الصوم واعتياد النظام ودقة المواعيد
مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت :
أم رائد
-
الصوم واعتياد النظام ودقة المواعيد
نرى حياة كثير منا فوضى ، وعدم التزام بالمواعيد والأوقات ، فإذا جاء رمضان أعطانا هذا الدرس العجيب في دقة المواعيد ، والنظام والمحافظة عليه ، ولو وقفنا أمام مثال واحد نرى كيف أن رمضان يعلم الناس النظام والدقة : قال النبي :" إذا أذَّنَ ابنُ أمِّ مَكْتومٍ ، فَكُلوا واشرَبوا ، وإذا أذَّنَ بلالٌ فلا تأكُلوا ولا تشرَبوا "
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كم الفرق بين أذان ابن أم مكتوم وأذان بلال ؟ قال الراوي : ما بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا " إذاً هي بضع دقائق .
انظري كيف كان النبي يعلم أصحابه أهمية الوقت والدقة في المواعيد ؛ فالصيام في وقت ، والإفطار في وقت ..
والأدق من هذا لو أن صائما لم يتقيد بالمواعيد ؛ وتناول طعاما قبل الغروب بدقيقتين ..عامدا فإن صيامه يبطل .
أرأيتِ كيف يربينا الصيام على الدقة في المواعيد ؛ حتى نحافظ على أوقتنا ؛ التي هي أعمارنا .
وكم نرى من الصائمين من تأثّر بهذا الدرس ؛ إذا دخلت على الموظف في مكتبه في وقت فراغه تجده يقرأ القران ، وكذلك المُدرِّسة بين الحصص ..، حتى الطلاب في المدارس.. ؛ تجد الجميع لديه الحرص للاستفادة من الوقت و هو صائم .
ولكن كم نتمنى أن يستمر منا هذا الحرص في ليل رمضان !! وأن يمتد أيضا هذا الحرص والمسابقة إلى الخير ما بعد رمضان ؛ فإن المسارعة إلى الخير مطلوبة من المسلم كل وقت ، قال الحق سبحانه :{ فاستبقوا الخيرات } ( البقرة 148/ المائدة 48) يعني : بادروا إلى فعل الخيرات ، كُن من السابقين في الدنيا إلى الخير ؛ حتى تكون منهم في الآخرة .
والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات ؛ فإن الاستباق إليها يتضمن : فعلها ، و تكميلها ، و إيقاعها على أكمل الأحوال ، والمبادرة إليها . فمن سبق في الدنيا إلى الخيرات ؛ فهو السابق في الآخرة إلى الجنات .
إن الصيام لا يربينا فقط على الحفاظ على الوقت ؛ بل وعلى الدقة فيه ، والإستفادة منه ؛ فقال الله عز وجل :{ أَيَّامًا مَعْدُودَات } (البقرة 184) يُذكّرنا ربنا أن رمضان أياما قلائل عزيزة و نفيسة ؛ لا تلبث أن ترحل .
فمن المؤسف أن ترى بعض الناس في رمضان ؛ يقضون أوقاتهم فيما لا فائدة فيه ، بل ربما فيما يعود عليهم بالإثم ، يفعلون ذلك في هذه الأيام الفاضلة ؛ التي تُفتّح فيها أبواب الجنان ، وتُغلّق فيها أبواب النيران !!
فأي خير حُرم هؤلاء ؛ قال النبي.. : أتاني جبريل فقال : يا محمد ! من أدرك رمضان فلم يُغفر له ؛ فأبعده الله . فقلت : آمين . ( أخرجه ابن حبان وهو حديث صحيح )
فعلى المسلم أن يغتنم وقته في رمضان ؛ فيما يُقرّبه من ربه ، ويُبعده عن سخطه ، ومن ذلك أن يضع لنفسه جدولا بالأعمال التي يُريد إنجازها في هذا الشهر ؛ من قراءة للقران ، أو كتاب نافع ، أو زيارة لقريب أو أحد الجيران ، أو تفطير لصائمين ، أو توزيع شريط أو مطوية على الأهل والجيران . كل ذلك إذا كان عن تخطيط وتفكير مسبق ؛ كان أنفع .
مقتطفات من كتاب / فوائد وأسرار الصوم