عرض مشاركة واحدة
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله

عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله
عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله
عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله


16246.gif


عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله


ذكر الإمام ابن القيم في كتابه: "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" أن الصحابي الجليل أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه دخل مع الفاتحين المسلمين منتصرا إلى جزيرة قبرص، فبعد أن هلل المسلمون بالنصر جلس أبو أيوب يبكي فقالوا: ما يبكيك يا أبا أيوب؟
فقال: أبكي هؤلاء، بينما هي أمة ظاهرة قاهرة لها الملك إذ عصوا الله فهانوا على الله فأذلهم الله!!

فسبحان الله!
كم من أناس كانت تهابهم الملوك، وتخشى بأسهم الجيوش، فإذا بهم في لحظات يسقطون ويتجردون من كل حول وقوة، ليتحولوا إلى ضعفاء عاجزين مثيرين للعطف والشفقة، وسبحان الملك الغني القوي الذي له الدوام وحده!

وكم من أناس كانت تنتظرهم الجماهير لتحظى منهم بمصافحة أو نظرة رضا أو حتى ابتسامة، فخدعتهم الدنيا بزخرفها وتمادوا فيما يغضب الله، وتجرؤوا على محارمه، فأصبحوا اليوم يتوارون خجلا من رؤية الناس؛ ليتحول حلمهم الجميل إلى كابوس مزعج، ولا يفيقون منه إلا أمام المحاكم على القضايا تلاحقهم بتهم مخلة بالشرف والأخلاق والأمانة!
ألا ما أصعب الحياة، وما أعظم غرورها، وأشد قسوتها!
كم رفعت الدنيا من إنسان حتى إذا ابتسمت له وظن أنها ما خلقت إلا له قال: "ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة"
(سورة الكهف)
فاغتر بما أوتي من فضل الله وقال: "إنما أوتيته على علم عندي"
(سورة القصص)
وفجأة ألقت به الدنيا من أعلى مكان؛ ليسقط على جذوره محطما في الأرض؛ وليصغى بكل كيانه كأنه يسمع قول الله تعالى لأول مرة:( "يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور"
)(سورة لقمان)
فيفيق المسكين ليجد أعماله في نهاية المطاف( "كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب")سورة النور.

لقد افتضحت الدنيا خلال السنوات القليلة الماضية، وانكشفت عورتها، ورأينا فيها آيات ما رأينا مثلها قط! وعرفنا كم هي خادعة بأبنائها غدارة بأهلها.
وصدق الشاعر:
هي الدنيا تقــول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي
فلا يغرركــمو مني ابتســام فقولي مضحك والفعـل مبكي


إن مما يعصم من الزلل ويحول دون الانزلاق والشطط، أن نحدد أهدافنا في الحياة بشكل صحيح، ونربطها دائما برضا الله الذي خلقنا، ونمضي قدما نحو هذه الأهداف دون تردد، ونراجع أنفسنا أولا بأول؛ حتى لا تنحرف بنا البوصلة فتلقي بنا في متاهات الحياة، والحذر كل الحذر من خطوات الشيطان الذي لن يتركنا دون خديعة أو مساومة حتى يعوق مسيرتنا نحو تحقيق أهدافنا في الحياة.


عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله
عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله
عصوا الله.. فهانوا على الله.. فأذلهم الله