فقـه البيئـة فى الإســلام ..الدكتــور / إبراهيــم على حسن النحــاس
مجتمع رجيم / منتدى البيئة والعلوم الزراعية
وفى ضوء تقريرهذا المبدأ فقد أوضح لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اشتراك الناس فى الانتفاع بالماء،
فقال صلى الله عليه وسلم:
"الناس شركاء فى ثلاث الماء والكلأ والنار".
كما نهى النبى- صلى الله عليه وسلم- عن التبول فى الماء الجارى أو الراكد، وذلك بهدف حمايته من التلوث والمحافظة على نقائه فقال صلى الله عليه وسلم
"لا يبولن أحدكم فى الماء الراكد ثم يغتسل فيه".
2- المحافظة على الأرض اليابسة:
سواء كانت أرضا زراعية أو غير زراعية فلا يجب تدنيسها بالمخلفات أو الشوائب الضارة. وقد جاء فى الحديث الشريف:
"جعلت لى الأرض مسجدا وطهورا ".
كما اعتبر التبرز فى غير مكانه سببا للعن صاحبه،
فقد جاء فى الحديث الشريف:
"اتقوا الملاعن الثلاث: البراز فى الموارد، وفى قارعة الطريق، وفى الظل".
وفى حديث آخر:
"فإن ذلك يستوجب لعنة الله وملائكته والناس أجمعين".
وجعل الإسلام إزالة المخلفات عن الطريق مبدأ يثاب عليه الإنسان، فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-:
"إماطة الأذى عن الطريق صدقة".
3- المحافظة على الهواء:
وأول ملوثات البيئة الهوائية تقليديا الحرائق وما ينتج عنها
من دخان يحدث أضرارا بيئية وصحية على الإنسان.
وقد أوضح لنا المولى سبحانه وتعالى آثار الدخان مصورا له بالعذاب الأليم، وما ذلك إلا لآثاره الضارة على الإنسان والحيوان والنبات.
وهو ما قد يكون سببا لانتهاء الحياة.
قال الله تعالى:
(فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين *يغشى الناس هذا عذاب أليم ) (سورة الدخان 10- 11 )
ويرتبط بذلك التطيب لعدم إيذاء الآخرين بروائح الفم والعرق، فعن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
أنه قال:
(من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف العمل طيب الريح).
4- المحافظة على السكينة:
من حق كل فرد أن يعيش فى مجتمع هادئ - بعيد عن الضوضاء- فقد أثبتت البحوث العلمية أن الضوضاء ذات تأثير ضار على صحة الإنسان، وعلى إنتاجه خاصة الفكرى.
ولذلك اعتبرت السكينة العامة أحد عناصر النظام العام فى الدول المتقدمة.
والمثال فى ذلك الدولة الفرنسية التى تدخلت بقضائها الإدارى لحماية السكينة العامة كأحد أهداف النظام العام، والذى يستهدف كفالة الأمن العام والمحافظة على الصحة العامة، وحماية السكينة العامة.