** من أمجاد المسلمين معركة غرناطه **| حملة سماء الإبداع |

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى قسم التاريخ
كتبت : * أم أحمد *
-


الإبداع fkrygbnqgqtdfja7jd2g


نستعرض لكم أخواتي الغاليات أحداث معركة غرناطه التي حدثت آنذاك
وكيف أن المسلمين توكلوا على الله حق التوكل وأخلصوا نياتهم لله عز وجل
وكيف أتحدوا على أعداء الدين فحقاً كان نصرأً مؤزراً
اللهم أنصر أمة نبييك محمد صلى الله عليه
وسلم على اعدائكِ أعداء الدين
والآن أخواتي أترك لكم المطالعه
أتمنى أن يكون موضوعي
فيه من الفائده والعلم
بأحوال المسلمين
الأمجاد










في أواخر عهد المسلمين في الأندلس , لم يبق لهم سوى مملكة غرناطه في الجنوب , بعد أن ضيع ملوك

الطوائف أرض الأندلس ( الفردوس المفقود )

أمام عدو صليبي حاقد من جند قشتاله وأرغون ونافار وليون والبرتغال .
ولكن كانت هناك بوارق تذكر المسلمين دائما وكلما نكصوا بأن عودوا الى عقيدتكم , وعضوا عليها
بالنواجذ , فالمسلمون أقوياء بإسلامهم وإن قلوا, وضعفاء بدونه وإن كثروا
في سنة 718هـ (1318م) قرر ( دون بدور) الوصي على ملك قشتاله في أسبانيا
( الفونس الحادي عشر) أستئصال ما بقي من المسلمين في أرض الأندلس
في حمله صليبيه هائله . فذهب ( دون بدور) الى مرجعهم الديني في مدينة طليطله ويقال له الباب ,
فدخل عليه , وسجد بين يديه , وطلب منه بتضرع الموافقه على أجتثاث أي أثر للمسلمين
في أرض الأندلس , فحصلت الموافقه , وتجمع جيش صليبي ضخم جداً , حيث حشد ( دون بدور)
جيشاً لا يحصى ومعه خمسه وعشرون ملكا , وكان في جيشه العديد من المتطوعين الإنجلين
في نزعه صليبيه حاقده
وزحف هذا الجيش نحو غرناطه , وكان على الحكم السلطان أبو الوليد أسماعيل , الذي قلق قلقاً شديداً
لهذا التجمع الكبير , فأرسل وفدا الى سلطان المغرب في فاس يستنجد به
ولكن سلطان المغرب لم يستجب للنداء لفتور بينهم سابقا
يقول المقرئ في كتابه "نفح الطيب" :
(عندما لم يستجب سلطان المغرب لهم رجع الأندلسيون الى أعظم الأدويه وهو اللجوء الى الله وأخلصوا النيات )
وفي ذلك الوقت تأهب العدو للمعركه واستئصال المسلمين غاية التأهب , ووصلت الأثقال والمجانيق
وآلات الحصار وألاقوات في المراكب , ووصل العدو بجموعه الكثيره الى غرناطه
وامتلأت الأرض بهم , فطلب سلطان غرناطه من الشيخ أبي سعيد عثمان بن أبي العلاء
الملقب بشيخ
الغزاة , أن يخرج الى لقائهم
خرج الشيخ أبو سعيد للقاء ومعه ألف وخمسمئة فارس وحوالي أربعة آلاف راجل
(أي أن مجموع ما كان معه 5500مقاتل) وكانوا من أنجد أهل الإسلام وشجعانهم ,
وكان قائدهم الشيخ أبو سعيد يبلغ من العمر سبعه وسبعين عاما وكان قد قضى حياته مجاهداً
في سبيل الله
وفي يوم الخنيس 20 ربيع الأول 719هـ ( 1319م) كان خروج أبي سعيد وأصحابه من الصفوه
المختاره للقاء العدو , وكانوا قد تعاهدوا على الشهاده في سبيل الله
وعانق بعضهم بعضاً للوداع , والدموع تنسكب والقلوب تهفو الى الجنه وكل منهم قد طابت نفسه
للموت , وباعها من ربه بالجنه وهم يسمعون قول ربهم الجليل
(( إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنه ))
وارتفعت أصواتهم بالشهاده والتكبير , واندفعوا مع قائدهم شيخ الغزاة المجاهدين صباح
يوم الأحد 23ربيع الأول 719هـ (1319م) مخلصين النيه لله رب العالمين نحو جيش الإفرنج
الذي لا يحصى معتمدين على الحي القيوم وموقنين بأنه الناصر ولا ناصر لهم سواه ,
وحدثت المعركه الهائله , فلما شاهد الإفرنج جنود الحق عجبوا من إقدامهم مع قلتهم , وشد أبطال
الإسلام على عدوهم , فاتهزم الإفرنج أقبح هزيمه
وأخذتهم السيوف بعد أن هالهم الموقف وشدهم وتبعهم المسلمون يقتلون وياسرون ثلاثة أيام ,
وهزمت أمم النصرانيه شر هزيمه , وكان نصرا عزيزا ويوما مشهودا....
وخرج أهل غرناطه لجمع الأموال وأخذ الأسرى , فاستولوا على أموال عظيمه منها من الذهب _ فيما
يقال ثلاثة واربعون قنطارا من الفضه مئه واربعون قنطارا ومن السبي سبعة آلاف نفس
وكان من جملة الأسرى أمرأه الطاغيه (دون بدور) وأولاده . وزاد عدد القتلى في هذه المعركه على
خمسين ألفا وهلك مثلهم بالوديان لعدم معرفتهم بالطريق وأما الذين هلكوا بالجيال والشعاب
فلا يحصون
وقتل طاغيتهم (دون بدور) ونائبه وقتل الملوك الخمسه والعشرون الذين معهم جميعاً واستمر
البيع في الأسرى والأسلاب والدواب ستة أشهر
أما بطل المعركه ((الشيخ الغازي )) فقد تابع جهاده حتى مات سنة 730هــ سنة(1329م)
وكان عمره 88 سنه أنفقه كما ورد من الكتابه على شاهد قبره ما بين روحه وغدوة حتى استوفى
منها 732غزوه
وقطع عمره مجاهداً مجتهداً في طاعة الرب محتسباً في إدارة الحرب , ما مضى من العزائم في جهاد
الكفار الى أن توفي يوم الأحد الثاني لذي الحجه من عام 730هــ رحمه الله
وعن هذه يقول أبن خلدون في كتابه (العبر) :
( وصابروهم حتى خالطوهم في مراكزهم فصرعوا (دون البدور) و (ودون جوان ) , وولوهم الأدبار
ثم كان من تكييف الله تعالى , في قتله وقتل رديفه , واستلحام جيوش النصرانيه بظاهر غرناطه ما
ظهرت فيه قدرة من قدرات الله تعالى )
فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين

اللهم أنصر الإسلام والمسلمين
وأذل الشرك والمشركين
آمين


الإبداع ywm7fm8hzdsj6pfqrr.g


المصدر / مجلة التربيه الإسلاميه
العدد الحادي والثلاثون
كتبت : um rawan
-
بارك الله فيك اختي
موضوع روعه واختيار موفق
استمتعت بقراءه كتاباتك
مبروك الوسام والتقيم
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين

وأذل الشرك والمشركين

آمين
كتبت : * أم أحمد *
-
كل الشكر لكِ حبيبتي أم راوان
وهذا فقط من ذوقكِ الرائع
تسلمي اختي الغاليه
كتبت : زهره الاسلام
-
جزاك الله خيرا عراقيه
استمتعت جدا بقرائه الموضوع سلمت يداكِ
فتاريخنا الاسلامى مليىء بالانجازات العظيمه التى تملئنا فخرا وعزا بديننا ولكن نحن للاسف فى غفله عنها
وهذا الدين لم يصل لنا بسهوله فقد حمل هم توصيله والمحافظه عليه رجال عظماء
أسأل الله ان ينصر الاسلام ويعز المسلمين وان يرد علينا ملكنا وأسأل الله ان يردنا اليه ردا جميلا حتى ينصرنا وتكون لنا العزه كما كان اسلافنا فى السابق

فى انتظار المزيد من هذه الموضوعات الرائعه
كتبت : || (أفنان) l|
-


بارك الله فيكِ وأثابكِ الله على الإفادة القيمة ونفع بكِ


وإسمحي لي بهذه الإضافة

مصرع غرناطة
ظهر في أواخر عهد الموحدين ابن هود الذي سعى لتخليص الأندلس من الموحدين ، ومن النصارى أيضاَ ، وحكم قواعد شرقي الأندلس ،
ودخلت في طاعته جيان وقرطبة وماردة وبطليوس ، وانتزع غرناطة من المأمون الموحدي سنة 628 هـ ، وحكم ابن الأحمر قواعد أخرى في الجنوب.

وخاض ابن هود مع فرديناند الثالث ملك قشتالة معركة انتهت بسقوط ماردة وبطليوس في يد الإسبان النصارى سنة 628هـ ، وهزم مرة أخرى فسقطت أبدة عام 631هـ ، ثم سار ابن هود لمحاربة خصمه ومنافسه ابن الأحمر في أحواز غرناطة فوجد النصارى الفرصة سانحة للزحف على قرطبة التي سقطت بيدهم سنة 633 هـ فكانت من أشد الضربات القاصمة .

وتوفي ابن هود سنة 635 هـ وبوفاته انهارت دولته ، فسقطت بلنسية في يد النصارى سنة 636 هـ ، ثم شاطبة ودانية ، وانضوت مرسية تحت حماية ملك قشتالة سنة 641هـ .

ومع انهيار دولة ابن هود سارع محمد بن يوسف ابن الأحمر إلى غرناطة ودخلها في أواخر رمضان سنة 635هـ فغدت مقر حكمه .

ورأى النصارى أن ابن الأحمر أصبح منافسهم الأول بعد موت ابن هود ، فكانت معركة صغيرة سنة 636 انتصر فيها ابن الأحمر ، فاغتاظ فرديناند الثالث فأرسل ابنه ألفونسو فاستولى على حصن أرجونة ، وحاصر غرناطة سنة 642 فردهم ابن الأحمر بخسائر فادحة .

ولمس ابن الأحمر تفوق النصارى عليه فهادن ملك قشتالة ورضي أن يحكم باسمه ، وأن يؤدي له الجزية سنوياً وقدرها مائة وخمسون ألف قطعة من الذهب ، وأن يعاونه في حروبه ضد أعدائه بتقديم عدد من الجند ، وأن يشهد اجتماع مجلس قشتالة النيابي ، وسلم جيان وأرجونة وغيرها رهينة لحسن طاعته .

وسيطرت إسبانية بذلك على الولايات الشرقية وبقي التهام الولايات الغربية ، وفي عام 645 ضم النصارى طلبيرة وشلب والخزانة ومرشوشة والحرة ، وفتحت قرمونة بمعاونة ابن الأحمر ، وبدأ حصار أشبيلية ودام الحصار ثمانية أشهر ثم استسلمت المدينة للنصارى في 27 رمضان 646هـ ، ثم سقطت مدن أخرى تباعاً لهذا السقوط الكبير ، كل هذا بمعاونة ابن الأحمر .

وبدأ ابن الأحمر يواجه النصارى بعد أن رأى الخطر يحوم حوله فبدأ يخرج عن طاعتهم فغزوا أرضه عام 660هـ فردهم ، ثم شددوا الهجوم عليه بدءاً من عام 663 هـ وبدأت الهزائم تتوالى عليه فاضطر ثانية لمهادنة النصارى وتنازل لهم عن أكثر من مائة موضع معظمها غربي الأندلس ، وفي عام 668 هـ ساءت العلاقة بينه وبين النصارى فطلب ابن الأحمر العون من دولة المرينيين حكام المغرب الأقصى ، وهنا مات ابن الأحمر وحكم ابنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف الذي كان شاعراً وفقيهاً وسمي محمد الفقيه ، ونهض أمير المرينيين أبو يوسف يعقوب المنصور المريني ابن عبد الحق لنجدة غرناطة ، وهزم النصارى في معركة قوية في 25 ربيع الأول سنة 674هـ ، ووطد لحكم بني الأحمر قرابة مدة مائتين وخمسين عاماً أخرى .

ومرت سنون طويلة كانت العلاقة تسوء بين بني الأحمر وبين ملك قشتالة ومرة تهدأ الأوضاع ، وكلما ساءت العلاقة وجاءت نذر الحرب استغاث بنو الأحمر بحلفائهم بني مرين الذين كانوا يجوزون البحر في كل مرة ليغيثوا إخوانهم من مجازر النصارى ، حتى سقطت دولة بني مرين وقامت على أنقاضها دولة بين وطاس الضعيفة التي لم تكن بقوة بني مرين ولا تستطيع جواز البحر لنجدة المسلمين هناك .

وتوحد الأسبان في مملكة واحدة بزواج فرديناند ملك أراغون بإيزابيلا وريثة عرش قشتالة ، واستقر العرش لهما ، وكانا ذوي نزعة صليبية حاقدة ، وكانت غرناطة غارقة في حرب أهلية بين أمير غرناطة أبي الحسن الملقب الغالب بالله وبين أخيه أبي عبد الله محمد المعروف بالزغل الذي طلب عون النصارى على أخيه أبي الحسن مراراً ، ثم اتفق الأخوان على الهدنة والصلح وأن يبقى أبو عبد الله بمالقة وأحوازها.

وحاول أبو الحسن أن يجدد الهدنة مع قشتالة ولكن الملكين الجديدين رفضا إلا بعد دفع جزية سنوية فرفض أبو الحسن طلبهما وزحف لقلعة الصخرة وفتح مدينة رندة .

وكان أبو الحسن قد تزوج من عائشة ابنة عمه السلطان أبي عبد الله الأيسر وهي المعروفة بعائشة الحرة
وكانت قوية الشخصية مع سمو في الروح مع رفيع القيم والمثل
ورزقت من أبي الحسن بولدين هما : أبو عبد الله محمد ، وأبو الحجاج يوسف

وكان أبو الحسن قد ترك الجهاد وعشق حياة الدعة وغرق في عشق رومية نصرانية اسمها ثريا ، وأصبح أبو الحسن أداة سهلة في يد زوجته ثريا التي كانت ذات دهاء وأطماع ، وتريد أن يكون ولدها يحي ولياً للعهد ، وتقدمه على أخيه الأكبر من عائشة الحرة أبي عبد الله
وتمكنت ثريا من إقناع أبي الحسن بإقصاء عائشة وولديها حتى أقنعته باعتقالهم ، فتم ذلك في برج قمارش أمنع أبراج الحمراء
وشدد الحجر عليهم

وانقسم المجتمع الغرناطي إلى فريقين : فريق يؤيد السلطان وثريا ، وفريق يؤيد الأميرة الشرعية عائشة وولديها .

ولم تستسلم عائشة الحرة فاتصلت بمؤيديها وتمكنت من الهرب من قصر الحمراء سنة 887 هـ وظهرت في وادي آش عند أنصارها .

وقرر فرديناند وإيزابيلا البدء بالحرب بعد أن رأوا أن الحرب الأهلية بدأت تؤتي ثمارها، واستولوا على مكان اسمه الحامة ، الذي يمهد لهم احتلال غرناطة ومالقة معاً ، وتم لهم ذلك ، ولم يستطع أبو الحسن استردادها ، ونشبت الثورة داخل غرناطة تعاطفاً مع عائشة وولديها ففر أبو الحسن إلى مالقة عند أخيه أبي عبد الله محمد بن سعد المعروف بالزغل .

وجلس أبو عبد الله محمد مكان أبيه على عرش غرناطة سنة 887 هـ ، وعمره 25 سنة ، وأراد أن يحذو حذو المجاهدين فخرج في قوات هزم بها النصارى في عدة معارك ، ولما عاد مثقلاً بالغنائم داهمه النصارى في ظاهر قلعة اللسانة ، فخسر المعركة وأسر على أثرها ، وعاد الجيش دون ملكه ، وحاولت غرناطة إعادة أبا الحسن إلى عرشه بدل ابنه الأسير ولكن الإعياء هدمه والمرض فتك به فتنازل عن العرش لأخيه محمد أبي عبد الله الزغل حاكم مالقة .

عرضت أم عبد الله الصغير ووالده الذي خشي من مكر فرديناند وخبثه في التلاعب بابنه دفع فدية كبيرة للنصارى مقابل تسليمه لهم فرفض فرديناند ، واستغل فرديناند قلة خبرة أبي عبد الله الصغير وانعدام حزمه وضعف إرادته وطموحه للحكم ليس غير فاتخذه أداة رائعة يوجهها كيف يشاء ، فأقنع فرديناند أبا عبد الله الصغير أن الصلح مع قشتالة خير ، فأرسل أبو عبد الله الصغير من يقنع المسلمين بذلك ، وسير فرديناند في اللحظة ذاتها ينتزع ما يمكن انتزاعه من مملكة غرناطة ، فاحتل رندة سنة 890 هـ فهددوا بذلك مالقة من الغرب
وحاولوا احتلال حصن مكلين على مقربة من غرناطة ولكن أبا عبد الله الزغل ردهم .

وفي هذه الأثناء قامت فتنة عاملها الرئيس أبو عبد الله الصغير وحزبه ، حيث دعاه حي البيازين ، فشغل أبو عبد الله الزغل بإخماد الفتنة عن مقاتلة الإسبان ، وفي أحرج المواقف أطلق فرديناند سراح أبي عبد الله الصغير بعد أن وقعه على معاهدة أعلن بها خضوعه وطاعته لملك قشتالة لمدة عامين ، وأن تطبق في جميع البلدان التي تدين بالطاعة لأبي عبد الله الصغير ، وأخذ يبث أبو عبد الله الصغير دعوته في شرق الأندلس ، والحرب الأهلية في غرناطة منذ بداية سنة 891 هـ .

وفي هذه الحروب ضرب القشتاليون الحصون الإسلامية بالأنفاط أي المدافع التي بها صخور من نار فتهلك كل من نزلت عليه وتحرقه ، وحينما نشبت الثورة في حي البيازين أمدوا فريقاً من الثوار بالرجال والأنفاط والبارود .

وفي شوال 891 هـ ظهر أبو عبد الله الصغير في حي البيازين ومن حوله أنصاره وأمده فرديناند بالرجال والذخائر والمؤن ، فزادت الفتنة اضطراباً ، واستغل فرديناند الفتنة القاتلة واحتل بلش مالقة على الرغم من استبسال أهلها في الدفاع عنها بمساعدة الزغل ، فعاد الزغل منها باتجاه غرناطة ليجدها قد خضعت لأبي عبد الله الصغير وتبوأ عرشها في 5 جمادى الأولى 892 هـ ، فارتد الزغل إلى وادي آش

وبذلك انقسمت مملكة غرناطة إلى قسمين :
رناطة وأعمالها ويحكمها أبو عبد الله الصغير ، ووادي آش وأعماله ويحكمه عمه محمد بن سعد أبو عبد الله الزغل . وهذا ماكان يسعى إليه فرديناند.

وترك فرديناند أبا عبد الله الصغير الخاضع له وبدأ بالأنحاء الشرقية والجنوبية التي تخضع لعمه أبي عبد الله الزغل ، وزحف على مالقة وطوقها براً وبحرا ًفي جمادى الآخرة 892 هـ وخاف الزغل أن يسير إلى إنجادها من وادي آش أن يغدر به ابن أخيه ، فاستنجد بسلطان مصر الأشرف قايتباي ولكن مالقة سقطت في أواخر شعبان 892 هـ ونكث فرديناند بوعوده فغدر بأهل المدينة واسترقهم جميعاً .

ثم سقط ثغر المنكب والمرية عام 895 ، فلم يبق ثغر واحد يصل غرناطة بالمغرب ، وتطور سير الأحداث فانضوى الزغل تحت لواء النصارى فقد رأى أنه يغالب المستحيل ، ودخل النصارى وادي آش في صفر 895 هـ، وبقي الزغل يحكم وادي آش تحت حماية ملك قشتالة ، ولم يقبل بهذا الوضع المهين فجاز البحر إلى المغرب ونزل وهران ثم استقر في تلمسان حزيناً على ضياع الأندلس .

وبقيت غرناطة آخر القواعد الإسلامية وعلى عرشها أبو عبد الله الصغير تنتظر الضرب القاضية .

ثم أرسل الملكان الكاثوليكيان - فرديناند وإيزابيلا - وفداً يطلبان من أبي عبد الله الصغير تسليم غرناطة فثارت نفسه لهذا الغدر والخيانة وأدرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه في محالفة هذا الملك الغادر فرفض التسليم وقرر الدفاع .


اغتاظ فرديناند وسخط وعاث في بسائط غرناطة وخرب الضياع والقرى ، وجرت ملاحم دموية على أسوار غرناطة ذاتها
وارتحل فرديناند على أثرها ليرمم القلاع ويشحن الأبراج القريبة من غرناطة استعداداً للمعركة القادمة .

ودبت روح المقاومة في غرناطة ، وثار أهل البشرات ، وفتح المسلمون بعض الحصون القريبة من غرناطة .
وسار فرديناند بجيش تراوح ما بين 50-80 ألفاً ، مع مدافع وعدد ضخمة ، وذخائر وأقوات ، وعسكر على مقربة من غرناطة في 12 جمادى الآخرة سنة 896 هـ ، وأتلف القرى والحقول والزروع حتى لا تمد غرناطة بأي طعام ، وحاصر غرناطة المدينة الوحيدة المتبقية من ملك تليد .

وكان دفاع غرناطة من أمجد ما عرف في تاريخ المدن المحصورة ، ولم يكن هذا الدفاع قاصراً على تحمل ويلات الحصار على مدى أشهر
بل كان يتعداه إلى ضروب رائعة من الإقدام والبسالة ، فقد خرج المسلمون خلال الحصار لقتال العدو المحاصر مراراً عديدة
يهاجمونه ويثخنونه في مواقعه ، ويفسدون عليه خططه وتدابيره .

وقرر فارس عربي شجاع المقاومة والجهاد إلى آخر رمق وهو موسى بن أبي غسان ، ومن أقواله : ليعلم ملك النصارى أن العربي قد ولد للجواد والرمح ، فإذا طمح إلى سيوفنا فليكسبها ، وليكسبها غالية ، أما أنا فخير لي قبر تحت أنقاض غرناطة في المكان الذي أموت فيه مدافعاً عنه
من أفخر قصور نغنمها بالخضوع لأعداء الدين .

وتولى موسى قيادة الفرسان المسلمين ، يعاونه نعيم بن رضوان ومحمد بن زائدة ، وتولى آل الثغري حراسة الأسوار ، وتولى زعماء القصبة والحمراء حماية الحصون .

وقطعت غرناطة عما حولها تماماً باستثناء طريق البشرات الجنوبية من ناحية جبل شلير فجلبت منها بعض الأقوات والمؤن الضرورية
وحل الشتاء وقلت المؤن والذخائر ، ودخل الوزير المسؤول عن غرناطة أبو القاسم عبد الملك مجلس أبي عبد الله الصغير
وقال : إن المؤن الباقية لا تكفي إلا لأمد قصير ، وإن اليأس قد دبّ إلى قلوب الجند والعامة ، والدفاع عبث لا يجدي .

ولكن موسى بن أبي غسان قرر الدفاع ما أمكن ، فقال للفرسان : لم يبق لنا سوى الأرض التي نقف عليها ، فإذا فقدناها فقدنا الاسم والوطن .

وزحف فرديناند على أسوار المدينة المحاصرة ، فخرج المسلمون إلى لقائه ، وكان القتال رائعاً ، ولكن مشاة المسلمين لم يصمدوا ، فأوصد المسلمون أبواب غرناطة ، وامتنعوا خلف أسوارها يلاقون قدر تمزقهم .

استمر الحصار سبعة أشهر ، واشتد الجوع والحرمان والمرض ، و أعيد تقويم الموقف في بهو الحمراء
فأقر الملأ التسليم إلا موسى بن أبي غسان الذي
قال بحزم : لم تنضب كل مواردنا بعد .. ولنقاتل العدو حتى آخر نسمة ، وإنه لخير لي أن أحصى بين الذي ماتوا دفاعاً عن غرناطة
من أن أحصى بين الذين شهدوا تسليمها .

وكانت هذه الكلمات تخاطب يائسين قرروا المفاوضة والتسليم ، وكلّف بهذه المهمة الوزير أبو القاسم عبد الملك في أواخر سنة 896 هـ .


وفاوض الوزير أبو القاسم فرناندو دي فافرا وجونز الفودي كردوفا ، فوضعوا معاهدة وافق عليها أبو عبد الله الصغير وفرديناند في 21 المحرم 798 هـ ، واشترط المسلمون أن يوافق البابا على الالتزام والوفاء بالشرط إذا مكنوا النصارى من حمراء غرناطة والمعاقل والحصون ويحلف على عادة النصارى في العهود .

وفي ثاني ربيع الأول من السنة نفسها استولى النصارى على الحمراء ودخلوها بعد أن استوثقوا من أهل غرناطة بنحو
خمسمائة من الأعيان رهناً خوفاً من الغدر
وكانت الشروط سبعاً وستين ، منها : تأمين الصغير والكبير في النفس والأهل والمال ، وإبقاء الناس في أماكنهم ودورهم ورباعهم وعقارهم ، ومنها إقامة شريعتهم على ما كانت ، ولا يحكم على أحد منهم إلا بشريعتهم ، وأن تبقى المساجد كما كانت والأوقاف كذلك ، وأن لا يدخل النصارى دار مسلم ، ولا يغصبوا أحداً ، وأن لا يولى على المسلمين نصراني ولا يهودي ممن يتولى عليهم من قِبل سلطانهم قَبل ، وأن يفتك جميع من أسر في غرناطة من حيث كانوا ، وأن لا يقهر من أسلم على الرجوع للنصارى ودينهم ويسير المسلم في بلاد النصارى آمناً في نفسه وماله ، ولا يمنع مؤذن و لا مصل ولا صائم ولا غيره من أمور دينه ، ومن ضحك منهم يعاقب ...


ولما أنس فرديناند وإيزابيلا ريب المسلمين وتوجسهم من عدم إخلاص النصارى في عهودهم أعلنا في يوم 29 نوفمبر مع قسم رسمي بالله
أن جميع المسلمين سيكون لهم مطلق الحرية في العمل في أراضيهم ، أو حيث شاؤوا ، وأن يحتفظوا بشعائر دينهم ومساجدهم كما كانوا
وأن يسمح لمن شاء منهم بالهجرة إلى المغرب .

وأما فارس الأندلس موسى بن أبي غسان فرفض وقال للزعماء حينما اجتمعوا ليوقعوا على قرار التسليم :
اتركوا العويل للنساء والأطفال ، فنحن رجال لنا قلوب لم تخلق لإرسال الدمع ، ولكن لتقطر الدماء ، وإني لأرى روح الشعب قد خبت
حتى ليستحيل علينا أن ننقذ غرناطة ، وسوف تحتضن أمنا الغبراء أبناءها أحراراً من أغلال الفاتح وعسفه
ولئن لم يظفر أحدنا بقبر يستر رفاته فإنه لن يعدم سماء تغطيه ، وحاشا لله أن يقال إن أشراف غرناطة خافوا أن يموتوا دفاعا ًعنها .

وساد سكون الموت في ردهة قصر الحمراء ، واليأس ماثل في الوجوه ، عندئذ صاح أبو عبد الله الصغير : الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله ، و لاراد لقضاء الله ، تالله لقد كتب لي أن أكون شقياً ، وأن يذهب الملك على يديّ .

ونهض موسى وصاح : لا تخدعوا أنفسكم ، ولا تظنوا أن النصارى سيوفون بعهدهم ، ولا تركنوا إلى شهامة ملكهم ، إن الموت أقل ما نخشى ، فأمامنا نهب مدننا وتدميرها ، وتدنيس مساجدها ، وتخريب بيوتنا ، وهتك نسائنا وبناتنا ، وأمامنا الجور الفاحش ، والتعصب الوحشي ، والسياط والأغلال ، وأمامنا السجون والأنطاق والمحارق ، هذا ما سوف نعاني من مصائب الموت الشريف ، أما أنا فوالله لن أراه .
ثم غادر غرناطة واخترق بهو الأسود عابساً حزيناً ، فوصل داره ، ولبس سلاحه ، وسار على جواده مخترقاً شوارع غرناطة ، وعلى ضفة شنيل قابل موسى سرية من الفرسان النصارى تبلغ نحو الخمسة عشر ، فطلبوا إليه أن يقف ، وأن يعرف بنفسه ، فلم يجب ، بل وثب إلى وسطهم وانقض يثخن فيهم طعاناً ، وكانت ضرباته قاتلة ، حتى أفنى معظمهم ، غير أنه أصيب في النهاية بجرح أسقطه عن جواده
ولكنه ركع على ركبتيه واستل خنجره وأخذ يجاهد عن نفسه ، فلما رأى أن قواه قد نضبت ولم يرد أن يقع أسيراً في يد خصومه ارتد إلى الوراء بوثبة أخيرة فسقط في مياه شنيل فدفعه سلاحه الثقيل إلى الأعماق .

وفي يوم 20 ديسمبر أرسل أبو عبد الله الصغير وزيره يوسف بن كماشة إلى فرديناند مع رهائن من الأعيان ووجوه القوم مع بعض الهدايا ، واتفق مع ملك قشتالة على تسليم المدينة في الثاني من ربيع الأول سنة 897 هـ ، وأرسل فرديناند المطران مندوسا ليحتل قصر الحمراء وليمهد الطريق لمقدم الموكب الملكي ، وما كاد النصارى يجوزون إلى داخل القصر حتى رفعوا فوق برجه الأعلى صليباً فضياً كبيراً ، وأعلن من فوق البرج أن غرناطة أصبحت ملكاً للملكين الكاثوليكيين ، ودخل فرديناند وإيزابيلا قصر الحمراء مع فرقة رهبان ترتل .

وهكذا انتهت آخر الحواضر الإسلامية في إسبانية ، أما أبو عبد الله الصغير فقد خرج وأسرته ليستقروا في البشرات حاكماً باسم فرديناند وتحت حمايته ، وغادر غرف القصر وأبهاءه وهو يحتبس الزفرات في صدره ، وسار بركب حزين ، وعلى ضفة شنيل التقى مع فرديناند وقدم إليه أبو عبد الله مفاتيح الحمراء قائلاً : إن هذه المفاتيح هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانية ، ولقد أصبحت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا ، وهكذا قضى الله ، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً .

ثم سار مع فرديناند حيث إيزابيلا فقدم الطاعة والتحيات ، واتجه إلى طريق البشرات ، وفي شعب { بل البذول أو بادول )
أشرف على غرناطة فأجهش بالبكاء فصاحت به أمه عائشة الحرة : أجل ، فلتبك كالنساء ملكاً لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال .

وبعد شهور من مصرع غرناطة غادر أبو عبد الله الصغير إلى المغرب مع أسرته وأمواله ونزل مدينة مليلة ، ثم استقر في فاس ، في دولة بني وطاس، بعد أن عجّل بوقوع مأساة غرناطة بالجنوح إلى الدعة والخمول والحرب الأهلية ، وترك شؤون الدفاع والعدو من ورائه متربص متوثب يرقب الفرص .

أما النصارى فقد نقضوا العهود ومنعوا المسلمين من النطق بالعربية في الأندلس ، وفرضوا إجلاء العرب الموجودين فيها ، وحرق من بقي منهم ، وأمر الكردينال {كمينس ) بجمع كل ما يستطاع جمعه من الكتب العربية وأحرقها .

وأجبر المسلمون على اعتناق النصرانية ، ولما قاوموا التنصير وأبوه اعتبروا ثواراً متصلين بالمغرب والقاهرة ، وبدأ القتل فيهم
فثاروا بالفعل في غرناطة والبيازين والبشرات ، فمزقوا بلا رأفة .

وفي 20 يوليه 1501 أصدر الملكان فرديناند وإيزابيلا أمراً خلاصته : إنه لما كان الله قد اختارهما لتطهير مملكة غرناطة من الكفرة فإنه يحظر وجود المسلمين فيها ..
ويعاقب المخالفون بالموت أو مصادرة الأموال .

فهاجرت جموع المسلمين إلى المغرب ناجية بدينها ومن بقي من المسلمين أخفى إسلامه وأظهر تنصره فبدأت محاكم التفتيش نشاطها الوحشي المروع .

كتبت : * أم أحمد *
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة زهره الاسلام:
جزاك الله خيرا عراقيه

استمتعت جدا بقرائه الموضوع سلمت يداكِ
فتاريخنا الاسلامى مليىء بالانجازات العظيمه التى تملئنا فخرا وعزا بديننا ولكن نحن للاسف فى غفله عنها
وهذا الدين لم يصل لنا بسهوله فقد حمل هم توصيله والمحافظه عليه رجال عظماء
أسأل الله ان ينصر الاسلام ويعز المسلمين وان يرد علينا ملكنا وأسأل الله ان يردنا اليه ردا جميلا حتى ينصرنا وتكون لنا العزه كما كان اسلافنا فى السابق

فى انتظار المزيد من هذه الموضوعات الرائعه
حقاً سعدتُ بزيارتكِ
وردكِ المبارك الطيب
لكِ بالمثل أختي الغاليه
حيّاك الله وبيّاكِ
أختي لا تحرمينا من مروركِ الجميل
الصفحات 1 2  3  4 

التالي

نبذة تاريخية عن قريتي مجد الكروم (حملة سماء الابداع)

السابق

تاريخ الموصل (حملة سماء الإبداع)

كلمات ذات علاقة
للحاج , معركة , من , المسلمين , الإبداع , حملة , سماء , غرناطه