فإن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وإن الجنة هي دار السعادة والأفراح، ولو كان هناك من يستثنى من البلاء في الدنيا لكان الأنبياء، ولو أنك طالعت سيرة محمد خير البشر صلى الله عليه وسلم لوجدته ينتقل من ابتلاء إلى ابتلاء، فقد ولد يتيما وعاش فقيرا وكذبه قومه وأخرجوه من بلده إلى غير ذلك من الابتلاء ولكنه صبر لأنه يعلم أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه وأن المرء يبتلى على قدر دينه. قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. رواه الترمذي وحسنه.
فاصبري على ما أنت فيه واحتسبي الأجر عند الله فستجدين عاقبة ذلك خيرا، واعلمي فإن الراضي بقضاء الله وقدره يجد سكينة في نفسه بعد وقوع البلاء ويحمد الله على أن ما أصابه من البلاء لم يكن في دينه.فثقي بالله وأحسني الظن به واعلمي أن أقدار الله كلها خير وإن كانت مؤلمة في ظاهرها. قال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم وغيره.
الامر الثاني