عرض مشاركة واحدة
كتبت : * أم أحمد *
-
[frame="11 98"]

هو الأرقم بن أبي الأرقم , ولد بمكة سنة 30 قبل الهجره , وكان أسمه عبد مناف بن أسد المخزومي , وكان يكنى أبا عبد الله
هو صحابي جليل , رفيع الشأن ,انه أسلم سابع سبعه , إذ لم يسبقه إلى الإسلام غير سته من الصحابه سوى الأربعه المتفق على أولويتهم
وهم خديجه بنت خويلد , وعلي بن أبي طالب , وزيد بن حارثه , وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم أجمعين
فتكون مرتبته بعد العاشر على التصحيح فهو من قدماء الصحابه , ,امه أميمه بنت الحارث الخزاعيه , وخاله نافع بن الحارث الخزاعي
عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
على مكه , وكان للأرقم ذرية يقدر عددهم بضعه وعشرون إنساناً , وكلهم من ولد عثمان بن الأرقم سكن بعضهم بلاد الشام , أما ولد عبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلو يبق منهم احد
دار الأرقم في التاريخ
ارتبط أسم الأرقم بالدار التي كان صلى الله عليه وسلم مستخفباً فيها من قريش يدعو الناس فيها إلى ألاسلام في أول الدعوه الإسلاميه
فسميت (( دار الإسلام )) .. وكان هذه الدار بمكه على الصفا حيث أسلم فيها الكثير من المسلمين الأولين من كبار الصحابه يوم كانت الدعوه الإسلاميه
في مهدها سريه فيأوون أليها خفيه ليتعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكام الدين الجديد وما ينزل عليه من آيات الله بوساطة الوحي تباعاً , وينظموا أنفسهم فيها
وكانت دار الأرقم في هذه المرحله من حياة الدعوه الإسلاميه تحتاج الى رجال لهم نفوذ وسطوه وشجاعه ومهابي الجانب في قومهم لتنتقل الدعوه الى طور جديد
ومرحله إيجابيه تتوفر فيها حرية الكلام والعمل الجاد في الدعوه إلى الله !! .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله مخلصاً أن يوفر لهم من يقوم بهذه المهمه ووافق ليلة يوم الأثنين وكان دعاءه :
(( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين : عمر بن الخطاب أو أب الحكم عمرو بن هشام ))
الذي سمي فيما بعد أبا جهل بدل الحكم , لأنه ناصب الدعوه الإسلاميه وأهلها العداء منذ البدايه , ومات مشركاً تلعنه الأجيال الى الأبد , وشاء الله
أن يأتي عمر بن الخطاب إلى هذه الدار من الغد بكرةً ليعلن إسلامه , وينضم إلى قافلة المؤمنين !!
وهكذا إستجاب الله تعالى في الحال دعاء نبييه وتحقق ما أراد
ويوم أسلم عمر كان إسلامه الفارق بين دورين , دورها السري ودورها العلني , فسمي عمر الفاروق , فكان إسلامه فتحاَ مبيناً للإسلام , ونصراً عظيماً لدولته
ولسنا نجد شهاده أعظم من شهادة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حيث يقول
(( إن إسلام عمر كان نصراً عظيماً وإن إمارته كانت رحمة للأمه ...
ولقد كنا لانصلي عند الكعبه حتى اسلم عمر , فلما قاتل قريشاً صلينا معه عند الكعبه ))


وبإسلام عمر بدأ الصراع الحقيقي بين الكفر والإيمان , وبين المشركين وبين الذين كانوا متخفين في دار الأرقم ,وهم يزيدون على الأربعين رجلاً .. وكان عمر بن الخطاب صاحب الإيمان الصادق
والنفس الثائره المتمرده على الباطل أصرّ أن يخرجوا من هذا المخبأ وينطلقوا في مجابهة الكفروجهاً لوجه , فأشار على النبي صلى الله عليه وسلم كسر هذا الطوق
فاستجاب لطلبه المناسب الشجاع وانتظم المسلمون في صفين وساروا بثقه وثبات , فكان على رأس الصف الأول البطل الصنديد اسد الله حمزه بن عبد المطلب , وعلى رأس الصف الآخر
فاروق الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين ...
فلما نظرت قريش إلى هذا المشهد الكبير الذي يتقدمه هذان البطلان , ويعلو سماء مكه نشيد الله أكبر وطافوا بالبيت ظاهرين منتصرين أصابتهم كآبه وذهول لم يصبهم مثلها من قبل !!
وسادهم الوجوم فلو يستطيعوا أن يعالجوا الموقف , بل تخبطوا تخبط عشوائي لم تصب في مجابهة هذا التحدي السافر ..
وأصبح أهل مكه يتسائلون عن النيإ العظيم الذي هم فيه مخلفون !!..
ولولا هذه الدار لأغفل التأريخ حياة الأرقم بن أبي الأرقم الطويله, التي امتدت إلى يضعة وثمانين عاماً شأنه في ذلك شأن عامة الصحابه الذين توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم يقدرون بعشرات الآلاف والذين قاتلوا معه وساهموا في نشر الدعوه الإسلاميه مع خلفاء الرسول الكريم بصفتهم جند الله المجهولين الذين كانوا يمنّون انفسهم في نيل الشهاده أو النصر المبين على أعداء الله الكافرين ..
قاتلوا بإخلاص لتوكن كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى , ولترتفع راية الإسلام في كل مكان لتنعم البشريه بحرية العقيده وتعبد الله مخاصاً له الدين !!..
وكان مصير هذه الدار أن باعها أحفاد الأرقم إلى الخليفه أبي جعفر المنصور ثم صارت فيما بعد للمهدي فوهبها هذا لامرأته الخيزران أم موسى وهارون الرشيد , فبنتها وجدتها فعرفت بها وسميت
(( دار الإسلام ))
إلى
(( دار الخيزران))
, وأخيراً انضمت إلى الحرم المكي الشريف في توسعاته العديده خلال فترات التاريخ!!..
نهاية الرجل الذي نذر داره للدعوه إلى الله
شهد الأرقم بن أبي الأرقم بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونفله يوم بدر من الغنائم سيفاً واستعمله على الصدقات , وهذه الوظيفه لا تعطى إلا لمن كان أهلاً لها .
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي طلحه زيد بن سهل رضي الله عنهما
ثم قاتل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في عهد الخلفاء الراشدين
تحت راية الإسلام بصفته جندياً مجهولاً مع إخوانه المجاهدين في الفتح الإسلامي العظيم
توفي الأرقم بالمدينه سنة خمس وخمسين للهجره النيويه الشريفه (55هـ)
وصلى عليه الصحابي سعد بن أبي وقاص بوصيه منه !!..
فسلام عليه يوم عاش للإسلام داعيه ومقاتلاً مجهولاً في فتوحات المسلمين !!
وسلام عليه يوم شهد أنتصاراتهم مع إخوانه المجاهدين حتى أتاه اليقين !!..
[/frame]




أخواتي في الله أرجوا أن يكون موضوع فيه المعلومه ما يفيد ويفي بالغرض راجيه منكم التفاعل القيّم
وجزاكم الله خير الجزاء لأبدائكم الرأي والمرور الطيب
أختكم في الله
عراقيه
م/ مجلة التربيه الإسلاميه
العدد الرابع