ام الشهيد
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
*دعاء الكروان*
-
أم ّالشهيد
هذه قصة إمرأة دفعت بإبنها الى ساحات الجهاد في سبيل الله , بعد أن أحسنت تربيته وتعليمه .
قال أبو قدامة الشامي < أحد قواد الجيش في العصور الإسلامية الأولى > :
كنتُ أميراً على الجيش مع بعض الغزوات , فدخلت بعض البلدان , فدعوت الناس الى الغزو , ورغّبتهم في الثواب , وذكرت فضل الشهادة وما لأهلها .
ثم تفرق الناس , وركبت فرسي , وسرت الى منزلي , فإذا أنا بإمرأة من أحسن الناس تنادي :
يا أبا قدامة ..
فقلت : هذه مكيدة من الشيطان .., فمضيت ولم أجب ... !!
فقالت : ما هكذا كان الصالحون !!
فوقفت , فجاءت ودغعت إليّ رقعة وخرقة مشدودة , وإنصرفت باكية ..!!
فنظرت الى الرقعة , فإذا فيها مكتوب :
<< إنّك دَعوتنا الى الجهاد , ورغّبتنا في الثواب , ولا قدرة لي على ذلك , فقطعت أحسن ما فيّ , وهي ضفيرتاي , وأنفذتهما إليك , لتجعلهما قيد فرسك , لعلّ الله يرى شعري , قيد فرسك في سبيله , فيغفر لي ..!!؟؟
فلما كان صبيحة القتال , إذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل , فتقدمت إليه وقلت :
يا فتى .. أنت غلام غرِّ راجل , ولا آمن أن تجول الخيل فتطأك بأرجلها , فإرجع عن موضعك هذا ..
فقال : أتأمرني بالرجوع , وقد قال تعالى :
(( يا أيُها الَذينَ آمَنوا , إِذا لَقيتُم الذين كَفَروا زَحفاً فلا تُولوهم الأَدبار * وَمَن يولّهم يَومَئِذٍِ دُبُرَهُ إلاّ مُتَحرّفاً لِقِتال أو مُتَحَيِّزاً الى فِئَةَ , فَقد باءَ بِغَضَبٍِ مِنَ اَللهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمَ وَبِئسَ اَلمَصير * ))
فحملته على هجين كان معي , فقال :
يا أبا ُقدامة : أقرضني ثلاثة أسهم ..
فقلت :
أهذا وقت قرض ..؟
فما زال يُلّح علّي , حتى قُلت :
بشرط .. , إن منَّ الله عليك بالشهادة , أكون بشفاعتك ..!!
قال : نعم
فأعطيته ثلاثة أسهم , فوضع سهماً في قوسه , وقال :
السلام عليك يا أبا قدامة ..
ورمى به فقتل روميّاً ..
ثم رمى بالآخر وقال :
السلام عليك يا أبا قُدامة .. فقتل روميّاً ..
ثم رمى بالآخر وقال :
السلام عليك سلام مودع ..
فجاءه سهم , فوقع بين عينيه , فوضع رأسه على سرجه , فتقدمت إليه وقلت :
لا تنسنا ...
فقال : نعم , ولكن لي إليك حاجة , إذا دخلت المدينة , فإتِ والدتي , وسلّم خُرجي إليها , فهي التي أعطتك شعرها , ليكون لجاماً لفرسك , وسلّم عليها , فإنها العام الأول أصيبت بوالدي , وفي هذا العام بي , ... ثم مات !!!
فحفرت له ودفنته .
فلما هممنا بالإنصراف عن قبره , قذفته الأرض , فألقته على ظهرها !!
فقال أصحابي : إنَّه غلام غِرّ , ولعله خرج بغير إذن أمه ..؟؟
فقلت : إن الأرض لتقبل من هو شرٌ من هذا ..
فقمت , وصليّت ركعتين , ودعوت الله عزّ وجَل , فسمعتُ صوتاً يقول :
يا أبا قُدامة .. أُترك وليَّ الله ..!!؟؟؟
فما بَرِحتُ حتى نزلت عليه طيور بيض فأكلته ...؟؟؟؟!!
فلما أتيت المدينة , ذهبت الى دار والدته , فلما قرعت الباب خرجت , أخته إليّ , فلما رأتني عادت وقالت :
يا أماه ... هذا أبو قُدامة ليس معه أخي , فقد أصبنا العام الأول بأبي , وفي هذا العام بأخي ..
فخرجت أمه إليّ , فقالت :
أمعزيّاً أم مهنئاً ..؟؟؟
فقلت : ما معنى هذا ...؟؟؟
فقالت : إن كان مات فعزّني , وإن كان إستشهد فهنئني ...؟؟؟!!
فقلت : لا بل مات شهيداً ..
فقالت : له علامة , فهل رأيتها ..؟؟
قلت : نعم , لم تقبله الأرض , ونزلت الطيور فأكلت لحمه , وتركت عظامه , فدفنتها ..
فقالت : الحمد لله
فسلمت إليها الخرج , ففتحته فأخرجت منه مِسّحاً وقيد من حديد ....!!
وقالت : إنه , كان إذا جنّه الليل , لبسَ هذا المسح , وقيد نفسه بهذا القيد , وناجى مولاه , وقال في مناجاته :
** اللهم إحشرني من حواصل الطيور **
فقد إستجاب الله سبحانه دعاءه ...!! **
هذه قصة إمرأة دفعت بإبنها الى ساحات الجهاد في سبيل الله , بعد أن أحسنت تربيته وتعليمه .
قال أبو قدامة الشامي < أحد قواد الجيش في العصور الإسلامية الأولى > :
كنتُ أميراً على الجيش مع بعض الغزوات , فدخلت بعض البلدان , فدعوت الناس الى الغزو , ورغّبتهم في الثواب , وذكرت فضل الشهادة وما لأهلها .
ثم تفرق الناس , وركبت فرسي , وسرت الى منزلي , فإذا أنا بإمرأة من أحسن الناس تنادي :
يا أبا قدامة ..
فقلت : هذه مكيدة من الشيطان .., فمضيت ولم أجب ... !!
فقالت : ما هكذا كان الصالحون !!
فوقفت , فجاءت ودغعت إليّ رقعة وخرقة مشدودة , وإنصرفت باكية ..!!
فنظرت الى الرقعة , فإذا فيها مكتوب :
<< إنّك دَعوتنا الى الجهاد , ورغّبتنا في الثواب , ولا قدرة لي على ذلك , فقطعت أحسن ما فيّ , وهي ضفيرتاي , وأنفذتهما إليك , لتجعلهما قيد فرسك , لعلّ الله يرى شعري , قيد فرسك في سبيله , فيغفر لي ..!!؟؟
فلما كان صبيحة القتال , إذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل , فتقدمت إليه وقلت :
يا فتى .. أنت غلام غرِّ راجل , ولا آمن أن تجول الخيل فتطأك بأرجلها , فإرجع عن موضعك هذا ..
فقال : أتأمرني بالرجوع , وقد قال تعالى :
(( يا أيُها الَذينَ آمَنوا , إِذا لَقيتُم الذين كَفَروا زَحفاً فلا تُولوهم الأَدبار * وَمَن يولّهم يَومَئِذٍِ دُبُرَهُ إلاّ مُتَحرّفاً لِقِتال أو مُتَحَيِّزاً الى فِئَةَ , فَقد باءَ بِغَضَبٍِ مِنَ اَللهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمَ وَبِئسَ اَلمَصير * ))
فحملته على هجين كان معي , فقال :
يا أبا ُقدامة : أقرضني ثلاثة أسهم ..
فقلت :
أهذا وقت قرض ..؟
فما زال يُلّح علّي , حتى قُلت :
بشرط .. , إن منَّ الله عليك بالشهادة , أكون بشفاعتك ..!!
قال : نعم
فأعطيته ثلاثة أسهم , فوضع سهماً في قوسه , وقال :
السلام عليك يا أبا قدامة ..
ورمى به فقتل روميّاً ..
ثم رمى بالآخر وقال :
السلام عليك يا أبا قُدامة .. فقتل روميّاً ..
ثم رمى بالآخر وقال :
السلام عليك سلام مودع ..
فجاءه سهم , فوقع بين عينيه , فوضع رأسه على سرجه , فتقدمت إليه وقلت :
لا تنسنا ...
فقال : نعم , ولكن لي إليك حاجة , إذا دخلت المدينة , فإتِ والدتي , وسلّم خُرجي إليها , فهي التي أعطتك شعرها , ليكون لجاماً لفرسك , وسلّم عليها , فإنها العام الأول أصيبت بوالدي , وفي هذا العام بي , ... ثم مات !!!
فحفرت له ودفنته .
فلما هممنا بالإنصراف عن قبره , قذفته الأرض , فألقته على ظهرها !!
فقال أصحابي : إنَّه غلام غِرّ , ولعله خرج بغير إذن أمه ..؟؟
فقلت : إن الأرض لتقبل من هو شرٌ من هذا ..
فقمت , وصليّت ركعتين , ودعوت الله عزّ وجَل , فسمعتُ صوتاً يقول :
يا أبا قُدامة .. أُترك وليَّ الله ..!!؟؟؟
فما بَرِحتُ حتى نزلت عليه طيور بيض فأكلته ...؟؟؟؟!!
فلما أتيت المدينة , ذهبت الى دار والدته , فلما قرعت الباب خرجت , أخته إليّ , فلما رأتني عادت وقالت :
يا أماه ... هذا أبو قُدامة ليس معه أخي , فقد أصبنا العام الأول بأبي , وفي هذا العام بأخي ..
فخرجت أمه إليّ , فقالت :
أمعزيّاً أم مهنئاً ..؟؟؟
فقلت : ما معنى هذا ...؟؟؟
فقالت : إن كان مات فعزّني , وإن كان إستشهد فهنئني ...؟؟؟!!
فقلت : لا بل مات شهيداً ..
فقالت : له علامة , فهل رأيتها ..؟؟
قلت : نعم , لم تقبله الأرض , ونزلت الطيور فأكلت لحمه , وتركت عظامه , فدفنتها ..
فقالت : الحمد لله
فسلمت إليها الخرج , ففتحته فأخرجت منه مِسّحاً وقيد من حديد ....!!
وقالت : إنه , كان إذا جنّه الليل , لبسَ هذا المسح , وقيد نفسه بهذا القيد , وناجى مولاه , وقال في مناجاته :
** اللهم إحشرني من حواصل الطيور **
فقد إستجاب الله سبحانه دعاءه ...!! **