المحطة الأخيرة: عندما تنتهي رحلة زوجين عند الطلاق

مجتمع رجيم / الحياة الأسرية
كتبت : بحر الجود
-
[type=22985] الأخيرة: o52vdl78d98emlrybrfn

عندما تنتهي رحلة زوجين عند الطلاق

الأخيرة: title_05.jpg
من المؤلم أن تجبر ظروف الحياة أحد الزوجين أو كلاهما على أن يستعجل قرار الابتعاد

والانفصال.. كأن ما بينهما لم يكن إلا ساعات من الزمن مضت سراعا ، ثم توقفت عن الدوران ..

كأن حياتهما لم تكن إلا رحلة سفر قصيرة ، انقضت على متن قطار أو طائرة أو مركب شراع ..

بعدها وصلا لخط النهاية .. ربما ما عادا يملكان أن يجلسا بجانب بعضهما ، ويتكلما بكلمات

لسماعها معنى عندهم ، أو ينظران لبعضهما نظرات صفاء ملؤها المحبة والوداد ،
أو يسكن

روحهما دفء اللقاء ...................

إن كتلا من صقيع المشاعر قد تراكمت على صفحة قلبيهما , فتجمدت عندها كل أحرف الكلمات ،

وأطبقت الشفاه على صمت طويل !!!!!!!!!!!!

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

وفي لحظات من الألم والوجع يشتد أنين الصمت ، ويصير ألمه أقوى ، يٌخرس ألسنة الحوار ،

ويُضعف ترجمة اللغات ، ويسقط ستار أحرف الهجاء ، فلا يظل يُسمََع إلا صوت حديث النفس ،

تسبح بمفردها في عالم بلا لقاء ، ولا تأثير ولا انفعال .

حينها يسكت ذاك الصوت المنطلق ، ويهزم جرأة الحق في مصارحة كلاهما الآخر بعيوبه ، ورفع

صوته عاليا مخاطبا له بقوله : إنك مخطئ ، أو الرد على سيل اتهاماته ومعاتباته ، لأنه فقد أسلوب

الحوار الحكيم والراقي ، الذي تنحني له الآذان الواعية تقديرا واحتراما ، وتنصت له باختيار حر.

ولأن الكبر والأنا الصارخة المتعالية في النفس هزمت صوت الاعتراف , فصار كلاهما يتجاهل ألم

الآخر وإساءته له ، ولا يراعي مشاعره ، وما يحبه وما يكرهه ، وما يسعده وما يشقيه .

حينها لا يجدي إلا أن يُبقي كلاهما على ألمه بداخله ، ويتحمل وطأة الآهات والبكاء بمفرده ،

ويصبر على عطش نفسه اللهفى لارتشاف قطرات ندى ، تروي ظمأ سنين المعاناة .

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

إنه شعور بالمرارة يخالجهما ، وبالعجز يعتريهما ، وببرود الأحاسيس بينهما وبرغبة متمردة ثائرة

تنشد الابتعاد ، وهدنة من المخاوف المترددة ، وحلا لتساؤلات متكررة :

* فعندما يشعران بأن كل شيء قد تجمد فيهما ماذا يفعلان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

* وحين يختفي كل واحد من حياة الآخر، مع أن وجوده معه محصور في نفس المكان ونفس

الزمان فماذا يفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

* وعندما يقتل كلاهما الآخر بتصرفاته السلبية ، ويجبره على أن بعيش معه كل يوم قلقا ،

يموج خوفا وألما .. ماذا يفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

* وعندما يعرف كلاهما معالم الآخر ورغباته واهتماماته ، ومراكز القوة والضعف في

شخصيته وحقيقته كلها ، ثم يستغلها سلاحا يضعه على رقبته ، ليهزمه به ، ويجبره على أن

يكون خاضعا لنزواته ، عبدا لها ماذا عليه أن يفعل ؟؟؟؟؟؟؟

*عندما يوصل كلاهما الآخر لخط النهاية ، ويتركه ينهار وينهار ويتحطم ، ثم يعاتبه على

أنه لم يتغير ماذا يفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

هنا يصير من الضروري أن تنتهي الرحلة ، وينزل أحدهما ويخلف الآخر عند المحطة ،

ويودعه الوداع الأخير ، ثم يمضي بلا عودة ، حتى بدون أن يحمل معه حقائب ولا أوراق

ولا كتب ولا جوازات سفر ، ولا أي شيء آخر يحفظ حنينا لذكرى ، أو طيف مضى..

لأن قلب كل واحد صار أضعف من أن يتحمل مزيدا من الألم ، أو مزيدا من العذاب مع الآخر ,

ولأنه لم يتبق لهما إلا أن يعيشا حياة منفصلة عن حياة الآخر، وكأن شيئا لم يكن يوما بينهما .

ما أقساها فصول الحياة التي تتحول كلها إلى خريف ، أوراقه الخضراء ذبلى ، تدوسها

الأقدام ، وأشجارها جفت أغصانها وتعرت عن وشاحها ، وصارت في حداد , ومجاري مياه

نضب معينها ، وطيور هجرت الأوكار !!!!!!!!!!!

حينها تثور في النفس ثورة العذاب ، وتئن في الأوصال أحزان وأشجان ، وتسكب العيون

أدمعا ، تنحدر في شلال ...................

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

كم كانت فرحتهما كبيرة ، وابتسامتهما جميلة تعلو المحيا ، تورد الحياة بلون الياسمين الأبيض

كلون ثوب الزفاف ، يعطر الأرجاء ، ويشجي بعبقه الأنفاس..............

كم كانت الزغاريد والتهاني تتعالى ، ترددها أصوات ما أروعها ، هي أصوات الأحبة والأهل

والأصحاب .. تتمايل لها القلوب نشوى ، وتطرب لحلاوتها الآذان ...........

حتى أن أعمدة البيت وأسقفه كانت تهزه هزات طرب ، وتراقصه الفرحة العارمة رقصات ..

حتى حبات الطعام كانت فرحى ، وقد زينت الموائد بالأطباق ، وأغرت بطيب رائحتها ، فتسارعت

الأيادي لتناولها بلهفة واشتياق .............

كم كانت وليمة العرس بهيجة ، وكل شيء مجهزا لاستقبال العروسين في حلة بيضاء ، ناصعة

بالحب والود والترحاب ، صارخة بجمال له سحر أخاذ ، يزيدها بهاء رونق الإحساس ..

وشوق معانقة حياة جديدة مشرقة بالأمل والسعادة ، وإقامة أسرة يشيع بين أفرادها الوئام ،

ويسكن جدرانها لبنات ، أرستها أيادي أقسمت على الصدق في العطاء ، والإخلاص في حب

يسكن في الأعماق ..............

*فكيف أجهضا بعد كل هذا فرحتهما بالطلاق ؟

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

قد تأخذ دوامة الحياة كلا من الزوجين وترسله إلى منفاه ، حيث يعشش الخوف بداخلهما ،

ويسكن القلق بين حناياهما ، ويصير وجودهما معا ليس له معنى ، وتتراكم الأسباب ،

وتتضاعف الآلام والأحزان ، قد تكون مشاكلهما تافهة وقد تكون ذات قيمة ، لكنها كافية لدى

أي واحد منهما ليمتنع عن الصفح والغفران ، ويكره الاستمرار..

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

كثيرا ما يشغلني ويحيرني - وأنا أتابع حالات الطلاق التي في ازدياد مهول-

*كيف ينتهي الحب فجأة بين زوجين ويحتل الكره مكانه في قلبيهما ؟

*كيف يفرق الكره بينهما بعد أن جمع الحب بينهما سنوات ؟

*كيف قررا في لحظة من الزمن قرارا بالانفصال بعد أن كانا يتلهفان على الإسراع بالارتباط ؟

*ما الذي دعاهما بعد كل الحب والود والأحاسيس الجميلة التي جمعتهما أن يفكرا بأن حياتهما

معا صارت مستحيلة ، وبأن وجودهما معا يحمل كل معاني الشقاء ؟

*كيف يملك كلاهما أن ينسى لحظات الفرح والسرور والشوق والحنين والذكريات الجميلة ،

التي نُقشت في الذاكرة ، وتربعت في القلوب ، وسكنت بين الضلوع ؟

*كيف استطاعا أن يهدما كل الحيطان ، ويكسرا الأبواب ، ويقفزا خلف الأسوار ويبحثا عن الحرية

*كيف تحول بيت الزوجية بالنسبة لهما فجأة إلى معتقل ، وهما السجينان خلف القضبان ،

يتطلعان للهروب ، وفك قيد الاستعمار ؟

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

لا أملك أنا ولا غيري أن يجيب على ألف سؤال وسؤال ، يتردد على النفس حول أسباب الطلاق ،

لأني أرى أن الزوجين هما وحدهما من يعيشا أقدارهما معا ، ونصيبهما من المعاناة ، وهما

معا بمفردهما يملكان القدرة على إيجاد حل ناجع لمشاكلهما ، وإيقاف نزيف المعاناة ،

و جبر كسرهما ، وتضميد جراح الآلام..............

لا يمكن لأحد غيرهما أن يشعر بقسوة حياة مشحونة بهذي المعاناة ، أو يدرك حجم غصص

الألم ، أو وجع الجراح .................

وحدهما يعرفان أسرار حياتهما ، ويعلمان بمواطن الضعف والقوة في علاقتهما ، والأسباب

التي أدت بهما إلى طلب الطلاق .............

وحدهما فقط من يمسكان بخيوط الحقيقة ، وما يدركه غيرهما لا يتعدى استنتاجات وتخمينات

قد تكون مصيبة وقد تكون مخطئة .....................

إن على الزوجين أن يدركا بأنفسهما وبمفردهما هذه الأسباب ، التي قد تتشابه وقد

تختلف مع أسباب غيرهما من الأزواج ، فلكل حياة حالة ، ولكلِّ قصة ورواية ، لها بداية

ونهاية ، وعقدة وحل ...................

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

إنه مسلسل من الأحداث ، تتآلف فيها المشاعر وتتنافر ، وتتخاصم فيها النفوس وتتصالح ،

وتهدأ حينا وتثور أحيانا أخرى ، فهي بين تقلبات عواصف ورياح شتى ، تارة تهب دفئا

ربيعيا ، وتارة تعصف رعدا شتويا ، وتارة تأخذ لونا خريفيا ، وحينا آخر تُولّْد حرا صيفيا ..

إن لكلٍّ حياة منفصلة عن حياة الآخر من حيث بناء الأساس ، ونشأة الحب ، وبداية الارتباط

إلى حين انهيار البناء ، وتوقف نبض الحب ، وختما بمرحلة الانفصال والابتعاد.. كما لكل

جنين مراحل نمو بداخل رحم أمه ، يأخذ خلالها معالم شكله كاملة قبل أن يخرج للحياة ..

حين يلج كل زوج أو زوجة بيت الزوجية ، لا يترك خلفه أبوابا ولا نوافذ مشرعة ، وخلف

أسواره تبدأ حياة جديدة بحلوها ومرها ، يتجردان فيها من كل المظاهر الاجتماعية ، فيضعان

عنهما الأقنعة ، ويزيحان ألوان الزينة ، ويخلعان أثواب الشهرة ، ويظهرا على طبيعتهما

وفطرتهما وسجيتهما ..، ويعبران عن مكنونات نفسهما ومزاجهما ، وحركة جوارحهما

وراحة جسدهما ورغباته بحرية .. حينها تنكشف لديهما أسرار الحقيقة وكنهها بعيدا عن

استعباد أنظار متطفلة ..

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

إنني أرى أن الحل الحقيقي لأسباب الطلاق لا يمكن أن أقدمه أنا ولا غيري ، ولكن من وجهة

نظري أن الزوجين أكفأ وأقدر بحل مشاكلهما من غيرهما ، لأنهما وحدهما أصحاب

المعاناة ، وأصحاب القرار ، ولا أحد يملك أن ينوب عنهما في تقييم حياتهما معا ، ومعرفة

قدرتهما على التحمل والاستمرار..

الأخيرة: jlphmbgktnskyyfsggqf

منقول من المسلم


[/type]


كتبت : كركورة
-
تسلمى يا قمر

موضوع جميل
كتبت : OMBAKR
-
مشكوره حبيبتي موضوع رائع
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : بحر الجود
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة كركورة:
تسلمى يا قمر

موضوع جميل
كتبت : بحر الجود
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة OMBAKR:
مشكوره حبيبتي موضوع رائع
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
كتبت : sara ahmed
-
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الصفحات 1 2 

التالي

نصائح ذهبية .. لنجاح زوجك في عمله

السابق

لماذا يثرثر الرجل مع طوب الارض إلا زوجته؟!

كلمات ذات علاقة
الأخيرة , المحطة , الطلاق , تنتهي , رحمة , زوجين , عند , عندما