عرض مشاركة واحدة
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وبناته

اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وبناته
اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وبناته
kgtdobekosnw390b7eu.


ggtyk3p29945c185e76x

اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وبناته

f9ovttltmbtb8ucnno9.
سندخل اليوم الى اعظم واجمل بنيان والذى نرى فيه قبس من نور النبوة
حياة الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً واباً

لقد خص الله تعالى رسوله محمدا بخصائص منها، أنه أباح له الزواج بأكثر من أربع نساء، لمقاصد شرعية ودعوية اختصت ببيانها بعض الكتب
ولقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم ببيتين أولهما بمكة مع زوجه خديجة بنت خويلد رضى الله عنها
حيث أنجب وواجه التحول الأعظم بحياته وبحياة كل الانسانية
ولكم ان تتصوروا معى كيف كان هذا البيت الرائع الذى يظلله الحب
وكيف كانت شهادة الزوجة الرائعة والمحبة لزوج ليس لمثله مثيل
فلقد عاشت السيدة خديجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر عاماً قبل أن يبعث نبياً ورسولاً
وهى أعوام تكفى لان تكشف لها عن جوهر هذا الزوج وتبدى طبائعه وخصاله
فلم تكد تسمع حديثه الاول عن الوحى حتى هتفت بيقين
والله مايخزيك الله ابداً انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق
شهادة زوجة لزوجها توضح كل معانى الحب والاحترام
فمن كان يتحلى بهذة الصفات مع الناس من حوله كيف به مع زوجه وابنائه

وبيته الثانى كان بالمدينة مع أمهات المؤمنين
وكان محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى به للزوج والاب
محمد صلى الله عليه وسلم الزوج
نقف هنا ونتمعن شخصيته كرجلاً وزوجاً وشخصيته صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
لانستطيع الفصل بينهم
فالرسل بشراً اوحى اليهم
قال تعالى : ( وماأرسلنا من قبلك إلارجالاً نوحى أليهم ) سورة يوسف آية 109
ذلك أن الاسلام قرر بشرية الرسل أصلاً من أصول عقيدته
ومحمد صلى الله عليه وسلم أحرص على تذكير أمته انه عبد الله ورسوله
قال تعالى ( قل أنما انا بشر مثلكم ) سورة الكهف آية 110
فلقد كان يسكن إلى زوجه وينشغل بأبنائه ويجرى عليه ماجرى على سائر البشر من ألم ومرض وموت
ولكن كان صلى الله عليه وسلم ليس كأحد من البشر فلقد اصطفاه رب العالمين على كل البشر
لذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته الخاصة يتصرف فيها كيفما يشاء
وأنما كان يتلقى من حين إلى حين أوامر ربه بأخص شئونه الزوجية
وكانت حياته تخضع لتوجيه سماوى
ولنا فى محنة الأفك دليل كبير فلم تحسم هذة المحنة الكبيرة الا بنزول الوحى ببراءة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها

وزواجه بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضى الله عنها
وكان صلى الله عليه وسلم القدوة و النموذج والمثل الذى يحتذى به في تعاملاته مع زوجاته وبناته ، فكان معلِّمًا ومربيًّا غرس في نفوسهم وعقولهم المبادئ السامية التي تَفُوق كل المبادئ التي عرفتها الإنسانيَّة؛ فكانت معاملاته دليلاً على نبوَّته صلى الله عليه وسلم

وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يخلق الإنسان من ذَكَرٍ وأنثى، وأن تكون إحدى سُنَنِه وآياته التزاوجَ بين هذين الجنسين، فقد قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
فالسكينة والرحمة والمودَّة من أعظم آيات الله في الزواج.
وكانت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوجيَّة تطبيقًا لهذه المعاني القرآنيَّة؛ لذلك نجده صلى الله عليه وسلم يُكثر من وصية أصحابه بالمرأة، ويحثُّ الأزواج أن يعاملوا أزواجهم معاملة حسنة مستمدَّة من آية الزواج القائمة على المودَّة والرحمة، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي )

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3895
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (حُبب إلى من دنياكم : النساء والطيب، وجعلت قُرة عينى فى الصلاة )

الراوي:- المحدث: الألباني - المصدر: النصيحة - الصفحة أو الرقم: 255
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وحياة محمد صلى الله عليه وسلم فى بيته رائعة فى بشريتها فلقد كان يعيش بين أزواجه رجلاً ذا قلب وعاطفة ووجدان
أمثلة وصورًا رائعة من خلال عَلاقته مع زوجه؛ فتجده أوَّل مَنْ يواسيها، يُكَفْكف دموعها، يُقَدِّر مشاعرها، لا يهزأ بكلماتها، يسمع شكواها، ويخفِّف أحزانها؛ فكان مثالاً يُحتذى، وقدوة حسنة يستفيد منها البيت المسلم على مرِّ القرون والأزمان؛ فعن أنس أنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي.
فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال لها: "مَا يُبْكِيكِ؟"
فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟) ثم قال: "اتَّقِي اللهَ يَا حَفْصَةُ".

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3894
خلاصة حكم المحدث: صحيح



كما وصفت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حال رسول الله صلى الله عليه وسلم كزوج داخل بيته، فقد كان صلى الله عليه وسلم (يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ).

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 419
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فكان تعامله مع زوجاته من منطلق الرحمة والحب، كما أنه تعامل أيضًا من منطلق أنه بشر مثل باقي البشر الأسوياء، الذين لا يَرَوْنَ غضاضة في مساعدة أزواجهم.
ومن عظيم محبَّته لهن -رضي الله عنهن- أنه صلى الله عليه وسلم كان يشاركهن المأكل والمشرب من نفس الإناء، فعن عائشة –رضي الله عنها- أنها قالت: (كُنْتُ أَشْرَبُ فَأُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ, وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فيَّ).

الراوي: عائشة أم المؤمنينالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 378
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وكان يخرج معهن للتنزُّه لزيادة أواصر المحبَّة
وكان كثيرًا ما يمتدح زوجاته، فها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتدح عائشة -رضي الله عنها- قائلاً: (إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ).

الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4578
خلاصة حكم المحدث: صحيح


كما تجلَّت رحمته ورأفته صلى الله عليه وسلم على زوجاته حينما دخل على زينب بنت جحش -رضي الله عنها- فوجد حبلاً ممدودًا بين الساريتين، فقال: "مَا هَذَا الْحَبْلُ؟".
قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلَّقت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا، حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ).

الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1150
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وكثيرًا ما يحلُم رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجاته، ويقابل جفوتهن بصدر رحب، وبشاشة وحُبٍّ.


f9ovttltmbtb8ucnno9.
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقابل غَيرة زوجاته مقابلة فيها كثير من الحلم والأناة، وإعطاء كل زوجة حقَّها من التقدير والاحترام، فها هي ذي عائشة -رضي الله عنها- تغار من كثرة ذكر الرسول لخديجة -رضي الله عنها- وشدَّة حُبِّه لها، رغم وفاتها قبل أن يتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فتقول –رضي الله عنها- في ذلك: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة قطُّ، وما رأيتُها قطُّ، ولكن كان يُكثر ذِكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يُقَطِّعها أعضاءَ، ثم يَبْعَثُها في صدائق خديجة، وربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلاَّ خديجة. فيقول: (إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ).

الراوي: عائشة أم المؤمنينالمحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3818
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


ورغم ما كان يجد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات من نسائه، إلاَّ أنه لم يضرب امرأة له قطُّ كما قالت عائشة رضي الله عنها: (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةً لَهُ قَطُّ...).

بل كان يواسيها عند بكائها لأي سبب من الأسباب

كما أشرك النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في مواقف عظيمة كثيرة، وأحداث تهمُّ الأُمَّة بأجمعها، ففي يوم الحديبية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ينحروا الهدي ثم يحلقوا، فلم يفعل ذلك منهم أَحد، وردَّد ذلك صلى الله عليه وسلم ثلاث مرَّات دون أن يستجيب أَحد إلى أمره، ولمَّا لم يستجب أَحد إلى أمره، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجه أم سلمة -رضي الله عنها-، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا نبي الله، أتحبُّ ذلك، اخرج لا تكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنك، وتدعو حالقك فيحلقك.
فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بُدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأَوْا ذلك، قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل غمًّا، ورغم خطورة هذا الموقف إلاَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحسن رأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فكان خيرًا وبركة على الأُمَّة كلها.
والناظر إلى سيرته صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية فائقة ومحبَّة لائقة، فكان نِعْمَ الزوج صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على القيام بحقوق زوجاته المادية والمعنوية، من نفقة، ومسكن، ومبيت، ومأكل، وملبس، ونحوه مما تحتاجه الزوجة، عملاً بقول الله تعالى: {وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} سورة البقرة·
وقد روي عنه أنه قال: إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجر، وبشر المسلمين بعظيم ثواب الإنفاق على الأهل فقال: (أعظم الصدقة دينار تنفقه على أهلك)

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 995
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وكان يمازح زوجاته ليدخل السرور إلى قلوبهن
وكان يتفقد زوجاته، ويرعاهن، ويؤنسهن، ويتلطف بهن، ويعلمهن أمور دينهن، وينصحهن، ويوجههن إلى سبيل الخير، فقد أرشد عائشة إذا رأت ليلة القدر أن تدعو فتقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني·

وهو بعد كل هذا يحذر من تضييع الأهل، أو التقصير في القيام باحيتاجاتهن ومطالبهن فيقول:كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ·

الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 3/407
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات غير وهب بن جابر فهو مجهول

من مبادئ الإسلام السامية أنه اعتبر النساء شقائق الرجال، ومن هذا المنطلق قامت عائشة تصف أحوال النبي في بيته، بأنه كان يعمل بيده، كما يعمل أحدكم في بيته، يخدم أهله، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه ، كما كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، يتغافل عما لا يتشهي، ولا يتكلم في غير حاجة ·


f9ovttltmbtb8ucnno9.
الرسول الأب

الأولاد زينة الحياة الدنيا، سواء كانوا بنين أو بنات، وقد رزق النبي بثلاث بنين، وأربع بنات، وهم على التوالي: القاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، وإبراهيم، وولدوا كلهم من زوجته خديجة، إلا إبراهيم فأمه مارية القبطية، التي أهداها إليه المقوقس ملك مصر، وكانت بيضاء جعدة جميلة، فتسرى بها، -تزوجها-، وقد مات أولاده قبله، إلا فاطمة ماتت بعده بستة أشهر، وكانت قد أنجبت من زوجها علي أحفادا للنبي هم: الحسن والحسين رضي الله عن الجميع·
وقد تجلى تعامله مع أولاده وأحفاده بالعديد من المظاهر الإنسانية الكريمة الرحيمة، ومن ذلك ما يلي:

كان النبي يحب أولاد المسلمين عامة وأولاده وأحفاده خاصة، ويفرح لولادتهم، وإذا ولد له مولود أذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، ليكون أول ما يطرق سمعه في الدنيا تمجيد الله وتعظيمه، ويحنكه بشيء حلو كالتمر، ويسميه باسم جميل، ويذبح عنه عقيقة، ويختن الصبي، ويحلق رأسه ويتصدق بوزنه فضة·


ومعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لبناته فقد كانت غاية في الرحمة والحكمة ، وكلهن أدركن الإسلام ، وأسلمن .
وتتمثل جوانب الرحمة والحكمة في معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لهن في صور متعددة ، وأمثلة متنوعة ، منها :
1. دعوته لهنَّ للإسلام بالحسنى ، رحمةً بهن .
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) قَالَ : (يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ ، لاَ أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِى عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أُغْنِى عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مالِي لاَ أُغْنِى عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) .
رواه البخاري ( 2602 ) ومسلم ( 206 ) .

قال ابن إسحاق : وأما بناته : فكلهن أدركن الإسلام ، فأسلمن ، وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم .
" الروض الأنف " السهيلي ( 2 / 157 ) .
2. عنايته صلى الله عليه وسلم بهن في مرضهن حتى في أشد الأوقات .
فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج لبدر أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يبقى عند زوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها كانت مريضة .
فعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ – أي : عثمان بن عفان - عَنْ بَدْرٍ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم – وهي : رقية - وَكَانَتْ مَرِيضَةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ ) رواه البخاري ( 3495 ) .
3. حسن الاستقبال والترحيب .
4. ائتمانهن على أسراره صلى الله عليه وسلم .
5. إدخال السرور على قلوبهن .
ويجمع ذلك كلَّه حديث صحيح :
عن عَائِشَة أُمِّ الْمُؤْمِنِيِنَ رضي الله عنها قَالَتْ : (إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَام تَمْشِي ، لَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ : (مَرْحَبًا بِابْنَتِي) ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ سَارَّهَا ، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا ، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا : سَارَّهَا الثَّانِيَةَ ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ ، فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ : خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا ، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا عَمَّا سَارَّكِ ، قَالَتْ : مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قُلْتُ لَهَا : عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنْ الْحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي قَالَتْ : أَمَّا الْآنَ فَنَعَمْ ، فَأَخْبَرَتْنِي قَالَتْ : أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الْأَمْرِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ (جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أَرَى الْأَجَلَ إِلَّا قَدْ اقْتَرَبَ فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ) قَالَتْ : فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ ، قَالَ : (يَا فَاطِمَةُ أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ) رواه البخاري (5928) ومسلم (2450) .
7. ومن عظيم عنايته وتربيته صلى الله عليه وسلم لبناته أن سارع بتزويجهن لمن رأى فيه رجاحة عقل ، أو دين متين ، فزوَّج زينبَ رضي الله عنها من أبي العاص بن الربِيع القرشي رضي الله عنه ، وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد .
وزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم رقيةَ من عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فلما توفيت رقيةُ رضي الله عنها زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأختها أم كلثوم .
وزوَّج فاطمةَ رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
8. أمرهن بالحجاب والستر في اللباس .
وذلك استجابةً لأمر الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الأحزاب/ 59 .
9. حل مشكلاتهن بينهن وبين أزواجهن ، والتدخل للإصلاح .
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ : (أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟) قَالَتْ : كَانَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ شَيْءٌ ، فَغَاضَبَنِي ، فَخَرَجَ ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي [القيلولة هي النوم وسط النهار]، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ : (انْظُرْ أَيْنَ هُوَ) ، فَجَاءَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُضْطَجِعٌ ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ : (قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ) رواه البخاري (430) ومسلم (2409) .
10. رقة النبي صلى الله عليه وسلم لابنته الغائبة عنه ، والشفاعة في إطلاق زوجها المأسور عند المسلمين ، والاشتراط عليه إرسالها للمدينة .
وكل ذلك يدل على عطف النبي صلى الله عليه وسلم على بناته ، وشدة تعلقه بهن ، وهو مع هذا يريد لهن الخير والنجاة من بيئة الكفر خشية الافتتان ، ويحب لبناته ما يحببن لأنفسهن من الخير ، وخاصة إن تعلق الأمر بزوج لها ، أو ولد .
وكل ما سبق يجمعه حديث واحد صحيح :
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ بَعَثَتْ زَيْنَبُ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ عِنْدَ خَدِيجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً ، وَقَالَ : إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا ، فَقَالُوا : نَعَمْ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ عَلَيْهِ أَوْ وَعَدَهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ [موضع على مشارف مكة] حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا .
رواه أبو داود ( 2629 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي رحمه الله :
(رقَّ لها) أي : لزينب ، يعني : لغربتها ، ووحدتها ، وتذكر عهد خديجة ، وصحبتها ، فإن القلادة كانت لها ، وفي عنقها .
" عون المعبود العظيم " (7 / 254) .
11. المشاركة في عقيقة أولاده من بناته .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كَبْشًا كَبْشًا . رواه أبو داود (2841) ، وفي رواية النسائي (كبشين كبشين) وقال الشيخ الألباني عنها : إنها الأصح .
12. متابعة بناته رضي الله عنهن عند أزواجهن ، والتوجيه نحو عدم الركون لمتاع الدنيا .
عنْ علي رضي الله عنْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنْها شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ فَقَالَ : (عَلَى مَكَانِكُمَا) فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ : (أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي ، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وَتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ) رواه البخاري (3502) ومسلم (2727) .
13. وتستمر عناية النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته ببناته حتى بعد وفاتهن ، وتمثل ذلك في :
أ. الاهتمام بغسلهن ووضع شيء من ثيابه مع إحداهن .
فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ تُوُفِّيَتِ ابْنَتُهُ ، فَقَالَ : (اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا ، أَوْ خَمْسًا ، أَوْ أَكْثَرَ مَنْ ذَلِكَ ، إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا ، أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي) ، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ – أي : إزاره - فَقَالَ : (أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ) رواه البخاري (1195) ومسلم (939) .
(أشعرنها) : هو من الإشعار ، وهو إلباس الثوب الذي يلي بشرة الإنسان ، ويسمَّى شعاراً لأنه يلامس شعر الجسد .
وابنته هي : زينب ، كما جاء مصرحاً به في رواية مسلم .
ب. شهود جنازتهن ، ودفنهن .
ولو أردنا الوقوف عند كل موقف لنبينا صلى الله عليه وسلم من المواقف السابقة لطال بنا المقام ، ولعلَّ السائل يرجع لكتب السيرة ، وشروح الأحاديث ، ويقف بنفسه على فوائد تلك المواقف ، وأهميتها في حياة المسلم أن يأتسي بها ، ويقتدي بهديها .


وكان أرحم الناس بالصغار، يمسح رؤوسهم، ويقبلهم، ويداعبهم، ويطيب خواطرهم، ويحملهم بين يديه وينفق عليهم، ويسوي بينهم في العطية ، وكان يقبل ابنه إبراهيم ، وحينما عجب الأقرع بن حابس من تقبيله لحفيده الحسن بن علي، وأن له عشرة من الأولاد ما قبل واحدا منهم، أجابه قائلاً: من لايرحم لا يرحم

الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 483
خلاصة حكم المحدث: صحيح


وروي عنه أنه كان يمازح الحسن أو الحسين، ويأخذ بكفيه ويجعله يرقى بقدميه على صدره، ثم يقبله·
وكان يخاف على أولاده وأحفاده، ويرقيهم بالمعوذات، ويقول للحسن والحسين:( أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة

الراوي:عبدالله بن عباس المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2060
خلاصة حكم المحدث: صحيح


كان النبي حريصا على تعليم أولاده وأحفاده وتربيتهم وإرشادهم إلى مكارم الأخلاق ومعالي الأمور
وروي عنه أنه صافح وبايع أطفالا صغاراً·
وليست هذه بيعة تكليف ، وإنما يراد بها تعويد الأولاد على تحمل المسؤولية، والتأسي بالكبار·
وحينما أراد حفيده الحسن وهو صغير، أن يأكل تمرة من الصدقة، نهاه عن ذلك تنشئة له على معالي الأمور ومكارمها·

اهتم النبي صلى الله عليه وسلم القدوة بتدريب الاولاد على أنواع من النشاطات البدنية، لتقوى أجسامهم، وتصلب أعوادهم، ويذهب عنهم الخمول والكسل، ويتعودون على النشاط والعمل الجماعي


f9ovttltmbtb8ucnno9.
وهذا غيض من فيض فالحديث عن مكارم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لاينتهى بل هو فيض ننهل منه كل مزايا الخلق والاقتداء
ونستمد منه الخلق القويم والمزايا الحسنة والمعانى السامية