الموضوع: حوار شيّق
عرض مشاركة واحدة
كتبت : || (أفنان) l|
-
بارك الله فيك
واثابك الفردوس الأعلى


لكن لي وقفة هنا


الخوف واجب
والبكاء فضيلة

والرجاء واجب
والحب كرامة

وكل ذلك يجب توافره في المؤمن
والبكاء ليس خطأً أو قنوطاً من العبد
فقد امتدح الله الباكين من خشيته:
{ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا }
{ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا }

وكما أن الله ذكر النار في كتابه
تخويفاً لنا وردعاً عن فعل المعاصي
فمن الخوف البكاء والإستعاذة بالله منها

هذا تحقيقاً لصحة فعل العابد بشرط عدم القنوط
فهو لم يقل لن يغفر الله لي لكن خاف المؤاخذة

والمجنون أخطأ.. فكيف يخاف الحساب
ويضحك بدلاً من أن يبكي من خشية لله
طالباً منه غفرانه والجنة دون حساب!

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )
[رواه البخاري]

فهو أفرط بالرجاء وتساهل بالخوف
وهذا شأن من أمن مكر الله
{ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }

والله تعالى أمر بخوفه فمن الطبيعي الخوف من عقابه:
{ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ }
{ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
فهنا قرن الخوف بصحة الإيمان..

لكن شرط الخوف ان لا يخرج عن الرجاء
فيصل للقنوط كما قال الله تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام:
{ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ }
وقال تعالى:
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }

فيجب أن نوازن بين الخوف والرجاء
فالخوف دليله البكاء
والرجاء دليله العمل