عرض مشاركة واحدة
كتبت : مامت ناهد
-
اضطرابات الطمث

1ـ غزارة الطمث

ما تفقده السيدة أثناء الطمث يتكون بقسمه الأعظم من بقايا بطانة الرحم التي توسفت و سقطت. ولكونها تمتزج مع بعض البواقي الدموية فتأخذ اللون الأحمر. وفور سقوط بطانة الرحم تبدأ دورة جديدة، ومع ظهور هرمون الأستروجين من جديد يتم أرقاء الأوعية الدموية التي كانت تغذي بطانة الرحم و تعرت من سقوطها. ومع بدأ نمو بطانة الدورة التالية تتوقف الضائعات الدموية عن السقوط.

يدوم الطمث عادة بين ثلاثة الى سبعة أيام، وتعتاد كل سيدة على كمية الطمث الثابتة غالباً من شهر لآخر. وغالباً ما يكون الطمث أكثر غزارة في الأيام الأولى.
في بعض الحالات المرضيّة يمكن لهذه الغزارة أن تكون شديدة. سواء أكان الأمر بكمية الطمث أو بمدته.
و غالبا ما يتميز الطمث الغزير باحتوائه على قطع دموية متخثرة بسبب زيادة كمية الدم التي تمتزج ببقايا بطانة الرحم، وهذه الأخيرة قد تخلو من الطمث الذي يتحول إلى نزيف حقيقي وقد يسبب الأمر فقراً بالدم مما يتطلب الأمر استشارة الطبيب.
غالباً ما يكون سبب هذا النزيف الطمثي هو اضطراب هرموني ناجم عن اختلال توازن هرمونات الدورة. أي زيادة تأثير هرمون الأستروجين الذي يحدث بدوره تسمّك ببطانة الرحم، فيصعب أرقاء الأوعية المغذية لهذه البطانه ويحدث النزيف.
قد يكون سبب نزيف الطمث هو الأورام الليفية التي تنمو داخل جوف الرحم،
قد يكون سبب هذه الغزارة الزائدة تناول بعض الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين الذي يتميّز بأنه قد يزيد من غزارة الطمث، لذا ينصح بتجنبه.
2ـ إزعاجات الدورة الطمثية:
تشكي بعض النساء خلال فترة الطمث أو في الأيام التي تسبقها من بعض العوارض مثل الآلام أو الانتفاخات في أسفل البطن وفي الثديين، تنتج هذه الانتفاخات عن احتباس السوائل في الأنسجة الخلالية للجسم مما يفسر زيادة الوزن التي تلحظها المرأة بنهاية الدورة والتي تقارب كليوغرامات معدودة تتراوح من سيدة لأخرى.
والبعض الأخر يشكو من الصداع ومن الأضطرابات النفسيّة. كما قد تشعر بعض السيدات بآلام متوضعة بجانب البطن، قد يكون سببها الإباضة.
شدة هذه العوارض تختلف أيضا من امرأة لأخرى، و قد يلاحظ الأمر بشكل أكثر عند الفتيات، إن وصلت هذه العوارض الى درجة عدم الاحتمال تنصح المرأة باستشارة طبيبها فقد تكون عائدة لأسباب عضويّة وتحتاج إلى علاج، سواء أكان هذا العلاج مسكن ألم أو علاج هرموني يوقف عمل المبيض "مانع حمل".
قد تتركز مجموعة الأعراض هذه بالفترة التي تسبق الطمث، وتسمى المتلازمة ما قبل الطمثية، وغالباً ما يكون سببها نقصان بكمية هرمون النصف الثاني من الدورة "البروجسترون"، لذا يمكن التخفيف منها بإضافة هذا الهرمون بشكل مادة دوائية بالنصف الثاني من الدورة.
3ـ اضطرابات انتظام الدورة:
تشكو العديد من النساء بأن مدة الدورة غير ثابتة، تأتي بأي وقت، قد تغيب وقد تأتي قبل أوانها. فكيف نفسر سبب هذه الاضطرابات بالدورة؟
ذكرنا أعلاه أن فترة الطمث هي غالباً 28 يوم. ونقول عن الدورة أنها مضطربة عندما تختلف هذه المدة من شهر لآخر.
قصر هذه المدة أو تطاولها الثابت، والذي لا يتنوع من شهر لآخر، لا يعتبر اضطراباً طالما أن الطمث يـأتي كل مدة ثابتة. ومَن دورتها 22 إلى 23 يوم أو 32 ـ34 يوم فتعتبر دورة منتظمة إن كانت هذه الفترة لا تتنوع.
فلماذا تضطرب الدورة؟
ما يجري عند الغالبية العظمى من النساء تشذ عليه بعضهنّ الآخر، فأحيانا قد تحصل الإباضة قبل اليوم الرابع عشر أو بعده لذا نجد من النساء ذوات الدورة الطويلة وذوات الدورة القصيرة. فالطمث يأتي عادة بعد الإباضة بأسبوعين فإن أبكرت الإباضة تقصر الدورة، وإن تأخرت تطول.
أما عندما لا تحصل الإباضة لسبب أو لأخر يغيب الطمث وتضطرب الدورة. فتعاني المرأة من عدم انتظام الدورة أو من الضائعات الدموية والآلام والانتفاخات. تتوقف ضرورة علاج هذه الحالات على مدى احتمالها وعلى رغبة المرأة بالحمل لأن هذه العوارض قد تترافق بحالة عقم.
إصلاح اضطراب انتظام الدورة ليس ضرورياً، إلا إن ترافق هذا الاضطراب مع أعراض مزعجة، أو مع حالة عقم لغياب الإباضة. فيكون الإصلاح إما بالأدوية الهرمونية التي تعوض النقص الحاصل، أو بتحريض الإباضة.
هذه الاضطرابات تلاحظ بشكل خاص بحالة المبيض المتعدد الكيسات والذي نفضل تفصيله بموضوع على حدة.
الفترة المخصبة بالدورة الطمثية
كما شرحنا أعلاه. عندما تكون الدورة منتظمة ومن 28 يوم. تحصل الإباضة باليوم الرابع عشر من الدورة.
و لكن هذه الحالة لا تشمل سوى نسبة قليلة من النساء، وحتى أن فترة الدورة قد تختلف عند نفس السيدة من شهر لآخر، الأمر الثابت هو مدة حياة الجسم الأصفر "ما آل اليه الجريب بعد أن أطلق البويضة" هذه المدة هي أسبوعين.
أي أن الإباضة تحصل باليوم الرابع عشر قبل نهاية الدورة. نذكّر هنا أن الدورة تبدأ باليوم الأول لظهور الطمث. فإن طالت الدورة 24 يوم بين بدايتي طمثين فهذا يعني أن الإباضة قد حدثت باليوم العاشر من الدورة "24ـ14"
و أن طالت الدورة مثلا 32 يوم، فهذا يعني الإباضة قد وقعت باليوم 18 من الدورة "32ـ18".
و هكذا نفهم أنه من الصعب على السيدة التي تترواح عندها مدة الدورة من شهر لآخر، من الصعب تحديد فترة إباضتها. و لهذا يبدو واضحاً أن الاعتماد على مبدأ تجنب الفترة المخصبة لا يشكل وسيلة مضمونة لمنع الحمل.
نظريّا، هذه الفترة تمتد 5 أيام قبل الإباضة من مبدأ أن النطاف قد تعيش عند السيدة 5 أيام. وتنتهي بعد الإباضة بيوم، من مبدأ أن البويضة "نظرّياً" يمكنها أن تعيش فقط لمدة 24 ساعة بين لحظة انطلاقها و لحظة تلقيحها.
و أن أضفنا يوما إضافيا كصمّام أمان، فعند سيدة دورتها منظمة و من 28 يوم لكي تتجنب الحمل عليها تجنب الجماع بين اليوم 8 الى اليوم 18 منذ بداية الدورة.
نصائح صحيّة، و أمور طبيعية:
تتناول الألسنة أحاديثاً عديدة حول الأمور الواجب تجنبها أثناء الطمث مثل الاسحتمام أو غسل الشعر أو مزاولة الرياضة. كل هذا ليس له أي أساس علمي. فالطمث أمرٌ طبيعيٌّ تستطيع المرأة خلاله متابعة كل نشاطاتها اليوميّة.
ومن جهة أخرى، لا تحتاج المرأة لعناية صحية خاصّة أثناء الطمث، فيمكنها الاغتسال كما جرت عليه العادة مرة أو أكثر باليوم حسب غزارة الطمث. ويُنصح بتجّنب إدخال الماء والصابون إلى داخل المهبل "وهو ما يعرف بالتواليت الداخلي" فجوف المهبل يحوي عادة على عدة أصناف من الكائنات المجهريّة أو الجراثيم غير المرضيّة التي تعيش بشكل متجانس فيما بينها، مما يمنع الجراثيم المرضيّة من النمو، وإدخال المواد المطهّرة الى جوف المهبل يؤثر أولاً على الكائنات الضعيفة أو بالأحرى غير المرضيّة فتضعفها مما يخلّ بالتوازن الطبيعي ويسمح للجراثيم المرضيّة بالنمو، فيحدث الأنتان، والطبيب هو من يقدر الحاجة لاستعمال هذه المواد المطهرة عندما يلاحظ وجود الأنتان الناجم عن تكاثر الجراثيم والكائنات المجهريّة المرضيّة .

تتنوع أثناء الدورة مفرزات المهبل أيضاً:
فخارج فترات الطمث تفقد المرأة بعض الضائعات البيضاء التي تنجم عن الإفرازات المهبليّة الطبيعّية، هذه الإفرازات تختلف بغزارتها من سيدة لأخرى ومن يوم لآخر من أيام الدورة، غالباً ما تزداد بغزارتها بالنصف الثاني من الدورة، وهي لا تحتاج لأي علاج إلا عندما تأخذ أشكالاً أو ألواناً غير عاديّة أو عندما تظهر لها رائحة مزعجة أو تترافق بحكّة، عندها تنصح المرأة باستشارة طبيبها.

كما يلاحظ أيضا بمنتصف الدورة، أي بالفترة التي تتوافق مع الإباضة، إفراز مادة مخاطية مطاطة، وهي مخاط عنق الرحم،


جزا الله الاخ الدكتور
خير الجزاء على الشرح الواضح و المتكامل
و يا رب الفائدة للجميع