الموضوع
:
تلخيص كتاب الايمان لابن تيمية او جولة في الكتاب( سماء الابداع)
عرض مشاركة واحدة
كتبت : ام البنات المؤدبات
-
تلخيص كتاب الايمان لابن تيمية او جولة في الكتاب( سماء الابداع)
align="right">
وبعد
الايمان نفحة ربانية يقذفها الله في قلوب من يختار من اهل الهداية ويهيء لهم سبل العمل بمرضاته ويجعل قلوبهم تتعلق بمحبته وتانس بقربه
فهم في رياض المحبة يرتعون وفي جنان الوصل يمرحون احبهم الله فاحبوه ورضي عنهم فرضوا عنه رضي الله عنهم لاخلاصهم له العمل وتفانيهم في الطاعة فرضوا عنه لما اغدق عليهم من فضله ورحمته ثم كانوا من اهل محبته الذين وصفهم بقوله
(فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) المائدة54
تقربوا منهم ودنوا منه بالطاعات فدنا منهمك بالمغفرة والرضوان كما نطق الحديث القدسي
((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه )إخراجه البخاري
هذا الشعور الذي يحتلج في الصدر ويلمع في القلب هو الذي يضيء جوانب النفس ويبعث فيها الثقة بالله والانس به والطمأنينة بذكر الله ( الا بذكر الله تطمأن القلوب )
هذا هو الايمان الذي عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في معرض حديثه عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه (
(انه ماسبقكم بكثرة صلاة ولا صوم إنما سبقكم بشئٍ وقر في قلبه
)
هذا الشئ الذي وقر في القلب هو المجال الذي يتفاضل به الناس ويتفوات به الرتب انه الايمان .....
فعندما تأدي واجباتك الدينية من صلاة زكاة وصيام ونسك فانت مسلم عادي اما انك تبلغ الدرجات العلى وتفوز بالطمأنينة في القلب وبالاحساس العارم يفجر في صدرك وبالسعادة تفيض على سعادة نفسك وبالقرب بلا حواجز من ربك تشعر به في ذاتك وتعيش معه في اعماقك ويعكس بالنضارة على قسمات وجهك فهذا دونه شد الرحال ويتوقف على مدى ما عندك من اقبال وهو الميدان الذي يتفاضل به الرجال
ولما كان الايمان له هذا الشأن الخطير والسر الكبير سمت همة مؤلف الكتاب وهو الشيخ ابن تيمية رحمه الله الى تأليف كتاب تحت عنوان الايمان ترنوا اليه العيون ويبلغ مسار النجوم ولا غر و فليس هذا على المؤلف بعجيب فنه ممن عناهم الشاعر
ا
ذا غامرت في شرف مرموم .......................فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر حقير ..........................كطعم الموت في املا عظيم
والان لنستعرض اهم مواضيع الكتاب بلمحة موجزة توضح للقارئ الخطوط العريضة للكتاب
يستهل المؤلف رحمة الله كتابه بتخصيص جانب منه حول مفهوم الكتاب مقارنا بينه وبين مفهوم الاسلام
عارض نصوص القران والسنة الواردة في هذا السبيل مشيرا الى حديث جبريل وغيرة من الاحاديث التي تجمع بين الاسلام والايمان مفرقا بين مفهوم كلا منها وان الاسلام يتجه الى الاعمال والايمان تتجه الى الاعتقاد وان مفهوم الاحاديث النبوية يدل على ان الاسلام اعم من الايمان والايمان اخص منه وان كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن
وكما ان الاية تدل على هذا الفرق في قوله تعالى
(قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولمُا يدخل الايمان في قلوبكم _)
و يتطرق المؤلف في هذا الخصوص الى اراء كثير من العلماء من التابعين ومن بعدهم منهم من يؤيد هذا المنحى ومنهم من يعتبر الايمان و الاسلام شيئا واحدا مستدلين
بقول الله(" ان الدين عند الله الاسلام ") على اعتبار ان الدين يشمل الايمان و بحديث جبريل با اعتبار انه لو امن بالله و ملائكته و كتبه و رسلة و اليوم الاخر لكن لم يفعل اركان الاسلام لما نفعه ايمانه و بعد ان يرد على و جهات النظر عند كل فريق يعود فيؤكد الفرق بين مفهوم الايمان و الاسلام و ان الاية نطقت بذلك ( قالت الاعراب ) و نطق الحديث باتفريق بين مفهوميها ودالالة كل منهما.
بعد ذلك يعود المؤلف فيعرص الاراء المختلفة حول معنى الايمان و هل هو الكلمة فقط ؟- التلفظ بالشهادتين – او هو التصديق القلبي فقط ؟اوهل هو الكلمة و التصديق معا ؟ او هما معا مع دخول الاعمال في الايمان ؟ و هل الايمان يزيد و ينقص ؟ وهل يعتبرالعاصي مؤمنا ؟ اوغيرمؤمن ؟ وهل المنافق مسلم ؟ او غير مسلم ؟ و ماهو النفاق الذي يخرج عن الاسلام ؟ و ماهو نفاق العمل و المنافق الاعتقاد ؟ و ها يسوغ ان يقول المسلم " انا مؤمن؟ او لا بد ان يضيف اليها كلمة – ان شاء الله – الى غير هذه الاراء و الخلفات مما سيجده القارئ مفضلا .
ويستوقفنا منهج المؤلف وهو يعرض لكل هذه الاراء المتضاربة ويجيب على هذه التساؤلات المتباينة فيوضح رأي كل فريق ووجهة نظره واستدلالاته وبراهينه السمعية والعقلية ثم يفندها الواحدة تلو الاخرى نابذا كل رأي يتعارض مع النصوص الكتاب والسنة او آراء السلف من الصحابة والتابعين
يعرض المؤلف لكل ذلك باحثا منقبا مستقصيا لا يدع شيءا يتعلق بموضوعه الا تناوله واشبعه بحثا وتمحيصا متطرقا الى مختلف الارء من الفرق الاسلامية ومواقف العلماء من لدن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم الى المتأخرين حتى عصره ذاكرا الاراء بكل تجرد ووضوح بقوله للمحسن احسنت وللمسىء أسأت تسعفه في ذلك حافظة وقادة وذاكرة فريدة لكل ماورد في كتاب الله وسنته رسوله الله يستشهد بهما لما يذهب اليه من اراء وما يجنح له من مواقف واضعا نصب عينيه كتاب الله ورسوله المصدرين اللذين لن يضل المسلمون ما تمسكوا بهما
وكل خير في اتباع من سلف .......................وكل شر في ابتداع من خلف
موضحا ان المفاهيم الاسلامية للالفاظ تؤخذ كما فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم وكما فهمها الصحابة الكرام لان تفسير الرسول هو الاصل وهو الذي ينبغي هو المقبول لانهم فهموا من الرسول المعاني والدلالات التي تدل عليها الالفاظ
والمؤلف يشرح باسهاب اراء الفرق الاسلامية حول حقيقة الايمان ويفند راي من يقول هو التصديق القلبي فقط وينتهي المؤلف في كتابه الى بحث موضوع طريف هو موضوع الاستثناء في الايمان وهو ان سأل المسلم هل انت مؤمن ؟بماذا يجيب؟هل يقول انا مؤمن ؟او بضيف ان شاء الله
موضحا ان هذا السؤال اخترعته المرجئة حتى يحرجون اهل السنة ويوقعوا المسؤول في الفخ المنصوب توصيلا الى ما يؤيد قولهم ان الاعمال ليست من الايمان
ا
يها القارىء سوف تجد كل هذا واكثر في هذا الكتاب الجليل الذي سكب فيه المؤلف رحمه الله عصارة فكره وغزارة علمه وقوة ذاكرته وحدة ذكائه وسعة اطلاعه
align="left">
كتاب الايمان تحقيق حسين يوسف الغزال بتصرف