الرحمة والنقمة

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : روميساء22
-

292331.gif

الخلاف‏..‏ بين الرحمة والنقمة

د: عباس شومان


من رحمة الله بنا انه جعل احكام المسائل التي تعرض للناس في حياتهم يتعلق بالعبادات او المعاملات


ومايتفرع عنها من جنايات وغيرها مرنة تناسب تطورات العصور ومحدثاتها فمن هذه الاحكام مايناسبه الثبات ولايحتاج إلي تغيير مهما تغيرت الاحوال كأحكام العقائد وقليلا من مسائل الفقه و هي المعروفة بالاصول كفرضية الصلاة والصيام والزكاة والحج وعدد الصلوات وركعاتها و انصبة الزكاة ومقدار الواجب فيها..



ووقت الصيام, وتحر يم القتل والسرقة وشرب الخمر. ومنها مالايناسبه الثبات وشق علي المكلفين الامتثال لحكم لايتغير مع ارتباطها بحركة العصر واختلاف القدرات وتفاوت الطاقات..



ولذا قصد الشارع ان تكون النصوص الحاملة لاحكامها ظنية الدلالة ليجتهد المجتهدون في فهم مرادها ويتفاوتوا في تقدير احكامها وترك المثير منها من غير نصوص تتعرض لاحكامها اصلا لتقاس علي نظائرها ويقع الخلاف في إلحاقها بهذا الاصل او ذاك فتعدد الاحكام؟.


فإن تناول هذه الفروع من لهم القدرة علي الاجتهاد من اهل العلم الفقهاء كان اختلافهم ر حمة وسعة وان اشتغل بها الجهلاء حلت النقمة بهم, وشقا الناس بأحكامهم وقد اختلف الفقهاء في كثير من المسائل الفرعية ولان عقولهم وقلوبهم عامرة بنور الايمان وسلامة المقصد كان اختلافهم رحمة يسر علي المكلفين امور دينهم ولم توقع بينهم شقاقا ولابغضا وارشدوا اتباعهم الي ان الخروج من الخلاف مستحب بينهم,



وتباروا في تقديم بعضهم علي بعض وكان شعارهم رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب فنعمت الامة بخلافهم واتسعت مسالك السالكين الي ربهم فكل ماذكروه صالح لاتباع المكلفين له وان تعددت اقوالهم في المسألة الواحدة فلكل مجتهد تصيب اخذا من حديث الهادي البشير اذا اجتهد الحاكم فأصاب فله اجران وان اخطأ فأجر واحد وهو يدل علي ان خطأ المجتهد صواب لانه اجر عليه والخطأ الحقيقي يأثم صاحبه و لايؤجر.



وليتعلم المختلفون في عصرنا أدب الخلاف من سلفنا فهاهو عمر بن الخطاب يختلف مع الصديق حين أمر بقتال مانعي الزكاة يقول له كيف نقاتل قوما يقولون لا اله إلا الا الله ورسول الله يقول: أمرت ان اقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله ـ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم إلا بحقها وحسابهم علي الله ؟ فيقول الصديق: والله لاقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة فإن الزكاة حق المال فيوافقه عمر ويقول رأيت ان الحق فيما ذهب اليه ابوبكر ويقاتل المرتدين معه



ويقبل عمر ـ رضي الله عنه ـ خلاف امرأة من المسلمين معه في تحديد المهور حين قالت: كيف يعطينا الله وتمنعنا, او ماكنت تقرأ قوله تعالي( وان اردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا و إثما مبينا) فيقول: اصابت امرأة واخطأ عمر ويترك تحديد المهور بعد ان كان يفعل.


وانظر الي خلفهم المهديين بهداهم توفي الامام ابوحنيفة في الخمسين بعد المائة الاولي من الهجرة و هو العام الذي ولد فيه الشافعي رضي الله عنه حتي قيل بعد ذلك في هذا العام مات امام فولد امام فما رأي الشافعي في امام لم يره كان يقول عن ابي حنيفة: كل الناس في الفقه عيال علي ابي حنيفة مع ان الشافعي صاحب مذهب لايقل عن مذهب الحنفية..


وكان اذا ناظر فأعجب سامعيه يقولون له:اني لك هذا ؟فيقول تعلمته من كتب محمد بن الحسن فقد اخذت عنه حمل بعير من العلم وما محمد بن الحسن الا تلميذ لابي حنيفة وصلي الوتر في البلد الذي به قبر الاعظم ثلاث ركات بقنوت فقيل له يا إمام مذهبك تصلي شفعا ووترا: فقال لقد استحييت ان اصلي علي خلاف مذهب ابي حنيفة في حضرته وكان رضي الله عنه عن شيخه مالك لايفتي ومالك في المدينة والإمام احمد بن حنبل الذي يمسح بمذهبه من لايعرفون شرعا ولايعظمون حرمة في زماننا وهو منهم براء: مانسيت مر ة في صلاة من صلواتي ان ادعو لشيخي الشافعي.




هذا قليل من كثير ورد عن سيرة المجتهدين, لاترون فيه: تسفيها لرأي مخالف ولا تخوينا ولاتكفيرا و لا استحلالا لدماء الابرياء واموالهم فأني نحن من هؤلاء لماذا ابتعدنا عن نهجهم وسلك كثيرون مسالك الشيطان حتي بات بعضهم يكفر بعضا..
ويبيع دنياه وأخراه بعرض زائل؟



كتبت : || (أفنان) l|
-

أختي الكريمة
جزاكِ الله الجنة على هالطرح الهادف والمهم
و جعله الله في ميزان حسناتك ونفعنا به وإياك
جزاكِ الله خير الجـــــــزاء
ورفع الله قدركـِ وفرج همكِ ووسع رزقكِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم
في رعاية الله وحفظه
اللهم آمين...
كتبت : Hayat Rjeem
-
كتبت : صفاء العمر
-
الله يرحمنا برحمته
جزاك الله خير
ولا حرمك الله الاجر
كتبت : * أم أحمد *
-
جزاكِ الله خيراً
موضوع رائع أحسنتِ الأختيار
شكراً لكِ
كتبت : روميساء22
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·:

أختي الكريمة
جزاكِ الله الجنة على هالطرح الهادف والمهم
و جعله الله في ميزان حسناتك ونفعنا به وإياك
جزاكِ الله خير الجـــــــزاء
ورفع الله قدركـِ وفرج همكِ ووسع رزقكِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم
في رعاية الله وحفظه
اللهم آمين...

شكرا جميلا لقلبك
ورضا ورضوان من الله تعالى
الصفحات 1 2  3 

التالي

أعظم دروس الهجرة

السابق

كيف تخشع فى صلاتنا

كلمات ذات علاقة
الرجلة , والنقمة