أفكار دعوية في حقيبةٍ مسافرة
مجتمع رجيم / ملتقى داعيات منتدى ريجيم
والوسائل الدعوية كثيرة جداً، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله:1- الدعوة بالقدوة والسلوك الحسن:
لكل منا رسالة ينبغي له أن يقوم بها، ويوصلها للآخرين على الوجه الأكمل، والمسافر كذلك ينبغي له أن ينشر رسالة حين سفره، رسالة للآخرين تُعَبِّرُ عن قيمه وأخلاقه، رسالة ليست بالكلام فقط، بل بالسلوكيات والمنهج الذي يمارسه، ويحافظ عليه.
إن مظهرك أختي الكريمة ومفرداتك وإيمانك بما تدعين إليه هي أول رُسُلٍ منكِ إلى قلوب من تدعينهن وتختلطين بهن، فإن استطاعت رُسلُك الوصول إلى قلوب الأخريات، كان تحقيق ما تريدين هيناً بحول الله وتوفيقه.
قال الله تعالى على لسان يوسف -عليه السلام- وهو يدعو من معه في السجن إلى الله (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ). [5]، لنتأمل تلطفه معهم حيث جعلهم أصحاباً له في السجن بقوله: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)، ولم يقل (يا مساجين) أو كلمة نحوها، مع أن سبب دخوله السجن ليس كسبب دخولهم.
إنَّ (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)[6]، فإن رافقتها القدوة الحسنة، والابتسامة الحانية، كان ذلك أعظم وأبلغ وسائل الدعوة؛ فالتقليد والمحاكاة غريزة في كيان الإنسان، يجد في أهل الفضل والخير والمعروف مُثُلاً عُليا، ونبراساً يُهتدى به.
هذا الإمام أحمد -رحمه الله- يحضر درسه (5000) طالب، منهم (500) يكتبون، و(4500) يستمعون ويتعلمون من سَمته وخُلقه وأدبه. فإن لغة الجسد أكثر تأثيراً من لغة اللسان، فهي تمثل (55%) من التأثير، في حين أن الصوت يمثل (38%)، وتبقى الكلمات المنطوقة لتحتل (7%) فقط.
إن مستويات الفهم للحديث يتفاوت من شخص لآخر، لكن الجميع يستوون أمام الرؤية، وسلوك الفتاة أنموذج حي، أبلغ من ألف خطبة رنَّانة ومحاضرة بليغة، الأخريات ينظرن إلى حسن خلقها، وطيب حديثها، وجمال مظهرها ومخبرها، وحسن تعاملها، ومحافظتها على شرائع ربها.
وإذا بحثتَ عن التقيِّ وجدتَهُ --- رجلاً يُصدّقُ قولَه بفِعالِ