لا تكوني من اكلي لحوم البشر
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
صفاء العمر
-
قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12]
وهذا تشبيه من الله لمن يغتاب اخيه المسلم
فكأنما المغتاب يستمتع بغيبته وذمِّه،
متحليً بذلك
فشبه بأكل لحم أخيه بعد تقطيعه
ولما كان المغتاب محبًا لذلك معجبًا به، شبه بمن يحب أكل لحم أخيه ميتًا ..
انه تشبيه بليغ وقوي واعتقد ان أي انسان عاقل يكره الفكره
فكيف بمن يمارسها او يقع فيها اعاذنا الله من ذلك
والغيبة من كبائرِ الذُّنوب، وهي مُحرمة بإجماع المسلمين؛ فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كل المسلم على المسلم حرام: ماله وعرضه ودمه))(سنن ابي داود)
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ: ((يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)).سنن الترمذي
وكان سيدنا محمد لا يحب ولا يرضى ان يتكلم احد عن الاخر حتى لا يقع بالغيبه او النميمه
وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يبلِّغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج إليهم، وأنا سليم الصدر))سنن الترمذي
وجاء عند الطبراني وحسنه الألباني عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عليك بطول الصَّمت، إلاَّ مِن خير؛ فإنَّه مَطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك)).
فيَجبُ علىنا أنْ نصونَ لسانناونحفظه، وألاَّ نطلق له العنان، فلا نسمح لانفسنا أن نتكلم بغير ما هو حق وخير ومعروف، وأن نكفَّ لسانهناعما هو باطل وشر ومنكر
قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]،
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت) صحيح البخاري
قال الإِمام الشافعي - رحمه اللَّه -: إذا أراد الكلام، فعليه أنْ يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة، تكلَّم، وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر.
فكيف اختي اذا النجاه :
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسولَ اللّه، ما النجاة؟ قال: ((أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ))، صحيح البخاري
وعن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ)) صحيح البخاري
وقد سُئل - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ المسلمين خيرٌ؟ قال: ((مَن سَلِمَ المُسلمون من لسانه ويده))رواه مسلم
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل رجل الجنَّة لا يأمن جاره بوائقه)).مسند احمد
فالغيبة اختي من الكبائر، وليس لها كفارة إلاَّ التوبة النصوح،
ولا تصح التوبة منها إلاَّ بأربعة شروط، :
1 - الإقلاع عنها في الحال.
2 - الندم على ما مضى منك.
3 - العزم على ألاَّ تعودي.
4 - استسماح من اغتبتها
وإن لم تستطيعي، أو كانت قد ماتت أو غابت، فأكثري لها من الدعاء والاستغفار.
والواجب علينا إذا سمعنا أحدًا تغتاب غيرها أنْ تنكرَ عليها وتنصحها،
وتخبرها أنَّ هذا لا يجوز، وأن الغيبة محرمة
لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من ردَّ عن عرض أخيه بالغيب، رَدَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة)سنن الترمذي
ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من امرئ يخذل مُسلمًا في موضع تنتهك فيه حُرمته، وينتقص فيه من عِرضه إلاَّ خَذَلَه الله في موضع يُحب فيه نصره)سنن ابي داود
ولقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن حَمَى مؤمنًا من مُنافق - أراه قال -: بعث الله - تعالى - مَلَكًا يَحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومَن رمى مسلمًا بشيء يريد شيْنه، حبسه الله على جِسْرِ جهنم حتَّى يخرج مما قال)سنن ابي داود
وقد دافع مُعاذ بن جبل عن كعب بن مالك حين ذمَّه رجل من بني سلمة في مجلس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأقر النبي فعل معاذ.
للذلك اخواتي
لمَ نعطي حسناتنا لمن أغتبناه، بل ونتحمل من سيِّئاته إذا فنيت حسناتنا؟!
فلنعزم على ترك مجالسَ الغِيبة فإنَّها مجالس سوء،
ونعْزم على تركَ هذه العادة السيئة التي تُودي بصاحبها إلى النار،
و ندع ذكر مساوئ غيرنا،
ونذْكُر محاسنهم،
ونشتغل بعيوب انفسنا.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد
كتبت :
زهره الاسلام
-
جزاك الله خيرا اختى الغاليه
