سننقاش المعتقدات التي تحملها الكثير منا عن كيف تكوين العلاقة الزوجية المثالية ، والتي اخترنا أن نسميها "خرافات العلاقة الزوجية المثالية " أو الناجحة ، والتي كثير من الزوجات يقمن بتقييم علاقتها الزوجية على ضوئها لتشعر بالحزن وخيبة الأمل، فدعونا اليوم نكشفها ، نفضحها ، نلغيها ، ولنكون أكثر واقعية ومنطقيون في تقيمنا لعلاقتنا.
1) الزوجان السعيدان لهما رؤية واحدة للأمور ( خرافة )
الواقع يقول إنه من المستحيل أن ترى الأمور مثل زوجك أو العكس ، فأنتما لستما شخصاً واحداً بل شخصين مختلفين جينياً ، ونفسياً ، وبدنياً ، ولديكم قصة حياة مختلفة وتربيتما في أسر لها عادات وتقاليد وأولويات مختلفة ، ولكم تجارب وخبرات حياتية مختلفة ، لهذا من الطبيعي أن يكون لكم رأي مختلف في تربية الأولاد وكيفية تأديبهم ، صرف المال ، التعامل مع الناس ومع الإساءة...إلخ
والأهم أنت امرأة وهو رجل والتركيبة النفسية والذهنية ليست متشابهة .
2) الزوجان السعيدان يستمتعان بكثير من الرومانسية ( خرافة )
في الواقع الكثير منا يخلط بين المشاعر االغامرة في بداية العلاقة الزوجية وكيف أن لمسة منه أو قبلة من شفتيه يجعل رأسك يدور، وبين الرومانسية. من الطبيعي تكون مشاعرنا ملتهبة في بداية العلاقة الزوجية ويميزها الإعجاب والأنبهار والتعلق لكن ليس من الطبيعي ولا المتوقع أن تستمر كذلك طوال فترة العلاقة الزوجية ، الحب الزوجي هو ماوصفه الله - سبحانه وتعالى - في محكم كتبه " وجعلنا بينكم مودة ورحمة " وليس عحب وعشق ووله ، وعلى أي حال الرومانسية ليست بالضرورة أن تحافظ على العلاقة ، فكلنا نعرف أشخاص عاشوا قمة الرومانسية مع أزواجهن بين جدران غرفة النوم ليبدأ الخلاف خارجها وينتهي الأمر بالطلاق.
3) الزوجان السعيدان لايختلفان على شيء أبداً ( خرافة )
هذه الخرافة تقع في فخها الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج فتجدها تقبل على الزواج وكلها همها أن لاتختلف مع زوجها (ألا يتخانقون) وإذا حدث تشعر وكأنه إعلان مبدئي لفشل زواجها ، وحتى تتجنب الاختلاف تبدأ بالتنازل عن حقوقها ورغبتها وهضم حقها وهذا من أكبر الأخطاء ..لماذا؟ ( ستعرفن في الجزء الثاني من الدورة )
في الواقع أنه هناك دائما موضوعات أساسيه ستختلفان فيها ( تربية الأولاد - أهلك - أهله - الإجازات - المصاريف ) ولابأس في ذلك إذا لم تتغير أفكاركما بها ، فقط عليكما أن تتفقا على الاختلاف . أنا عندما تأتيني إحدى العميلات تشكي من كثرة الخلافات .. ردي الدائم لها كثرة الخلاف أو قلته ليس دليل على مستوى السعادة الزوجية بل كيف يحدث الخلاف هو المؤشر الحقيقي ، فإذا تم الخلاف بطريقة صحية أحيانا يكون وسيلة لتقريب الزوجين لبعضهما أكثر؟؟؟
فهناك أزواج يختلفون بشكل يومي لكنهم سعداء ، ومستوى رضاهم عن العلاقة عالي ، بينما هناك أزواج قد تمضي شهور من دون أدنى خلاف بينهما لكن مستوى رضاهم عن العلاقة الزوجية منخفض جداً.
4 ) الزوجان السعيدان لهما اهتمامات مشتركة ( خرافة )
ففي الواقع الاهتمامات المشتركة شيء إضافي وليس إجباريا ، ولابأس إذا لم يكن هذا العنصر متوفراً كأن يكن لكل منكما اهتمامات مختلفة . إذا كنتما تركزان على الأنشطة المشتركة ولكن لم ينتج عن هذا سوى التوتر والضغط والصراع والخلافات فلا داعي لكل ذلك ، بمعنى أنه لافائدة أن تحرصي على مشاركة زوجك هواياته لكن طوال الوقت تتشاجران تختلفان أثناء ممارسة الهواية .
5 ) الزوجان السعيدان لايتشاجران أبداً ( خرافة )
الواقع يقول أن الصراعات حقيقة من حقائق الحياة في معظم العلاقات طالما أنها أمور ليست هدامة ، أو تمحو شخصية الآخر ، وبالتالي ليست سلبية ،على العكس فالشجار من وقت لآخر يفيد العلاقه الزوجية ، لأنه ينفس عن التوتر مما يجلب إحساساً بالسلام الداخلي والهدوء والثقة النابعة عن معرفة أنه بمقدورك أنت وزوجك التعبير عن مشاعركما بدون الخوف من الإهانه أو الهجر. كما أن الشجار يساعد أحياناً على الاستعداد لممارسة العلاقة الحميمية ، بشرط أن يتم النقاش بالطريقة الصحيحة الصحية لأنه أحياناً يقرب الزوجين أكثر وأكثر....
6 ) الزوجان السعيدان يبوحان بكل شيء لبعضهما البعض ( خرافة )
الواقع مختلف فالبوح عما يختلج بصدورنا شيء مهم لكن ذكر أي شيء بتسرع تحت وطأة اللحظة قد يعرضك لخطر تدمير العلاقة الزوجية للأبد .
العديد من العلاقات تنتهي لأن هناك طرفاً لايمكنه التسامح مع شيء حدث أو قيل أثناء البوح بكل خبايا النفس بلا رقابة ، فهناك الكثير من الفتيات وأيضاُ الشبان يقومون بالاعتراف بماضيه لشريكه الجديد ، فمثلاً ممكن أن تعترف الفتاه أنها أحبت شخصاً قبله وربما يعترف الشاب أنه صاحب مكالمات قبل أن يخطب خطيبته ، معتقدان أنهما بفعل ذلك يكونان أقرب وأوضح مع بعض لكن مايحدث هو العكس ، فتتفاجأ الفتاة أو الشابة اللذان ألحّا على معرفة خبايا نفس الشريك أن حياتهما انقلبت رأساً على عقب بعد سماعهم ماسمعا ، وأنهما لم يستطيعا التعامل مع المعلومات كما كانوا يعتقدون ، فتبدأ الصدمة..المعاناة...الشك...ربما الانسحاب من العلاقة .
لهذا فكري جيداً قبل أن تقولي شيئاً قد تندمين عليه لاتخبري زوجك شيئاً وقت الصفا والانسجام يستطيع أن يمسكه ضدك وقت الخلاف والزعل ، بعض الفتيات تبدأ بإخبار زوجها الجديد عن مشاكل أسرتها وسوء أخوتها الرجال او أبيها ، مؤكدة له أنه ملاذها ومنقذها و أنها لاتريد أن تعود هناك إطلاقاً.
اياك وفعل ذلك إياك والتقليل من شأن أهلك أمامه أو أسلوب تعامله المشين معك....فصدقيني آجلا أم عاجلا سوف يبدأ بمعاملتك بالمثل ، ومعايرتك بأهلك .
فأهلك ومشاكلهم من خصوصياتك وخصوصياتهم ، وحياتك وماضيك قبل التعرف على زوجك هو حقك ومن خصوصياتك وليس له أي حق في معرفته .
وحياته وماضيه وأهله ومشاكلهم من خصوصياته التي ليس من حقك معرفتها أو الاطلاع عليها إلا اذا أراد هو ذلك .
7 ) السعادة الزوجية ليست لها علاقة بالعلاقة الجنسية (خرافة)
في الواقع العلاقة الجنسية الممتازه تقرب الزوجين أكثر، وتجعل كلا الطرفين يسترخيان ويشعران بالقبول والمودة . لهذا اجعلي العلاقة الجنسية في مقدمة أولوياتك ، واحرصي أن لايكون هدف ممارسة الجنس لديك هو إرضاء للزوج وإشباع لرغباته بل أنت تستحقين الشيء نفسه ، فاعرفي ذلك وابدئي بتعليم زوجك ذلك ، أنك أنت أيضاً لك رغبات واحتياجات معينه لابد أن يحرص هو على إشباعها ، فالجنس ليس فقط للرجل بل هو لرجل والمرأة .( ومن ضمن الحقوق المشتركة حتى في الشرع )
8 ) الزوجان السعيدان يتفقان على حالة مزاجية واحدة في وقت واحد أثناء ممارسة العلاقة الجنسية ( خرافة )
في الواقع هذا يحدث في أول أيام الزواج عندما كانت العلاقة الجنسية تمارس على أساس يومي والأمر برمته جديد ومثير للطرفين، لكن بعد فترة من الزواج والتعود على الأمر وكثرة المشاغل والمسئوليات وحتى المشاكل سواء بالبيت أو العمل فإنه لأمر عادي وطبيعي أن تختلف حالتكما المزاجية ، ولا تتوافق .
9 ) الزوجان السعيدان يعرفان الطرائق الصائبة والخاطئة لجعل العلاقة ممتازة ( خرافة )
في الواقع لاتوجد طريقة واحدة محددة لانجاح العلاقة الزوجية ، فمايناسبك لايناسب غيرك وماتجده صديقتك فعالاً مع زوجها ربما تطبيقه مع زوجك يأتي بنتائج وخيمة ، فلكل شخصية ولكل علاقة مايناسبها من أسلوب .
المهم أن تتواصلا معاً لأسلوب وطريقة مناسبة لكليكما معاً.