السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي وحبيباتي سنضع هنا باذن الله الدرس الرابع والاخير من منهجنا في هذا المستوى
·اسم الله : الرحمن الرحيم معناه:الذي وسعت رحمته كل شيء
إن الله تعالى كتب في أم الكتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض إنني أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته.
معنى الرحمة: الرقة والعطف
الله تعالي ذكر اسم الرحمن في القرآن:57مرة
و ذكراسم الرحيم في القرآن:114مرة أي بعدد سور القرآن
* ما الفرق بين الرحمن والرحيم ؟
الرحمن:ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع الخلائق فى الدنيا وللمؤمنين فى الآخرة فهو يرحم المؤمن و الكافر و يختص المؤمن برحمه خاصة لكن هنا الرحمة العامة . يوجد رحمة عامه و هي مقتضي أسم الله الرحمن و لذلك لا يتنزل بغضبه و عقابه علي الكفار ولو رفعت صفه الرحمة لتعرضوا للعقاب لكنه يرحمهم و رحمه الله لهم بمقابل...أولا:أعمال الخير الذي يقوم بها يترحم برحمته بالخلق فيرزق في الدنيا و ينعم و مثل ذلك من متاع الدنيا الزائل و يكون له السلطان و الجاه و هذه بالرحمة العامة التي تشمل المسلم و الكافر..إنما في الآخرة تسلب الرحمة عن الكفار لأنه لو رحمهم لأدخلهم الجنة و لكن تختص هذه الرحمة للمؤمنين في الآخرة ... والرحمن صفة للذات
الرحيم:ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة. وهذه رحمه خاصة للمؤمنين فقط... و الرحيم صفة للفعل
و لكن أشكل علي هذا وقال الله تعالي في سوره البقرة (إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ۬ رَّحِيمٌ۬ ( 143)).. فهنا ذكر الناس أي المؤمن و الكافر!! و هنا يقول ابن القيم:
يقول أبن القيم رحمه الله تعالى في كتاب بدائع الفوائد:
أن الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه , والرحيم دال على تعلقها بمن كانت فيه بالرحيم
فكان الأول للوصف والثاني للفعل .
فالأول دال على أن الرحمة صفته..
الفرق بين صفة الذات و صفة الفعل..فيد الله صفة ذات و صفه الفعل ينزل ,يضحك تتعلق بمن كانت فيه ..و صفة الذات صفة مستقرة ...و صفة الفعل فان الله ينزل في الثلث الأخير و لا ينزل في أوقات أخري, الله يضحك أحيانا..صفة الذات صفة مستمرة و صفة الفعل لا تقتضي الاستمرار و هي تتعلق بالمشيئة إن شاء ضحك و إن شاء لم يضحك..
فأسم الله الرحمن و هي صفه ذات لا تتخلف فهو في كل أفعاله يرحم..
قالوا فكيف في صفه العذاب (إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ(12) )البروج.. قالوا في هذه ألأيه رحمه لأنه لو شاء لضاعف لهم العذاب فرحمهم و جعلوا هكذا فقط...
فهو في كل صفاته و أفعاله رحيما له الرحمة .
إنما الرحيم صفه فعل أي لو شاء رحم و لو شاء لم يرحم, فما هي هذه الرحمة؟؟؟ هي رحمه خاصة..
يوجد نوعان من الرحمة ..
1: رحمه عامه ..2: رحمه خاصة..
يقول ابن القيم: و إذا أردت فهم هذا فتأمل:
(وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43)) الأحزاب ولم يقل رحمانا وقال(إِنَّهُ بِهِمْ رءوف رَّحِيمٌ(117)التوبة
لأنها كشأن صفات الأفعال متعلقة بشخص . ولم يأتى قط رحمن بهم فعلم أن الرحمن أي الموصوف بالرحمة والرحيم أي الراحم برحمته من يشاء وهذه نقطة لا تكاد تجدها فى أي كتاب وأن تنفست عندها مرآة قلبك لم ينجلي لك صورتها".
ومن الإلحاد في أسمائه أن يُلحد بدون ان يشعر حيث يعترض على أمر ما مثل مثلاً شعب فلسطين أو العراق فيقول لم َلا يرحمهم الله.فإذا اطلعت علي بواطن الأمور لعلمت إن الله يرحمهم لا شك و لكن المعايير بالنسبة لنا مختلفة ... فمن ابتلي بمثل هذه الأمور إذا كان هذا في مقابل أن يمن الله عليه بالجنة و أنهم لا يتمادوا في العصيان أو أنهم لا يفتنوا أليست هذه رحمه... قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانتقُرضت في الدنيا بالمقاريض ) صحيح الجامع
و لكنه هو الذي لا يعلم أن الله راحم له و لكن هو لا يعلم مقياس رحمته فهو بهم أعلم .
و لا تنسي أن رحمة الله وسعت كل شئ
***أهل البلاء أكثر إحساسا برحمات الله..لأن رحمة الله صابغة عليهم
..فى حديثه القدسى الذى رواه عنه سيد البرية صلى الله عليه وسلّم حين قال عن رب العزه :( يا بن ادم مرضت و لم تعودنى ..قال : يارب كيف اعودك و انت رب العالمين ؟ قال تعالى : اما علمت ان عبدى فلانا مرض ولم تعوده .. اما علمت انك لو عدته لوجدتنى عنده ) رواه مسلم..
و في الأثر قال الله لداود الحديث القدسي: ((أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي))..
فالله سبحانه و تعالي يشملهم بمعيته الخاصة .. الشاهد:إن هذا النوع يتسرب للنفس أنك لا تثبت صفه الرحمة لله سبحانه و تعالي بالأخص لأهل البلاء..
فبرحمته أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلّم و أنزل علينا كتابه و علمنا من الجهالة وبرحمته علمنا أسمائه و صفاته أنشأ هذا الكون و سخره لنا .
إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة فبها تعطف الوالدة علي ولدها فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ولو يعلم المؤمن بالذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار .
و أبتدأ الله تعالي سورة الرحمن بإسمه الرحمن فقال
( الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ القُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ البَيَانَ (4) الشَّمْسُوَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)وَالنَّجْمُوَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَاوَوَضَعَ المِيزَانَ (7))الرحمن..كيف جعل الرحمة ناشئة من العلم لولا رحمته ما كان هذا
ثم أختتم هذه السورة بقوله ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِوَالإِكْرَامِ(78) ) الرحمن فالاسم الذي تبارك هو الإسم الذي إفتتح به السورة و أن مجيء البركة كلها منه فكل ما ذكر فيه أسم الله ففيه البركة و كل شئ خلا منه اسم الله نزعت منه الرحمة.و قال تعالي في سورة غافر ( رَبَّنَاوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةًوَعِلْماً(7))و قال في سورة الأعراف (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ(156))
فرحمة الله عامه و واسعة فهي للمؤمنين في الدارين فقال تعالي ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَوَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)) الأعراف
فقال ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَتَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (53))الزمر
و قال صلى الله عليه وسلّم ( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد.)رواه أبو هريرة ..صحيح
و سمي الله وحيه إلي أنبيائه رحمة
فقال على مخبراً عن نبيه نوح (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ(28))هود
و قال على لسان نبيه صالح ( وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً (63))هود
و قال على نبيناصلى الله عليه وسلّم ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍوَهُدًىوَرَحْمَةًوَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89))النحل
و يختار الله لوحيه رجال مختصين بذلك( وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُوَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ(105))البقرة
الواجب:-
1-ما الفرق بين الرحمن والرحيم؟
2-ماهي انواع الرحمة؟؟؟