عرض مشاركة واحدة
كتبت : ~ عبير الزهور ~
-
سيرة ومسيرة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضى الله عنهما

سيرة ومسيرة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضى الله عنهما
سيرة ومسيرة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضى الله عنهما


8urkacdbomxo21mvt78d

سيرة ومسيرة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضى الله عنهما
[marq]

سيرة ومسيرة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضى الله عنهما[/marq]


بطاقة تعريفية
الاسم: الحسن.
الأب: علي بن أبي طالب.
الأم: فاطمة الزهراء.
الجد: محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الجدة: خديجة بنت خويلد..
ولد - رضي الله عنه - في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة بالمدينة المنورة وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن ويعد أكبر إخوته.

صفاته


كان - رضي الله عنه - أبيض اللون مشربا بالحمرة، سهل الحديث، كث اللحية، جعد الشعر، بعيد مابين المنكبين، ليس بالطويل ولا القصير.

بين الحسن وجده -عليه الصلاة والسلام–
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب الحسن - رضي الله عنه - حبا شديدا، وكثيرا ما كان يحمله على كتفيه ويقول: "اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه"، كان يصعد على ظهر جده - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد فيتركه قليلا ويرفعه بلطف حتى لا يسقط، وحينما سأله الصحابة - رضي الله عنهم - عن ذلك قائلين: يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد، أجاب - عليه الصلاة والسلام - بقوله: "إنه ريحانتي من الدنيا، وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين"، وقال عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن أخيه الحسين: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".

الحسن خليفة للمسلمين

بعد استشهاد الإمام علي كرم الله وجهه بايع أهل العراق الحسن -رضي الله عنه- في شهر رمضان سنة 40 للهجرة، وكتب إليه ابن عباس يقول: "إن الناس قد ولوك أمرهم بعد علي فاشدد عن يمينك وجاهد عدوك".
ومعلوم أن زمن تولية الحسن بن علي كان زمن فتنة عارمة لا يسع المجال هنا- للتفصيل فيها، لذلك وبعد مبايعته خليفة للمسلمين أشار عليه أهل العراق بالسير إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان فزحف ومن معه إليها، وبعد أن تقارب الجيشان شعر الحسن - رضي الله عنه - بعدم الثقة بمن معه، كما راعه اقتتال المسلمين من جديد، فتنازل - رضي الله عنه - عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين التي سالت بغزارة من قبل، وتوحيدا لكلمتهم التي تفرّقت بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وقد كان ذلك بعد مدة وجيزة من استخلافه والتي قدرت بستة أشهر، وبذلك يصدق قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحسن - رضي الله عنه - وأرضاه: "عسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين".
وقد سمي ذلك العام بعام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين فيه.


من حِكمه رضي الله عنه
- قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: "من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله - تعالى -له، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرّف به القضاء... ".
- قال معاوية للحسن بن علي: ما المروءة يا أبا محمد؟
قال: "فقه الرجل في دينه، وإصلاح معيشته، وحسن مخالقته".

- دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه فقال: "يا بني وبني أخي، إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبارَ آخرين فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه، فليكتبه وليضعه في بيته".
- لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقا.
- ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم.

مرض الحسن -رضي الله عنه- ووفاته
سُقي الحسن بن علي - رضي الله عنه - سما شديدا حتى تقطعت كبده وصار يلفظ كبده قطعة تلو الأخرى، وحينما حضرته الوفاة بكى بكاء شديدا فقال له الحسين - رضي الله عنه -: "ما يبكيك يا أخي؟
وإنما تَقْدُم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى علي وفاطمة وخديجة، وقد أجرى الله لك على لسان النبي صلى الله عليه سلم: أنك سيد شباب أهل الجنة... وقاسمت الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجا"، وقد كان الحسين - رضي الله عنه - يقصد مما قاله تطييب نفس أخيه والتهوين عليه، لكن كلامه لم يزده إلا بكاء وانتحابا وقال له: "يا أخي إني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط".


توفي الحسن - رضي الله عنه وأرضاه- سنة 50 للهجرة متأثرا بالسم الذي سقي له بفعل فاعل ودفن بالبقيع. - رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.



محمد ديرا