الجـــواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجــزاك الله خيرا
لا يصح هذا ، إلاَّ عند دراويـش الصوفية ! الذيـــــــن
يذكــــــرون الله بتكرار لفظ الجـلالة ( الله ) ، أو الضمـــير
( هو .. هو ) ! ولا يصــح القـول بـأن تكرار لفــظ الجلالة
( الله ) لـه تأثير في عـــلاج الأمـراض ، وكذلك ما يُزعَــم
أن لِتكرار الأسمـــاء الحـــــسـنى طاقة شفــــــائــــــــــية .
وقد سُئلت اللجــنة الدائــمة بخـــصـوص دعوى أن أسماء
الله الحسـنى تشفــي من الأمـــــراض وأن أســـــــماء الله
الحـسنى لها طاقـة شفائية كبـيرة لعدد ضخم من الأمراض .
وأن لــكل اسم من أسماء الله الحـسنى طــاقة تُحَفِّز جهــاز
المــناعة للعمل بكفاءة مثلى فـــي عضــو معين بجســــــــم
الإنسان . وبــعد دراسة اللجــــنــة للاستـفــتاء ، أجابـــــت
بما يلي قــال الله تعــــالى ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَــا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِـدُونَ فِـي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُــوا
يَعْمَلُونَ ) وقــــال النبي صلى الله علـيــــه وسلم " إن لله
تســعة وتسعين اســـمـا من أحصاها دخل الجـــنة " رواه
البـــخاري ومسلـــم . ومنها الاسم الأعظــم الذي إذا دُعي
بــه أجـاب ، وإذا سئــل به أعطى ، فأسماء الله جل وعلا
لا يعلـــم عـددها إلاَّ هو ، وكلها حسنى ، ويجـب إثبـــاتها
وإثبــات ما تــدل عليه مـــن كمـــال الله وجـلاله وعظمته
ويحرم الإلحاد فيهــا بنفـيها ، أو نفــــي شيء منها عـــن
الله ، أو نفـي ما تـدل عـــليــه مــــن الكمال والجلال ، أو
نفــى ما تتضمنه مــن صـفات الله العظيمة ، ومن الإلحاد
فــي أســــماء الله ما زعمـه المدعو سـيد كــريم وتـلميذه
وابنــه فــي الورقة التـي يوزعونها على النـــاس من أن
أســماء الله الحـــسنى لهــا طاقـــــة شـفائية لعدد ضــخـم
مـــــــــن الأمراض ، وبــواسطــة أساليب القياس الدقيقة
المختلفة فــــي قـــــياس الطــــاقة داخل جسم الإنــــسان ،
اكتشــف أن لــــكل اسـم من أسمــاء الله الحــــسنى طاقة
تحـفز جهـــاز المنـــاعة للعــــــمل بكفاءة مثلى في عضو
معيــــن بجـسم الإنسان ، وأن الدكتـــــور إبراهيم كريـــم
استــطاع بواسطة تطبــيق قانون الرنـيـن أن يكـتشف أن
مجـرد ذكر اسم من أسمـــــــاء الله الحــسنـــى يؤدي إلى
تحسين مسارات الطــاقة الحيـــوية بجــــــسم الإنـــسان .
قـــال : والمعروف أن الفراعنة أول من درس ووضــــع
قياسات لمسارات الــطاقة الحيويــــة بجسم الإنســـــــان
بواسـطة البندول الفــرعوني . ثم ذكر جملة من أسمـــاء
الله فــــــــي جـــــــــدول ، وزعم أن لكل اسم منها فــائدة
للجـــــسـم أو عــــلاج نوع من أمراض الجسم ، ووضح
ذلك برسم لجسم الإنســــان ، ووضع عـلى كـــل عضــو
منــــه اسما من أسماء الله وهذا العمل باطل ؛ لأنه مــن
الإلحاد في أسـمـاء الله ، وفيه امتهان لـها لأن المشروع
فــي أسمـــاء الله دعاؤه بها ، كما قـــال تـعالى ( فَادْعُوهُ
بِهَا ) وإثبـــات ما تتضمنه من الصــفات العظيـــــمة لله
لأن كــل اسم منها يتضــــــمن صــــــفـة لله عز وجل ،
ولا يجــوز أن تستعمل في شيء مــن الأشياء غيـــــــر
الدعـــاء بها إلا بدليل من الشـرع ، والزعم بأنها تفيــد
كذا وكذا أو تعالج كذا وكذا بـــدون دليل من الشرع قول
عــلى الله بلا علم . وقد قــــال الله تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ
رَبِّيَ الْفَوَاحِـشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْــــمَ وَالْبَغْيَ
بِغَيْــرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْــــطَانًا
وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُــونَ ) فالواجب إتـلاف
هـــــذه الورقة . والواجب على المــذكورين التوبة إلى
الله من هذا العمل ، وعـــــــدم العودة إلى شيء منــــه
مما يتـــعـــلق بالعــقــــــيدة والأحـكــام الشرعـــية .
وبالله التوفيــــق . والله تعالى أعلم .
الشيخ عبــــــد الرحمن السحــــــيم
الإرشاد للفتاوى الشرعية