عرض مشاركة واحدة
كتبت : * أم أحمد *
-





حكم الإعـجـاز الـرقمي أو العددي في القرآن


انقل لكم هذا الموضوع مع درس صوتي مهم

((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))

حكم الإعـجـاز الـرقمي أو العددي في القرآن

نص السؤال
نعلم أن القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز ...
وأن هذا الإعجاز كان قد تجلى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالإعجاز اللغوي وإعجازه بالإخبار عن الغيبيات و ما أشبه ذلك ..


واليوم نجد من علماء المسلمين من أظهر لونا آخر إعجاز القرآن الكريم .. ألا وهو الإعجاز العددي .. بمعنى أن عدد كلمات في القرآن إذا توافق مع رقم معين فإننا نستدل بذلك على حقيقة علمية أو نتنبأ عن حدوث شيء في المستقبل ..
مثال : في القرآن وردت كلمة .....
*البحر: 32 مرة.

*الأرض(اليابسة): 13 مرة.
فنجد أن : الأرض = البحر + اليابسة = 32 + 13 = 45.
*نسبة البحر من الأرض = ( 32÷ 45 ) * 100 = 71.111111 % .
نسبة اليابسة من الأرض = (13÷ 45 ) × 100 = 28.888888%
*نسبة اليابسة + نسبة البحر = 100%
وهذا ما توصل إليه العلم الحديث مؤخراً.
فهل لنا أن نسمي هذا إعجازا ؟ و ما حكم من ينكره ؟

الجواب:
ج424 : الذي يظهر أن هذه الأرقام وافقت العلم الحديث الرقمي ببعض كلمات القرآن ولا يعني أنه من الإعجاز قطعاً .
والأصل في الإعجاز أن يكون أخباراً وأحكاماً توافق ما عليه القرآن وهنا نجزم قطعاً دون ما ذكر السائل من الأرقام .
أما استنباط حرفي ثم رقمي فهذا إنما اتفق حسابياً ولو فتح المجال الرقمي لأبطل الأعداء معجزة القرآن الكريم – بدعاوي فاسدة – بحجة أن هناك كلمات حرفية لم توافق في أرقامها ما عليه القرآن .
لذا ينبغي التورع في هذا الباب لأن مسائله من المسائل التي فيها الجمر تحت الرماد وبالله التوفيق.

_________________
إن التفسير العددي: تفسير محدث لم يستخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم في معرفة الوقائع التي حدثت في عصره، ولم يستخدمه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهم أعلم الناس بمعاني القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ عنه تلقوه ومنه تعلموه!، وكذلك التابعون لهم باحسان، والعلماء المعتبرون الذين تولوا تفسير القرآن العظيم بالمناهج المعروفة عند أهل العلم بالقرآن لم يسلك أحد منهم هذا المسلك، وهذه كتبهم بين أيدينا شاهدة بهذا.
فإن قال قائل: بلى قد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التفسير. فيقال: فهل بلغه أمته من بعده أم لا؟. فان قال: لم يبلغ فقد زل زللاً عظيماً، وان قال بل بلغ، فيقال له: وأين هذا البلاغ؟ وهذه كتب السنة المشرفة مليئة بالأحاديث النبوية الشريفة، فإن قال: ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخدم هذا التفسير العددي للقرآن لعدم وجود الحاجة إليه في عصره؟ فالجواب: بل وجدت أحداث عظيمة، وكان المؤمنون يترقبونها، ومع ذلك لم يظهر هذا التفسير، وأقرب مثال على ذلك مسألة حرب الروم مع الفرس فان المؤمنين كانوا يتابعون أخبارها حتى أن الله أخبر بأنهم سيفرحون لنصرهم، أضف إلى ذلك معارك الإسلام الخالدة: بدر، وأحد، والخندق التي اجتمع فيها قبائل الشرك مع اليهود على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة، وكذلك فتح مكة، ويوم حنين، وتبوك، وكلها مواقع ورد ذكرها في القرآن الكريم، وبعضها في أكثر من مكان، ومنها ما سميت سورة بكاملها باسمها، وفي كل هذا دلالة عظيمة على عظم شأن هذه الأحداث والمواقع.
ثم إن الأحداث الكبار وقعت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما وقع كاقتتال الصحابة فيما بينهم، ومنها ما لم يقع كخروج الدجال الذي لم يبعث نبي إلا حذر أمته منه، ومع ذلك لم يحاول أحد من الصحابة معرفة ما حدث أو سيحدث، أو التدليل له، من خلال التفسير العددي للقرآن.
.....................

وعوداً على نظرية التناسق العددي في القرآن ومن أشهر من أظهر مثل هذا التناسق الدكتور عبد الرزاق نوفل، فقد ذكر أنه في عام 1959م وجد تساوياً في عدد مرات ذكر الدنيا وعدد مرات ذكر الآخرة، اذ تكررت كل منهما (115) مرة في القرآن رغم اختلاف معظم الآيات التي وردت فيها الدنيا عن تلك التي وردت فيها الآخرة، وبعد سبع سنوات من التاريخ السابق وجد تساوياً في عدد مرات ذكر الملائكة وعدد مرات ذكر الشياطين، اذ وردت كل منها (88) مرة.. الخ (انظر: حول الاعجاز العددي في القرآن الكريم، للدكتور عبد الرزاق نوفل مقال منشور في مجلة المنطلق: العدد الثاني، ربيع الآخر، 1398ه» وفي هذا كله نظر من جهة المنهج، ومن جهة التطبيق، فأما رده من جهة المنهج فيقال: انه تعامل محدث مع القرآن الكريم، لم يكن موجوداً في الصدر الأول، والأمور الشرعية «بخلاف الأمور الدنيوية» مردها إلى الأمر العتيق. وأما رده من جهة التطبيق فالملاحظ عليهم أنه ومن تابعه في اثبات هذا النوع من الاعجاز يعتمد على المنهج الانتقائي في الكلمات التي يختارونها لاعمال التوازن المزعوم، وقد قدم الدكتور أشرف عبد الرزاق قطنة دراسة نقدية على الاعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: «رسم المصحف والاعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الاعجاز العددي في القرآن الكريم» وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب «اعجاز الرقم 19» لمؤلفه باسم جرار. (2) كتاب «الاعجاز العددي في القرآن» لعبد الرزاق نوفل (3) كتاب «المعجزة» لمؤلفه عدنان الرفاعي. وخلص المؤلف الى نتيجة عبر عنها بقوله: «وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الاعجاز العددي «كما عرضتها هذه الكتب» غير صحيحة على الاطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل اثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ الى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت باجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، والى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في احد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك الى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها «ص 197» دمشق: منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420ه/1999».
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ومن ذلك قوله ان لفظ اليوم ورد في القرآن () مرة بعدد أيام السنة وقد جمع لاثبات هذا لفظي «اليوم» ،«يوماً» وترك «يومكم» و«يومهم» و«يومئذ» لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه! وكذلك الحال في لفظ الاستعاذة من الشيطان ذكر أنه تكرر (11) مرة. يدخلون في الاحصاء كلمتي «أعوذ» و«فاستعذ» دون «عذت» و«يعوذون» و«أعيذها» و«معاذ الله» (انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/699 700) بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1414ه».
وانه مما يمكن أن يقال هنا ان في اختيار التاريخ الميلادي، وتقديم اليوم على الشهر لا العكس، والبحث عن ما يطابقه في القرآن تحكم بحت! والا فلم لم يختاروا التاريخ الهجري مثلاً للواقعة مع أنه الأليق بنصوص الشريعة.
============
فضيلة
فضيلة الشيخ خالد السبت