تعرفوا على هدي النبي صلَّ الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان

مجتمع رجيم / رمضان
كتبت : || (أفنان) l|
-
يسعدني اليوم أن أقدم لكم على منتدى رجيم
كيف كان
هدي النبي صل الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان
تعرفوا على هدي النبي صل الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان

الأواخر 451441.jpg

الأواخر 313308.png

الأواخر 270906.gifالأواخر 270906.gif

تعرفوا على هدي النبي صل الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان
الأواخر 451445.jpg
كان النبي الأواخر 451446.jpg يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها[1].

ومن ذلك أنه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها[2].
الأواخر 451447.jpg
وفي الصحيحين
من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي الأواخر 451446.jpg "كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره".

وزاد مسلم: "وجَدّ وشدّ مئزره".
وقولها:
"وشد مئزره" كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، ومعناه التشمير في العبادات.

وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء، وترك الجماع.
وقولها: "أحيا الليل" أي: استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.
وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها:
"لا أعلم رسول الله الأواخر 451446.jpg قرأ القرآن كله في ليلة، ولا قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهرًا كاملاً قط غير رمضان"[3].
فيحمل قولها "أحيا الليل" على أنه يقوم أغلب الليل، أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما،
فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل.
وقولها: "وأيقظ أهله" أي: أيقظ أزواجه للقيام. ومن المعلوم أنه الأواخر 451446.jpg كان يوقظ أهله في سائر السنة، ولكن كان يوقظهم لقيام بعض الليل؛
ففي صحيح البخاري أن النبي الأواخر 451446.jpg استيقظ ليلة فقال: "سبحان الله!
ماذا أُنزل الليلة من الفتن؟
ماذا أُنزل من الخزائن؟
من يوقظ صواحب الحجرات؟
يا رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة". وفيه كذلك أنه كان الأواخر 451452.jpg يوقظ عائشة -رضي الله عنها- إذا أراد أن يوتر[4].
لكن إيقاظه الأواخر 451446.jpg لأهله في العشر الأواخر من رمضان كان أبرز منه في سائر السنة.
وفعله الأواخر 451446.jpg هذا يدل على اهتمامه بطاعة ربه، ومبادرته الأوقات، واغتنامه الأزمنة الفاضلة.
الأواخر 451455.jpg
الأواخر 241756.gif
فينبغي للمسلم الاقتداء بالنبي الأواخر 451446.jpg فإنه هو الأسوة والقدوة، والجِد والاجتهاد في عبادة الله، وألاّ يضيع ساعات هذه الأيام والليالي؛
فإن المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات والموت الذي هو نازل بكل امرئ إذا جاء أجله، وانتهى عمره،
فحينئذٍ يندم حيث لا ينفع الندم.

الأواخر 241756.gif
الأواخر 451458.jpg
من فضائل العشر الأواخر
من فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر،

قال الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الدخان: 1-6].
أنزل الله القرآن الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة،
وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم، أن الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر.
وقوله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}، أي: تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة.
والمقصود بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر -والله أعلم- أنها تنقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ،
قال ابن عباس: "إن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وأنه لفي الأموات".
أي أنه كتب في ليلة القدر أنه من الأموات. وقيل: إن المعنى أن المقادير تبين في هذه الليلة للملائكة.
ومعنى "القدر" التعظيم، أي أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر.
وقيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها.
وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من "القدر" وهو التضييق،
قال تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر: 16]. أي: ضيّق عليه رزقه.
فسماها الله تعالى ليلة القدر وذلك لعظم قدرها، وجلالة مكانتها عند الله، ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها، فهي ليلة المغفرة
كما في الصحيحين عن أبي هريرة الأواخر 451459.jpg أن النبي الأواخر 451446.jpg قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".

الأواخر 241756.gif
الأواخر images?q=tbn:ANd9GcR
خصائص ليلة القدر

وقد خص الله تعالى هذه الليلة بخصائص:

1- منها أنه نزل فيها القرآن، كما تقدم، قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا،
ثم نزل مفصَّلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله الأواخر 451446.jpg[5].
2- وصْفها بأنها خير من ألف شهر في قوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
3- ووصفها بأنها مباركة في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3].
4- أنها تنزل فيها الملائكة، والروح، "أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَق الذكْر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيمًا له" والروح هو جبريل الأواخر 451452.jpg، وقد خصه بالذكر لشرفه[6].
5- ووصفها بأنها سلام، أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا، أو يعمل فيها أذى كما قاله مجاهد.
وتكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم العبد من طاعة الله الأواخر 451465.jpg.
6- {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4]، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها، كل أمر محكم لا يبدل ولا يغير، وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وكتابته له، ولكن يُظهِر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو وظيفتهم[7].
7- أن الله تعالى يغفر لمن قامها إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه، كما جاء في حديث أبي هريرة الأواخر 451459.jpg عن النبي الأواخر 451446.jpg
قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[8].

وقوله: "إيمانًا واحتسابًا" أي تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، وطلبًا للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه[9].
وقد أنزل الله تعالى في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة، وذكر فيها شرف هذه الليلة وعظّم قدرها، وهي قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1-5].
فقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تنويهًا بشأنها، وإظهارًا لعظمتها. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
أي: إحْياؤها بالعبادة فيها خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة. وهذا فضل عظيم لا يقدره قدره إلا رب العالمين تبارك وتعالى، وفي هذا ترغيب للمسلم وحث له على قيامها، وابتغاء وجه الله بذلك؛ ولذا كان النبي الأواخر 451446.jpg يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقةً منه إلى الخير، وهو القدوة للأمة.
الأواخر 241756.gif
الأواخر 451470.gif
تحري ليلة القدر
يستحب تحري ليلة القدر في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة، جاء في صحيح مسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ الأواخر 451459.jpg
قَالَ: "إِن رَسُولَ اللهِ الأواخر 451446.jpg اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأُولَ مِنْ رَمَضَانَ ثُم اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبةٍ[10] تُرْكِيةٍ عَلَى سُدتِهَا حَصِيرٌ.
قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبةِ، ثُم أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ الناسَ فَدَنَوْا مِنْهُ،
فَقَالَ: (إِني اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأُولَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ الليْلَةَ، ثُم اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ، ثُم أُتِيتُ
فَقِيلَ لِي: إِنهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَب مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ). فَاعْتَكَفَ الناسُ مَعَهُ.
قَالَ: (وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ).
فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصبْحِ، فَمَطَرَتْ السمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطينَ وَالْمَاءَ، فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطينُ وَالْمَاءُ، وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ"[11].
وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أبي سعيد السابق، وكما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي الأواخر 451446.jpg
قال: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"[12].
وفي أوتار العشر آكد؛ لحديث عائشة أن رسول الله الأواخر 451446.jpg قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر"[13].
وفي الأوتار منها بالذات،أي ليالي: إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين؛
فقد ثبت في الصحيحين أن النبي الأواخر 451446.jpg قال: "التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر".
الأواخر 241756.gif
الأواخر 451477.gif
وفي حديث ابن عباس الأواخر 451459.jpg أن النبي الأواخر 451446.jpg قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى"[14]. فهي في الأوتار أحرى وأرجى إذن.
وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي الأواخر 451446.jpg ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى[15] رجلان من المسلمين،
فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة".
أي: في الأوتار.
وفي هذا الحديث دليل على شؤم الخصام والتنازع، وبخاصة في الدين، وأنه سبب في رفع الخير وخفائه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي الأواخر 451446.jpg: "لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى".
فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنان والعشرون تاسعةً تبقى، وليلةُ أربع وعشرين سابعة تبقى.
وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبي الأواخر 451446.jpg في الشهر...
وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه"[16].
وليلة القدر في السبع الأواخر أرجى؛ ولذلك جاء في حديث ابن عمر الأواخر 451459.jpg أن رجالاً من أصحاب النبي الأواخر 451446.jpg أُروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر،
فقال رسول الله الأواخر 451446.jpg: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر"[17].
وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، فقد جاء عن النبي الأواخر 451446.jpg من حديث ابن عمر عند أحمد، ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي الأواخر 451446.jpg
قال: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين".
وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى أبيّ بن كعب الأواخر 451459.jpg كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين.
قال زر بن حبيش: "فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله الأواخر 451446.jpg أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها"[18].
وروي في تعيينها بهذه الليلة أحاديث مرفوعة كثيرة، قال ابن عباس الأواخر 451459.jpg: "إنها ليلة سبع وعشرين".
واستنبط ذلك استنباطًا عجيبًا من عدة أمور، فقد ورد أن عمر الأواخر 451459.jpg جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيرًا
فقالوا: إن ابن عباس كأحد أبنائنا،
فلِمَ تجمعه معنا؟
فقال عمر: إنه فتى له قلب عقول، ولسان سَئُول. ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان،
فسأل ابن عباس عنها، فقال: إني لأظن أين هي، إنها ليلة سبع وعشرين.
فقال عمر: وما أدراك؟ فقال: إن الله تعالى خلق السموات سبعًا، وخلق الأرضين سبعًا، وجعل الأيام سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، وجعل الطواف سبعًا، و
السعي سبعًا، ورمي الجمار سبعًا.

فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس.
ومن الأمور التي استنبط منها أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين، أن كلمة (فيها)
من قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر.
وهذا ليس عليه دليل شرعي، فلا حاجة لمثل هذه الحسابات، فبين أيدينا من الأدلة الشرعية ما يغنينا.
لكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائمًا، فقد تكون أحيانًا ليلة إحدى وعشرين، كما جاء في حديث أبي سعيد المتقدم.
وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين كما جاء في رواية عبد الله بن أُنيس الأواخر 451459.jpg كما تقدم.
وفي حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي الأواخر 451446.jpg
قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى"[19].
ورجّح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام.
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة؛ ليجتهد العباد في طلبها، ويجدوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها.
فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلبًا لليلة القدر؛ اقتداءً بنبينا الأواخر 451446.jpg، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله.
الأواخر 241756.gif
الأواخر 451496.jpg
الدعاء المأثور فيها
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟

قال: قولي: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"[20].
الأواخر 241756.gif

الأواخر 451498.gif
خصوصية الاعتكاف ليلة القدر
لقد اختص الله الاعتكاف في ليلة القدر بزيادة الفضل على غيرها من أيام السنة.

والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وقد كان النبي الأواخر 451446.jpg يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبى سعيد السابق أنه اعتكف العشر الأُول ثم الأوسط،
ثم أخبرهم أنه كان يلتمس ليلة القدر، وأنه أُريها في العشر الأواخر، وقال: "من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر".
وعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي الأواخر 451446.jpg كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده[21].
وكان الأواخر 451446.jpg إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه، كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة.
وقال الأئمة الأربعة وغيرهم رحمهم الله: يدخل قبل غروب الشمس. وأوّلوا الحديث على أن المراد أنه دخل المعتكف وانقطع وخلّى بنفسه بعد صلاة الصبح،
لا أن ذلك وقت ابتداء الاعتكاف.
ويسنُّ للمعتكف الاشتغال بالطاعات، ويحرم عليه الجماع ومقدماته؛ لقوله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187].
ولا يخرج من المسجد إلا لحاجةٍ لا بُدَّ منها.
الأواخر 241756.gif

الأواخر images?q=tbn:ANd9GcS
العلامات التي تعرف بها ليلة القدر:
العلامة الأولى: ثبت في صحيح مسلم من حديث أبيّ بن كعب الأواخر 451459.jpg، أن النبي الأواخر 451446.jpg أخبر أن من علاماتها أن الشمس تطلع صبيحتها لا شُعاع لها.

العلامة الثانية: ثبت من حديث ابن عباس أن النبي الأواخر 451446.jpg قال: "ليلة القدر ليلة طلقة، لا حارة ولا باردة، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة"[22].
العلامة الثالثة: روى الطبراني بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع الأواخر 451459.jpg، أن النبي الأواخر 451446.jpg قال: "ليلة القدر ليلة بلجة[23]، لا حارة ولا باردة، ولا يُرمى فيها بنجم"[24]. أي: لا ترسل فيها الشهب.
فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة في بيان العلامات الدالة على ليلة القدر.
ولا يلزم أن يعلم من أدرك وقام ليلة القدر أنه أصابها، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواءٌ علم بها أم لم يعلم،
وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة؛ وذلك لاجتهادهم.
نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد[25].
الأواخر 241756.gif
[1]رواه مسلم (1175) عن عائشة.
[2]البخاري (1913)، ومسلم (1169).
[3]سنن النسائي.
[4]البخاري (952).
[5]تفسير ابن كثير 4/529.
[6]المصدر السابق 4/531.
[7]شرح صحيح مسلم للنووي 8/57.
[8]متفق عليه.
[9]فتح الباري 4/251.
[10]القبة: الخيمة وكل بنيان مدوّر.
[11]صحيح مسلم (1167).
[12]رواه البخاري.
[13]رواه البخاري 4/259.
[14]رواه البخاري.
[15]أي: تخاصم وتنازع.
[16]ابن تيمية: مجموع الفتاوى 25/285.
[17]رواه البخاري ومسلم.
[18]رواه مسلم 2/268.
[19]رواه البخاري 4/260.
[20]رواه أحمد والترمذي، وسنده صحيح.
[21]متفق عليه، ولهما مثله عن ابن عمر.
[22]رواه ابن خزيمة في صحيحه، والطيالسي في مسنده، وسنده صحيح.
[23]أي: مضيئة.
[24]رواه الطبراني في الكبير، انظر: مجمع الزوائد 3/179.
[25] إسلام أون لاين.
الأواخر 451510.gif
الأواخر PIC-297-1346581599.g
احذر البدع المبتدعة التي تقام في شهر رمضان
مطويّة : عشر وسائل لإستقبال رمضان وعشر حوافز لاستغلاله
مطوية عن تنبيهات أخطاء يقع فيها بعض الصائمين والصائمات


الأواخر 313310.png


























كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
اللهم بلغنا ليلة القدر واللهم اعتق رقابنا واشملنا بعفوك باحى ياقيوم
بارك الله فيك غاليتى
بالامس استقبلنا شهر الخير وهاهو يسرع الخطى ليتركنا وقلوبنا مازالت ظماءة وبشوق للمزيد
من هذة الايام العطرة الكريمة
كتبت : دكتورة سامية
-
أختي الغالية
بارك الله بكِ

اللهم أنت ربي لا اله إلا أنت تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
اللهم فرج همها واقل عثرتها وثقل موازينها بما يرضيك
ويقربها منك واجعل أمر الطاعة هين عليها
و أمر المعصية عسير عليها
واهدها الى ما تحب وترضي
وجميع المسلمين
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه

التالي

صيام وصحة

السابق

خَيْرٌ مِنْ أَلْف شَهْر

كلمات ذات علاقة
الله , الآواخر , العشر , النبي , النبي صلَّ الله عليه وسلم , تعرفوا , رمضان , على , عليه , هدي , وسلم