اعتــراف الإسلام بالديانات السماوية السابقــة عنصـرأساسى فى عقيـدة المسلم
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
منتهى اللذة
-
اعتراف الإسلام بالديانات السماوية السابقة عنصرأساسى فى عقيدة المسلم
اعتراف الإسلام بالديانات السماوية السابقة عنصرأساسى فى عقيدة المسلم
اعتراف الإسلام بالديانات السماوية السابقةعنصرأساسى فى عقيدة المسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين، سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقائدنا محمد النبى الأمى الأمين، الذى فتح الله به أبواب الهدايات، وختم به النبوة والرسالات، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه السادة المجاهدين.
أما بعد.....
يقول الله تبارك وتعالى فى محكم تنزيله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) البقرة: 285.
ويقول فى آية أخرى) يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله والكتاب الذى أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) النساء: 136.
وقد جاء فى الحديث الشريف: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره 000" 0 الحديث رواه البخارى ومسلم عن عمر بن الخطاب وأبى هريرة.
هذا كما أرجو أن تتناول الورقة باختصار رؤوس الموضوعات الآتية:-
الإسلام دين الفطرة
الإسلام والديانات الأخرى
الإسلام وأزمة السلام العالمى.
فأقول وبالله التوفيق:
الإسلام دين الفطرة
إن الإنسان كائن طموح محدود القدرات عظيم التطلعات، ولعلمه بمحدوديته التى تعارض تطلعاته، نجده دائما يهرب من النهاية ويتهرب من هذا الواقع المحتوم؛ ليعيش آماله ولو فى عالم الخيال ويسعى طول حياته فى سبيل تحقيق الخلود.
هذا والذى يجعل من هذا الكائن الطموح، كائناً دائم الوجود ودائم البقاء؛ ويضمن له طاقات أوسع لتحقيق طموحاته الكبار فى هذا العالم الفانى؛ ويصل وجوده بذلك العالم الباقى هو الله تبارك وتعالى.
وقد يضطر الإنسان فى أكثر الحالات للبحث عن قوة عليا تكبر محدوديته وتتسامى عنها، يلجأ إليها ليعوض عن إحساسه بالعجز عن تحقيق الأمان والاستقرار الذى يلازم تفكيره، وقد يكون بحثه عن هذه السعادة بعقله وقد يكون فى أكثر الأحيان بعاطفته، إلا أن الطريق الصحيح لذلك ولتحصيل السعادة والكمال واجتياز المحدودية اليائسة إلى عالم البقاء واللانهاية هو الالتزام بالدين، الذى هو هداية الله للإنسان وعنايته به، فالدين الإسلامى- وهو كلمة الله الأخيرة والخالدة- يهدف إلى خلق إنسان صالح رشيد، منسجم مع سنن الاستقامة والمنهج الإلهى الذى خطه الله لعباده فى أرضه بواسطة النبوات والرسالات التى ابتعث بها أنبياءه ورسله- عليهم الصلاة والسلام- الذين ختموا بسيدنا محمد r الذى جاء ليكمل نقص الإنسان، ويتمم مكارم أخلاقه، ويملأ بدينه الحق وقيمه فراغ الروح والعقل فيه، ويبنى أسس الأمن والسلام والاستقرار.
ومن هنا كان الإسلام دين الفطرة بقدر ما هو دين السلام، وأن هدى الله الذى وعد به آدم وأبناءه يتمثل فى القرآن الذى جمع كل ما تفرق فى جميع الكتب السماوية المنزلة على جميع الأنبياء والرسل، الذين جاءوا من عند الله مؤيدين بالآيات البينات والمعجزات الخارقة للعادات، وهذا القرآن هو معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العظمى، وذلك لكون رسالة الرسول الخاتم- عليه الصلاة والسلام- عامة لكافة الأمم والشعوب ودائمة إلى قيام الساعة وشاملة لكل زمان ومكان، كما أنها صالحة لمسايرة جميع العصور، ومتضمنة لحل جميع تحديات التطور المتمثلة فى المستجدات التى تتغير بتغير الأحوال والأزمان، يقول الله تبارك وتعالى فى محكم تنزيله: (إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران: 19. ويقول فى آية أخرى: ( من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين ) آل عمران: 85. وفى الحديث: "كل مولود يولد على ا لفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... الحديث ". رواه أبو داود وغيره.