ذكرى سوهارتو .. ديكتاتور إندونيسيا العنيد
مجتمع رجيم / تاريخ الامم والاحداث التاريخية
جاء عام 1998 حاملاً معه أزمة اقتصادية شديدة عانت منها المنطقة إلا أن إندونيسيا كانت الأكثر تضرراً منها فتسببت بإغلاق العديد من الشركات وأعلنت إفلاسها، وانهارت الروبية الاندونيسية، وارتفعت نسبة التضخم، وانتشرت البطالة والفقر بين المواطنين، واشتدت المعارضة تجاه سوهارتو ونزل العديد من المواطنين والطلبة إلى الشوارع مطالبين باستقالته.
وتزامن هذا مع توجيه العديد من تهم الفساد لسوهارتو وعائلته، وقال منتقدوه انه جمع مع عائلته مليارات الدولارات من رشى أو صفقات مستغلين النفوذ السياسي، وهو الأمر الذي نفاه سوهارتو، إلا أنه بناء على الاحتجاجات الشعبية عام 1998 وأعمال الشغب والاضطرابات التي اجتاحت العاصمة الاندونيسية جاكرتا، ابعد عن الحكم ليتولى الحكم من بعده يوسف حبيبي، ثم عبد الرحمن وحيد ثم ميجاواتي سوكارنو ثم سوسيللو بامبانج يودويونو.
عاش سوهارتو حياته بعد الحكم مختفياً عن الأنظار تلاحقه تهم الفساد والقتل حيث قتل في عهده ألاف الأشخاص في دولة الغالبية العظمى بها من المسلمين، كما وجهت تهم مماثلة لأبنائه وحكم على أحدهم بالسجن 15 عاماً، كما قالت جماعات حقوق الإنسان والأمم المتحدة أنه تسبب في مقتل ما يقرب من مليون شخص من المعارضين، وقيمته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كواحد من كبار مرتكبي عمليات القتل الجماعي في القرن العشرين.
وصنفته إحدى الجماعات العاملة في مكافحة الفساد على راس قائمة الساسة الفاسدين في العالم، هذه القائمة التي تستخدمها جماعة الشفافية الدولية في تقريرها عن الفساد في العالم لإظهار إلى أي مدى يتسبب الفساد السياسي والرشى في أضرار للتنمية.
وقد أعلن البنك الدولي ومنظمات شفافية عالمية أنه كان أكبر مختلس في التاريخ، ووضع عام 2000 في بيته تحت الإقامة الجبرية بعد أن بدأت السلطات التحقيق في ثروته واتهامه باختلاس 571 مليون دولار لتمويل مشاريع يديرها أفراد أسرته، وعلى الرغم من محاولات الحكومات المتعاقبة لمحاكمته بتهم الفساد، إلا أن المحكمة لم تتمكن من محاكمته نظراً لحالته المرضية السيئة والتي حالت دون محاكمته.
وقال سوهارتو في احد أحاديثه الصحفية النادرة في عام 1998 " الحقيقة إنني لا أملك مدخرات في الخارج ولو سنت واحد، ليست لدي حسابات في بنوك أجنبية وليست لدي ودائع في الخارج ولا حتى أسهم في شركات أجنبية فما بالك بمليارات الدولارات."
وقد أصدرت إحدى المحاكم حكماً ضد مجلة التايم الأمريكية يقضي بدفع أكثر من مائة مليون دولار كتعويض لسوهارتو في قضية قذف وذلك بسبب غلافها الصادر عام 1999 حيث ذكرت أن ثروته هو وأسرته بلغت 15 مليار دولار، إلا أن المحكمة العليا في اندونيسيا رفضت التعويض.
توفى سوهارتو في 27 يناير 2008 بالعاصمة جاكرتا عن عمر يناهز 86 عام، وكان قد ادخل إلى المستشفى في جاكرتا في الرابع من يناير من نفس العام بعد تدهور حالته الصحية.