المقصد الأسمى من فرضية الصوم

مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت : أم رائد
-

13878114505.gif

13854921791.gif


13878079141.gif


المقصد الأسمى من فرضية الصوم

التقوى:


هي المقصد الأسمى من فرضية الصوم ، كما نطق بذلك الحق سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون } ( البقرة183)




وهذه الغاية المرادة بالصوم هي الغاية من العبادات جميعا : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( البقرة 20) .




والتقوى هي الخشية ، قال تعلى : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } ( النساء 1) ، وقال تعالى : { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ } (106الشعراء ) يعني : ألا تخشون الله .




والتقوى وإن كانت بمعنى الخشية ، إلا إنها وردت في القران على معاني ؛ منها :

الإيمان والشهادة ، كما قال تعالى :{ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } (الفتح 26)

ومنها : التوبة ، قال عز وجل : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (الأعراف96 )

ومنها : الإخلاص ، قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (32الحج )



وحقيقة التقوى أن يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته ، يعرف عظمته وقهره وجبروته وقدرته فيخاف منه ويفزع ، فيحذر أن يقع في معصيته ، ويعرف رحمته ومغفرته ونعمه التي لا تُحصى ، وما أعد لعباده المؤمنين ؛ فإذا به يسارع إلى رضاه ، ولا ينال العبد التقوى إلا بالمداومة على الطاعة ، وإقامة الفرائض ، والزيادة من النوافل .




فالتقوى إذاً حذر وتوقي لأسباب العذاب ، وعند خواص المؤمنين : حذر وتوقي لأسباب البعد عن الله ؛ كالذي يسير في طريق فيه شوك ؟ يحذر أن يقع فيه . سأل عمر أبي بن كعب : ماهي التقوى ؟ قال إبي : يا أمير المؤمنين : أما سلكت طريقا ذات شوك ؟ قال : بلى . قال : فماذا صنعت ؟ قال : شمرت واجتهدت . قال : فذلك التقوى




13878114502.gif


فالمتقي يحذر من شوك الطريق ؛ الذنوب والمعاصي أو حتى المباحات ؛ التي تحول بينه وبين ربه ، فدائما هو في حذر ، إن خطى خطوة قال: ما أردت بهذه الخطوة ؟ إذا رأى امرأة خاف من ربه ، وصرف بصره ، .. فهو دائما يستشعر رقابة الله عليه ويخافه ويتقيه ؛ في فعله وتركه ، وقيامه وقعوده ، حتى في أكله وشربه ، هذا غلام لأبي بكر مملوك ، يأتيه بكسبه ، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : ما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية ، وما أحسن الكِهانة ، إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك ، فهذا الذي أكلتَ منه !!




فأخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه !! فقيل له : يرحمك الله ، كل هذا من أجل هذه اللقمة ؟ فقال : لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها ؛ سمعت رسول الله يقول : كل جسد نبت من سُحت فالنار أولى به . فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة ؟




انظر إلى هذا المثل الرائع لتقوى هذا الصحابي لربه ، رغم مكانته في الإسلام والجهاد والدعوة وجمعه لخصال الخير ؛ إلا أنه لم يغتر بذلك كله ، وكانت لديه تلك الخشية ، وذلك الحذر !!




فالتقوى هي زاد الروح ، الذي به ؛ أي هذا الزاد ؛ يسير إلى ربه ، ويصل سالما ، وأمل قول الله تعالى : { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } ، يقول ابن القيم : أمر الحجيج بأن يتزودوا لسفرهم ، ولا يسافروا بغير زاد . ثم نبههم على زاد سفر الآخرة ، وهو التقوى .




قال ابن القيم : كما أن البدن لا يكون صحيحا إلا بغذاء يحفظ قوته ، واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة والأخلاط الرديئة التي متى غلبت عليه أفسدته ، وحمية يمتنع بها مما يؤذيه وخشى ضرره ، فكذلك القلب لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان والأعمال الصالحة تحفظ قوته ، واستفراغ بالتوبة النصوح تستفرغ بها المواد الفاسدة والأخلاق الرديئة منه ، وحمية توجب له حفظ الصحة ، والتقوى : اسم متناول لهذه الأمور الثلاثة ، فما فات منها فات التقوى بقدره .




الذي يسير في هذه الحياة بغير تقوى لله ؛ ما أكثر ما تزل قدمه !! وما أقرب الشيطان منه ؟




13878114502.gif


ربما يسأل سائل : ما علاقة الصوم بالتقوى ؟




وسر ختام آية الصيام بالتقوى :
أن إعداد نفوس الصائمين لتقوى الله يظهر من وجوه متعددة ؛ "أعظمها شأنا : أن الصيام أمره موكول إلى نفس الصائم وضميره ، لا رقيب عليه إلا الله ، فهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه أحد سواه ، لأنه يستطيع أن يفطر سرا مختفيا عن أقرب قريب ، ولكنه يلتزم الأمانة في حفظ الصيام ؛ مهما سنح له ما يشتهي أو يغري . فمواصلة ذلك شهرا كاملا فيه تربية على هذه الخصلة العظيمة ".


والصيام بما فيه من استجابة لأوامر الله ، وترك لمحبوبات النفوس ومطلوباتها بدون رقابة سوى الله ، ينشيء التقوى في القلوب




فالصوم يعد نفس المسلم لتقوى الله ومراقبته طوال السنة ؛ الذي جعلك تراقبه في هذا الشهر فراقبه في بقيته ، فإن رب الشهور واحد ، وهو مطلع وشاهد .فما أعظمها من فائدة : تربية التقوى والمراقبة الدائمة في النفوس ، في كل مكان ، وفي أي زمان ، فأي قانون هذا الذي يربي هذه الحساسية ،




ولهذا قال أحد الفضلاء : إن الدساتير والقوانين واللوائح مهما تكن من الضبط والإحكام لا تستطيع أن تصنع الإنسان من داخله ، ولا تستطيع أن تصنع ضميره وقلبه ووجدانه وعواطفه ، وإنما تتحكم فقط قي الظاهر .




إن عبادة الصوم منهج إلهي يوقظ الضمير ، ويحيى الشعور ، وينبه الإحساس ، وبذلك تتطهر الحياة من البغي والظلم والفساد ."




لذلك تجد الناس في رمضان تزداد عندهم هذه الحساسية ؛ التي هي التقوى ؛ والتحرج ، فتكثر الأسئلة عن بلع الريق ، ومضغ الطعام ، وفرشاة الأسنان ، وليت هذه الحساسية تستمر بعد رمضان .




فإذا كان النهار اشتغلت المراقبة ، وإذا جاء الليل انطفأت ! لماذا ؟ فربنا الذي صمنا له بالنهار موجود وشاهد بالليل !! { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ(10الرعد ) )




وما أحوجنا إلى التقوى التي تنمي المراقبة : أن يتقي العبد ربه ويراقبه خاصة في خلوته ، حيث لا يراه أحد .




وإذا خلوت بريبة في ظلمةٍٍ *** والنفس داعية إلى العصيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني


وقال الآخر :




إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما يخفى عليه يغيب



فالصيام يربي في النفس التقوى والمراقبة ، وكيف نغض أبصارنا إذا رأينا محرما أو فتنة ؟ كيف نمتنع عن الحرام إن لم نتربَّ على مبدأ المراقبة وخشية الله في السر والعلن ؟ وهذا ما يعلمنا إياه شهر رمضان .

تجد المرأة في مطبخها أمام أصناف الأطعمة والأشربة ، فلا تأكل منه شيئا ، أو تشرب منه كأسا ! من الذي منعها ، ومن الذي يراقبها ؛ إنه الله .



المتوضيء وهو صائم يتمضمض والماء في فمه ولو ابتلعه لما شعر به أحد ، من الذي يمنعه أن يبتلع منه قطرة . إنه مبدأ المراقبة والخوف من الله العليم الخبير .



فعلى المسلم أن يراقب الله في صيامه وصلاته ، و أولاده ، يخاف الله فيهم ، ويراقب الله في عمله ، على المرأة أن تراقب الله في لباسها الذي تلبسه أمام محارمها .





مقتطفات من كتاب / فوائد وأسرار الصيام




13878114502.gif







كتبت : سنبلة الخير .
-
الله يجزاك الجنان يارب
جعلة في موازين حسناتك يارب
موضوع قيم بارك الله فيكـ
فلآ تح ــرمنآ من جديد تميزك
لروح ــك بآقآت من الجوري
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سنبلة الخير .:
الله يجزاك الجنان يارب

جعلة في موازين حسناتك يارب

موضوع قيم بارك الله فيكـ
فلآ تح ــرمنآ من جديد تميزك
لروح ــك بآقآت من الجوري
اميرة الحضور
اشكركِ من قلبي على هذا التواجد العطر
وهذه النسمات الرائعة
دمتِ بحفظ الرحمن
كتبت : صفاء العمر
-
موضوع روعه
فالتقوى اساس الصوم
منطق جميل ورائع وراقي
بارك الله فيك
تقبلي ودي واعجابي
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة صفاء العمر:
موضوع روعه
فالتقوى اساس الصوم
منطق جميل ورائع وراقي
بارك الله فيك
تقبلي ودي واعجابي
شكرا لمرورك الجميل ولكلماتك الرائعه كروعة روحك
تخجل الكلمات بمجارات حضورك الفخم
ولك أرق التحايا وأعذبها ودمت بكل خير وحب
دمت بحفظ الرحمن
كتبت : * أم أحمد *
-
أختي الحبيبه
بارك الله بكِ
وبطرحكِ المميز
أستفدت أيما أستفاده
شكرا لكِ وتقبلي ودي ومروري
الصفحات 1 2 

التالي

الصوم وتحقيق الإخلاص والبعد عن الرياء

السابق

نجاح صومك بصوم جوارحك

كلمات ذات علاقة
الأصلي , الأقصى , الصوم , فرضية