لقد كنت في غفلة من هذا
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
أم رائد
-
شخص البصر وسكن الصوت ، ولم يمكن التدارك للفوت ، ونزل بك ملك الموت ، فسامت الروح وحاذى , { لقد كنت في غفلة من هذا} .
عالجت أشد الشدائد ، فيا عجباً ممن تكابد ، كأنك سقيت سم الأساود ، فقطع أفلاذا , { لقد كنت في غفلة من هذا } .
بلغت الروح إلى التراقي ، ولم تعرف الراقي من الساقي ، ولم تدر عند الرحيل ما تلاقى ، عياذاً بالله عياذا , { لقد كنت في غفلة من هذا } .
ثم درجوك في الكفن ، وحملوك إلى بيت العفن ، على العيب القبيح والأفن ، إذا الحبيب من التراب قد حفن ، وصرت في القبر جذاذا , { لقد كنت فى غفلة من هذا } .
وتسربت عنك الأقارب تسرى ، تقد في مالك وتفرى ، وغاية أمرهم أن تجرى دموعهم رذاذا , { لقد كنت في غفلة من هذا } .
قفلوا الأقفال وبضعوا البضاعة ، ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة ، وبقيت هنالك إلى يوم الساعة ، لا تجد وزراُ ولا معاذا , { لقد كنت في غفلة من هذا } .
ثم قمت من قبرك فقيرا ، لا تملك من المال نقيرا ، أصبحت بالذنوب عقيرا فلو قدمت من الخير حقيرا ، صار ملجأ وملاذا { لقد كنت فى غفلة من هذا }
ونصب الصراط والميزان ، و تغيرت الوجوه والألوان ، ونودي : شقي فلان بن فلان ، وما ترى للعذر نفاذا , { لقد كنت في غفلة من هذا } .
كم بالغ عذولك في الملام ، وكم قعد في زجرك وقام ، فإذا قلبك ما استقام ، وقطع الكلام على ذا , { لقد كنت في غفلة من هذا } .
( موعظة ) :
فيا غافلاً متى تفيق من هذا المرض المراض , متى تستدرك هذه الأيام الطوال العراض , يا غافلاً عن سهام الموت الحداد المواض , تالله لقد أصاب السهم من قبل الإنباض , ولقد آن لجمع الحياة الشتات والإنفضاض , وحان لبنيان السلامة الخراب والإنتقاض , وحق للمقرض أن يطالب المقرض بالإقراض , ودنا من مبسوط الآمال الاجتماع والإنقباض ,
أما الأعمار كل يوم في انقراض , لقد نهت قبل شكة السهم صكة المقراض , أما ترى الراحلين ماضياً خلف ماض , كم بنيات ما تم حتى تم مأتم وهذا قد استفاض , كم حط ذو خفض على رغم في رغام وانخفاض انهض بجدك والعاقل ناهض قبل الإنهاض , إن الموت إليك كما كان لأبويك في ارتكاض , إن لم تقدر على مشارع الصالحين رد باقي الحياض , إن لم تكن بنت لبون فلتكن بنت مخاض ,
إلى متى أو حتى أتعبت الرواض , أمالك أنفة من هذا التوبيح ولا امتعاض , كما بنى نصيحك نقضت وما يعلو بناء مع نقاض , يا من باع نفسه بلذة ساعة بيعاً عن تراض , إنما تجزى بقدر عملك عند أعدل قاض .
مقتطفات من كتاب/ الموت وأحواله