إبطال المنكرات و البدع
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم عمر و توتة
-
[CENTER]
الحمدلله على نعمة الاسلام..و كفى بها نعمة..و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه و آله اجمعين..
أما بعد..فإن كتاب الاربعين النووية من الكتب المباركة التى تلقاها الأئمة و العلماء بالعناية و الشرح ، فلها عدة شروح منها شرح الإمام النووى ، و شرح ابن دقيق العيد ، و العلامة صدر الدين الشبشيرى ، و من المعاصرين العلامة ابن العثيمين رحمهما الله تعالى..فالكتاب جامع للقواعد الكلية و للاصول الشرعية قصد فيه جامعه أن يكون منهاجاً للمسلم ، مَنْ حَفظَهُ و فهمه و عَمِلَ بما فيه فقد وُفِق لكل خير..
و اصل الكتاب من جمع ابن الصلاح و كان ستة و عشرين حديثا و هى الأحاديث التى تدور عليها الشريعة ، ثم زادها النووى الى اثنين و أربعين حديثاً ، و سُمى بالأربعين تجاوزاً ..
فى هذا الكتاب (الإبريزية فى شرح الأربعين النووية) ، شرح الإمام النووى ، و الإمام ابن دقيق العيد ، و العلامة ابن عثيمين..
الحديث الخامس :
إبطال المنكرات و البدع..
عَنْ أمِّ المُؤمِنينَ أمِّ عبْدِ اللهِ عائشةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قالَتْ : ( قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ } رواه البخاريُّ ومسلمٌ.
وفي روايةٍ لمسلمٍ : {مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ}.
الإمام النووى :
قوله صلى الله عليه و سلم :{ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ } أى مردود . فيه دليل على أن العبادات- من الغسل و الوضوء و الصوم و الصلاة - إذا فعلت على خلاف الشرع تكون مردودة على فاعلها ، و أن المأخوذ العقد الفاسد يجب رده على صاحبه و لا يملك.
و قال صلى الله عليه و سلم للذى قال له : إن ابنى كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته . و إنى أخبرت أن على ابنى الرجم فافتديت منه بمائة شاة و وليدة . فقال صلى الله عليه و سلم :" الوليدة و الغنم رد عليك" اخرجه مسلم (1697،1698)
و فيه دليل على أن من ابتدع فى الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه و عمله مردود عليه و أنه يستحق الوعيد ، و قد قال صلى الله عليه و سلم :" من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله " أخرجه مسلم (1370).
الإمام ابن دقيق :
قال أهل اللغة ..الرد هنا بمعنى المردود أى فهو باطل غير معتد به . و قوله :"ليس عليه أمرنا " يعنى حكمنا.
هذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين و هو من جوامع الكلم التى أوتيها المصطفى صلى الله عليه و سلم ، فإنه صريح فى رد كل بدعة و كل مخترع و يستدل به على إبطال جميع العقود الممنوعة و عدم وجود ثمراتها ، و استدل به بعض الأصوليين على أن النهى يقتضى الفساد .
و فى الرواية الاخرى و هى قوله : {مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ}.. صريح فى ترك كل محدثة سواء أحدثها فاعلها أو سبق إليها فإنه يحتج به بعض المعاندين ، إذا فعل البدعة فيقول ما أحدثت شيئا فيحتج عليه بهذه الرواية ، و هذا الحديث مما ينبغى العناية بحفظه و إشاعته و استعماله فى إبطال المنكرات فإنه يتناول ذلك كله .
فأما تفريع الأصول التى لا تخرج عن السنة فلا يتناولها هذا الرد ككتابة القرآن العزيز فى المصاحف و كالمذاهب التى عن حسن نظر الفقهاء المجتهدين الذين يردون الفروع الى الأصول التى هى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم و كالكتب الموضوعة فى النحو و الحساب و الفرائض و غير ذلك من العلوم مما مرجعه و مبناه على أقوال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أوامره فإن ذلك لا يدخل فى هذا الحديث .
الشيخ ابن عثيمين :
هذا الحديث قال العلماء فيه : إنه ميزان ظاهر الأعمال و حديث عمر الذى أول هذا الكتاب " إنما الأعمال بالنيات " ميزان باطن الأعمال ؛ لأن العمل له نية و له صورة فالصورة هى ظاهر العمل ، و النية باطن العمل .
و فى هذا الحديث فوائد :
أن من أحدث فى هذا الأمر- أى الإسلام - ما ليس منه فهو مردود عليه و لو كان حسن النية و ينبنى على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها و لو حسُنت نيته .
أن من عمل عملاً صالحاً و لو كان أصله مشروعاً و لكن عمله على غير ذلك الوجه الذى أمر به فإنه يكون مردوداً بناءً على الرواية الثانية فى مسلم .
و على هذا فمن باع بيعاً محرماً فبيعه باطل ، و من صلى صلاة تطوع لغير سبب فى وقت النهى فصلاته باطاة و من صام يوم العيد فصومه باطل و هلم جرا ؛ لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله و رسوله فتكون باطلة مردودة..
نفعنى الله و اياكن بما قدمتْ..
و حفظنا من البدع و المبتدعين..
جزاكن الله خيرا للمتابعة..