ضوابط اختيار الصديق فى القرآن الكريم
مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
قال بعض العلماء: التمس وُدَّ الرجل العاقل في كل حين، وود الرجل ذي النكر في بعض الأحايين، ولا تلتمس ود الرجل الجاهل في حين.[15][15]
- صاحب المبدأ الثابت في المواقف: لأن العاقل لا يصادق المتلون، ولا يؤاخي المتقلب، ولا يظهر من الوداد إلا مثل مَا يضمر، ولا يضمر إلا فوق مَا يظهر، ولا يكون في النوائب عند القيام بها إلا ككونه قبل إحداثها والدخول فيها، لأنه لا يحمد من الإخاء مَا لم يكن كذلك.[16][16]
تنبيهات:
أولا: يجب التنويه أن اختيار الصاحب والجليس، لا يقتصر فقط في الحياة الطبيعية بالعمل والمدينة أو الحي، بل أصبحت اليوم وسائل التواصل لا حدود لها، بسبب التطور التقني والتكنولوجي، وتنوع طرق وآليات الاتصال الصوتي والمرئي والمكتوب، كمواقع التواصل عبر الانترنت( فيسبوك، تويتر، يوتيوب، أنستغرام، وغيرها ) ومجاميع الشات عبر الجوال.
وعليه فكل ما ذكرناه من ضوابط ومعايير، في اختيار الصاحب نحن بأمس الحاجة لها في التواصل الألكتروني، وما نسمعه ونشاهده من مصائب وطامات وهدم للأسر والبيوت وإفساد، لعدم التنبه لهذه القضية واستسهال بناء العلاقات في العالم الافتراضي عبر الانترنت، دون قيود أو رجوع للتأصيل الشرعي في ذلك.
ثانيا: لما كان الصاحب ساحب، ومن صَحِبَ قوماً عُرِفَ بهم، وقد يترتب على هذا الاختيار خيري الدنيا والآخرة، أو تعاسة وفتن مستطيرة؛
لابد من التنبه لما يلي:
قال مالك بْن دينار: إنك أن تنقل الحجارة مع الأبرار، خير من أن تأكل الخبيص مع الفجار.[17][17]
اختبار قبل مؤاخاة الرجل
قال عوانة بْن الحكم: قَالَ لقمان لابنه: يا بُنَّي، إذا أردت أن تُؤاخيَ رجلا فأغضِبه قبل ذلك، فإن أنصفك عند غضبه، وإلا فدعه.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: الصَّاحِبُ الصَّالِحُ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنَ الصَّاحِبِ السُّوءِ، وَمُمْلِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنَ السَّاكِتِ، وَالسَّاكِتُ خَيْرٌ مِنْ مُمْلِي الشَّرِّ.
لا تكن من هذا الصنف
قَالَ رجل من الأعراب: مِن أعجز الناسِ مَن قَصَّر عَن طلب الإخوان، وأعجز منه: من ظفر بذلك منهم ، فأضاع مودتهم، وإنما يحسن الاختيار لغيره، من أحسن الاختيار لنفسه.
----------------------------------------------
[1][1] متفق عليه.
[2][2] تاريخ دمشق.
[3][3] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
[4][4] ( الكهف:18 ).
[5][5] ( الكهف:18 ).
[6][6] تفسير السعدي.
[7][7] تفسير القاسمي.
[8][8] تاريخ دمشق.
[9][9] شرح البخاري للسفيري.
[10][10] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
[11][11] كتاب الأخلاق والسير.
[12][12] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
[13][13] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
[14][14] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
[15][15] غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة.
[16][16] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.
[17][17] روضة العقلاء ونزهة الفضلاء.