عرض مشاركة واحدة
كتبت : كشموشه
-



مشاركتي الاولى


بدع شهر رجب





تنبيه وتحذير أهل السنة من البدع والمحدثات

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين إمام الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. يقول الله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }. قال الحافظ ابن كثير : ( هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة ، حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه ، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء ، وبعثه إلى الإنس والجن ، فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه. وكل شيء أخبر به ، فهو حق وصدق، لا كذب فيه ولاخلف، كما قال تعالى ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) أي: صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي ، فلما أكمل لهم الدين ، تمت عليهم النعمة ) ]2/19[ .وقال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ). وقال : ( ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم ).

لذا فالمتأمل لنصوص الوحيين يجدها متكاثرة بالأمر بالتمسك بما جاء فيهما والتحذير من مغبة مخالفتهما. وسار على هذا النهج خير القرون لإيمانهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث إلى البشرية بمنهج شامل يلبي كل متطلباتهم في كل زمان ومكان ، فكان عصر النبوة عصرا نموذجيا بني على أسس متينة ، فلا غرابة فيه أن يكون زاخرا بالانتصارات والفتوح المتوالية. ثم أخذت بعد ذلك البدع تتوالى على مر العصور ، وأرجعها العلماء إلى أسباب عدة : CENTER]http://up10.up-



1. الجهل بمصادر الأحكام وبوسائل فهمها: مصادر الأحكام الشرعية كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما ألحق بهما من الإجماع والقياس .والقياس لا يُرجع إليه في أحكام العبادات ، لأن من أركانه أن يكون الحكم في الأصل معلولا بمعنى يوجد في غيره ومبنى العبادة على التعبد المحض والابتلاء الخالص .ومداخل الخلل الناشئة من هذه الجهة ، ترجع إلى الجهل بالسنة ، وإلى الجهل بمحل القياس ، وإلى الجهل بأساليب اللغة العربية ، وإلى الجهل بمراتب القياس .

2. متابعة الهوى في الأحكام: قد يكون الناظر في الأدلة ممن تملكتهم الأهواء ، فتدفعه إلى تقرير الحكم الذي يحقق غرضه ، ثم يأخذ في تلمس الدليل الذي يعتمد عليه ويجادل به .وهذا في الواقع يجعل الهوى أصلا تحمل الأدلة عليه ، ويحكم به على الأدلة .ومتابعة الهوى أصل الزيغ عن صراط الله المستقيم ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) .والواقع أنه بمتابعة الهوى : تكتسح الأديان ويقتل كل خير .والابتداع بالهوى أشد أنواع الابتداع إثما عند الله ، وأعظم جرما على الحق ، فكم حرّف الهوى من شرائع وبدل من ديانات وأوقع الإنسان في ضلال مبين .

3. تحسين الظن بالعقل في الشرعيات: إن الله جعل للعقول حدا تنتهي في الإدراك إليه ، ولم يجعل لها سبيلا إلى إدراك كل شيء. فمن الأشياء ما لا يصل العقل إليه بحال، ومنها ما يصل إلى ظاهر منه دون اكتناهٍ ، وهي مع هذا القصور الذاتي لا تكاد تتفق في فهم الحقائق التي أمكن لها إدراكها ، فإن قوى الإدراك ووسائله تختلف عند النظار اختلافا كثيرا.) (البدعة لمحمود شلتوت).

4. سكوت العلماء عن البدعة: إن سكوت العلماء عن بيان حقيقة البدعة وحقيقة السنة مما يشجع العامة على عد سكوتهم موافقة على ما يمارسونه من البدع . CENTER]http://up10.up-


تعريف البدعة :

البدعة لغة : بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه : أنشأه وبدأه ، والبدعة : الحدث .فمادة بدع إذن الاختراع .

واصطلاحا : ( طريقة في الدين مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه )] الاعتصام 1/37 [ .فالبدعة إذن : ما يستحدثه الناس في أنواع العبادات فقط ، وما كان في غير العبادات ، ولم يخالف قواعد الشرع ، فليس ببدعة .والعاديات والمعاملات ، ليس الشرع منشئا لها ، بل الناس هم الذين أنشؤوها ، وتعاملوا بها ، والشارع جاء مصححا ومعدلا ومهذبا ومقرا في بعض الأحيان ، ما خلا عن الفساد والضرر منها .فالعاديات من حيث هي عادية لا بدعة فيها ، ومن حيث يتعبد بها أو توضع موضع التعبد تدخلها البدعة. ومن البدع التي أحدثها الناس ، بدع شهر رجب ، فأحدثوا فيها من العبادات والاحتفالات وما زعموه له من الفضائل والكرامات ، من تخصيص لبعض لياليه بالقيام وبعض أيامه بالصيام ، وكذلك تعمد الذبح فيه والعمرة وغير ذلك .

قال الحافظ ابن حجر : ( لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة ) .

وقال ابن رجب : ( فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به . والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح ، وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ) ( وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ) ( وأما الزكاة فقد اعتاد أهل هذه البلاد إخراج الزكاة في شهر رجب ، ولا أصل لذلك في السنة ).

وقال أيضا : ( وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ، ولم يصح شيء من ذلك ، فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولد في أول ليلة منه ، وأنه بعث في السابع والعشرين منه ، وقيل : في الخامس والعشرين ، ولا يصح شيء من ذلك ) . ومما أحدث فيه أيضا من البدع : الاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج ، في ليلة السابع والعشرين منه ، فيقيمون الخطب والمحاضرات في المساجد ، ويوزعون الحلوى ، ويلبسون أحسن الثياب ، وغير ذلك مما لم ينزل الله تعالى به سلطانا .ومنها صلاة الرغائب ، وهي تصلى بين العشاءين ليلة أول جمعة من شهر رجب ، وقد حدثت بعد القرون الأولى ويقال ابتدعها رجل يدعى ابن أبي الحمراء في سنة 448 حين قدم من نابلس فصلاها ببيت المقدس ( الحوادث والبدع للطرطوشي ). وقد وردت بأسانيد باطلة وموضوعة ، فلا تصح أبدا .

قال الإمام النووي : ( .... هذه الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب ، قاتل الله واضعها ومخترعها ، فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة ، وفيها منكرات ظاهرة ) .

وقال الذهبي : ( حديثها باطل بلا تردد ) .

وقال الحافظ : ( لا أصل لها ) .وخلاصة الأمر في هذا الشهر ، أنه تشرع فيه التطوعات والقربات من صلاة وصيام وصدقة وعمرة ، كما يشرع في غيره من الأشهر الباقية ، من دون تحديد أي قدر أو وصف للعبادة . وأختم مذكرا نفسي وإخواني وجوب إتباع السنة والاستقامة عليها ، والتواصي بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .







ما شاء الله تبارك الرحمن
موضوع قيّم ورائع
كفيتي ووفيتي أختي الغاليه
وهذه مشاركتكِ الأولى وبعد أسبوع ممكن تنزلي الموضوع الثاني
وكوني قريبه منا




عراقيه أنا