الموضوع: ماشطة فرعون
عرض مشاركة واحدة
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزيتِ الجنة غاليتي
لكن لي وقفة هنا عن صحة قصة ماشطة فرعون



اختصاراً للموضوع للشيخ سليمان العودة)

قصة ماشطة بنت فرعون

(للشيخ سليمان العودة )


السؤال:
يقول هل قصة ماشطة بنت فرعون صحيحة؟
حيث ذكرت في كتاب تحفة العروس، وهل ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عرج به إلى السماء وجد ريحاً طيبة؟


الجواب:
هذا القصة وردت في ابن ماجة،
والحاكم عن ابن عباس، ولها عدَّة أسانيد، ووردت عن طريق جماعة من الصحابة، وإن كانت كل طرقها ضعيفة


المصدر : الشبكة الاسلاميه




هل صح شيء في أمر ماشطة فرعون ،
فإننا نسمع الخطباء يذكرون في ذلك قصة ؟


والجواب :
أما ماشطة فرعون فلا أعلم فيها شيئاً صحيحاً يدخلُ في المرفوع . فقد أخرج أحمد في " مسنده " ( 1/309 – 310 ) ،
وأبو يعلى ( ج4/ رقم 2517 ) ، والطبرانى في " الكبير " ( ج11/ رقم 12279 ، 12280 ) ،
وفى " الأوسط " – كما في " المجمع " ( 1/65 ) ،
والبزار ( ج1/ رقم 54 ) ، والحاكم ( 2/496 – 497 ) ، والبيهقى في " الدلائل " ( 2/363 ) من طرقٍ عن حماد بن سلمة ،
عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لما كانت الليلة التي أسرى بي فيها ، أتت علىّ رائحة طيبة ،
فقلت يا جبريل ‍ ما هذه الرائحة ؟ فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها . قال : قلت : وما شأنها ؟
قال : بينما هي تمشط ابنة فرعون ذات يومٍ إذ سقطت المدرى من يديها ،
فقالت : بسم الله ، فقالت لها ابنة فرعون :
أبى ؟ قالت : لا ، ولكن ربى ورب أبيك الله ، قالت : أخبرهُ بذلك ؟ قالت : نعم . فأخبرته فدعاها فقال : يا فلانة ، وإن لك رباً غيري ؟
قالت : نعم ، ربى وربك الله . فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها ،
قالت : إن لي إليك حاجة .
قال : وما حاجتك ؟ قالت : أحبُ أن تجمع عظامي وعظام ولدى في ثوبٍ واحد وتدفننا . قال : ذلك لك علينا من الحق .
قال : فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً ، إلى أن انتهى ذلك إلى صبىّ لها مرضع ، وكأنها تقاعست من أجله .
قال : يا أمه ‍ اقتحمي ، فإن عذاب الدنيا أهونُ من عذاب الآخرة ، فاقتحمت .
قال : قال ابن عباس : تكلم أربعة صغارٌ : عيسى بن مريم عليه السلام ، وصاحب جريج ، وشاهد يوسف ، وابن ماشطة امرأة فرعون .
قال الحاكم : " صحيحُ الإسناد " ووافقه الذهبي ‍

وعزاه السيوطى في " الدر المنثور " ( 4/150 ) للنسائي وابن مردوية ، وقال :
" بسندٍ صحيح ٍ " ‍ كذا قال ‍ وقال ابن كثير في " تفسيره " ( 3/15 ) : " إسنادٌ لا بأس به " ، وفى كل ذلك نظرٌ ، لأن عطاء ابن السائب كان اختلط وحماد بن سلمة كان ممن سمع منه قبل الاختلاط وبعده ، فلم يتميز حديثُهُ فوجب التوقف فيه ،
وقد روى العقيلى في " الضعفاء " ( 3/399 ) بسندٍ صحيحٍ عن وهيبٍ ، قال : قدم علينا عطاء بن السائب ، فقلت : كم حملت عن عبيدة ؟
قال : أربعين حديثاً .

قال علىّ : وليس يروى عن عبيدة حرفاً واحداً . فقلت : فَعَلام يحمل هذا ؟ قال : على الاختلاط . إنه اختلط .
قال على بن المدين : " قلت ليحيى – يعنى القطان -: وكان أبو عوانة حمل عن عطاء بن السائب قبل أن يختلط ، فقال : كان لا يفصل هذا من هذا وكذلك حماد بن سلمة " أهـ .
قُلتُ : ونقل الحافظ ابن حجر في " التهذيب " ( 7/206 – 207 ) هذه الفقرة عن العقيلى ثم قال " فاستفدنا من هذه القصة أن رواية وهيب وحماد وأبى عوانة عنه في جملة ما يدخل فى الاختلاط " أهـ .
فهذا هو التحقيق فى المسألة ، فلا ينبغى رده إلا ببرهان .
وله شاهدٌ من حديث أبى بن كعب مرفوعاً بنحوه وفى سياقه زيادة .

أخرجه ابن ماجه ( 4030 ) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( ج5/ل 641 – 642 ) من طريقين عن الوليد بن مسلم ، ثنا سعيد ابن بشير ، عن قتادة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن أبى بن كعب فذكره .

قُلتُ : وهذا سندٌ ضعيفٌ ، بل لعله واهٍ والوليد بن مسلم كان يدلس تدليس التسوية ، ولم يصرح في جميع الإسناد .
وسعيد بن بشير ضعيفٌ خصوصاً في قتادة .
وهذه الرواية من هذا القبيل
وخلاصة القول أن الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
الشيخ ابي اسحاق الحويني