ذكر الموت

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : أم رائد
-
13878115581.gif
13854923551.gif

13878079141.gif


ذكر الموت

إن لتذكر الموت أثر كبير في إصلاح النفوس وتهذيبها ، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها , وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة ، وقد تهفو إلى المعاصي والذنوب ، وقد تقصر في الطاعات ، فإذا كان الموت دائماً على بال العبد ، فإنه تصغر الدنيا في عينه ، ويجعله يسعي في إصلاح نفسه وتقويم المعوج من أمره . .


ولذلك وصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت فقال صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر هادم اللذات " , يعني : الموت .

قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ :
قال علماؤنا رحمة الله عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر هادم اللذات الموت " كلام مختصر وجيز , قد جمع التذكرة و أبلغ في الموعظة , فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره , نغص عليه لذته الحاضرة , و منعه من تمنيها في المستقبل , وزهده فيما كان منها يؤمل , ولكن النفوس الراكدة و القلوب الغافلة تحتاج إلى تطويل الوعاظ , و تزويق الألفاظ , و إلا ففي قوله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر هادم اللذات " , مع قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت } , ما يكفي السامع له و يشغل الناظر فيه ,



و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات :
لا شيء مما ترى تبقى بشاشتـــه = يبقى الإله و يودي المال و الولـــــــدُ
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنــه = و الخلد قد حاولت عاد فما خلــــــدوا
و لا سليمان إذ تجري الرياح له = و الإنس و الجن فيما بينها تـــــــــرد
أين الملوك التي كانت لعزتهـــا = من كل أوب إليها وافد يفــــــــــــد ؟
حوض هنالك مورود بلا كــذب = لا بد من ورده يوما كمــــــــا وردوا


13878115583.gif


وقال الغزالي :
" أي : نغصوا بذكره لذاتكم حتى ينقطع ركونكم إليها فتقبلوا على الله فإنه ـ أي الموت ـ لا يكون في كثير من الأمل والدنيا إلا قلله , أي : صيره قليلا , ولا في قليل من العمل إلا أجزله , أي : صيره جليلاً عظيماً كثيراً , فإن العبد إذا قرب من نفسه موته , وتذكر حال أقرانه وإخوانه الذين عافصهم الموت في وقت لم يحتسبوا أثمر له ما ذكر " .




وقال المناوي ـ رحمه الله ـ :
" ذلك لأن نور التوحيد في القلب , وفي الصدر ظلمة من الشهوات , فإذا أكثر الإنسان ذكر الموت بقلبه انقشعت الظلمة واستنار الصدر بنور اليقين فأبصر الموت , وهو عاقبة الأمر فرآه قاطعاً لكل لذة حائلا بينه وبين كل أمينة ورآها أنفاساً معدودة , وأوقاتاً محدودة , لا يدري متى ينفذ العدد وينقضي المدد , فركبته أهوال الحط , وأذهلته العبر وتردد بين الخوف والرجاء , فانكسر قلبه , وخمدت نفسه , وذبلت نار شهوته , فزهد في أمنيته , ورضي بأدنى عيشته .



وقد أخذ بعض الشعراء هذا الحديث فقال :
ماذا تقول وليس عندك حجــة = لو قد أتاك منغص اللــــــــذات

ماذا تقول إذا حللت محلــــــة = ليس الثقات من أهلها بثقـــــات



وعن ابن عمر رضى الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل : أي المؤمنين أكيس ؟ قال : " أكثرهم للموت ذكراً ، وأشدهم استعدادا له ، أولئك الأكياس " .أخرجه ابن ماجة والحاكم وحسنة الألباني في " السلسة الصحيحة " رقم : ( 1384 ) .

13878115583.gif


خذ من حياتك للممات الآتي = وبادر ما دام الزمان مواتي

لا تغتروا فهو السراب بقيعة = قد خودع الماضي به والآتي

يا من يؤمل واعظاً ومذكراً = يوماً ليوقظه من الغفلاتِ

هلا اعتبرت ويا لها من عبرة = بمدافن الآباء والأماتِ

بالبقيع وناد في عرصاته = فلكم به من جيرة ولداتِ
درجوا ولست بخالد من بعدهم = متميز عنهم بوصف حياةِ
والله ما استهلت حياً صارخاً = إلا وأنت تعد في الأمواتِ

لا فوت عن درك الحمام لهارب = والناس صرعى معرك الآفاتِ

كيف الحياة لدارج متكلف = سنة الكرى بمدارج الحياتِ

أسفاً علينا معشر الأموات لا = ننفك عن شغل بهاك وهاتِ

وغرنا لمع السراب فنغتدي = في غفلة عن هادم اللذاتِ

والله ما نصح امرأً من غشه = والحق ليس بخافت المشكاةِ

( موعظة ) : فطوبى لعبد بالغ في حذاره , واحتفر بكف فكره قبره قبل احتفاره , وانتهب زمانه بأيدي بداره , وأعذر في الأمر قبل شيب عذاره , ولم يرض في زاده بتقليله واختصاره , ورأى عيب الهوى فلم يصطل بناره , ودافع الشهوات وصابر المكاره , إن بحثت عنه رأيته صائم نهاره , وإن سألت عن ليله فقائم أسحاره , وإن تلمحته فالزفير في إصعاده والدمع في انحداره , ولا يتناول من الدنيا إلا قدر اضطراره , باعها فاشترى بها ما يبقى باختياره , هل فيكم متشبه بهذا أو على نجاره .

مقتطفات من كتاب / الموت وأحواله

13878115583.gif



كتبت : || (أفنان) l|
-
{ وكفى بالموتِ و اعظاً }



بارك الله فيك ِونفع بك ِوآثابك ِالجنة

كتبت : * أم أحمد *
-

أختي الغاليه
طرح مميز ورائع
الموت له وقع مؤثر على نفس المؤمن
بارك الله بكِ




كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
كتبت : ام ناصر**
-
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·:
{ وكفى بالموتِ و اعظاً }



بارك الله فيك ِونفع بك ِوآثابك ِالجنة

لكِ حضور فخم
وتواجد منير
ومرور عطر
اشكرك على كل هذا اللطف منكِ
دمتِ بحفظ الرحمن
الصفحات 1 2 

التالي

بشرى لا يعذب الله روحًا عرفته..

السابق

تعريف الموت

كلمات ذات علاقة
الموت , ذكر