أعمال المتقين وجزاؤهم

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت : أم رائد
-

359291.gif

13854921791.gif

أعمال المتقين وجزاؤهم


قال تعالى : الـم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ البقرة 1- 5.

قوله تعالى (الم) قال بعض أهل العلم إن (الم) وسائر حروف الهجاء في أوائل القرآن من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه، وهي سر القرآن فنحن نؤمن بظاهرها ونكل العلم فيها إلى الله تعالى.

وعن ابن عباس أنه قال: معنى (الم) أنا الله أعلم، ومعنى (المص) أنا الله أعلم وأفصل ومعنى (الر) أنا الله أرى، ومعنى (المر) أنا الله أعلم وأرى. وقال مجاهد هذه الحروف أسماء للسور. وقال آخرون إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون وإليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية.

وقال الزمخشري ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة وكرر التحدي بالصريح في أماكن.

وقال الشيخ ابن سعدي: وأما الحروف المقطعة في أوائل السور فالأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثًا بل لحكمة لا نعلمها انتهى والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.


وقوله تعالى (ذلك الكتاب) أي هذا الكتاب العظيم وهو القرآن، الذي هو الكتاب على الحقيقة المشتمل على العلم العظيم والحق المبين من العقائد الصحيحة والأحكام العادلة والأخبار الصادقة والمواعظ النافعة والهدي الكامل والبيان التام، (لا ريب فيه) أي لا شك فيه أنه من عند الله وأن الحق والصدق كما قال تعالى: الـم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ . سورة السجدة آية 1.

وقوله تعالى: (هدى للمتقين) أي رشد وبيان لأهل التقوى خاصة لأنهم هم المنتفعون به الممتثلون لأوامره المنتهون عن نواهيه وزواجره كما قال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ. سورة فصلت آية 44.

وقال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا . سورة الإسراء آية 82.
و(من) هنا لبيان الجنس لا للتبعيض.

والهدى ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة فالقرآن الكريم هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية ومبين للحق من الباطل والهدى من الضلال، ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم في دنياهم وأُخراهم. والتقوى هي طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه.

ثم وصف الله المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة لتضمن التقوى لذلك فقال: (الذين يؤمنون بالغيب) حقيقة الإيمان هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل المتضمن لانقياد الجوارح.

فهؤلاء المؤمنون يصدقون بجميع ما أخبر الله به ورسوله من الغيوب الماضية والمستقبلة وأحوال الآخرة فيؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، ويؤمنون بعذاب القبر ونعيمه، ويؤمنون بالبعث بعد الموت، ويؤمنون بالجزاء والحساب والثواب والعقاب والجنة والنار ويؤمنون بالوعد والوعيد.


(ويقيمون الصلاة) أي يأتون بها على الوجه الأكمل في وقتها، ويأتون بشروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها كاملة، ويقيمونها ظاهرًا بإتمام قيامها وقعودها وركوعها وسجودها، والإتيان بالقراءة والأذكار المشروعة فيها، ويقيمونها باطنًا بإقامة روحها وهو حضور القلب فيها وتدبر ما يقول ويفعل فيها.

(ومما رزقناهم ينفقون) يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة ونفقة الزوجات والأقارب والمماليك ونحوهم، والنفقات المستحبة في جميع طرق الخير.
وفي قوله (رزقناهم) إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم ليست حاصلة بقوتكم وقدرتكم وإنما هي رزق من الله الذي أعطاكم وأنعم به عليكم لتشكروه وتستعينوا به على طاعته فكما أنعم عليكم ورزقكم وفضَّلكم على كثير من خلقه فاشكروه بإخراج بعض ما رزقكم وواسوا به إخوانكم المحتاجين.

وكثيرًا ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن لأن الصلاة تتضمن الإخلاص للمعبود، والزكاة والنفقة تتضمن الإحسان إلى العباد فعنوان سعادة الإنسان الإحسان في عبادة الله بالإخلاص له والسعي في نفع الخلق.


ثم قال تعالى: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك) أي يصدقون بما جئت به من الله وما جاء به من قبلك من المرسلين، لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوا به من ربهم.

(وبالآخرة هم يوقنون) أي يعلمون علمًا يقينا لا شك فيه أن الدار الآخرة حق، وهي اسم لما يكون بعد الموت وخصه بالذكر بعد العموم لأن الإيمان به أحد أركان الإيمان الستة، ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل

قال البغوي: سميت الدنيا دنيا لدنوها من الآخرة وسميت الآخرة لتأخرها وكونها بعد الدنيا.


(أولئك على هدى من ربهم) أي المتصفون بالإيمان وإقام الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله على نور من ربهم وبرهان وبصيرة.

(وأولئك هم المفلحون) أي الناجحون الفائزون فازوا بالجنة ونجوا من النار. والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.
وحصر الفلاح فيهم لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم.



ما يستفاد من الآيات:


1- الرد على من زعم أن القرآن سحر أو شعر أو كهانة أو حديث مفترى أو أساطير الأولين.

2- أنه لا ينتفع بالقرآن إلا المتقين لاختصاصهم بهدايته واستقامتهم عليه.

3- أنه لا يتم الإيمان إلا بالإيمان بالغيب الذي يتميز به المؤمن من الكافر.

4- أنه لا يكفي في أداء الصلاة مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة وأنه لا يترتب الثواب عليها إلا بإقامتها ظاهرًا وباطنًا بالخشوع وحضور القلب وتدبر ما يقول ويفعل فيها وبذلك يترتب عليها الثواب وتنهى عن الفحشاء والمنكر.

5- من صفات المؤمنين؛ أنهم ينفقون مما رزقهم الله النفقات الواجبة والمستحبة.

6- من أصول الإيمان؛ الإيمان بكل كتاب أنزله الله وبكل رسول أرسله الله.

7- من أصول الإيمان؛ الإيمان بكل ما أخبر به الله ورسوله مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والحياة بعد الموت والحساب والميزان والصراط والجنة والنار.

8- أن من اتصف بالإيمان والعمل الصالح من صلاة وصدقة وغير ذلك فهو على هدى من ربه واستقامة على دينه.

9- بيان ثمرة تقوى الله والعمل بطاعته وهو الفوز بكل مطلوب والنجاة من كل محذور ومرهوب.

10- أن الدين والإيمان قول واعتقاد وعمل.

11- في قوله (على هدى من ربهم) رد على القدرية في قولهم أنهم يخلقون إيمانهم وهداهم. تعالى الله عن قولهم.

12- أن الإيمان والتقوى سبب للتوفيق إلى الهداية إلى الحق في الدنيا وإلى الفوز في الآخرة بالنعيم والنجاة من عذاب الجحيم.



مقتطفات من كتاب / الكواكب النيرات



كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سنبلة الخير .:
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
ما أعذب مرورك الجميل
وما أرق كلماتك العذبة
شكرا من القلب لمرورك الرائع كروعة روحك
لك أرق التحايا واعذبها ودمت بكل خير وحب
دمت بحفظ الرحمن
كتبت : * أم أحمد *
-


واتاك سؤلك ورزقك رؤيته وسقاك من حوض نبيه
واعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
وثبت قلبك على دينه وصرفه على طاعه
ورزقك الله نفسامطمئنه بلقائه وتقنع بعطائه وترضى بقضائه
وجعل عملك صالحا ولوجه خالصا
وجعلك من الصفوه الذين يدخلون الجنه بغير حساب ولاعقاب
امين
كتبت : || (أفنان) l|
-
أختي الكريمة
جزآك الله جنه عرضهآ السموآت والآض
مشاركة قيمة ومميزة لا حرمك الله أجرها
آسآل الله آن يزين حيآتك بـ الفعل الرشيد ويجعل الفردوس مقرك بعد عمر مديد
لاتبخلين علينـــــــا بمثل هذه المواضيع ...
دمتي بـ طآعة الله

كتبت : أم رائد
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة * أم أحمد *:


واتاك سؤلك ورزقك رؤيته وسقاك من حوض نبيه
واعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
وثبت قلبك على دينه وصرفه على طاعه
ورزقك الله نفسامطمئنه بلقائه وتقنع بعطائه وترضى بقضائه
وجعل عملك صالحا ولوجه خالصا
وجعلك من الصفوه الذين يدخلون الجنه بغير حساب ولاعقاب
امين
حضورك كـ نور يبعث الدفء بين الحروف
لكِ كل الشكر والاحترام على هذة الكلمات الجميلة
ارق تحية لقلبك وقلمك
ودمت بكل الود
دمتِ بحفظ الرحمن
الصفحات 1 2 

التالي

تيسير عمل أهل الجنة

السابق

غض البصر

كلمات ذات علاقة
أعمال , المتقين , وجزاؤهم