلام- و صاروا الى ما كان عليه الأمم من قبلهم ، و مع ذلك فيهم بقايا من شريعة إبراهيم و اسماعيل -عليهما السلام- يتمسكون بها ؛ من تعظيم البيت ، و الطواف به ، و الحج و العمرة ، و الوقوف بعرفة و المزدلفة ."
أول من بدَّل دين إبراهيم -عليه السلام-وسبب ذلك
و كان اول من غَيَّر دين ابراهيم -عليه السلام- و نصب الاصنام عمرو بن لحى..عن ابى هريرة رضى الله عنه قال :قال النبى صلى الله عليه و سلم:" رأيت عمرو بن لحى الخزاعى يَجُرُّ قُصبَهُ فى النار ، و كان أوَّل من سيَّب السوائب" البخارى(3521،4623) و مسلم(904،2856).
و سبب ذلك ؛ أن أُم عمرو كانت فهيرة بنت عامر بن الحارث ، و كان الحارث هو الذى يلى أمر الكعبة ، فلما بلغ عمرو نازعه فى الولاية ، و قاتل جرهمبنى اسماعيل فظفر بهم ، و أجلاهم عن الكعبة ، و نفاهم من بلاد مكة ، و تولى حجابة البيت ، ثم إنه مَرِض مرضاً شديداً فقيل له : إن بالبلقاء من الشام حِمَّةٌ أن اتيتها برئت ، فأتاها فاستحم بها فبرأ ،ووجد أهلها يعبدون الاصنام ، فقال لهم : ما هذه التماثيل التى تعبدونها ؟ فقالوا ك نستمطر بها فنُمطر ، و نستنصر بها على العدو فننصر ، فسألهم أن يعطوه منها ، فأعطوه نفقدم بها مكة ، و نصبها حول الكعبة ، و أمر الناس بعبادتها و تعظيمها ، و بهذا السبب اتخذت العرب الاصنام.
ذكر الحافظ ابن كثير فى( البداية و النهاية) (1/62) ، و الحافظ ابن حجر فى (الفتح)(6/549) ، ان عمرو بن لحى كان له تابع من الجن يقال له :أبو ثمامة ،فأتاه ليلة فقال له ك أجب أبا ثمامة ، فقال :لبيك من تهامة ، فقال :ادخل بلا ملامة ، فقال :ايت سيف جدة ،تجد آلهة مُعدَّة ،فخذها ولا تهب ، و ادع الى عبادتها تُجبْ.
قال :فتوجه الى جدة فوجد الاصنام التى كانت تُعبد فى زمن نوح و ادريس-عليهما السلام- و هى :ود ، و سواع ، و يغوث ، و يعوق ، و نسر ، فحملها الى مكة و دعا الى عبادتها ن فانتشرت بسبب ذلك عبادة الاصنام فى العرب.
من اصنام العرب..
كان اقدمها مناةُ..، و كان منصوباً على ساحل البحر بين مكة و المدينة ، و كانت العرب كلهم يعظمونه ، و يذبحون له ، و لم يكن أحد أشر إعظاما له من الأوس و الخزرج.
اللاَّت : إله العرب بالطائف ، و هى أحدث من مناة ، و كانت صخرة مربعة ،و كانوا بنوا عليها بيتا ، و كانت قريش و جميع العرب تعظمها ، فلم تزل كذلك حتى أسلم ثقيف ، فبعث رسول الله علية الصلاة و السلام المغيرة بن شعبة فهدمها و حرقها بالنار.
ذكرُ العُزَّى ،و هى أحدث من اللات ، و كانت بوادى نخلة ، فوق ذات عرق ، و كانوا يسمعون منها الصوت.
و كان لقريش من غير هذه الاصنام فى جوف الكعبة و حولها اصنام كثيرة منها هُبل ، إساف و نائلة.
و لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة وجد حول البيت ثلاثمائة و ستين صنما ، و جعل يطعن بقوسه وجهها و عيونها و يقول:" جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " الاسراء :81
و هى تتساقط على رءوسها ن ثم أمر عليه الصلاة و السلام بها فأُخرجت من المسجد و أحرقت..
قصة اسلام عمرو بن الجموح-رضى الله عنه -
قال ابن اسحاق : كان عمرو بن الجموح سيداً من سادات بنى سلمة و شريفاً من أشرافهم ، و كان اتخذ فى داره صنما من خشب ، فلما أسلم فتيان من بنى سلمة ، كانوا يدخلون بالليل على صنمه فيحملونه و يطرحونه منكَّساً على رأسه فى بعض حُفر بنى سلمة ، فيها عذرات الناس ، فإذا أصبح عمرو و لم يجد صنمه فى موضعه يغدو يلتمسه ، فإذا وجده يغسله ، و يطهره ، و يطيبه ، و يقول : و الله لو أعلم مَنْ فعل بك هذا لأخزينه ، فإذا أمسى و نام كانوا يفعلون بصنمه مثل ذلك ، فيغدو يلتمسه ، و يجد فيه مثل ما كان فى المرة الأولى من الاذى ، فيغسله ، و يطهره ، و يطيبه ، فإذا أمسى كانوا يفعلون به كذلك ، فلما طال عليه استخرجه من حيث ألْقَوْهُ ،فغسله و طهره و طيبه ، ثم جاء بسيفه فعلَّقه عليه ، ثم قال : و الله ، أنى لا أعلم من يصنع بك هذا ؛ فإن كان فيك خير فهذا السيف معك فامْتَنِع.
فلما أمسى و نام غدوا عليه ، و أخذوا السيف من عُنُقه ، ثم وجدوا كلباً ميِّتاً فقرنوه به بحبل ، ثم ألقوه فى بئر من آبار بنى سلمة فيها عذرات الناس ، و أصبح عمرو و لم يجده فى مكانه ، فخرج يلتمسه فوجده فى تلك البئر منكساً مقرونا بكلب ميت ، فلما رآه هكذا تعجب من شأنه ن و كلَّمَهُ بعضُ مَنْ أسلم من قومه ، فأسلم و حَسُنَ إسلامُه.
جزاكن الله خيرا للمتابعة..