كيف تكسبين مناقشة؟
مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت :
مسلمة
-
كيف تكسبين مناقشة؟
هل سبق وإنهزمتى فى مناقشتك وشعرتى أن الحق معك لكنك لا تعرفين كيف توصلين وجهة نظرك ؟ أو هل سبق وتحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفاظ ؟ هل شعرتى يوماً أن الطرف الأخر فى النقاش معك خرج صامتاً لأنه فقط يريدك أن تصمتين وليس لأنه مقتنع بكلامك ؟ إذا سبق وحدث لك شىء مما سبق فإعلمى أنك لاتمتلكين القدرة على أن تكونى مناقشة جيدة ولا تجيدين بعض أصول المناقشة. لأن النقاش فن راق وحساس لا يجيده الجميع وله أصول خاصة إذ لا يجب أن نكثر منه إلا إذا شعرنا بأننا نود توضيح وجهة نظر هامة حول موضوع مفيد، لأن النقاش فى هذه الحالة يزيد ثقافة الإنسان وإطلاعه أما إذا كان حول موضوع تافه أو غير مهم وشعرت أن النقاش حوله لن يضيف جديدًا فالأولى أن تتركيه. وإليك بعض الإرشادات التى تساعدك على أن تكونى مناقشة جيدة عادلة وقوية فى نفس الوقت بحيث تستطيعين إقناع الطرف الأخر بوجهة نظرك دون أن تسببين له جرحاً أو إحراج. وهى للتطبيق فى الحياة اليومية
- دعى الطرف الأخر يتكلم ويعرض قضيته
لا تقاطعين محدثك ودعيه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تتفهمى الموضوع الخاص بة لأنك إذا قاطعتيه أثناء كلامه فإنك تحفزيه نفسياً على عدم الإستماع إليك لأنك الشخصية التى تبقى لديه كلام فى صدره سيركز تفكيره فى كيفية التحدث ولن يستطيع الإنصات لك جيداً ولا فهم ما تقولين وأنت تريدية أن يسمع ويفهم حتى يقتنع كما أن سؤاله عن أشياء ذكرها أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله له أهمية كبيرة لأنه يشعر الطرف الأخر بأنك تستمعين إليه وتهتمين بكلامه ووجهة نظره وهذا يقلل الحافز العدائى لديه ويجعله يشعر بأنك عادله.
- توقفى قليلاً قبل أن تجيبين
عندما يوجه لك سؤالاً تطلعى إليه وتوقفى للحظة قبل الرد لأن ذلك يوضح أنك تفكرين وتهتمين بما قاله ولست متحفزه للهجوم.
لا تصرين على الفوز بنسبة 100%
لا تحاولين أن تبرهنى على صحة موقفك بالكامل وأن الطرف الأخر مخطئ تماماً فى كل ما يقول. إذا أردت الإقناع فأقرى ببعض النقاط التى يوردها حتى ولو كانت بسيطة وبينى له أنك تتفقين معه فيها لأنه سيصبح أكثر ميلاً للإقرار بوجهة نظرك وحاولى دائماً أن تكررين هذه العبارة أنا أتفهم وجهة نظرك، أنا أقدر ما تقول وأشاركك فى شعورك.
- إعرضى قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة
أحياناً عند المعارضة قد تحاولى عرض وجهة نظرك أو نقد وجهة نظر محدثك بشىء من التهويل والإنفعال، وهذا خطأ فادح، فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التى تعرض بهدوء أشد أثرًا فى إقناع الأخرين مما يفعله التهديد والإنفعال فى الكلام. وقد تستطيعين بالكلام المنفعل والصراخ والإندفاع أن تنتصرى فى نقاشك وتفوزين بإستحسان الحاضرين ولكنك لن تستطيعى إقناع الطرف الأخر بوجهة نظرك بهذه الطريقة وسيخرج صامتاً لكنه غير مقتنع أبدًا ولن يعمل برأيك.
- تحدثى من خلال طرف أخر
إذا أردتى إستحضار دليل على وجهة نظرك فلا تذكرين رأيك الخاص ولكن حاولى ذكر رأى أشخاص أخرين، لأن الطرف الأخر سيتضايق وسيشكك فى مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية على العكس مما لو ذكرت له أراء وتجارب بعض الأشخاص المشهورين وغيرهم. وبعض ما ورد فى الكتب والإحصائيات لأنها أدلة أقوى بكثير.
- إسمحى للطرف الأخر بالحفاظ على ماء وجهه
لأن الأشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الأخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجاً لطيفاً من موقفه، إذا أردتى أن يعترف الطرف الأخر لك بوجهة نظرك فإتركى له مجالاً ليهرب من خلاله من موقفه كأن تعطيه سبباً مثلاً لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها أو أى سبب يرمى عنه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسى صحيح و ذلك بسبب وجهة نظره نفسها، فإنها غير مناسبة. أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها فسيدفعه لا إرادياً للتمسك بها أكثر ورفض كلامك دون الإستماع له لأن تنازله فى هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو مالا يريد إظهاره مهما كلف الأمر.
