الشباب والسياحة

مجتمع رجيم / سفر سياحة فنادق منتجعات
كتبت : نود
-
سؤال نسمعه كثيراً في مثل هذه الأيام من كل عام: أين ستقضي إجازة الصيف؟ وأمام إلحاح السؤال، والإصرار الدائم من جانب الأبناء على السفر سوف تجد نفسك أمام مجموعة من الاعتبارات الأخرى التي لابد من أخذها بالحسبان:منظومة الدين والعادات والقيم الإسلامية، ميزانية البيت، التبعات الصحية للسفر، خصوصية البلد المضيف، وغير ذلك من الاعتبارات التي لا يمكن إغفالها.. ولكن تعالوا أولاً نتعرف على أحدث دراسة أجريت في السعودية حول السياحة والتي تبين لنا من خلال استطلاع آراء حوالي «600» شخص أن هناك 74% يخططون للسفر هذا الصيف سواء داخل السعودية أو خارجها، في مقابل 25.8% فضلوا عدم السفر. وباعتقاد الخبراء أن هذه النسبة تعد الأعلى ليس بين دول الخليج العربي فحسب، وإنما بين الدول العربية كافة، وبرر الذين لن يسافروا قرارهم هذا بسبب ارتفاع تكاليف السفر، وخصوصاً سفر الأسرة مجتمعة، ثم لارتباطهم بأعمالهم، وتضيف نتائج الدراسة أن اتجاهات السائح السعودي الخارجية خلال الموسم الحالي عادت إلى ما كانت عليه قبل الطفرة نحو الوجهات التقليدية التي كانت سائدة آنذاك، حيث حظيت السياحة تجاه الدول العربية بنصيب الأسد وبنسبة 45%، تليها السياحة في دول العالم الأخرى وبنسبة 30% ثم السياحة داخل السعودية بواقع 24.6%. ولعل من الأمور المهمة هنا الإشارة إلى أن غالبية الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم يفضلون السفر مع الأصدقاء أو ضمن المجموعات السياحية، حيث بلغت نسبة هؤلاء 34% فيما زادت نسبة أولئك الذين يرغبون في السفر مع عائلاتهم إلى 39%، وهو ما يشير إلى أن السياحة السعودية تعتمد في المقام الأول على مفهوم السفر العائلي المشترك. الترفيه في المقام الأول! أما الذين يفضلون السفر بشكل منفرد فقد بلغت نسبتهم 18%، حيث اختلفت الأغراض التي من أجلها يسافر هؤلاء، فقد أوضح 68% منهم أن السياحة والترفيه هما الهدف من ذلك، وأفاد 19% أنهم يودون زيارة أقاربهم وأصدقائهم. أما الذين يسافرون من أجل متابعة شؤون أعمالهم فبلغت نسبتهم 9%، في حين أن نسبة 2% تمثل أولئك الذين يسافرون بقصد العلاج. وتضيف الدراسة أنه فيما يتعلق بحجم إنفاق الأسر السعودية التي قررت السفر هذا الصيف فقد جاء كما يلي: 52% قرروا إنفاق مبالغ لا تقل عن عشرة آلاف ريال شهرياً للسياحة الداخلية، مقابل 27% ممن يفضل السياحة في الخارج. ولعل الأرقام التي يجب التوقف عندها وبينتها الدراسة هي معدل إنفاق السعوديين على السياحة، حيث بلغت خلال عام1999م ما يقارب 33 مليار ريال، وقدرت الدراسة نفسها متوسط حجم السياحة السعودية الخارجية لنفس العام بثلاثة ملايين مواطن، وهي أرقام يجب التوقف عندها لمعرفة وتحديد دور القطاع السياحي في السعودية إن كان على صعيد الإنفاق أو الأشخاص. لدى الحديث عن قضية سفر الشباب تقتضي الضرورة أن نشرك في النقاش، جميع فئات المجتمع، بدءاً من أولياء الأمور، ومروراً بالشباب أنفسهم، ومن ثم استطلاع رأي علماء النفس والاجتماع والدين لنصل في النهاية إلى الرأي الصائب بناء على ما ستسفر عنه الآراء. محمد العنزي - رب أسرة، موظف قطاع عام يقول: بالنسبة لي السفر شيء ضروري وأحرص على أن يكون سنوياً على نطاق الأسرة، حيث نسافر إلى إحدى الدول الأجنبية. أعتقد أن السفر بالنسبة للأبناء لمعرفة أشياء جديدة ولكن أحرص على أن أكون بجانبهم في كل زيارة كما كان يحدث في السابق، لأن المغريات كثيرة ومن هم في أعمارهم قد تكون مقاومتهم ضعيفة في مواجهتها، ولذلك فإننا نقصد دائماً أماكن توجد فيها المساجد لأداء الصلوات في أوقاتها إذ لا يوجد مسجد في كل مكان كما هو الحال عندنا. سألته: وهل سبق أن طلب أحد أبنائك السفر بمفرده أو مع أصدقائه من قبل وماذا كان ردك؟ قال: لا لم يسبق لأحد أن فعل، ولكن بسبب اختلاف الرغبات فإنني أضطر أحياناً لإجراء عملية تصويت وهذا ما جرى فعلاً مرات عديدة. وأود القول هنا أن على الآباء والأمهات أن يراقبوا أبناءهم جيداً، لأنني وللأسف الشديد كنت أصادف أبناء في سن المراهقة يسافرون بمفردهم إلى بلدان أوروبية ويقومون فيها بممارسة سلوكيات أقل ما ينتج عنها هدم ما بناه الآباء في سنين عديدة! * العالم قرية محمد الغامدي - من منسوبي مستشفى الملك فهد للحرس الوطني يقول: أعتقد أن إمكانات الفرد وظروفه النفسية والاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في اختيار المكان المناسب لقضاء الإجازة سواء كان في الداخل أو الخارج. نادين إبراهيم -موظفة في جمعية البيئة السعودية- تقول: «ليس هناك ما يمنع من قضاء الإجازة داخل المملكة أو خارجها، لأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة، والتنافس على أشده بين شركات الطيران التي تنظم البرامج السياحية، ولو تطرقنا إلى الجوانب المتعلقة بنفقات السياحة الداخلية أو الخارجية فإنها كثيراً ما تكون في المستوى نفسه. ولذلك فإنني أفضل قضاء الإجازة خارج السعودية. فاطمة الشهري - ربه أسرة: أعتقد أن معظم الأسر تحرص على قضاء إجازة الصيف في السفر لأن في ذلك اجتماعاً للأسرة وتعاضداً أكثر بين أفرادها حيث يلتقون دوماً في مكان واحد، ويبقون على تواصل دائم بعضهم مع بعض، وكوني ربة أسرة وأم لأبناء وبنات في سن المراهقة تجدني حريصة جداً على اصطحابهم معي في أي سفرة خارجية، ومنذ عدة سنوات قررت أنا وزوجي أن تكون وجهتنا في السياحة الخارجية السنوية إلى إحدى الدول العربية أو الإسلامية حيث العادات واللغة والثقافة واحدة والأهم في ذلك الدين، وهي باعتقادي عوامل تحصن أبناءنا من أي غزو غريب عليهم، وأعتقد أن ذلك أفضل الحلول وأسلمها، حيث أن الكثير من العائلات السعودية تقوم بذلك حرصاً على أبنائها لأنه من الصعب عندما تسافر إلى دولة أجنبية أن تبقى مراقباً لهم دائما، وفي كل مكان ناهيك عن أن السفر للدول العربية يتيح لك الاطلاع على معالم دينية وإسلامية بارزة ومهمة كما أن تكاليفها معقولة ضمن ميزانية الأسرة. * ترك الحبل على الغارب فيصل الرميحي - رب أسرة، موظف في شركة خاصة، سألته هل تحرص على مراقبة أبنائك في أثناء اصطحابك لهم في السفر خارج السعودية؟ أجاب:«بالطبع وهو أمر ضروري جداً، فليس من المعقول أن تقوم بتربيتهم وتوعيتهم خلال عام أو أكثر ثم تترك لهم الحبل على الغارب كما يقولون، لأن هؤلاء في سن حرجة، ونصيحتي لكل أب وأم أن يأخذوا في الاعتبار الحالة النفسية والفسيولوجية لأبنائهم الذين يصطحبونهم معهم في السفر إلى دول أجنبية لا تربطنا بها أي ثقافة أو قيم، فبلادنا العربية الإسلامية جميلة وتناسب الجميع وبلادنا السعودية أجمل». * والأبناء يدافعون عن آرائهم أما الأبناء فقد عبروا عن رأيهم بصراحة فهم المعنيون أكثر من غيرهم. سألناهم فردوا «أحب السفر كثيراً وانتظر قدوم فصل الصيف بلهفة وشوق لأنه يعني بداية العطلة المدرسية والاستعداد للسفر» هكذا كان رد عبدالله هويمل وعمره 12 سنة عندما سألناه عن رأيه في السفر. وأضاف: منذ سنين وأنا أسافر مع الأهل خارج السعودية. زرنا بلاداً عربية وأجنبية كثيرة وشاهدت ثقافات وعادات مختلفة، ورأيت أماكن تاريخية وحضارية كنت أشاهدها في التلفاز أو أقرأ عنها في الكتب.. ثم إن الاختلاف بين حضارتنا العربية والإسلامية والحضارات الغربية أتاح لي اكتشاف أشياء جديدة وذلك شيء مثير فعلاً، وفي أحيان كثيرة أشاهد بعض المناظر غير الحضارية في تلك الدول وبالنسبة لي تعتبر غريبة وليست مألوفة وبصراحة أُصاب بحرج عند مشاهدتها وخصوصاً إذا كنت مع أهلي. وفي كل مكان نذهب إليه خلال السفر نكون تحت أعين الأهل ومراقبتهم الدائمة لنا. أ ما علي حسونة - طالب جامعي فيقول: بصراحة لا أظن أن هناك من لا يحب السفر، وخصوصاً نحن جيل الشباب، فبعد شهور قضيناها في الدراسة والعمل المتواصل كان لابد لنا من فسحة للراحة. وبالنسبة لي فإنني أفضل السفر مع أصدقائي لأن ذلك يزيد من الألفة فيما بيننا، ونستطيع زيارة الأماكن التي نريدها دون أي قيود أو التزامات مع الأسرة، وأعتقد أن من هم في عمري قادرون على حماية أنفسهم من أي إغراءات أو عادات غريبة قد تواجههم في أثناء سفرهم إلى الخارج. وأود الإشارة لأمر هام هنا وهو تكاليف السياحة الداخلية في السعودية من حيث أسعار الشقق المفروشة والفنادق والوجبات الغذائية والامتيازات الأخرى، هي نفسها تقريباً مقارنة بالسياحة الخارجية، وهذا ما يشجع الشباب العزاب على قضاء الإجازة في الخارج. عبدالعزيز الحمد - طالب في المرحلة الثانوية يقول : السفر إلى مكان واحد يجعلني أشعر بالملل، وخصوصاً إذا صاحب ذلك عدم وجود برامج ترفيهية سسياحية مشوقة، وفي كل عام يختار والدي دولة معينة لنزورها مع أهلي. بعض الدول قريب من ثقافتنا وديننا وعاداتنا والبعض الآخر يختلف كلياً. حمد الراشدي، عمره عشرون عاماً يقول «للأسف هناك الكثير من الشباب ممن هم في سن المراهقة يسافرون إلى دول أجنبية تختلف عنا في كل شيء، بمفردهم أو مع أصدقاء لهم، حيث سيستغلون غياب رقابة الأهل عنهم ويمارسون العادات السيئة المتاحة في تلك الدول مما يؤدي بهم إلى الانحراف. .. والمختصون يفسرون وينصحون.. في محاولة لمعرفة وجهة نظر تحليلية علمية حول السفر بشكل عام وسفر الأبناء خصوصاً، حاولنا أخذ آراء المختصين بالتربية وعلم الاجتماع فكانت هذه التحليلات لتفسير الموضوع: د. محمد كسناوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة أم القرى يقول: مع بدء العد التنازلي للإجازة الصيفية تتصاعد وتيرة السفر إلى الخارج عقب مشاهدة شبابنا لعروض (السم في الدسم) التي تبثها الفضائيات انتظاراً لمقدم سياح النفط الخليجي الذين يشكل السعوديون أكثريتهم، حيث تتبارى الجهات المنظمة «لماراثون» الاستنزاف في زيادة حصتها من هؤلاء السياح الأسخياء إلى حد التفريط أحياناً في سمعة وطنهم كما يفعل البعض من خلال ممارسات حمقاء. كما أن قوافل من المراهقين يعدون العدة لأسفار المتعة والابتذال بعيداً عن رقابة الأهل والوازع الديني. وبينما تنشط جهات لقضم الجيوب تنشط أخرى في تزيين الخطأ للإساءة إلى بلادنا العزيزة. فلماذا لا نوصد هذا الباب في وجه هؤلاء الذين يتخذون من ذلك ذريعة لتقييم مجتمعنا بأسره على هذا النحو الجائر. ويضيف د. كسناوي: المسألة تحتاج إلى برامج سياحية مشوقة بالداخل وبأسعار في متناول الجميع، وهناك مبادرات رائدة تتطلب المزيد من التوسع، كما أن التوعية الإعلامية المستمرة من أخطار الآفات الخارجية وعلى رأسها الانفلات الأمني وعصابات الابتزاز التي تبدأ من نادل الفندق مروراً بالمروجين والنشالين وأشباح الظلام إلى تجار الرذيلة وبضاعتهم التي تنشر الأمراض الفتاكة. وربما يكون في القوافل الدعوية في الخارج من خلال برامج الندوة العالمية للشباب الإسلامي والمؤسسات الخيرية حل لتوظيف طاقات الشباب واستغلال أوقات فراغهم. ويزيد د. محمد السليماني - أستاذ علم النفس بجامعة أم القرى حول أخطار سفر الشباب بالقول: إن تلك الأخطار لا تتوقف على كون ضحاياها من الشباب فقط، بل تتعداها إلى الإصابة بأمراض خطيرة تنتشر بسرعة الآن وهو ما يضاعف الأخطار مما يتطلب وقفة حازمة من الجهات التربوية والإعلامية والشعبية لمواجهة هذه الظاهرة بكل حزم. فالتربويون والإعلاميون مطالبون بتكثيف الحملات التوعوية بعيداً عن النصح المباشر الذي لا يخلو من فجاجة. * تصرفات غير مسؤولة من جانبه أبدى د. عبدالمنان ملابار أستاذ علم النفس بجامعة أم القرى استغرابه من أولئك الذين يتحدثون عن سفر الشباب إلى الخارج كظاهرة، مشيراً إلى أن عدد الشباب المسافرين قل بشكل كبير عما كان عليه الأمر قبل حوالي ثماني سنوات بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتنامي الوعي لدى الشباب، إضافة إلى وجود الأماكن السياحية البديلة في السعودية. ويشدد د. ملابار على أهمية الدور الملقى على عاتق قنوات التعليم والتوجيه ووسائل الإعلام المختلفة في توعية الشباب بأضرار السفر إلى الخارج وما تمثله من نتائج سلبيه تنعكس عليهم بصورة تقليدية. وعن دوافع التصرفات غير المسؤولة التي تظهر من بعض الشباب يقول ملابار: إن الغزو الثقافي هو السبب الرئيسي والمتمثل في البرامج الفضائية التي تبث عن طريق الفضائيات وقبلها أفلام الفيديو التي روجت كثيراً لجذب الشباب للسياحة الخارجية. * والأطباء يشخصون ويحذرون من جانب آخر فإن أطباء الأسرة والمجتمع يربطون بين سفر الشباب إلى الخارج واحتمال تعرضهم للإصابة بأمراض معدية قد تجر عليهم العذاب والآلام. يقول د. مروان باكرمان استشاري طب الأسرة والمجتمع: إن التعفف والسلوك الصحيح، والالتزام بالدين وبالقيم والأخلاق الحميدة يقي الإنسان من الأمراض الجنسية المنتشرة في الغرب بشكل كبير، فالعالم أصبح قرية صغيرة ومرض الإيدز الفتاك وصل إلى كل بقعة فيه، والإصابة بهذا المرض القاتل تنتج عن سلوك اجتماعي مسؤول عنه الفرد. وآثاره الاجتماعية والاقتصادية ربما تكون أشد وطأة من المرض نفسه. ويضيف أن الشباب مستهدفون من خلال الإغراءات التي تعرضها بعض البرامج السياحية، ومن هذا المنطلق يجب أن يعرف كل شاب خطورة الأيدز ومسبباته وطرق انتقاله، فخطر هذا المرض يهدد كل شخص مهما كان جنسه أو عمره. كما أن اتقاء الأيدز أمر في غاية البساطة بينما الإصابة به قاتلة، ولذلك فإن هناك حاجة أكيدة لأن يعرف كل شخص كيف يمكنه حماية نفسه منه. أما د. خالد باواكد استشاري طب الأسرة والمجتمع فيقول: يجب على الشباب أن يتمثلوا بالسلوك الإسلامي القويم خلال سفرهم للخارج وأن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم. إذ إنه من المعروف أن من أخطر الأمراض التي تهدد الشباب هي الأمراض الجنسية، حيث يصل عدد المصابين بالأيدز في العالم أكثر من ثلاثة وثلاثين مليون شخص. وقد فتك هذا المرض منذ ظهوره قبل حوالي عشرين عاماً بما يقارب أربعة عشر مليون إنسان على وجه الكرة الأرضية. ويضيف د. باواكد أن الدراسات الوبائية التي أجريت في شتى أنحاء العالم تحصر العدوى في ثلاث طرائق رئيسية هي : الاتصال الجنسي بطرق غير شرعية محرمة، والعدوى عن طريق الدم الملوث ومشتقاته، أو عن طريق الأدوات الملوثة الثاقبة للجلد والعدوى من الأم المصابة بالمرض إلى جنينها. في حين يرى د. رضا متبولي استشاري المسالك البولية والضعف الجنسي بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة أن هذا الفترة نشاطا الحركة السياحية تشهد نشاطا مع العطلة الصيفية، وما يهدد الشباب هو الوقوع في براثن الإغراءات، فالسلوك المستقيم خير موجه لاتقاء عدوى الأيدز، ومن السهل اجتناب عدوى الأيدز ولكن من الصعب الشفاء من الإصابة به، فمرض الإيدز- يضيف د. متبولي- يتخذ الآن أبعاداً اجتماعية ونفسية كبيرة جداً، وحتى لا يقع المزيد من البشر في براثن هذا الداء فإن المعرفة والإلمام بظروفه والتعرف على مسبباته وطرائق انتقاله خير وسيلة لوقاية الإنسان ونسله من هذا المرض. * لمكاتب السياحة والسفر رأي ولكن ماذا يقول القائمون على تنظيم رحلات السفر الخارجية وكيف يقيّمون حركة السياحة هذه؟ رئيس اللجنة الوطنية للنقل الجوي مهيدب علي المهيدب مدير شركة سياحة وسفر في الرياض يقول: من خلال الاطلاع على طلبات المسافرين إلى الخارج يمكن القول بأن هناك توجهاً ملحوظاً لزيارة دول أوروبا الغربية خصوصاً سويسراً، النمسا، فرنسا، بريطانيا تليها الولايات المتحدة وتحديداً ولايتي كاليفورنيا وفلوريدا، ثم دول شرق آسيا سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا ولأول مرة تدخل أستراليا ضمن الدول السياحية التي يستفسر عنها المسافرون. أما الدول العربية كمصر والأردن وسوريا ولبنان فالطلب عليها مازال ضمن نسبه السابقة وهناك زيادة معقولة على السياحة الداخلية. وحول طبيعة الرحلات إن كانت أسرية أم فردية يقول المهيدب: في موسم الصيف تظل الرحلات العائلية هي الأكثر. فمن تقاليدنا أن ينتقل جميع أفراد العائلة مجتمعين لقضاء العطلة الصيفية في المكان أو البلد الذي يتم الاتفاق عليه. أما في العطلات القصيرة كالأعياد ونهاية الأسبوع وغيرها، فإن نسبة الرحلات الأسرية تقل بحسب الظروف والإمكانيات. أما عن رحلات المجموعات السياحية الخاصة بالشباب لمن هم دون سن العشرين عاماً، فإننا لا نقوم بتنظيم مثل هذه الرحلات، ولكن إذا كانت هناك رحلة تخص جهة تعليمية مثلاً وتحت إشرافها وطلب منا ترتيب سفرهم وإقامتهم، ففي هذه الحالة نقوم بتقديم كافة الخدمات المطلوبة سواء في الحجز أو الإقامة أو أي خدمات أخرى مساندة. وبحسب خبرتنا في هذا المجال فإن الشباب يفضلون السفر مع أصدقائهم إذا أتيحت الفرصة لهم من قبل أولياء أمورهم. ففي هذه المرحلة يحاول كل شاب الاعتماد على نفسه ويتضايق من أي قيود أو توجيهات. وأود الإشارة هنا بأن هناك سلبيات كثيرة لسفر هؤلاء الشباب بمفردهم وهي ليست خافية على أحد، ولذلك فإن هناك تعليمات وأنظمة محددة تمنع سفر أي شاب لم يصل سن الرشد دون الحصول على موافقة خطية من ولي أمره. وأرى ضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية بصورة أفضل حتى نتمكن من جذب السائح السعودي لزيارة مختلف المناطق السياحية في بلده ونوقف الهدر الناتج عن الإنفاق على السياحة الخارجية الذي يبلغ مفقودة أكثر من خمسة وعشرين مليار ريال، وهو رقم من الأنسب أن يتم توجيهه ليكون رافداً أساسياً في دعم الاقتصاد الوطني باعتبار أن السياحة أصبحت أحدث صناعات العصر الذي نعيشه، وهذا يتطلب بذل مزيد من العناية بالمواقع السياحة وتوعية السائح المحلي واستقطابه لزيارة تلك الأماكن في ظل توفر حالة مميزة من الأمن والأمان تعيشها والحمد لله مملكتنا الحبيبة. والشرع يقول.. الشيخ حمود بن بشير السكيبي عضو المعهد العلمي بالرياض يرى أن السفر إلى بلاد الغرب ومناطق الفسق والفجور فيه خطر عظيم وبلاء جسيم على كل مسلم، فكيف بشاب غِرٍّ زاده قليل وإيمانه ضعيف، وكيف إذا كان السفر ليس لعلاج ضروري أو علم يحتاج إليه، بل للنزهة والسياحة ولدينا قاعدة شرعية تؤكد أن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح». والسفر فيه فوائد للشباب ولاشك، ولكن ما أجمعت عليه الأكثرية من أهل العقل والعلم أن المفاسد كثيرة جداً فيما يتعلق بعقيدة الشاب وسلوكه ومظهره. يقول «الشيخ محمد بن صالح العثيمين -يرحمه الله- في المجموع الثمين» الجزء الأول ص 54 «فأما بعث الأحداث «صغار السن» وذوي العقول الصغيرة فهو خطر عظيم على دينهم وخلقهم وسلوكهم، ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها وينفثون فيها السموم التي نهلوها من أولئك الكفار، كما شهد ويشهد به الواقع، وما مثل بعث هؤلاء إلا كمثل تقديم النعاج للذئاب الضارية». ونختم بالقاعدة الأصولية (كل ما أدى إلى محرم فهو محرم) والأثر السلبي لهذا السفر واضح جلي واثاره مدمرة ولو على المدى البعيد. نشر في مجلة (الثقافة الصحية) عدد (58) بتاريخ (ربيع الأخر 1421هـ - يوليو 2000م)
كتبت : randoda
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

التالي
السابق