الصحيح في الدعاء بعد ختم القرآن ...............

مجتمع رجيم / الادعية و الاذكار من القران و السنة
كتبت : الدكتور محمد رضوان
-
الصحيح في الدعاء بعد ختم القرآن ...............
أولاً: ثبت أصل دعاء ختم القرآن من حديث أنس أنه كان يجمع أهله حين ختم القرآن، ويدعو، وقد صححه جماعة من الأئمة المتقدمين، وقد صححه الإمام الألباني -رحمه الله- وبه قال، وكذا الإمام العلامة ابن باز والإمام ابن عثيمين والفوزان وغيرهم .

ثانيًا: أمَّا جعله على صفة مخصوصة راتبة في الصلاة عند ختم القرآن في صلاة القيام، فلم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلَّم- إلا ما نقله السيوطي في الدُّر المنثور وغيره من الحديث الذي خرَّجه ابن مردويه عن أبي هريرة قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ختم القرآن دعا قائماً)) .

وكذا البيهقي في شعب الإيمان من حديث علي بن الحسين يرفعه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلَّم- .

ولكنَّ المُحدِّثين لم يُعرجوا على هذه الأحاديث وغيرها، وذكروا أنَّه لم يثبت في هذا الباب إلا حديث أنس السابق ذكره .

هذا وقد استقرأ القاضي الشيخ عطية محمَّد سالم -رحمه الله- أنَّ دعاء ختم القرآن أول ما كان في الصلاة كان في عهد عثمان -رضي الله عنه-، بل رجح أنه هو أول من سنَّه، وتتابع عليه المسلمون بعد ذلك إلى يومنا هذا، واستند في ذلك على آثار صححها .

قال -رحمه الله-: " غير أننا وجدنا هنا في عهد عثمان -رضي الله عنه- عملاً يكاد يكون جديدًا في التراويح، وهو الدعاء بختم القرآن في نهاية الختمة، وذلك لما ذكره ابن قدامة رحمه الله في المغني [ج2 ص171] قال: "فصل في ختم القرآن، قال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله فقلت: أختم القرآن، أجعله في الوتر أو في التراويح؟، قال: اجعله في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين، قلت: كيف أصنع؟ قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام، قلت بما أدعو؟ قال: بما شئت، قال: ففعلت بما أمرني، وهو خلفي يدعو قائمًا ويرفع يديه قال حنبل: "سمعت أحمد يقول: في ختم القرآن إذا فرغت من قراءة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فارفع يديك في الدعاء قبل الركوع، قلت إلى أي شيء تذهب في هذا؟ قال: رأيت أهل مكة يفعلونه، وكان سفيان بن عيينة يفعله معهم بمكة"، قال العباس بن عبد العظيم: "وكذلك أدركنا الناس بالبصرة وبمكة، ويروي أهل المدينة في هذا شيئا وذكر عن عثمان بن عفان".
فقوله رأيت أهل مكة يفعلونه وفعل سفيان بن عيينة معهم، ثم قول العباس بن عبد العظيم أدركنا الناس بالبصرة وبمكة وبروي أهل المدينة في هذا شيئا وذكر عن عثمان بن عفان يدل أنّه كان عملاً عامًا في تلك الأمصار مكة والبصرة والمدينة، ويشير إلى أنّه لم يكن قبل زمن عثمان.
كما يدل على أنّه من عمل عثمان رضي الله عنه إن صحت عبارته، ويروي أهل المدينة في هذا شيئا…الخ.
وعلى كل فقد فعله أحمد رحمه الله مستدلا بفعل أهل الثلاثة المذكورة ومستأنسا بما يروي أهل المدينة في هذا عن عثمان رضي الله عنه ، مما يدل على أنّه كان موجودا بالمدينة عمل دعاء الختم الذي يعمل اليوم في التراويح مع طول القيام، وسيأتي نصه في سياق مذهب أحمد رحمه الله تعالى . . .
فيكون الجديد في التراويح في عهد عثمان -رضي الله عنه- أنّ عليا بنفسه كان يؤم الناس فيها عشرين ليلة، وأنّه وجد دعاء ختم القرآن" انتهى كلام الشيخ عطية سالم -رحمه الله- .

قلتُ: ومن أصول مذهب الإمام أحمد أنه يأخذ بقول الصحابي إذا لم يكن في المسألة نص ولم يعارَض بأقوى منه.
لا ريب إن من الخلفاء الراشدين .

لذلك قال الإمام ابن باز -رحمه الله-: " دعاء ختم القرآن ليس بمحدث؛ لم يزل أهل العلم يفعلونه من عهد الصحابة إلى يومنا هذا، لا حرج فيه، وليس ببدعة" [نور على الدرب ش20] .

فالخلاصة أن دعاء ختم القرآن في آخر صلاة القيام هو ما اعتاده أهل مكة والمدينة والبصرة وهو ما روي عن عثمان ابن عفَّان -رضي الله عنه- وما فعله سفيان بن عيينة وذهب إليه أحمد وجماعة من العلماء، ويقول به جماعة من أئمة الدعوة والإمام ابن باز -رحمه الله- وغيره من العلماء .

ولكن ذهب الإمامان الألباني وابن عثيمين -رحمهما الله- وجماعة من المُحققين إلى أنَّ هذا الدعاء بدعة، ولم يُصَّح عندهم شيء مما صحَّ عند الطائفة الأولى .

قال الإمام ابن عثيمين في الشرح الممتع: " إنَّ دُعاء خَتْمِ القرآن في الصَّلاة لا شَكَّ أنه غير مشروع؛ لأنه وإنْ وَرَدَ عن أنس بن مالك أنه كان يجمعُ أهلَه عند خَتْمِ القُرآن ويدعو، فهذا خارجُ الصَّلاة، وفَرْقٌ بين ما يكون خارجَ الصلاة وداخلها، فلهذا يمكن أنْ نقول: إنَّ الدُّعاء عند خَتْمِ القرآن في الصَّلاة لا أصلَ له، ولا ينبغي فِعْلُه حتى يقومَ دليلٌ مِن الشَّرعِ على أنَّ هذا مشروعٌ في الصَّلاة" اهـ
كتبت : عبير ورد
-
كتبت : صفاء العمر
-

التالي
السابق