تجنبوا الحلويات للوقاية من السكرى
مجتمع رجيم / تغذية الاطفال
كتبت :
سحر هنو
-
جميل الباشا
تنصح أختصاصية التغذية د. أسماء محمد صالح مرضى السكري بتناول علاجهم بانتظام خلال شهر رمضان، وتقليل الجرعة قبل السحور، بعد استشارة الطبيب، مؤكدة على ضرورة تناول السوائل بكثرة واستعمال الزيوت النباتية بدلاً من الدهون الحيوانية.
كيف نعرّف داء السكري؟
مرض مزمن ينتج عن اضطراب في وظائف الغدد الصماء واختلال في تمثيل الغلوكوز الغذائي وغيره من عناصر الطاقة، ما يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
لماذا ترتفع نسبة السكر في الدم؟
جسم الإنسان كالآلة التي لا تعمل إلا بوجود الوقود لإنتاج الطاقة اللازمة، والطعام مصدر وقود الإنسان، وعندما نتناوله يهضمه الجسم في الأمعاء ليتشكّل في النهاية سكر العنب (الغلوكوز) الذي تمتصه خلايا جدار الأمعاء المبطنة الدقيقة، ومنها يتسرب إلى مجرى الدم.
يساعد هرمون الأنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس في دخول السكر من الدم إلى الخلايا للاستفادة منه، وإذا حصل خلل ما في هذه الغدة ينخفض معدل الأنسولين، بالتالي يفقد الجسم قدرته على استهلاك السكر ثم ترتفع نسبة الأخير في الدم ويتسرب في البول.
في هذه المرحلة يعاني المريض كثرة التبول والعطش وانخفاض الوزن وضعف عام، إضافة إلى عدد آخر من المضاعفات
. وإذا استمرت الحالة من دون علاج قد تتطور إلى غيبوبة عميقة.
في حالات أخرى تفقد الخلايا المساعدة على تفعيل الأنسولين قدرتها الوظيفية، ما يؤدي الى ارتفاع نسبه السكر في الدم على رغم توافر الأنسولين، الذي يصبح غير فاعل.
كيف يتجنب مريض السكري هذا الارتفاع؟
عبر خطوات عدّة لا بدّ منها، أبرزها:
- عدم تناول أطباق حلويات رمضان مثل شراب الفاكهة، العسل، المربيات، الحلوى، البسكويت، لأنها تسبب ارتفاعاً شديداً في مستوى سكر الدم.
- اتباع حمية غذائية ينصح بها الطبيب المعالج.
- التقيد بكميات الطعام التي ينصح بها الطبيب، وبعدد الوجبات خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور.
هل من نصائح أخرى؟
أنصح بالالتزام بالأمور التالية:
- تناول العلاج بانتظام.
- لتجنب انخفاض مستوى السكر أثناء الصيام يمكن تقليل جرعة العلاج قبل السحور بعد استشارة الطبيب.
- تناول السوائل بكثرة.
- تأخير موعد السحور.
- الالتزام بجدول طعام تحدده اختصاصية التغذية.
- التخفيف من تناول الأطعمة المقلية كالسمبوسة والمطبق لارتفاع نسبة السعرات الحرارية فيها.
- اتباع حمية غذائية تحتوي على 50 إلى 55 % من الكربوهيدرات، و30 إلى 35 % من الدهون و10 إلى 15 % من البروتينات.
- ضرورة استعمال المريض جداول مبادلات الأغذية لاختيار مكونات أطباق طعامه المفضلة خلال رمضان.
- عدم الإفراط في إضافة الملح إلى الطعام وعدم تناول الأغذية المملحة لارتفاع فرص إصابة مريض السكري بأمراض القلب والدورة الدموية والضغط.
- تناول السلطة والحساء وأطعمة غنية بالألياف.
- التحليل المستمر لمتابعة نسبة السكر في الدم وتنظيمها.
هل يحتاج مرضى السكري إلى الرياضة، خصوصاً في رمضان؟
أنصح بتجنّب الرياضة خلال النهار كي لا يتعرّض المريض لانخفاض السكر المفاجئ، لكن يمكنه ممارسة تمرينه المعتاد بعد الأفطار.
هل ثمة خطوات خاصة بفصل الصيف؟
على المريض الإكثار من السوائل في الصيف لتعويض الكمية المفقودة منها، ولا بد من متابعة مستوى السكر في الدم بانتظام.
ماذا عن آثار التدخين؟
يؤدي التدخين إلى الإصابة بسرطان الرئة وأمراض شرايين القلب، وتزداد نسبة هذه الأمراض بصورة واضحة بين صفوف المدخنين المصابين بداء السكري. يُخفض التدخين غالباً قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والأملاح من الطعام، ويقلل حساسية الخلايا تجاه الأنسولين فيبطل مفعول الأخير وتزيد نسبه السكر في الدم.
هل تختلف أسباب الإصابة بهذا الداء بين الأطفال والكبار؟
نعم, يُصاب الأطفال غالبا بالسكري بعد حدوث نقص في مورد الأنسولين الناتج عن تدمير الخلايا المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون، وهذا النوع يحتاج الى علاج تعويضي بالأنسولين. أما بالنسبة إلى الكبار فغدة البنكرياس تكون غالباً قادرة على إفراز الأنسولين، مع نقص في درجة حساسية الخلايا تجاهه ما يبطل مفعوله. للأسف الشديد، يعاني أطفال كثر اليوم من هذا النوع بسبب ارتفاع نسبه استهلاك الدهون والوجبات السريعة مع قلة ممارسة الرياضة.
هل السكري داء معد؟
لا، على عكس ما يعتقد البعض.
هل سببه تناول كميات كبيرة من السكريات والنشويات؟
لا. يعتقد البعض أن السكر في الطعام يسبب السكري، لكن الدراسات الحديثة أثبتت عدم صحة هذا الاعتقاد، لكن يمكننا اعتبار الإفراط في تناول السكر عاملاً مساعداً إذا ترافق مع زيادة الوزن أو السمنة المفرطة.
هل تساهم الانفعالات النفسية كالقلق والخوف وغيرها في الإصابة به؟
لا. يزعم كثر من المصابين أن مرضهم ظهر عقب تعرضهم لأزمة نفسية. الحقيقة أن الإصابة كانت كامنة عندهم قبل تعرضهم لأزمة نفسية، لكن الأخيرة تزيد من تفاقم الأعراض.
ماذا عن الوراثة؟
أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية أن الوراثة تؤدي دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بالسكري، ويرتفع الاحتمال في حالة إصابة الأهل. لكن على رغم ذلك لا تعتبر الوراثة العامل الوحيد، فعند الإصابة ببعض أمراض الفيروسات أو التعرّض إلى عوامل بيئية معينة وفي حالة وجود عامل وراثي ينتج التهاب في غدة البنكرياس، ما يؤدي الى تليف في غدد اللانجرهانز ونقص في مادة الأنسولين. وأشارت الأبحاث إلى أن الأطفال الذين رضعوا من حليب الأم يتعرّضون بنسبة أقل إلى الإصابة بالسكري مقارنة بالذين تناولوا حليب بقر.
كيف يتقي الأطفال الإصابة بهذا الداء؟
لا تتوافر طريقة معينة، لكن الوقاية من السمنة في فترة الطفولة تقلل من نسبة الإصابة بالسكري {النوع الثاني، غير المعتمد على الأنسولين} في سنوات ما بعد البلوغ.
هل يمكن لمريض السكري أن ينمو طبيعياً ويدخل مرحلة البلوغ كبقية الأطفال؟
نعم، خصوصاً إذا كان يتابع علاجه بصورة منتظمة، أما إذا أهمله فسيتأخر ظهور علامات البلوغ.
هل تزداد حاجتنا إلى الأنسولين خلال
المراهقة؟
نعم. تزداد حاجة الجسم إلى الأنسولين خلال سنوات المراهقة بسبب تغير الهرمونات وازدياد سرعة النمو وزيادة الحاجة إلى الطاقة الغذائية عموماً. إذا لم يحظ الجسم بالكمية المناسبة منه في هذه الفتره ترتفع نسبة السكر في الدم مع تغير الهرمونات والنمو، ويجب أن أنوه أنه لا يمكن استبدال الأنسولين بالحبوب في هذا السن كما يعتقد البعض.
هل الدورة الشهرية طبيعية ومنتظمة لدى الفتيات المصـابات بداء السكري؟
نعم، لكن قد تتأخر في حال عدم الانتظام في العلاج، إضافه إلى أنه أحياناً يمكننا أن نلاحظ ارتفاع في نسبة السكر قبل بدء الدورة مباشرة نتيجة تغيرات هرمونية مصاحبة للدورة، لذا يجب الانتباه إلى هذا الأمر.
هل يمكن لمرضى السكري الزواج وممارسة حياة زوجية طبيعية؟
نعم، لكن عليهم متابعة حالتهم والسيطرة عليها عبر تنظيم نسبة السكر في الجسم لتجنب الأمراض الثانوية المصاحبة لداء السكري كأمراض العينين والكلى والجهاز التناسلي...
هل يمكن لمريضة السكري أن تحمل وتنجب أطفال طبيعيين؟
نعم، لكن أنصحها باستشارة اختصاصية تغذية. لتنظيم نسبة السكر في الدم قبل الحمل وخلاله أهمية كبرى لأن ارتفاع نسبة السكر في الدم أو انخفاضه عن الحد الأدنى قد يؤثران على الجنين.
كيف أعرف أن طفلي مريض بالسكري؟
إذا لاحظت الأعراض التالية لدى طفلك استشيري الطبيب فوراً:
- كثرة التبول.
- العطش الشديد وشرب المياه بكميات كبيرة.
- الشعور بالتعب وقلة الحركة.
- فقدان الوزن.
في حالة عدم الاكتشاف السريع وعدم العلاج يصاب الطفل بأعراض ارتفاع السكر 'والأستون' في الدم وينتج عن ذلك:
- فقدان الشهية.
- آلام في البطن.
- قيء.
- قلق وصياح.
- ضيق وسرعة في التنفس وخروج رائحة الأستون من الفم التي تسبه رائحة التفاح.
منقول
جريدة الجريدة
