ما يفعله المسلم إذا دخل العشر وفضل ذلك

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : دكتورة سامية
-
عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره , وأحيا ليله , و أيقظ أهله " , و هو في الصحيحين برقم ( 2024) عند البخاري , و( 7 / 1174 ) عند مسلم .



و قالت أمنا رضي الله عنها :" كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره " , و هو عند مسلم برقم ( 8 / 1175 ) , و عند الترمذي برقم ( 796 ), قال في التحفة :" قوله : ( يجتهد في العشر الأواخر ) , قيل أي يبالغ في طلب ليلة القدر فيها , قال القاري : و الأظهر أنه يجتهد في زيادة الطاعة و العبادة . " ( 3 / 218 ) .

241771.gif



ـ و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , و من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " و هو في الصحيحين برقم ( 2014 ) عند البخاري , و مسلم برقم ( 175 / 760) ,
وغيرهما



و هو حديث عظيم جليل , فقوله صلى الله عليه وسلم :" من صام .." و :" من قام .. " , هذا من صيغ العموم , فهو عام في كل من يصوم و يقوم إيمانا و احتسابا , و الشرط هو الإيمان و الاحتساب لله تعالى , أي مؤمنا مصدقا مطمئنا عاملا بما يصدقه و يطمئن به , و محتسبا أي أنه يريد بهذا الصيام و هذا القيام ثواب الله تعالى , فالباعث و الدافع على هذا ليس السمعة و لا أي شيء من أمور الدنيا ,و إنما الدافع هو الإخلاص و الاحتساب و الإيمان , و قوله صلى الله عليه وسلم :" و من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا " , هذا من باب عطف الخاص على العام , فليلة القدر في هذا الشهر المبارك , و إنما خصها بالذكر لشرفها و فضلها و علو منزلتها و عظمتها , وقد تقدم هذا ,

و أما قوله صلى الله عليه وسلم :" غفر له ما تقدم من ذنبه " , هذا الجواب , جواب الشرط , و هو مغفرة ما تقدم من ذنبه , فسبب المغفرة للذنوب هو صوم و قيام رمضان وليلة القدر إيمانا واحتسابا , فعلم بهذا فضل الإيمان و الإخلاص لله تعالى , و أنهما سبب لمغفرة الذنوب و النجاة في الدنيا و الآخرة .



241771.gif
و قوله صلى الله عليه وسلم :" ما تقدم من ذنبه " , عند أحمد رحمه الله و النسائي زيادة :" وما تأخر " , قال السيوطي :" زاد أحمد في مسنده :" و ما تأخر " , و هو محمول على الصغائر دون الكبائر . انتهى . " ( التحفة 3 / 95 ) .و انظر ( الفتح 4 / 167 ) .

و لكن هذه الزيادة شاذة, و الشاذ من أقسام الضعيف كما هو معلوم , قال العلامة الألباني :" شاذ بزيادة :" و ما تأخر " ". ( انظر السلسلة الضعيفة , 11 / 134 , رقم الحديث :" 5083 ) و غيره من أهل العلم , والظاهر و الله أعلم أن ابن حجر رحمه الله تعالى مال إلى تقويتها كما هو في الفتح ( 4 / 167 ), وفي كتابه الخصال المكفرة ,
و الله أعلم .



241771.gif
و مغفرة ما تأخر من الذنوب من خصائص النبي صلى الله عليه و سلم , قال الإمام المفسر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :" و قوله :" ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر " , هذا من خصائصه ـ صلوات الله و سلامه عليه ـ التي لا يشاركه فيها غيره , و ليس في حديث صحيح في ثواب الأعمال لغيره غُفِر ما تقدم من ذنبه و ما تأخر . ( تفسير القرآن العظيم 4 /230 ) .




و قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله :" الوجه الخامس : أنه ثبت في الصحيح أن هذه الآية لما نزلت قال الصحابة يا رسول الله هذا لك فما لنا ؟ فأنزل الله :" هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " ( الفتح 4 ) فدل ذلك على أن الرسول والمؤمنين علموا :" ليغفر لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " مختص به دون أمته " ( مجموع الفتاوى 10/184 ) .



241771.gif
و قوله صلى الله عليه وسلم :" ما تقدم من ذنبه " , " ذنبه " اسم جنس , و هو مفرد مضاف , يفيد العموم , أي يعم جميع الذنوب , كبائرها و صغائرها , لكن هذا مخصوص بما سيأتي إن شاء الله , قال النووي :" المعروف عند الفقهاء أن هذا مختص بغفران الصغائر دون الكبائر , قال بعضهم : و يجوز أن يخفف من الكبائر ما لم يصادف صغيرة " . ( شرح صحيح مسلم 4 /40)

هذا و من الأدلة على أن غفران الذنوب إنما الصغائر لا الكبائر , قوله صلى الله عليه وسلم:" الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنت الكبائر " , أو كما قال صلى الله عليه وسلم , هذا و قد فصل الحافظ ابن حجر رحمه الله المسألة في أول كتاب المواقيت , باب الصلوات الخمس كفارة , و نقل كلام القرطبي :" ظاهر الحديث ـ يقصد حديث أبي هريرة برقم 528 ـ أن الصلوات الخمس تستقل بتكفير جميع الذنوب , و هو مشكل , لكن روى مسلم قبله حديث العلاء عن أبي هريرة مرفوعا :" الصلوات الخمس كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر " فعلى هذا المقيد يحمل ما أطلق في غيره . " ( فتح الباري 2 / 18 ) .



241775.gif

و ليكثر المسلم من هذا الدعاء :


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله , أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو [كريم] تحب العفو فاعف عني " , و الحديث عند الترمذي برقم ( 3513 ) , و غيره , وقال :" هذا حديث حسن صحيح " .




و صححه العلامة الألباني رحمه الله انظر صحيح الترمذي برقم 3513 , و السلسلة الصحيحة , و هنا تنبيه مهم , قال الشيخ : " تنبيه : و قع في " سنن الترمذي " بعد قوله :"عفو " زيادة : " كريم " , و لا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة , و لا في غيرها ممن نقل عنها , فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين , فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من " سنن الترمذي " التي عليها " تحفة الأحوذي " للمباركفوري ( 4/264 ) , و لا في غيرها ...

" و قال :" و أما التحقيق فيقتضي عدم ذكرها مطلقا , إلا لبيان أنه لا أصل لها , فاقتضى التنبيه " . ( السلسلة الصحيحة 11 / 1011 ـ 1012 , و الحديث برقم 3337 ) .



241771.gif
فالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " , هذا الصحيح الثابت , و لا تثبت زيادة لفظة :" كريم " , فلا تقال في الدعاء , و يكتفى بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم .



align="right"> و هذا الحديث المبارك , فيه فوائد نفيسة جليلة , و يكفي من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة رضي الله عنها بقوله , و هو أمر للأمة أيضا , و من ذلك أيضا دعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته , و من ذلك إثبات صفة المحبة لله تعالى ,
و غير ذلك من الفوائد العظيمة ,
فتدبريه سددكِ الله ورعاكِ .
241777.gif

[/frame] align="right">

كتبت : ♥♥♥..تـرتيـل ..♥♥♥
-

كتبت : ام ناصر**
-
كتبت : cute princess
-



كتبت : العسل الابيض
-
كتبت : روميساء22
-

جزاك الله كل خير ونفع بك الجميع
سلمت يمناك ولا عدمناك..
بإنتظارجديدك بكل شوق

الصفحات 1 2 

التالي

بطاقة رمضان الدعوية فتور في رمضان

السابق

قبل الرّحيل لاتَزالُ فُرصةٌ ( بِطاقاتٌ رمضانيّةٌ )

كلمات ذات علاقة
المسلم , العشر , ذلك , دخل , يفعله , هذا , وفضل