عرض مشاركة واحدة
كتبت : ღ♥ بسمة الحياة ღ♥
-
مساء ..معطر برضا الرحمن , وجلائل الريحان

لنسكتمل السيرة المعطرة لابن الانبياء _يوسف -عليه السلام_

الموقف الثاني من طفوله يوسف:


اجتمع أخوة يوسف يتحدثون في أمره. (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)
فاقترح أحدهم حلا للموضوع: (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا). ومن ثم يتوبون عن جريمتهم (وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ).

قال قائل منهم -حرك الله أعماقه بشفقة خفية، أو أثار الله في أعماقه رعبا من القتل: ما الداعي لقتله؟
إن كنتم تريدون الخلاص منه، فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل.. ستلتقطه قافلة وترحل به بعيدا.. سيختفي عن وجه أبيه..ويتحقق غرضنا من إبعاده.انهزمت فكرة القتل،. ولقيت هذه الفكرة استحسانًا وقبولاً، واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده، وبالفعل نفذوه مؤامرتهم وفي الليل، عادوا إلى أبيهم،ولما دخلوا عليه بكوا بشدة، فنظر يعقوب إليهم ولم يجد فيهم يوسف معهم، لكنهم أخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا، وتركوا يوسف ليحرس متاعهم،فجاء الذئب وأكله، ثم أخرجوا قميصه ملطخًا بالدماء، ليكون دليلا لهم على صدقهم.
فرأى يعقوب -عليه السلام- القميص سليمًا، حيث نسوا أن يمزقوه، فقال لهم: عجبًا لهذا الذئب كان رحيمًا بيوسف أكله دون أن يقطع ملابسه.
ثم قال لهم مبينًا كذبهم: (بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون)[يوسف: 18].
أما يوسف فكان لا يزال حبيسًا في البئر ينتظر الفرج والنجاة، وبينما هو كذلك، مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر،
فأرادوا أن يتزودوا من الماء، فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء، فلما ألقى دلوه تعلق به يوسف،
فنظر في البئر فوجد غلامًا جميلاً يمسك به، ففرح الرجل ونادى رجال القافلة، فأخرجوا يوسف، وأخذوه معهم إلى مصر ليبيعوه.


من هذا الموقف اقتفينا وتعلمت وكان لنا قدوه في ذلك لنا :

منها : أنّ بعض الشّرِّ أهونُ من بعض، و ارتكاب أخفّ الضّررَين أولى من ارتكاب أعظمِهما، أن الأخوة، رغم شرهم وحسدهم،
كان في قلوبهم، أو في قلوب بعضهم، بعض خير لم يمت بعد فلابد ان يتغلب الخير في النفووس وينتصر على الشر0
ومنها:أنّ من دخلَ الإيمانُ قلبَه،و كان مخلصاً لله في جميع أمورِه، فإنّ الله يدفع عنه ببرهانِ إيمانه،
و صِدْقِ و إخلاصِه من أنواعالسوء و الفحشاء و أسباب المعاصي،
ما هو جزاءٌ لإيمانه و إخلاصه لقوله:"و همّ بهالولا أنْ رأى برهانَ ربه، كذلك لنصرف عنه السوءَ و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"
ولي عودة من جديد بأذن الله لاستكمال السيرة


</B></I>