الضحكة أم الدمعة
هل من الأسهل رسم ضحكة، ابتسامة على الوجه أم ترك دمعة تسيل على الخد؟ لا يخفى على أحد أن الضحك والابتسام له فوائد على كل انسان ومن حوله ولا شك أن الحزن هو عدو كل شيء حي. لكن الضحك والابتسام لا يبدو سهلاً وإن كانت له فوائد كثيرة
أما الحزن والغم وبعدهما الدموع فلهما أبواب كثيرة يطرقان بها النفس والروح. الحزن أسهل من الفرح لأنه يقتات من أشياء تافهة تحيط بنا وما أكثرها. أما الفرح فهو عنصر نبيل لا يتغذى إلا بمشاعر نبيلة ومواقف نبيلة وما أقلها حولنا.
هذا الأمر يجعل الحزن بشكل عام والتشاؤم بشكل خاص أقرب إلى كل شخص من التفاؤل والفرح. لأن من يرغب بالحزن والهم ليس له إلا أن يغرف مما حوله أما من يريد التفاؤل والفرح فلا بد له من البحث عنه في كل شيء حوله.
مما تقدم يمكن أن نلخص الانسان الحزين، المهموم، المتشائم بأنه انسان كسول. يرضى بما تقذفه له الحياة. أما الانسان السعيد، المتفاؤل فهو انسان مجد يرفض ما لا يرضاه لنفسه ولو مات جوعاً.
لا عجب إذاً أن تكون الدمعة أسهل من الضحكة. لكن كلما سالت دمعة على خدك تذكر أن الانسان الكسول الذي يقبع بداخلك يحرم الانسان المجد الذي تحبسه بين أضلاعك من أن يخرج إلى الدنيا وينتزع البسمة من شفاه الحياة.