الصالحين وذكر الموت
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم رائد
-
الصالحين وذكر الموت
لقد ضرب سلفنا الصالح المثل الأعظم في الاستعداد للآخرة بالعمل الصالح بكل أنواعه سواء كان من أعمال القلوب أو الألسنة أوالجوارح ، فلم يتركوا باباً من أبواب الخير إلا وكانوا يتسابقون إلى الدخول فيه ، ولم يتركوا باباً من أبواب الشر إلا وكانوا يحذرون منه ومن الدخول فيه .
لذلك تركوا لنا ـ رحمه الله عليهم ـ من أطايب الكلام وأجوده والذي ينصب جله على الزهد والورع و اليوم الآخر الشئ الكثير .
وفي هذه السطور نستعرض شيئاً من كلامهم وأقوالهم حول موضوع الموت والدار الأخرة :
قال الربيع بن خثيم : " ما غائب ينتظره المؤمن خيراً له من الموت , وكان يقول : لا تشعروا بي أحداً وسلوني إلى ربي سلا " .
وقال الحسن البصري : " فضح الموت الدنيا ، فلم يترك لذي لباً فرحا ، وما ألزم عبد قلبه الموت إلا صغرت الدنيا عليه ، وهان عليه جميع ما فيها " .
وكتب بعض الحكماء إلى رجل من إخوانه : " يا أخي أحذر الموت في هذه الدار , قبل أن تصير إلى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده " .
وكان ابن سيرين إذا ذكر عنده الموت مات كل عضو منه .
وكان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة , ثم يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة .
وقال إبراهيم التيمى : " شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت , والوقوف بين يدي الله عز وجل " .
وقال كعب : " من عرف الموت هانت عليه مصائب الدنيا وهمومها " .
وقال مطرف : " رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول في وسط مسجد البصرة : قطع ذكر الموت قلوب الخائفين , فوالله ما تراهم إلا والهين " .
وقال أشعث : " كنا ندخل على الحسن فإنما هو النار وأمر الآخرة وذكر الموت " .
وقال الحسن : " ما رأيت عاقلاً قط إلا أصبته من الموت حذراً , وعليه حزيناً " .
وقال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء : عظني , فقال : لست أول خليفة تموت , قال زدني : قال : ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت وقد جاءت نوبتك , فبكى عمر لذلك .
وكان الربيع بن خثيم قد حفر قبراً في داره , فكان ينام فيه كل يوم مرات يستديم بذلك ذكر الموت , وكان يقول : " لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة واحدة لفسد " .
وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير : " أن هذا الموت قد نغص على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه " .
مقتطفات من كتاب / الموت وأحواله