هذبي لسانكِ وأصلحيه مع رمضان
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
كتبت :
دكتورة سامية
-
الحمد لله معطي الجزيل لمن أطاعه ورجاه ، وشديد العقاب لمن أعرض عن ذكره وعصاه ، اجتبي من شاء بفضله فقربه وأدناه ، وأبعد من شاء بعدله وتولاه ما تولاه ، أنزل القرآن رحمة للعالمين ومنارا للسالكين فمن تمسك به نال مناه ومن تعدي حدوده وأضاع حقوقه خسر دينه ودنياه ،
أحمده علي ما تفضل به من الإحسان وأعطاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكامل في صفاته العالي عن النظراء والأشباه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اختاره علي الخلق واصطفاه صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ما انشق الصبح وأشرق ضياه.
وبعــد
أختي الحبيبة
اللسان، داخل فى عموم الأخلاق الواجبِ تهذيبُها وإصلاحها مع رمضان، وخصصنا اللسان، لخطورته، وفداحة مساوئه إذا بالغ وانفرط.
ولذلك قال النبي صلى الله عيله وسلم لمعاذ رضي الله عنه فى الحديث الشهير:
(ثَكِلتكَ أمك، يا معاذ، وهل يكبُّ الناسَ فى النار على وجوههم، إلا حصائدُ ألسنتهم)؟!
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الين - الصفحة أو الرقم: 4/259
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فحصائد الألسن كثيرة لا يمكن حصرها، ورب كلمة يسيره لا يلقي لها المرء بالاً تفسد لسانه، وتعمي قلبه، وتهوي به فى النار سبعين خريفاً، أو أبعد ما بين المشرق والمغرب، كما صحت بذلك الأحاديث، ولذلك يجب أن يغير رمضان ألسنتنا، ويحدث فيها إشعاعة إيمانية، وإلا لم نستفد بصيامنا شيئاً!!
الكاذب يكف عن كذبه، ويتقي الله، والنمام يهجر نميمته، والمغتاب يراجع نفسه، وطويل اللسان يقصره قليلاً، ويحسب كلماته، ويتذكر أنه مسئول مرصود عن كل ذلك كله، كما قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18).
والأسباب التى تعني أولئك المبتَلين بانفراط الألسن فى رمضان ما يلي:
1. الصيام النزيه الصادق المتجرد لله بكل شروطه وآدابه.
2. شغل اللسان بالذكر والتلاوة والترتيلات والتسابيح، من خلال المكث في المسجد بحيث تقل الخلطة بالناس وأصدقاء المهنة.
3. ترك مجالس اللغو واللهو، والانشغال بالأمور الجاده من القراءة المفيدة، وصحبة الصالحين، والمشاركة في المشاريع الخيرية والإغاثية فى رمضان.
4. مجاهدة النفس كثيراً، لأن الانتقال من تلكمُ حاله، يحتاج الى صبر ومجاهدة، ورمضان فيه كل عوامل المساعدة على ذلك التغيير.
5. تذكر عاقبة انفراط اللسان، وأن الله يرد صومه فى وجهه، قال صلى الله عيله وسلم كما في صحيح البخاري (من لم يدَع قولَ الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه).
