عرض مشاركة واحدة
كتبت : * أم أحمد *
-


شروط وجوب الحج والعمرة
يجب الحج والعمرة بخمسة شروط :






الشرط الأول : الإسلام

لقوله تعالى : إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا

ولأنه لا يصح منهم ذلك , ومحال أن يجب ما لا يصح , ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه .






الشرط الثاني : العقل

فلا حج ولا عمرة على مجنون كسائر العبادات إلا أن يفيق ; لقوله صلى الله عليه وسلم

: رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله و عن النائم حتى يستيقظ و عن الصبي حتى يحتلم .

قال الألباني : حديث صحيح رجاله ثقات







الشرط الثالث : البلوغ

فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم ; للحديث السابق , ولكن لو حج الصبي صح حجه ولا يجزئه عن حجة الإسلام , لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا;

« أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ: " مَنِ الْقَوْمُ؟

" قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ. فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا. فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ: وَلَكِ أَجْرٌ " »

5 رَوَاهُ مُسْلِمٌ تخريج الحديث مسلم : الحج (1336) , والنسائي : مناسك الحج (2648) , وأبو داود : المناسك (1736) , وأحمد (1/219).


ولقوله صلى الله عليه وسلم : أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى ، وأيما أعرابي حج ثم هاجر فعليه حجة أخرى ، وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه حجة أخرى

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 6/16
خلاصة حكم المحدث: صحيح






.
الشرط الرابع : كمال الحرية

فلا يجب الحج على المملوك , ولكنه لو حج فحجه صحيح ولا يجزئه عن حجة الإسلام لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق .

الشرط الخامس : الاستطاعة

فالحج إنما يجب على من استطاع إليه سبيلا بنص القرآن والسنة المستفيضة , وإجماع المسلمين ولكن لو حج غير المستطيع كان حجه مجزئا .

وشرط خاص بالمرأة :

وهو وجود المحرم :

لقوله صلى الله عليه وسلم : عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يخطب يقول:

«لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، فقام رجل، فقال: يا رسول الله! إِنَّ امْرأتي خرجت حاجَّة، وإنِّي اكتُتبت في غزوة كذا وكذا، قال: اِنْطَلِقْ، فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» .

أخرجه البخاري (1862، 3061)، ومسلم (1341) واللَّفظ له.

فمن كملت له الشروط وجب عليه أن يحج على الفور ولم يجز له تأخيره ; لحديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

-: «تَعَجَّـلُوا إلَى الْـحَجِّ، فَـإنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ»

رواه الإمام أحمد وغيره

فأمر بالتعجيل والأمر يقتضي الإيجاب ,

فإذا وجدت هذه الشروط في شخص فقد وجب عليه الحج .

* فإن كان قادرا على الحج بنفسه وجب عليه أن يحج .

* وإن كان عاجزا عن الحج بنفسه فعلى نوعين :

1- إن كان يرجو زوال عجزه وبرءه كالمريض الذي مرضه طارئ ويرجو الشفاء , فإنه يؤخر الحج حتى يستطيع الحج بنفسه فإن مات قبل ذلك حج عنه من تركته ولا يأثم .


2- وإن كان الذي وجب عليه الحج عاجزا عجزا مستمرا لا يرجو زواله ولا يرجو برءه : كالكبير , والمريض المقعد الميئوس منه , ومن لا يستطيع الركوب , فإنه يوكل من يحج عنه ويعتمر .



************************************************** ************************


شرح


يوميات الحج







رحلة إلى الله
إعداد/ محمود إسماعيل شل
بعد أن يكون الحاج قد أدى مناسك العمرة.. يبدأ رحلة الحج تلك الرحلة المباركة التي طالما اشتاقت نفسهإليها وتبدأ أولى محطاتها






في اليوم الأول للحج

يُسمى اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية).

قبل نية الدخول في النسك وليس الإحرام، يستحب للمتمتع أن يغتسل ويتنظف ويقص أظافره ويحف شاربه ويلبس الإزار والرداء الأبيضين

(وأما المرأة فتلبس ما شاءت غير القافزين والنقاب وهو البرقع) وأما القارن والمفرد فيكون عليهما الإحرام من قبل فلا يفعلان كما يفعل المتمتع من قص وغيره.

وفي وقت الضحى من هذا اليم، تحرم من المكان الذي أنت نازل فيه (حيث تنوي أداء مناسك الحج) ثم تقول: لبيك حجًا، وهو ما يُسمى بـ (الإهلال بالحج).

إن كنت خائفًا من عائق يمنعك من إتمام الحج فاشترط وقل بعد الإهلال بالحج (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني

وإن لم تكن خائفًا فلا تشترط؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يشترط.

بعدما تنوي الحج يجب عليك أن تتجنب محظورات الإحرام جميعًا، ثم تكثر من التلبية، وهي

(لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)

ولا تقطعها حتى ترمي جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة.

ثم تنطلق إلى منى وأنت تلبي؛ حيث تصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها، حتى تصلي الرباعية منها ركعتين (قصرًا) بلا جمع.

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من السنن الرواتب في السفر إلا سنة الفجر والوتر.

وينبغي أن تحافظ على الأذكار الثابتة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة، وأذكار الصباح والمساء، والنوم وغيرها، ثم تبيت في منى هذه الليلة.







ثاني أيام الحج ( أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة )

إذا صليت الفجر وطلعت عليك الشمس؛ فانطلق إلى عرفة وأنت تلبي وتكبر فتقول:

(الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد)، ترفع بذلك صوتك.

يكره لك صيام هذا اليوم؛ حيث وقف النبي –صلى الله عليه وسلم- مفطرًا، إذ أرسل إليه بقدح لبن فشربه.

من السنة أن تنزل في نمرة إلى الزوال إن أمكن.

ثم تكون هناك خطبة وبعدها تصلي الظهر والعصر جمع تقديم ركعتين (بأذان وإقامتين)

ولا تصلِّ بينهما ولا قبلهما شيئًا من النوافل.

ثم تدخل عرفة (وتتأكد أنك داخل حدودها)؛ لأن وادي عرفة ليس من عرفة.

وتتفرغ للذكر والتضرع إلى الله عز وجل والدعاء بخشوع وحضور قلب.

عرفة كلها موقف. وإن تيسر لك أن تقف عند الصخرات أسفل الجبل ـ الذي يُسمى جبل الرحمة ـ وتجعله بينك وبين القبلة فهو أفضل.

وليس من السنة صعود الجبل كما يفعله البعض.

أثناء الدعاء تستقبل القبلة رافعًا يديك تدعو بخشوع وحضور قلب حتى الغروب، ولا تنشغل بالضحك والمزاح أو النوم عن الدعاء كما هي حال الغافلين.

وأكثر من قول (لا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، كذلك التلبية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

لا تخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس.

بعد الغروب تنطلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة، وإذا وجدت متسعًا فأسرع قليلا لأنها السنة.

حين تصل تصلي المغرب والعشاء، والسنة أن تجمع المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين،و لا تصل بعدهما شيئًا إلا أن توتر،

فإن كنت تخشى أن لا تصل مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب الزحام أو غيره؛ فإنه يجب عليك أن تصلي في الطريق، ولو لم تصل مزدلفة قبل خروج وقت الصلاة .

والمهم في ذلك أن تصلي الصلاة قبل أن يخرج عليك وقتها. ثم تنام حتى الفجر.. أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل.










ثالث أيام الحج ( أعمال اليوم العاشر وهو يوم النحر ( العيد ) )

صلاة الفجر لجميع الحجاج في مزدلفة إلا الضعفاء والنساء.

بعد صلاة الفجر والانتهاء من الأذكار عقب الصلاة تستقبل القبلة فتحمد الله، وتكبره وتهلله وتدعوه حتى يسفر الجو جدًا.

ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبيًا، وعليك السكينة.

إذا مررت بوادي "محسر" تسرع السير إن أمكن.

تلتقط سبع حصيات من أي مكان من طريق مزدلفة أو من منى ثم عليك ما يلي:

*ترمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، وتكبر مع كل حصاة (وتقطع التلبية عند جمرة العقبة).

تذبح الهدي وتأكل منه وتوزع على الفقراء (والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط)، وتقول عند الذبح والنحر:

(بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك ،اللهم تقبل مني) (مبتدئاً باليمين)،

أما المرأة فتقصر بقدر أنملة( وهو طرف الأصبع )، وبذلك تتحلل التحلل الأول فتلبس ثيابك وتتطيب، ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء، ولا يحل لك الجماع إلا بعد الحلق أو التقصير وطواف الإفاضة.

*بعد ذلك تذهب إلى مكة، وتطوف طواف الإفاضة (دون رمل) وهو: الإسراع في المشي معتقدًا في الخطى أثناء الطواف ثم تصلي ركعتي الطواف.

*ثم تسعى، والسعي على المتمتع فقط، وكذا القارن والمفرد اللذيْنِ لم يسعيا في طواف القدوم، وبذلك تتحلل التحلل الكامل.

إن قدمت بعض هذه الأمور على بعض فلا حرج.

وتشرب من ماء زمزم، وتصلي الظهر في مكة إن أمكن.

ثم عليك المبيت بمنى باقي الليالي.







رابع أيام الحج (أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة )

عليك المبيت بمنى، وعليك أن تحافظ على الصلوات الخمس مع الجماعة.

واعلم أن هذه الأيام تُسمى أيام التشريق. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله)؛ فيسن فيها كثرة التكبير بعد الصلاة، وأن تكبر الله في كل حال وزمان: في الأسواق والطرقات وغيرها.

ويبدأ رمي الجمرات الثلاث بعد الظهر (أي بعد الزوال). فتبدأ برمي الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التي تُسمى العقبة.

ترمي كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات ،واحدة بعد الأخرى، وتكبر مع كل حصاة.

والسنة في رمي الجمرة الصغرى أن ترميها وأنت مستقبل القبلة والجمرة بين يديك، ثم تتقدم على الجمرة أمامها بعيدًا عن الزحام فتستقبل القبلة وتدعو طويلاً، وكان ابن عمر- رضي الله عنه- يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة .(فتح الباري)

وترمي جمرة العقبة مستقبلها جاعلاً الكعبة عن يسارك ومنى عن يمينك، ثم تذهب، ولا تقف للدعاء؛ حيث إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يقف بعدها.

ثم عليك المبيت بمنى.

خامس أيام الحج (أعمال اليوم الثاني عشر من ذي الحجة )

عليك المبيت بمنى هذه الليلة.

عليك أن تستغل وقتك بفعل الخيرات وذكر الله والإحسان إلى الخلق.

وبعد الظهر ترمي الجمرات الثلاث، وتفعل كما فعلت في اليوم الحادي عشر، فترمي بعد الظهر الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.

وتقعد للدعاء بعد الصغرى والوسطى.

وبعد أن تنتهي من الرمي إن أردت أن تتعجل في السفر جاز لك.

إن نويت التعجل، فيلزمك الانصراف قبل غروب الشمس، وتطوف طواف الوداع.

لكن التأخر للحاج أفضل؛ لقول الله تعالى: "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"، ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ولنيل فضيلة الرمي.

إذا أمكنك أن تصلي أثناء بقائك في منى أيام التشريق في مسجد الخليف كان أفضل؛ لأنه (صلى في مسجد الخليف سبعون نبيًا).


سادس أيام الحج (أعمال اليوم الثالث عشر من ذي الحجة )

بعد المبيت بمنى يوم الثاني عشر ترمي الجمرات الثلاث بعد الظهر، وتفعل كما فعلت في اليومين السابقين.

فإذا عزمت الرجوع إلى بلدك فطف طواف الوداع، أما الحائض والنفساء فليس عليهما وداع.

[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]وبذلك تمت مناسك الحج،


وتقبل الله منك إن شاء الله.






من مخالفات الحج والعمرة والزيارة

تهاون بعض الناس في الإحرام عند مروره على الميقات

ما يعتقده بعض النساء من أن ثوب الإحرام لا بد له من لون خاص

اعتقاد بعض النساء أن الإحرام تشترط له الطهارة فتتجاوز الميقات بدون إحرام إذا كانت حائضا

اعتقاد بعض الحجاج والمعتمرين من أن لباس الإحرام لا يجوز تغييره ولو اتسخ

كثير من الحجاج يلتزم أدعية خاصة في الطواف

اعتقاد كثير من الحجاج والمعتمرين من أن الإحرام هو لبس الإزار والرداء

بعض الحجاج في حالة التلبية وغيرها يخلط في عمله الضحك واللعب

بعض الرجال إذا أحرموا كشفوا أكتافهم على هيئة الاضطباع

تقبيل الركن اليماني

طواف بعض الحجاج عند الزحام داخل الحجر

اعتقاد بعض الحجاج أن ركعتي الطواف لا بد أن تكون قريبا من المقام

بعض الطائفين يقوم بمسح ما يقابله في طوافه كمقام إبراهيم

مزاحمة بعض النساء الرجال عند الحجر الأسود

استمرار بعض الطائفين على حالة الاضطباع بعد الطواف

الجهر بالنية عند ابتداء الطواف والسعي

بعض الحجاج إذا خرجوا من الحرم بعد طواف الوداع يرجعون القهقرى

الإشارة إلى الركن اليماني إذا لم يتمكن من استلامه

السعي بين الصفا والمروة أربعة عشر شوطا

اعتقاد بعض الساعين أن سعيه لا يتم إلا إذا صعد إلى آخر جبل الصفا وآخر جبل المروة

ما يفعله بعض الحجاج من صلاة ركعتين بعد السعي

استمرار بعض الحجاج في طوافه أو سعيه بعد إقامة الصلاة

سعي بعض الحجاج وهو مضطبع

بعض الحجاج ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس

الإسراع وقت الدفع من عرفة إلى مزدلفة

انشغال بعض الحجاج بلقط الجمار وترك المبادرة إلى صلاة المغرب والعشاء

تسرع كثير من الحجاج في مزدلفة إلى الصلاة دون تحري جهة القبلة

بعض الحجاج يقوم برمي الجمار بشدة وعنف

بعض الحجاج يقوم برمي الجمار بحصى كبيرة وبالحذاء

تقدم بعض الحجاج إلى الجمرات بعنف وشدة لا يخشعون لله تعالى

بعض الحجاج أو المعتمرين إذا أرادوا الحلق أو التقصير يحلق جزءا من رأسه ويترك الباقي

اعتقاد بعض الحجاج أن زيارة المسجد النبوي من مكملات الحج

رفع الأصوات عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالأدعية

زيارة أماكن في المدينة أو مساجد لا تشرع زيارتها

استقبال الحجرة النبوية حال الدعاء










[/COLOR]








وأخيرآ

حتي يكون حجك مبروراً

لكل حاج

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:(( مَن حَجّ فَلَم يَرفُث ولَم يَفسُق رَجَع كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ))

أخرجه كل من البخاري في صحيحه برقم 1733 و 1734 و مسلم في صحيحه برقم 2481 و ابن خزيمة برقم 234 و ابن حبان برقم 3754 و أحمد في مسنده برقم 772
.
فمغفرة الذنوب بالحج ودخول الجنّة مرتّب عن كون الحج مبروراً.

وإنّما يكون الحج المبرور باجتماع أمور منها:


أولاً: كثرة ذكر الله تعالى، وقد أمر الله تعالى بذكره في إقامة مناسك الحج، خصوصاً في حالة الإحرام بالتلبية والتكبير.

قال تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}

[البقرة:197]،

فما تزود حاج ولا غيره أفضل من زاد التقوى.


ثانياً: الاتيان فيه بأعمال البر، ومنها حسن الخلق إلى النّاس بالبر والصلة، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر قال:

«حسن الخلق» ، فعلى الحاج أن يعامل إخوانه الحجاج الذين يلتقي بهم في المشاعر، والذين أتوا من كل فج عميق بالمعاملة الحسنة،

بالقول والفعل، ويجب عليك أخي الحاج أن تخلص نيّتك لله تعالى؛ فإن بعض الناس قد غلب عليهم حب الشهرة، فجعلوا الحج والعمرة بمثابة سفر للنزهة كي يقال حج فلان وحجت فلانة.

قال تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ}

[البقرة:196]،

وإتمام الحج: الإتيان بمناسكه على الوجه المشروع، وقول الله تعالى {لِلّهِ}

معنى إخلاص النية فيه لله وحده: تخليص أفعاله من الشرك الأكبر والأصغر، فلا يكون فيه رياء ولاسمعة ولا طمع من مطامع الدنيا، ولا فخر ولا مباهاة. ويجب عليك أخي الحاج

أن يكون العمل الذي تتقرب به إلى ربك مما شرعه الله.


واحذر أخي الحاج من الرفث، وهو ذكر الجماع ودواعيه، وقيل هو الكلام الرديء واللغو الذي لا فائدة فيه، والفسوق والمخاصمة والجدال بالباطل

حتى يكون حجك مبروراً، وسعيك مشكوراً، وذنبك مغفوراً. قال تعالى:

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}

[الحج:197].






واحرص أخي الكريم على أداء الصلوات المفروضة جماعة في أوقاتها وفي المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه،

ولا سيما المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف؛ فالصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في غيره، والصلاة في المسجد النبوي أفضل

من ألف صلاة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أجر عظيم.

وأكثر من الاعمال الصالحة من تلاوة القرآن مع تدبر للآيات، وذكر الله، والدعاء، والطواف بالبيت، والاستغفار، والتوبة الصادقة، والإنابة

والرجوع إلى الله تعالى، والتلبية ورفع الصوت بها، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

والتعرّف على إخوانك في الله، فالحج فرصة عظيمة للتعارف والتآخي، فعليك باغتنام هذه الفرصة لعل الله أن يستجيب لك ويقبل منك.

أيها الحاج الكريم، واصل اجتهادك في الأعمال الصالحات التي قضيت بها أيام الحج من قراءة القرآن والدعاء والصلاة وحافظ عليها ولا تتركها حتى الممات

{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}

[الحجر:99].



نسأل الله أن يتقبل منك ومنا صالح الأعمال وأن يرزقنا وإياكِ الحج المبرور